أخي الفاضل / أختي الفاضلة
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"
في رحاب تلك الآية الكريمة يُعلمنا المولي عز وجل كيف تكون العلاقة بين الرجل والمرأة وما تصبو إلية من غاية فالعلاقة بين الرجل والمرأة تحت سقف الزواج هي علاقة مبنية علي المودة والرحمة ولكي نصل إلى هذه العلاقة ( أظن أنا وهذا رأيي الشخصي) أنه يجب أن نتمتع بالفهم الكامل للاختلاف الكامن بين الرجل والمرأة ورؤية كل طرف منهما للآخر بمنظور حقيقي وليس ما يريد أو يتمنى كل طرف أن يراه في الآخر لأن هناك اختلاف واضح بين الجنسين وقد حاول كتاب عديدون أن يخوضوا في هذا الموضوع بتحليل الاختلاف و أسبابه وتقديم الحلول المثلي للتعامل معه وعلي رأس هؤلاء الكتاب " د/ جون جراي" الذي ضرب مثلا بأن الرجال من كوكب المريخ وأن النساء من كوكب الزهرة ليعطي سببا لهذا الاختلاف ويبين الفرق بينهم سواء في طريقة التخاطب أو الاهتمامات والرؤية المختلفة لنفس الحدث وقد أفرد ذلك بالتفصيل في كتابة " الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ".
أما الكاتب " آلان بيس وزوجتة باربرا بيس" فقد أرجعا هذا الاختلاف إلى المورثات التي ورثها كل من النساء والرجال من قديم الأزل ألا وهي أن الرجال كانت مهمتهم الأساسية هي الصيد والقنص أما النساء فكانت مهمتهم هي العناية بعش الزوجية والتواصل وتكوين الراوبط الحميمة لذا نشب الاختلاف بينهم لاختلاف مهامهم وقد أوضحوا تلك الفروق بالتفصيل في مجموعه كتب من أهمها " لماذا لا ينصت الرجال ولا تستطيع النساء قراءة الخرائط " و " لماذا يكذب الرجل وتبكي المرأة " .
هناك أيضا الكاتبة " د/ ديبورا تانين" أستاذ علم اللغويات التي أوضحت أن الفروق بين الرجل والمرأة أساسها مجموعه من النظريات أذكر منها نظرية " المكانة والترابط " فقد أوضحت أن معظم أفعال الرجال ترجع إلى المكانة فالرجل يسعى في حياته للحصول علي مكانة عالية سواء في العمل أو مكانته بين أصدقائه كقائد لهم مثلا أو في المنتديات.. النوادي ...إلخ بينما تسعي المرأة إلى الترابط وتكوين علاقات وصداقات جديدة وحميمة والتواصل مع الآخرين وقد تحدّثت بتفصيل عن الفروق بين الرجل والمرأة من خلال مجموعه من النظريات المشابهة واعتمادا علي علم اللغويات والاجتماعيات من منظور علم النفس وذلك في كتابها " أنت لا تفهمني ".
هناك أيضا كاتبين آخرين هما " روبين بريور & جوزيف أكونر" وهما يلقيان الضوء علي العلاقات الإنسانية وخصوصا بين الرجل والمرأة من منظور جديد وهو " البرمجة اللغوية العصبية " وهو من أحدث علوم علم النفس وهو النجم الساطع في مجال التنمية البشرية ويقول الكاتبين أن أفعالنا تنبثق من ثلاثة أشياء أساسية ألا وهي :-
1.الصوت الغريزي
2.الصوت الاجتماعي
3.الصوت العقلاني
وأنة إذا ما استوعبنا تلك المحاور الثلاثة وأدركنا ماهية عملها وكيفية التحكم بها فإننا سنستطيع الحصول علي علاقة ناجحة وإدراك مكنون ذاتنا وإدراك مكنون الآخر وقد أفردا ذلك بالتفصيل في كتابهما " البرمجة اللغوية العصبية والعلاقات الإنسانية " .
لقد قمت أنا بقراءة تلك الكتب بتركيز وفهم وقد أضافت إلي كثيرا وأوضحت لي أشياء كثيرة كنت أعرفها من خلال تجاربي بالحياة وخبرتي الشخصية المتواضعة ولكني لم أكن أعلم الدافع وراء هذا التصرف أو ذاك الشعور فأوضحت لي هذه الكتب المردود النفسي وراء أفعالي وأفعال غيري وصرت أرى علي بصيرة نوعا ما وألقت الضوء علي جهلي فزدت رغبة بالتعلم وصرت أشد نهما للمعرفة.
وقد لمست مشكلة في قراءتي أن تلك الكتب تتحدث عن المجتمع الغربي الذي يمتهن الحياة بثقافة وعادات وتقاليد وبيئة مختلفة تماما عن بيئتنا ‘ نعم يتشابه الناس في كل مكان من الناحية الإنسانية لكن هناك اختلاف في الأمور السطحية التي يكون المتحكم فيها ثقافة الفرد وثقافة المجتمع والمستوي المادي والاقتصادي وقد قمت بمحاولة الربط بين ما قرأت وما أراه في مجتمعنا الشرقي بثقافته وأيدلوجيته المختلفة وكان أهم ما يجب فعلة أن أرى آراء الناس في هذه الفروق
الغرض من الموضوع
أنا أطرح عليكم تلك القضية لأري آرائكم في جميع النقاط المشتركة التي تربط الرجل بالمرأة من وجهة نظر مجتمعنا العربي الشرقي لتكوين النسخة الشرقية من هذه القضية الفكرية والتي تتوافق مع عادتنا وتقاليدنا وخلفيتنا الدينية والثقافية فيتحقق بذلك الاستفادة المرجوة وقد قمت بطرح عدة نقاط للمناقشة أذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر الآتي :
1-العيوب التي تراها المرأة في الرجل الشرقي وما يميزه وكذلك رؤية الرجل لنفس الموضوع.
2-الأشياء التي تراها المرأة غير مفهومة في تصرفات الرجل وكذلك رؤية الرجل لنفس الموضوع.
3-الاقتراحات المثلي لتحقيق أعلي درجة من التوافق والفهم.
وقد اكتفيت بذكر هذه النقاط لأترك الباب مفتوحا أمامكم للخوض فيما تحلو له نفوسكم وأنا أنتظر بلهفة آرائكم وعندي ثقة كبيرة أني سأتعلم منكم أكثر مما تعلمت من هذه الكتب وأننا سنثري بعضنا البعض بهذا الحوار ونخرج من هذه المشاركة بما يحقق لنا جميعا في علاقاتنا " المودة والرحمة والحب "
أخيرا وليس آخرا أعتذر عن الإطالة ولكني أظن أن هذا الموضوع إضافة حقيقية لي ولكم مني جزيل الشكر
في انتظار آرائكم،
عيسي الدفراوي