خطبة العيد :
أولا - حكم خطبة العيد :
تسن عند الجمهور وتندب عند المالكية خطبتان للعيد كخطبتي الجمعة في الأركان والشروط والسنن والمكروهات بعد صلاة العيد خلافاً للجمعة فهي قبل الصلاة بالإجماع يذكر الإمام في خطبة عيد الفطر بأحكام زكاة الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم :( أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم) وفي عيد الأضحى بأحكام الأضحية وتكبيرات التشريق ووقوف الناس بعرفة وغيرها تشبهاً بالحجاج وما يحتاجون إليه في يومهم ويحسن تعليمهم ذلك في خطبة الجمعة السابقة على العيد وإذا صعد على المنبر لا يجلس عند الحنفية ويجلس عند الحنابلة والمالكية والشافعية ليستريح ودليل سنية الخطبة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وبخلفائه الراشدين فلا يجب حضورها ولا استماعها لما روى عطاء عن عبد الله بن السائب قال:(هدت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيد فلما انقضت الصلاة قال:( إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب) ولو ترك الخطبة جازت صلاة العيد لكنه خالف السنة وكونها بعد الصلاة اتباعاً للسنة أيضاً فإن ابن عمر قال:( أن النبي وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة) متفق عليه فلو خطب الإمام قبل الصلاة صح عند الحنفية وأساء لترك السنة لأن التأخير سنة ويبدأ الخطيب بالتكبير كما يكبر في أثنائها من غير تحديد عند المالكية وقيل عندهم سبعاً في أولها وعند الجمهور يكبر في الخطبة الأولى تسع تكبيرات متوالية وفي الثانية يكبر بسبع تكبيرات متوالية أيضاً كما روى سعيد بن منصور عن عبيد الله بن عتبة قال: كان يكبر الإمام يوم العيد قبل أن يخطب تسع تكبيرات وفي الثانية سبع تكبيرات ويستحب عند الحنفية أيضاً أن يكبر الإمام قبل نزوله من المنبر أربع عشرة مرة ويندب للإمام بعد فراغه من الخطبة أن يعيدها لمن فاته سماعها ولو شاء اتباع للسنة رواه الشيخان .
ثانيا - وتختلف خطبة العيد عن خطبة الجمعة في أمور :
1-أن خطبة الجمعة تكون قبل الصلاة وخطبة العيد بعد الصلاة فإذا قدمها لم تصح عند غير الحنفية ويندب إعادتها بعد الصلاة .
2-أن خطبتي الجمعة تبدأان بحمد لله وهو شرط أو ركن عند الشافعية والحنابلة سنة عند الحنفية مندوب عند المالكية أما خطبتا العيد فيسن افتتاحهما بالتكبير .
2-أن الخطيب عند الحنفية خلافاً للجمهور لا يجلس إذا صعد المنبر ويجلس في خطبة الجمعة ومنها أن الخطيب عند المالكية إذا أحدث في أثناء خطبة العيد يستمر ولا يستخلف بخلاف خطبة الجمعة فإنه إن أحدث فيها يستخلف.
2-أن خطبة العيد عند الشافعية لا يشترط فيها شروط خطبة الجمعة من قيام وطهارة وستر العورة وجلوس بين الخطبتين وإنما يسن ذلك فقط .
