من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم:
1- خطبته في عشيرته:
عندما نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [ سورة الشعراء: الآية 214] أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصفا، فصعد عليه، ثم نادى الناس، فاجتمعوا عليه، فقال: "يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني كعب، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟ قالوا نعم؛ ما جربنا عليك كذبا، قال: إني نذير لكم بيد يدي عذاب شديد". فما سمعنا بمثل هذا الإيجاز، ولا بمثل هذا الإعجاز، لقد جعل من خطبته قضية منطقية، ألزمهم بها الحجة، وانقطع بها ما كان يمكن أن يقوم من جدل. فهذا قول المبلِّغ، الذي يحرص على ألا يقيم بينه وبين غايته حواجز من التكلف والصنعة، والغموض، وسبيل الرسول الذي يريد أن يصل إلى قلوب سامعيه، من أقرب سبيل، ويبلغ رسالته كأحسن ما يكون التبليغ. هذا قول رجل يتذرع بما عرف قومه من صدقه وأمانته للتأثير فيهم، وترغيبهم في دعوته، وحملهم على موافقته. وهذه الخطبة الأولى هي خطبته القصيرة التي ألقاها على ملأ من أهل مكة حين جهر بالدعوة بعد أن نزل قول الله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين)عن ابن العباس رضي الله عنه لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف : يا صباحاه فقالوا : من هذا فاجتمعوا إليه فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سطح هذا الجبل أكنتم مصدقيّ قالوا: ما جربنا عليك كذباً قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) قال أبو لهب : تباً لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت (تبت يدا أبي لهب وتب ) ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين ) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئاً سلوني من مالي ما شئتم ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه : (وأنذر عشيرتك الأقربين ) قال يا معشر قريش –أو كلمة نحوها-اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً)
تحليل النص
أولاً- استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم عبارة مألوفة عندهم توحي بإنذار خطير :(واصباحاه ) ليودع في مسامع قومه أهمية ما يلقيه عليهم من قول يتضمن دعوتهم إلى الإيمان بالهدي الرباني الذي أوحاه الله إليه ولما كان صلى الله عليه وسلم يتوقع تكذيبهم ذكرهم بما أجمعوا عليه من الإقرار والشهادة بصدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم حتى كانوا ينادونه بالصادق الأمين وقال لهم :لو أخبرتكم بغارة عدو عليكم جاءكم بخيله أتصدقونني فقالوا له : ما عهدناك إلا صادقاً وعندما استنطقهم بهذه الشهادة التي لا يجوز لهم نقضها أخبرهم بأنه نذير لهم من ربه وأنه يحمل لهم رسالة الله وحذرهم من جحودها لأن العذاب الشديد سينزل بهم جزاء وفاقاً
ثانياً- ولما كان أجرأ الناس على الرجال أهله صرخ عمه الشقي أبو لهب في وجهه قائلاً :(تباً لك ) أي هلاكاً لك ألهذا الأمر جمعتنا وبذلك يكون أبو لهب أول رافض لدعوة الله التي بلغها له أقرب الناس إليه وهو ابن أخيه الصادق الأمين ولكن سرعان ما جاء الرد الرباني على أبي لهب وزوجته لعدائهما لله ورسوله فكان قرآنا يتلى على مدار الزمان ليكون عبرة للمعتبرين ما دامت الأيام والليالي (تبت يدا أبي لهب وتب).
ثالثاً- وفي نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهله: عمم فيه وخصص أقرب الناس إليه وأراد أن يقرر حقيقة هامة من حقائق رسالته وهي أن النجاة عند الله لا يحظى بها إلا من كان من أهل الإيمان والتقوى . وأن مكانته عند الله كرسول لا تسمح له أن يشفع لأحد ولو كان من أقرب الناس إليه إن لم يكن من الذين آمنوا بالله ورسوله فبوسعه أن يعطي أهله ما سألوه من أمور الدنيا التي يملكها وأما النجاة عند الله فهذا أمر لا يملكه وهو بأيديهم وعليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية ولا فلاح لهم في الدنيا والآخرة إلا باعتناقهم دين الإسلام واتباع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
2- أول خطبة خطبها بمكة حين دعا قومه:
حمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس كافة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا، وإنها لجنة أبدا أو لنار أبدا" (2 السيرة الحلبية 1: 272، والكامل لابن الأثير 2: 27) .
