قضايا الشعر
في عصر صدر الإسلام
من القضايا الهامة التي عايشها الشعر في عصر صدر الإسلام الضعف والركود ويذكر بعض دارسي الأدب أن الشعر في هذا العصر قد أصيب بالضعف وتعرض لفترة من الركود ، وفي هذا الكلام كثير من الخطأ وبعض الصواب .أما أنه أصيب بالضعف فكلام غير صحيح ؛ لأنه مبني على الخلط بين الضعف من جهة ، وبين اللين والسهولة مــن جهة أخــرى . وذلك لأن الإسلام صادف في العرب قلوباً وطباعاً قاسية فألانها ورققها ، ومن ثم أصبح الشعراء يختارون من الكلمات ألينها ، ومن الأساليب أسهلها ، وابتعدوا عن الألفاظ الجافة الغليظة ، والتراكيب الوعرة . وأورد أصحاب هذا الزعم قول الأصمعي - إن صحت الرواية عنه - : " الشعر نَكِدٌ يَقوَى في الشر ويَسهُل ، فإذا دخل في الخير ضَعُفَ ولانَ . هذا حسان فحل من فحول الشعراء في الجاهلية فلما جاء الإسلام سقط شعره " . ويرد على ذلك :أن الأصمعي ذاته عدَّ حسان من فحول الشعراء .وأن أكثر شعر حسان المرويِّ عنه بعد الإسلام منحول, فصار هذا الضعف منسوباً إلى ما نُحل عليه من شعر , وليس إلى ما قاله هو . وأما انه تعرض لفترة من الركود فهذا ظن أشاعه ابن خلدون وتبعه بعض المؤرخين المعاصرين ، إذ يقول في مقدمته : " انصرف العرب عن الشعر أول الإسلام بما شغلهم من أمر الدين والنبوة والوحي ، وما أدهشهم من أسلوب القرآن ونظمه ، فأخرسوا عن ذلك وسكتوا عن الخوض في النظم والنثر زماناً " . وعليه فقد حاول المؤرخون عزو ركود الشعر في هذا العصر إلى الأسباب التالية :
أ - انبهر العرب ببلاغة القرآن ، وفي أثـناء ذلك شغلوا بالفتوحات ، فصرفهم كل ذلك عن قول الشعر إلا قليلا .
ب- سقوط منزلة الشعر مقابل علو شأن الخطابة ، وخصوصاً بعد أن صارت الخطابة هي الوسيلة الطيعة المرنة لنشر الإسلام .
ج- أن شعراء المشركين أمثال : عبد الله بن الزبعرى ، وضرار بن الخطاب ، وهبيرة بن أبي وهب ، وأبي عزة الجمحي ، وأبي سفيان بن الحارث - هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بترك رواية شعرهم ، فتنوسيت وضاعت .
خ-أن الإسلام حارب العصبيات ، وحرم الخمر ، وقاوم الهجاء القبلي المقذع ، والغزل الفاحش ، وكل هذه الأمور كانت وقوداً جزلاً لشعلة الشعر الجاهلي ، فاقتصرت أغراض شعر المخضرمين على مناقضة شعراء المشركين ومدح الرسول وأصحابه . وعند النظر في ظروف هذه الفترة نرى أن السبب الأقرب للصحة لركود الشعر عائد إلى إحساس الشعراء بعبء التعبير عن معاني وأفكار الدين الجديد الذي غير نظام حياتهم ، وقد نبّه ابن خلدون في مقدمته إلى أن المعاني والأفكار الذهنية مثل الإلهيات والنبويات لا يتمكن من تحويلها إلى الوجدان والإيحاء بها إلا الشاعر الفحل .وهذا الركود كان مرحلة انتقالية بالغة القصر ، حيث بدأ الشعراء يتأثرون تأثراً واضحاً بأسلوب القران والتكيف معه .




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)