ثالثا - موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء في عيد الفطر:
روى الإمام البخاري بسنده عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة ثم خطب فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقي فيه النساء الصدقة قلت لعطاء زكاة يوم الفطر؟ قال: لا ولكن صدقة يتصدقن حينئذ تلقى فتحها ويلقين قلت أترى حقاً على الإمام ذلك يأتيهن ويذكرهن؟ قال: إنه لحق عليهم وما لهم لا يفعلونه؟
رابعا - أهمية خطبة العيد :
لا تقلّ خطبة العيد في أهميتها عن سواها من الخطب الدينية فهي ميدان رحب لتذكير الناس بكثير من القضايا التي ينبغي عليهم ألا يغفلوا عنها ولتنبيههم إلى أمور لها مس مباشر بواقعهم في مناسبات أعيادهم فخطبة العيد ذات دور فعال في إيقاظ الناس إلى حقائق دينهم وآداب شريعتهم وتوجيههم إلى المعاني الإنسانية العالية والأخلاق الفاضلة والاستقامة على منهج طاعة الله وحسن عبادته وينبغي لخطيب العيد أن يتناول في المواضيع التي تتعلق بواقع المسلمين في أعيادهم فيتحدث عن صلة الأرحام وزيارة الأقرباء وإعانة الفقراء والعطف على الأيتام والأرامل والإحسان إلى الجيران وتفقد أحوال الأصحاب والإخوان في الله ويبين فضل ذلك وما يناله القائم بهذه الأعمال الخيرية الصالحة ابتغاء وجه الله من الأجر العظيم عند المالك الديان الذي لا يضيع عنده مثقال ذرة . كما ينبغي على الخطيب في العيد أن ينبه إلى المنكرات والمعاصي التي أصبحت تجتاح أعياد المسلمين في هذه الأيام وتكتسح بيوتهم بشكل ساخر في أيام الأعياد حيث تشرب الخمور وتشيع الفاحشة ويعكف الناس على المغنيات والمعازف حضوراً في مجالسها أو مشاهدة لبرامجها ويحذرهم من الاختلاط وينذرهم خطره على المجتمع كله ويحذرهم من الانحراف الخلقي الذي يسقط فيه أبناؤهم وتفرق في لجته فتياتهم وخاصة في الأعياد والتي أصبحت مآثم قائم تذبح فيها الفضائل وتراق فيها دماء الشرف والعفاف ومطلوب من الخطيب أن يحض المستمعين على أن يجعلوا أعيادهم كما أمر الله تعالى مواسم للعبادة والطاعة ومناسبات لزيادة التواصل الاجتماعي وتمتين العلاقات بين أفراد المجتمع المسلم . ولا بأس بالخطيب في أن يربط بين رمضان وعيد الفطر ويذكر الناس بفضل يوم العيد الذي هو يوم الجائزة كما يربط ما بين عيد الأضحى والحج والأضحية وحبذا أن يذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما بنى البيت ورحلته بهاجر زوجة أم إسماعيل وماء زمزم وأن يذكر عزم إبراهيم عليه السلام على أن يذبح ولده إسماعيل عليه السلام تنفيذاً لأمر الله تعالى وليحرص على أن يجعل هذا الحادث مدرسة تنطلق منها أروع المبادئ وأعظم المواعظ وأجل الدروس التي يحتاجها المسلمون في حياتهم وألا يكتفي بعرض القصص بل يهتم بالعبر والعظات المستقاة منها .
ج - خطبة الاستسقاء :
أولا - حكمها:
جاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته وفي فتح القدير1/439 وما بعدها واللباب 1/122 وما بعدها قال أبو حنيفة : لا خطبة للاستسقاء لأنها تبع للجماعة ولا جماعة لها عنده وإنما دعاء واستغفار يستقبل فيها الإمام القبلة قال ابن عباس حينما سئل عن صلاة الاستسقاء خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً متبذلاً متخشعاً متضرعاً فصلى ركعتين كما يصلي في العيد ولم يخطب خطبتكم هذه . وقال الصاحبان يصلي الإمام بالناس ركعتين فيهما بالقراءة ثم يخطب ويستقبل القبلة بالدعاء ويخطب خطيتين بينهما جلسة كالعيد عند محمد وخطبة واحدة عند أبي يوسف ويكون معظم الخطبة الاستغفار وقال الجمهور يخطب الإمام للاستسقاء بعد الصلاة على الصحيح خطيتين كصلاة العيد عند المالكية كما صنع في العيدين وخطبة واحدة عند الحنابلة لأنه لم ينقل أنه خطب بأكثر منها ودليلهم على طلب الخطبة وكونها بعد الصلاة حديث أبي هريرة خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم يوماً يستسقي فصلى ركعتين بلا أذان ولا إقامة ثم خطبنا ودعا الله عز وجل وحول وجهه نحو القبلة رافعاً يديه ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن كما جاء في نيل الأوطار وتجوز عند الشافعية الخطبة قبل الصلاة لحديث عبد الله ابن زيد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرج يستسقي فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة كما جاء في نيل الأوطار . وتختلف عن خطبة العيد في رأي المالكية والشافعية في أن الإمام يستغفر الله تعالى بدل التكبير فيقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ويكثر فيها الاستغفار لأنه سبب لنزول الغيث ، ولا حد للاستغفار عند المالكية في أول الخطبة الأولى والثانية ويستغفر الخطيب في الخطبة الأولى عند الشافعية تسعاً وفي الثانية سبعاً ويستحب أن يكثر من الاستغفار لقوله تعالى(استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً) [نوح] ويفتح عند الحنابلة الخطبة بالتكبير تسعاً نسقاً كخطبة العيد ويكثر فيها عندهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأنها معونة على الإجابة قال عمر: الدعاء موقوف بين السماء والأرض ولا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك رواه الترمذي ، ويقرأ كثيراً(استغفروا ربكم إنه كان غفاراً) وسائر الآيات التي فيها الأمر به فإن الله تعالى وعدهم بإرسال الغيث إذا استغفروه .