تعليق: إن الدين الإسلامي قد احتضن المثل والفضائل كلها وعانق حياة الناس من جميع أطرافها بحيث أصبح الدين والخلق توأمين لا ينفصلان، وإذا كان الدين والخلق على هذا النحو توأمين، فإن التقوى هي العروة الوثقى التي تربط بينهما، وهي الروح التي فيها يشتركان وإذا كان هذا هو جوهر الدين الجديد فإن من الطبيعي أن يؤكد الرسول عليه الصلاة والسلام على هذه المعاني التي تجمع بين الدين والأخلاق. وأن يقرن هذا بأوائل خطبته التي أكد فيها صدق رسالته ووثوق مصدرها ووجود الله سبحانه وتعالى، وحقائق الموت والبعث والثواب والعقاب، ولذلك جاءت هذه الخطبة معبرة عن هذه المعاني، وعن معني الإيمان به رسولا وبرسالته من الله، فكان ذلك نقطة البدء ومنطلقا لكل القيم والمثل في دعوته الجديدة، ولذلك تتفق معاني هذه الخطبة مع معاني السور المكية. وقد استخدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ألفاظا جزلة، وعبارات قوية، رائعة التقسيم، تسمع فيها صوت البشير النذير، يؤكد قوله بألوان من التأكيد، وصور أخاذة، متنوعة، متتابعة، وتآلف بين اللفظ والمعنى، في إيجاز هو الإعجاز، مع الوضوح والسلاسة، والعذوبة والطبيعة في اتخاذ الحلية اللفظية، فأنت تتأثر بها، ولا تكاد تلحظها؛ لأنها الحلية التي تليق بالإنسان العظيم، فالجمل متساوية، والمقابلة فيها متعددة، ولكنها غير مصنوعة ولا متعمدة، وفيها السجع والازدواج اقتضاهما المقام، فازدان بهما الكلام، ثم هو يتكئ في استمالتهم إلى أسباب من المودة والثقة، قامت من قبل بينه وبينهم، وألوان من التحبب العاطفي أثرت عنه، يفتح بها مغاليق قلوبهم. فهذه الصفات الكلامية ليست إلا للملامح البارزة في شخصية الرسول، القادر على تبليغ رسالته، قوية واضحة مؤثرة طبيعية، في إطار من الرفق بقومه، والمودة لهم، والثقة التي وجبت بينهم، وقد قدم لهذه الخطبة الوجيزة بكلمات كأحسن ما تكون المقدمات، صلة بالموضوع، وضمانا لقبوله، وإن شئت فقل: إنه وضع أساس الاقتناع بدعوته تلك الكلمات القلائل. ولن تجد قولا كهذا يدل على قائله، وينتسب إلى صاحبه، ولو أنك عرضته على عالم باللسان العربي، وبشيء من تاريخ الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسألته: من تظن قائل هذا؟ لأجابك دون تردد: هذا دون ريب قول خاتم المرسلين. وعلى يدي هذه المواهب النبوية، وباهر الآيات الكتابية تخرج البلغاء، وعنهما أخذت القوانين والأصول البيانية والبلاغية، وفي مثل هذه الخطبة القصيرة تتمثل بعض الأسس الخطابية الهامة التي ينادي بها المحدثون، ويذكرون غناءها في عالم الخطابة، وأثرها في نجاحها، "ويدخل في نطاق العلاقة بين الخطيب ومستمعيه مدى حكمته في كيف يتسلل إلى العواطف والدوافع التي لها أكبر الأثر فيهم؛ فيصل بذلك إلى نطاق أفكارهم، وأن يقدر مستوياتهم وذكاءهم، وأن يضرب على الوتر الحساس، الذي يمس ما يتعاطفون به، ويستجيبون له".
