موقف الإسلام
من الشعر والشعراء
كانت مواقف الدين الإسلامي من الشعر عامة ومن الشعر الإسلامي خاصة تتفق مع طبيعة الدعوة الإسلامية ومراحلها المختلفة المتعددة الجوانب .
أ-موقف القرآن الكريم من الشعر : وقف القرآن من الشعر والشعراء موقفين متميزين رئيسيين :
أحدهما : في بداية الدعوة الإسلامية عندما هاجم الشعراء الذين وقفوا حجر عثرة في سبيل نشر الدين الإسلامي .
الثاني : في فترة الغزوات واتساع رقعة الدولة الإسلامية عندما شجع الشعراء المسلمين في سبيل نصرة الدين ضد الكفر والشرك . ووضح القرآن الكريم موقفه من الشعر والشعراء في موضع واحد فقط في سورة الشعراء . قال تعالى : { والشّعراء يتّبعُهُمُ الغاوونَ * ألم ترَ أنّهم في كلِّ وادٍ يَهِيمونَ * وأنّهم يقولونَ ما لا يَفعلونَ * إلا الذينَ آمنوا وعملوا الصالحاتِ وذكروا اللهَ كثيراً وانتصروا من بعد ما ظُلِموا وسيَعلَمُ الذين ظَلَموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون } [ ] ، فاللوم والتهجين في الآية موجه لشعراء المشركين الذين سخروا من الرسول صلى الله عليه وسلم وأساءوا إليه فقط . قال ابن رشيق في كتابه العمدة : " فأمّا احتجاجُ منْ لا يفهمُ وجهَ الكلامِ بقولهِ تعالى : والشّعراء يتبعهم الغاوون فهو غلط وسوء تأوّل . لأنّ المقصود بهذا النص شعراء المشركين الذين تناولوا رسول الله بالهجاء ومسّه بالأذى . فأمّا من سواهم من المؤمنين فغير داخل ٍ في شيء من ذلك " . إلا الذين آمنوا : استثناء ، والمقصود بهم الشعراء : المؤمنون ، الصالحون ، الذين يكثرون ذكر الله وتلاوة آياته ، وكان ذلك أغلب عليهم من الشعر ، وإذا قالوا شعراً قالوه في توحيد الله والثناء عليه ، والحكمة والموعظة والزهد ، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم . والقرآن يعارض شعر الجاهليّة الذي يتضمن الفحش ، شرب الخمر ، الكراهية القبليّة ، عزّة السلف ، الانتقام والنزاعات . باختصار الشّعر الذي لا يتمشّى مع روح الإسلام . ويحارب منهج الأهواء والانفعالات التي لا ضابط لها في الشعر . فالقضية قضية معان وأغراض وليست قضية الشعر بذاته ؛ فهو سلاح ذو حدين .
ب-موقف السنة المطهرة من الشعر : السنة تتخذ مواقف مؤيدة لموقف القرآن الكريم من الشعر وهي على النحو التالي :
أولا- ذم الشعر : فقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم موضوعات خاصة من الشعر
1- كهجائه الذي يعني هجاء الدعوة ،
2-وشعر العصبيات والمنافرات ،
3-والهجاء الشخصي الذي يبعث الضغائن في نفوس المسلمين ،
4-والشعر الماجن الذي يخالف مبادئ الإسلام
ذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير من أن يمتلئ شعراً " . والمقصود شعر الهجاء الشخصي خاصة ، بدليل أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : لم يحفظ أبو هريرة الحديث ، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ودماً خير له من أن يمتلئ شعراً هُجيت به " . وهذا هو الشاهد الوحيد من الأحاديث الصحيحة الذي يوضح ذمه صلى الله عليه وسلم للشعر ، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة خبراً عن كراهية الرسول صلى الله عليه وسلم شعر امرئ القيس ، لفظه : " امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار " لكنه لا يستند إلى أصل صحيح . والحديث الأول وحده كاف لتوضيح موقف الذم .
ثانيا-الثناء على الشعر : فقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على : الشعر الحسن الذي يهذب النفس ويدعو للفضائل ، ويدعم الإسلام ويرد على أعداء الله والدين . واستحث أنصاره للرد على المشركين بسلاح الشعر قائلاً : " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟" فاستجاب له شعراء الأنصار : حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة . وقال : "اهجوا قريشاً ، فإنه أشد عليها من رشق بالنبل " . وكان يشجع الشعراء ويشد على أيديهم ، ولحسان بن ثابت النصيب الأكبر من هذا التشجيع ؛ فوضع له منبراً يقوم عليه ليفاخر وينافح عن المسلمين ، وسمح له أن ينشد في المسجد ، وكان يقول له : " اهجهم – أو قال هاجهم – وجبريل معك " ، ويدعو له بقوله : " اللهم أيده بروح القدس " ، وقضى له بالجنة مرتين في ساعة واحدة بسبب شعره ؛ حينما رد على أبي سفيان بن الحارث هجاءه للرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " جزاؤك عند الله الجنة يا حسان " ، فلما بلغ قوله :
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاءُ
قال له : " وقاك الله حر النار " . وكان يثني على الشعراء ، ومنهم لبيد بن ربيعة العامري ، فقد روى أبو هريرة رضي الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل " ، يقصد قوله
ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ
وكان يقف من الشعراء موقف الموجه إذا لاحظ عليهم شيئاً من الخروج عن السنن الإسلامي ، من ذلك موقفه من النابغة الجعدي حين قال :
بلغنا السماءَ مجدَنا وسناءَنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال - لأنه لاحظ شيئاً من تقليد الجاهليين في فخرهم - : " إلى أين يا أبا ليلى ؟ " فقال : إلى الجنة بك يا رسول الله . فقال له : " نعم إن شاء الله " . وكان يستمع لشكوى كثير من الشعراء ويتأثر بها إذا نجح الشاعر في التعبير عن حاجاته بالحسنى . من ذلك أنه لما اعتدت قريش وبنو بكر على خزاعة ونقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ، خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وهو جالس بين الناس فقال
يا ربِّ إني نـاشدٌ محمدا حلفَ أبينا وأبيهِ الأتلدا
قد كنتمُ ولداً وكنـا والدا ثُمَّتَ أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر هداكَ اللهُ نصراً أعتدا وادعُ عبادَ اللهِ يأتوا مددا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا إنَّ قريشاً أخلفوكَ الموعِدا
هم بيتونـا بالوتيـر هُجَّدا وقتَّلونـا رُكَّعـاً وسُجَّدا
فقال صلى الله عليه وسلم : "نُصِرتَ يا عمرو بن سالم " . وخرج بمن معه لنصرتهم فكان فتح مكة



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)