3- خطبته في أول جمعة جمعها بالمدينة:
"الحمد الله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد( تاريخ الطبري جـ2 ص 255.)، ومن يعصمها فقد غوى وفرط، وضل ضلالا بعيدا، وأوصيكم بتقوى الله؛ فإنه خير ما أوصى به المسلم أن يحضه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى الله، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة، ولا أفضل من ذلك ذكرا، وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله، يكن له ذكرا في عاجل أمره، وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه، والله رءوف بالعباد، والذي صدق قوله، وأنجز وعده لا خلف لذلك؛ فإنه يقول عز وجل: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ ] ، فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله، في السر والعلانية؛ فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرا، ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما، وإن تقوى الله يُوقي مَقْتَه، ويوفي عقوبته، ويوقي سخطه، وإن تقوى الله يبيض الوجوه، ويرضى الرب، ويرفع الدرجة، خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، قد علمكم الله كتابه، ونهج لكم سبيله؛ ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وسماكم المسلمين؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله، وأعملوا لما بعد اليوم؛ فإن من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، والله أكبر ولا قوة إلا بالله العظيم"1. والخطبة موعظة رائعة، يستهلها الرسول الكريم بتقرير وحدانية الله وأنه أتم نعمته على الناس بإرساله كي يخرجهم مما هم فيه من غواية وضلالة ويدخلوا في رعايته الإلهية، فلا يعملوا عملا بدونه. ليتركوا إذن الوراثة الضالة والوسط المشفى على الهلاك، ويجتمعوا على هدى الله وتقواه، وليستشعروه في السر والعلانية؛ فإنه يعلم خائنة الأعين وما يستكن في الصدور، وليقدموا من خشيته وطاعته ما يكفرون به عن سيئاتهم وتبيض به وجوههم يوم الحساب حتى يدخلوا في جناته. إنه يوم ما بعده مستعتب، فإما الجنة وشفيعها العمل الصالح، وإما النار وبئس القرار. ويدفعهم دفعا إلى الجهاد في سبيل الله ونشر دعوة الحق والخير، فقد اجتباهم واختارهم؛ ليضطلعوا بأمانة الرسالة المحمدية، ولينشروها في أطراف الأرص، والرسول في كل ذلك يستوحي القرآن وآياته، وهي تقف منارات في موعظته، يستمد من إشعاعاتها ما يضيء به كلامه، بل إن وراء هذه المنارات منارات أخرى من هدي القرآن، بحيث نستطيع أن نرد كل موعظته إلى ينابيع الضوء التي تفجرت منها؛ إذ كانت تسيل في نفسه، بل كانت تشع بمعاني نورها، كما يشع نور الشمس في السماء.
4- خطبة له عليه الصلاة والسلام:
"أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، فإن العبد بين مخافتين، أجل قد مضى لا يدري ما الله فاعل فيه، وأجل باقٍ لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات، فو الذي نفس محمد بيده: ما بعد الموت من مستعتب2، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار. ("تهذيب الكامل 1: 5، إعجاز القرآن 110، البيان والتبين 1: 165، عيون الأخبار م2، ص213، وغرر الخصائص الواضحة 150") .
تعليق : يبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- معالم الدين وحدوده، وهي أيضا معالم الأخلاق وحدود الآداب، وعلى ضوئها تمضي معاملات العبد المؤمن، والله يقضي في كل ذلك ويحكم، والجنة والنار مرة أخرى هما النهاية التي ينتهي بها هذا الطريق بما فيه من معالم
5- خطبة له عليه الصلاة والسلام:
"إن الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أصدق الحديث وأبلغه أحبوا من أحب الله، وأحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقسو عليه قلوبكم، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، اتقوا الله حق تقاته، وصدقوا صالح ما تعملون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، والسلام عليكم ورحمة الله". ("إعجاز القرآن ص100".)
تعليق : يؤكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خطبته صلة المؤمن بالقرآن الكريم وحفظه والمحافظة عليه، والعمل به، والاهتداء بخلقه، وبذلك تقترن هذه المعاني الخلقية جميعها بكتاب الله، ويتحلى بها من زينه الله في قلبه، وردده في حديثه، وأكثر من ذكره، وشغل به نفسه بعيدًا عن ترهات الناس وثرثرة ألسنتهم، فكتاب الله إذن ينبوع القيم ودستور الفضائل، تنبعث منه التقوى في القلوب، تعلق بمحبة الله، وترتبط بكل المحبين لله، وتكون النتيجة المنطقية لهذا محبة الإنسان لأخيه الإنسان، فتصلح بذلك حياة المجتمع.
6- خطبته في حجة الوداع:
"الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعته، وأستفتح بالذي هو خير، أما بعد: أيها الناس، اسمعوا مني أبين لكم؛ فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. أيها الناس: إن دماءكم حرام عليكم، إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ اللهم أشهد! فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن ربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أبدا به ربا عمى العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قود -القصاص -، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد، فهو من أهل الجاهلية. أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم، 3 أيها الناس: إنما النسيء4 زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما، ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله، يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات، وواحد فرد: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي يبن جمادى وشعبان، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!. أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقا، ولكم عليهن حق، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أُذِنَ لكم أنت تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما النساء عندكم عوانٍ لا يملكن لأنفسهن شيئا، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرا، ألا هل بلغت؟ اللهم أشهد!. أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لامرئ مال إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلغت؟ اللهم أشهد! فلا ترجعنَّ بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض؛ فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعده، كتاب الله، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!. أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد! قالوا نعم. قال: فليبلغ الشاهد الغائب.. أيها الناس: إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، والسلام عليكم ورحمة الله.
3 +-4ملاحظة : في رواية الكامل لابن الأثير: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه يطاع فيما سوى ذلك، وقد رضي بما تحقرون من أعمالكم".
4 -أي تأخير حرمة شهر إلى آخر، وذلك أن العرب في الجاهلية كانوا إذا جاء شهر حرام وهم محاربون أحلوه، وحرموا مكانه شهرا آخر فيحلون المحرم، ويحرمون صفرًا، فإن احتاجوا أحلوه وحرموا ربيعًا الأول، وهكذا حتى استدار التحريم على الشهور السنة كلها، وكانوا يعتبرون في التحريم مجرد العدد لا خصوصية الأشهر المعلومة، وأول من أحدث ذلك جنادة بن عوف الكناني، كان يقوم على جمل في الموسم فينادي: إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه، ثم ينادي في القبائل: إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم، فحرموه. زيادة في الكفر، أي كفر آخر ضموه إلى كفرهم. ليواطئوا: أي يوافقوا عدة الأشهر الأربعة المحرمة، وكانوا ربما زادوا في عدد الشهور بأن يجعلوها ثلاثة عشر أو أربعة عشر؛ ليتسع لهم الوقف، ويجعلوا أربعة أشهر من السنة حراما أيضا، ولذا نص على العدد المبين في الكتاب والسنة، وكان وقت حجهم يختلف من أجل ذلك، وكان في السنة التاسعة التى حج فيها أبو بكر بالناس في ذي القعدة، وفي حجة الوداع في ذي الحجة، وهو الذي كان على عهد إبراهيم الخليل ومن قبله من الأنبياء في تحريم الأشهر الحرام، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "إن الزمان قد استدار ... إلخ" –(تفسير الألوسي ج3 ص 305. "البيان والتبيين 2: 15، العقد الفريد 2: 13، إعجاز القرآن 111، شرح ابن أبي الحديد 1: 41، تاريخ الطبري 3: 168، الكامل لابن الأثير 2: 146، سيرة ابن هشام 2: 390") . وواضح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلم بالحمد لله والشهادة؛ لينتقل إلى شرح الآية الكريمة: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [ ] ، ويصوغها بأسلوبه؛ ذلك أن الحسب والنسب الجاهليين ومظهر القوة الذى ارتدت إليه القيم الجاهلية لم يعد أساس الرفعة أو الوضاعة، وإنما يرجع الأمر كله إلى تقوى الله، باعتباره دعامة الفضيلة وميزان التفاضل بين الناس. وفي كل ذلك تكمن الثورة الروحية الكبرى التي جاء بها الإسلام، فانتظمت علاقة الإنسان بالله في صورة التقوى، وبصورة التقوى نفسها تنتظم أيضا علاقة الإنسان بأخيه الإنسان على نحو فريد. وعلى ضوء هذا تتعدد صور التقوى ممثلة في مختلف الأعمال الصالحة. ثم انتقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليبين طائفة من التشريعات الإسلامية التي أقامها الدين الحنيف حدودا بين حياة العرب في الجاهلية وحياتهم في الإسلام، فقد كانوا مفككين متنافرين يتحاربون دائما؛ طلبا للأخذ بالثأر ونهبا للأموال. وجمعهم الإسلام تحت لوائه في جماعة كبرى متآخية متناصرة لا يبغي بعضهما على بعضه، ولكي يقضي على كل سبب للحرب بينهم رد دم القتيل إلى الدولة فهي التي تعاقب عليه، ولكي يستأصل هذا الداء دعا إلى التنازل عن حق الأخذ بالثأر القديم، وحزم النهب والسلب تحريما قاطعا مشدد فيه العقوبة. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يبين في الخطبة أوامر الإسلام ونواهيه بإعلان أن دماء المسلمين وأموالهم حرام، وأن كل من كانت عنده أمانة أن يردها على صاحبها، وأن على كل مسلم أن يرعى أخاه في ماله، فلا يأخذ منه شيئا إلا بالحق، ومن ثَمَّ حرم الربا، وبدأ بعشيرته وتاجرها الموسر العباس عبد المطلب فأسقط عن رقاب المدينين له رباه. وعلى نحو ما أسقط الربا أسقط دماء الجاهلية، فليس لمسلم أن يثأر لقتيل له، وبدأ بعشيرته فأسقط دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ولم يُبقِ من مآثر الجاهلية شيئا سوى خدمة الكعبة وسقاية الحجيج، وأوجب في قتل العمد القود، ولكن الدولة هي التي تقوم به، وبذلك قضى الإسلام على حروبهم الداخلية، وقد جعل في القتل شبه العمد مائة بعير؛ كل ذلك ليحفظ للجماعة وحدتها ويسود بين أفرادها السلام والوئام. ويحذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الشيطان وغواياته، محرما للتلاعب بالأشهر الحرم، واضعا تقويما قمريا يتآلف من أثني عشر شهرا، منها أربعة حرم: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. ويرفع من شأن المرأة ومعني علاقاتها بزوجها، فيجعل لها حقوقا وعليها واجبات، وفي الطرفين جميعا يحفظ لها كرامتها كما يحفظ لزوجها نفس الكرامة، داعيا إلى التعاطف بينهما والتراحم والتعامل برفق وإحسان. ويعود إلى العلاقة بين الفرد وجماعته الكبرى من الأمة، فيقرر أن المؤمنين إخوة، لكل منهم على صاحبه ما للأخ على أخيه من التآزر والتعاون والتحاب، فلا بطش ولا ظلم ولا نهب، ولا حرب ولا سفك للدماء. وإنه لعهد من نقضه عاد كافرًا آثما قلبه. لقد انتهى عهد الحياة القبلية وكل ما اتصل بها من تنابذ وتفاخر، فالناس جميعا لآدم، ولا عربي عدناني ولا عربي قحطاني، بل لا عربي ولا أعجمي، فقد وضعت موازين جديدة لحياة العرب، فلم يعد التفاضل بالنسب والحسب، إنما أصبح بالتقوى فهي معيار التفاضل، ويلفت الرسول سامعيه إلى ما قرره القرآن الميراث وأنصبته، وأن للمورث أن يوصي بالثلث من ماله، ويرسي قاعدة مهمة في شرعية الأبناء، وخاصة هؤلاء الذين تلدهم العواهر، فينسبهم إلى أصحاب الفراش، وكانوا ينسبونهم إلى غير آبائهم، وقد لا ينسبوهم أبدا، فحرم ذلك تحريما باتًّا، وبذلك قضى عليه نبالة النسب من جهة الخؤولة قضاء مبرما. وعلى هذا النحو كان الرسول صلوات الله عليه يبين في خَطابته حدود الحياة الإسلامية وما ينبغي أن يأخذ به المسلم نفسه في علاقاته الكبرى مع أفراد أمته وعلاقاته الصغرى مع أسرته. فإن ترك ذلك فإلي وعظ المسلمين وما ينبغي أن يأخذوا أنفسهم به، في سلوكهم حتى تزكو نفوسهم، وفي عبادتهم لربهم وتقواه حق التقوى حتى لا يزيغوا ولا ينحرفوا عن المحجة، بل يتدرجون في مراقي الكمال الإنساني. وهذه الخطبة وسابقتها تصوران في دقة حسن منطق الرسول في خطابته، وأنه لم يكن يستعين فيها بسجع ولا بلفظ غريب، فقد كان يكره اللونين جميعا من الكلام لما يدلان عليه من التكلف، وقد برأه الله منه؛ إذ يقول في كتابه العزيز: قل يا محمد: "ما أنا من المتكلفين". والذي لا شك فيه أنه كان يبلغ بعفوه وقوى فطرته ما تنقطع دونه رقاب البلغاء، وقد وصف الجاحظ بلاغته في خطابته أدق وصف، فقال إنه: جانب أصحاب التقعيب واستعمل المبسوط في موضع البسط والمقصور في موضع القصر، وهجر الغريب الوحشي، ورغب عن الهجين السوقي، فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة، لم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة، وشيد بالتأييد، ويسر بالترفيق ، وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة، وغشاه بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الإفهام وقلة عدد الكلام، مع استغنائه عن إعادته، وقلة حاجة السامع إلى معاودته. لم تسقط له كلمة، ولا زلت له قدم، ولا بارت له حجة، ولم يقسم له خصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبذ الخطب الطوال بالكلم القصار، ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصدق، ولا يطلب الفلج إلا بالحق، ولا يستعين بالخلابة ... ولم يسمع الناس بكلام قد أعم نفعا ولا أقصد لفظا ولا أعدل وزنا، ولا أجمل مذهبا، ولا أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مخرجا، ولا أفصح معنى، ولا أبين في فحوى، من كلامه -صلى الله عليه وسلم- ونضيف إلى الجاحظ أنه عليه السلام هو الذي فتق معاني هذه الخطابة الدينية التي لم يعرفها العرب قبله، فهو الذي رسمها، وفجر ينابيعها بحيث أصبحت مادة للخطباء من بعده، وكأنما احتشد الكلم بأزمته إليه؛ ليختار منه أفصحه وأسلسه وأبينه في الدلالة، يسعفه في ذلك ذوق مرهف وحسن دقيق نتبينهما فيما روي عنه من قوله: "لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي" كراهية أن يضيف المسلم الطاهر إلى نفسه الخبث، مما يدل على أنه لم يكن ينطق إلا باللفظ المختار البريء من كل ما يستكره، اللفظ الذي يحبب إلى النفوس؛ لحلاوته وعذوبته وصفائه ونقائه.
7- خطبته يوم فتح مكة:
وقف على باب الكعبة ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصره عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى، فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت، وساقية الحاج، ألا وقتل الخطأ مثل العمد بالسوط والعصا، فيهما الدية مغلظة، منها أربعون خلف في بطونها أولادها، يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها4 بالآباء، الناس من آدم، وآدم خلق من تراب، ثم تلا: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ... [ الآية] [الحجرات] "يا معشر قريش "أو يأهل مكة" ما ترون أني فاعل بكم؟ " قالوا. خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. ("تاريخ الطبري 3: 12، وإعجاز القرآن ص 112، والكامل لابن الأثير 2: 121 وسيرة ابن هشام 2: 273".) في هذه الخطبة يؤكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إسقاط الإسلام لقيم الجاهلية التي تتنافى مع المبدأ الأساسي فيه، وهو مبدأ الأخوة، فقد حرم الله التفاخر بالمآثر والتعظم بالآباء والأخذ بالثأر، وأحل محل ذلك كله أخوة طيبة ومساواة كاملة بين الناس، فالناس جميعا من آدم متساوون في الخلق مرتبطون بالأخوة، ولم يكن يخفى على كفار قريش خلق محمد الأمين وروح الأخوة النقية التي تحلى بها، وبالرغم من كل ما فعلوه من قبل لم يتوقعوا منه نعمة أو عقابا وقد مكنه الله منهم، وإن كانوا هم الذي رفضوا أخوته، ولم يستجيبوا لهذه الروح، فأذوه، وأخرجوه من داره، وأهدروا دمه، ولكن شيئا من هذه النقمة لم يقع، فقد ضرب الرسول الكريم مثلا رائعا عبرت عنه أروع كلمات العفو عند المقدرة في قوله: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، ولم يكن هذا ليكون إلا من أخ كريم وابن أخ كريم كرَّس حياته من أجل سنة ينطبق منها الفعل على القول، وما كان له ليحيد عن ذلك في كل موقف من مواقفه وتحت كل الظروف.

-خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:
خطب النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة عدة خطب وردت بمرويات صحيحة
أ-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم فتح مكة فقال: (يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من التراب قال الله { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر ٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } [ ] ، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته( لا تثريب عليكم اليوم) اذهبوا فأنتم الطلقاء
ب - وخطب صلى الله عليه وسلم من الغد من يوم الفتح فقال: ( إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً ولا يعضد بها شجراً فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له إن أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن له فيه ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالمس وليبلغ الشاهد الغائب )
ج-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح بمكة فكبر ثلاثاً ثم قال( لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت ثم قال ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مئة من الإبل منها أربعون في بطنها أولادها)
3 - خطبة حجة الوداع :
ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة خطبة جامعة في جموع المسلمين الذين احتشدوا حوله في الموقف هذا نصها (أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا وأن كل شيء من أمر الجاهلي تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن عمي ربيعة بن الحارث وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله أيها الناس إن الشيطان قد يئس من أن يبعد بأرضكم هذه أبداً ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذوره على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحلو ما أحل الله وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان واتقوا الله في النساء فإنكم إنما أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله إن لكم عليهن حقاً ولهم عليكم حقاً لكم عليهم أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به :كتاب الله وسنة رسوله : (يا أيها الناس اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدّع ما أقام فيكم كتاب الله تعالى ا سمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفسه منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت وستلقون ربكم فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا :نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس :اللهم اشهد (ثلاث مرات )
تحليل الخطبتين:
حوت كلا من خطب الفتح وخطبة حجة الوداع جملة من الأفكار ومن ذلك
أولاً: المساواة الإنسانية : حيث يفاضل الناس بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وإلغاء المقاييس الجاهلية في التفاخر في الأنساب والأحساب
ثانياً: إصدار العفو العام عن مجرمي الأمس : الذين حاربوا الله ورسوله أكثر من عشرين عاماً وبذلك فتح القلوب مع فتح مكة
ثالثاً: إعلان التأكيد على حرمة مكة المكرمة :فلا يسفك فيها دم ولا يقطع فيها شجر ولا ينفر فيها صيد فهي أمان لكل الخلائق فيها وأحلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من النهار وعادت حرمتها إلى سابق عهدها وهذا بيان للناس على مدار الزمان
رابعاً: إلغاء المآثر الجاهلية السلبية :
خامساً: تحديد دية قتل الخطأ وشبه العمد والقصاص: في قتل العمد أو العفو أو الدية
سادساً: إعلان حرمة الدماء بوجه عام :
سابعاً: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً بالنساء: وأكد في كلمة مختصرة جامعة القضاء على الظلم البائن للمرأة في الجاهلية وتثبيت ضمانات حقوقها وكرامتها الإنسانية التي تضمنها أحكام الشريعة الإسلامية
ثامناً: أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جميع المشكلات التي تعترض حياتهم لا تكون إلا من مصدرين: كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والاعتصام بهما ضمان من كل شقاء وضلال وهذا على مر الدهور وإن صلاحية التمسك بهذين الدليلين ليس وفقاً على عصر دون آخر وأنهما الهادي للمسلمين في أي تطور حضاري يطرأ في المستقبل إلى يوم القيامة
تاسعاً :أوضح صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة ما ينبغي أن تكون عليه علاقة الحاكم أو الخليفة أو الرئيس مع الرعية: أو الشعب إنها علاقة السمع والطاعة من الشعب للحاكم مهما كان من نسبه وشأنه ومظهره ما دام يحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حاد عنهما فلا سمع ولا طاعة فولاء الشعب للحاكم و اتباعه لا يكون إلا من خلال سيره على نهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولو كان الحاكم عبداً حبشياً مجدعاً ولا امتياز للحاكم على شعبه والحاكم على شعبه والحاكم في حقيقة أمره أمين من قبل المسلمين على تنفيذ حكم الله تعالى فلا حصانة في الإسلام لأحد ولا امتيازات لطبقة على أخرى في شؤون الحكم والقانون والقضاء
عاشراً: أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ختام خطبة لحجة الوداع أنه أخرج مسؤولية الدعوة وتبليغها من عنقه : فها هو الإسلام قد انتشر وها هي ضلالات الجاهلية والشرك قد تبددت ويريد صلى الله علية وسلم أن يطمئن إلى شهادة أمته بذلك أمام الله تعالى يوم القيامة عندما يسألون :فأعقب توصياته هذه لهم بأن نادى فيهم قائلاً :إنكم ستسألون عني فما أنتم قائلون وارتفعت الأصوات من حوله تصرخ نشهد أنك قد بلغت الأمانة وأديت الرسالة ونصحت الأمة فجزاك الله عنا خير الجزاء
8- خطبة له يوم أحد:
قام عليه الصلاة والسلام فخطب الناس فقال: "أيها الناس أوصيكم بما أوصاني الله في كتابه، من العمل بطاعته، والتناهي عن محارمه، ثم إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه، ثم وطَّن نفسه على الصبر واليقين، والجد والنشاط؛ فإن جهاد العدو شديد كربه، قليل من يصبر عليه إلا من عزم له على رشده، إن الله مع من أطاعه، وإن الشيطان مع من عصاه، فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد، والتمسوا بذلك ما وعدكم الله، وعليكم بالذي أمركم به؛ فإني حريص على رشدكم. إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف، وهو ما لا يحبه الله، ولا يعطي عليه النصر. أيها الناس، إنه قذف في قلبي أن من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء ما عند الله غفر له ذنبه، ومن صلى على محمد وملائكته عشرا، ومن أحسن وقع أجره على الله في عاجل دنياه، أو في آجل آخرته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فعليه الجمعة يوم الجمعة، إلا صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا مملوكا1، ومن استغنى عنها استغنى الله عنه، والله غني حميد.
ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه، وإنه قد نفث الروح الأمين في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شيء وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله ربكم، وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنكم استبطاؤه على أن تطلبوه بمعصية ربكم؛ فإنه لا يُقدَر على ما عنده إلا بطاعته، قد بين لكم الحلال والحرام، غير أن بينها شبهًا من الأمر لم يعملها كثير من الناس إلا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه ودينه، ومن وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه، وليس ملك إلا وله حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، والمؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد، إذا اشتكى تداعي إليه سائر جسده، والسلام عليكم".( "شرح بن الحديد 32: 365".) .
9- خطبته بالخيف:
وخطب بالخيف من منى فقال: "نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العلم لله، والنصيحة لأولى الأمر، ولزوم الجماعة، إن دعوتهم تكون من ورائه، ومن كان همه الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كان همه الدنيا فرق الله أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له". ("إعجاز القرآن ص112") .
10- خطبة له عليه الصلاة والسلام:
من خطبه أيضا أنه خطب بعد العصر فقال: "ألا إن الدنيا خضرة حلوة، ألا وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، ألا لا يمنعن رجلا مخافة الناس أن يقول الحق إذا علمه. ولم يزل يخطب حتى لم تبق من الشمس إلا حمرة على أطراف السعف فقال: إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى".( "إعجاز القرآن ص113") .
11- خطبة له عليه الصلاة والسلام:
ألا1 أيها الناس، توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا الأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، ترزقوا وتؤجروا وتنصروا. واعلموا أن الله -عز وجل- قد افترض عليكم الجمعة، في مقامي هذا، في عامي هذا، في شهري هذا، إلى يوم القيامة، حياتي ومن بعد موتي، فمن تركها وله إمام فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا حج له، ألا ولا صوم له، ألا ولا صدقة له، ألا ولا بر له، ألا ولا يؤم أعرابي مهاجرًا، ألا ولا يوم فاجر مؤمنا، إلا أنه يقهره سلطان يخاف سيفه أو سوطة". ( "إعجاز القرآن ص110") .
12- خطبة له عليه الصلاة والسلام:
"أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا قد كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا قد وجب، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر، عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثم، ونأكل من تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، ونسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه من غير معصية، وجالس أهل الفقه والحكمة، وخالط أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن زكت وحسنت خليقته، وطابت سريرته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم تستهوه البدعة".( "صبح الأعشى 1: 213".) .
13- خطبته في الاستسقاء:
روي أن أعرابيا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم وآله- في عام جدب، فقال: أتيناك يا رسول الله، ولم يبق لنا صبيٌّ يرتضع، ولا شارف تجتر، ثم أنشده:
أتيناك والعذراء يدمي لبانها ... وقد شغلت أم الرضيع عن الطفل
وألقى بكفيه الفتى لاستكانة ... من الجوع حتى ما يمرُّ ولا يحلي
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العاميّ والعلهز الفسلِ
وليس لنا إلا إليك فرارنا ... .....وأين فرار الناس إلا إلى الرُّسْلِ؟
فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا مريعا ، سحا سجالا ، غدقا ، طبقا ، ديما دررا ، تحيي به الأرض، وتنبت به الزرع، وتدر به الضرع، واجعله سقيا نافعة، عاجلا غير رائب" فو الله ما رد الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآله يديه إلى نحره, حتى ألقت السماء أرواقها، وجاء الناس يضجون: الغرق الغرق يا رسول الله، فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فانجاب السحاب عن المدينة، حتى استصدار حولها كالإكليل، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه (. "شرح ابن أبي الحديد م3 ص 316") .
14- خطبته في مرض موته:
عن الفضل بن عباس قال: جاءني جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد صبّ رأسه، فقال: خذ بيدي يا فضل، فأخذت بيده حتى جلس على المنبر، ثم قال: ناد في الناس، فاجتمعوا إليه، فقال: "أما بعد: أيها الناس فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وإنه قد دنا مني خفوق من بين أظهركم، فمن كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقدَّ منه، ومن كنت شتمت له عرضا، فهذا عرضي فليستقدَّ منه.
تعليق على خطب النبي -صلى الله عليه وسلم:
1- كان -صلى الله عليه وسلم- يقول في حمده لله والثناء عليه:
"إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
3- كان -صلى الله عليه وسلم- يقتبس من القرآن الكريم في خطبة فيقول:
{ وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[ ] . ويقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.[ ].
4- وكان -صلى الله عليه وسلم- يعظ في خطبه ويحذر بالقرآن وخصوصا سورة "ق" لما حوته من ذكر البعث والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة.
5- وكان -صلى الله عليه وسلم- يخطب في الجمعة، قائما، ثم يقعد قعدة لا يتكلم ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى.
6- وكانت خطبته -صلى الله عليه وسلم- مقتصدة قصيرة.
7- وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا في خطبته لم يرفع يديه.
8- وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا في خطبته لا يخص نفسه بالدعا
9- وكان المؤذن لا يؤذن إلا بعد جلوس النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر.
10- وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا سمع النداء وهو جالس على المنبر يردد ما يقوله المؤذن.
11- وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا انتهى المؤذن من النداء استقبل الناس بوجهه ليخطبهم، واستقبله الناس ليسمعوه.


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)