ثانيا - أركان خطبة الاستسقاء وشروطها :
أركانها هي أركان خطبة الجمعة نفسها وشروطها هي شروط خطبة العيد بالإضافة إلى أن يرفع الخطيب صوته حتى يسمع الناس في ذلك الموقف .
د - خطبة الكسوف :
أولا - حكمها :
السنة أن يخطب لها بعد الصلاة لما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم فرغ من صلاته فقام فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال:(الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وتصدقوا) هذا الحديث الذي روته السيدة عائشة أخرجه مالك والبخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والدرامي واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على استحباب خطبتين بعد صلاة الكسوف وهما سنة ليستا شرطاً لصحة الصلاة . وصفتها كخطبتي الجمعة في الأركان والشروط وغيرها سواء صلاها جماعة في مصر أو قرية أو صلاها المسافرون في الصحراء وأهل البادية ولا يخطب من صلاها منفرداً ويحثهم في هذه الخطبة على التوبة من المعاصي وعلى فعل الخير والصدقة والعتاقة ويحذرهم الغفلة والاغترار ويأمرهم بإكثار الدعاء والاستغفار والذكر ففي الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في خطبته قال الشافعي في الأم ويجلس قبل الخطبة الأولى كما في الجمعة هذا نصه واستحباب خطيتين بعد صلاة الكسوف قال به جمهور السلف ونقله ابن المنذر عن الجمهور وقال مالك وأبو حنيفة وأبو يوسف وأحمد في رواية لا تشرع لها الخطبة دليلنا الأحاديث الصحيحة وهذا حجة لمن قال خلاف الجمهور
ثانيا -ذكر الله تعالى والدعاء حال الكسوف :
اتفق الفقهاء على أنه يستحب ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار والصدقة والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب لقوله صلى الله عليه وسلم (فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا) وفي لفظ( إذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره) متفق عليه . ولأنه تخويف من الله تعالى فينبغي أن يبادر إلى طاعة الله تعالى ليكشفه عن عباده والدعاء يكون بعد الصلاة يدعو الإمام جالساً مستقبل القبلة إن شاء أو قائماً مستقبل الناس .
ثالثا- أركان خطبة الكسوف:
هي أركان خطبة الجمعة نفسها وشروطها تتفق مع شروط خطبة العيد وأن يرفع الخطيب صوته ليسمع الناس في مثل هذا الموقف .
رابعاً-سنن خطبة الكسوف : هي سنن خطبة العيد نفسها ويضاف إلى ذلك
1- الاستغفار بدل التكبير كما هو الشأن في خطبة الاستسقاء لأن واقع الحال يتطلب التوبة والاستغفار .
2- أن يحض الخطيب الناس على التوبة وفعل الخيرات ويحثهم على الصدقة
3- الإكثار من الدعاء والاستغفار .
خامساً- كيفية خطبة الكسوف:
لا تختلف خطبة الكسوف من حيث أدائها عن خطبة الجمعة والعيد اللهم إلا بفاتحة الخطبتين حيث يفتح الخطيب الخطبة الأولى بالاستغفار تسعاً والثانية بالاستغفار سبعاً كما هو الشأن في خطبة الاستسقاء ثم يشرع بأركان الخطبة المعهودة في خطبة الجمعة ويحرص خطيب الكسوف على أن يحض الناس على التوبة ويذكرهم بالآخرة ويحذرهم من المعاصي والمحرمات ويكثر في الخطبة من الدعاء والاستغفار ويبين لهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله سبحانه فإذا حدث فيهما كسوف أو خسوف فعليهم أن يزدادوا إقبالاً على ربهم وأن يكثروا من الاستغفار والتوبة في هذا المقام الذي يذكرهم بأهوال يوم القيامة ثم ينهي خطبته كما يفعل في خطبة الجمعة .
سادساً- استخلاص العبر والعظات في خطبة الكسوف:
وينبغي على الخطيب أن يستغل هذه المناسبة الحادثة فيذكر الناس ويعظهم ويحذرهم من مغبة الغفلة عن الله سبحانه ويحضهم على أن يرجعوا إلى ربهم وأن ينظفوا قلوبهم من حب الدنيا وشهواتها ويطهروا نفوسهم من التعلق بفتنتها والخضوع لمغرياتها ويذكرهم باليوم الموعود الذي يضطرب فيه نظام الكون ويختل فيه توازنه وتتبدل معالمه فكأن الأرض غير الأرض والسماء غير السماء فإذا بالشمس تكور و النجوم وتنكدر والقمر ينخسف ويصبح الناس يتخبطون كالسكارى ويضربون وهم حيارى ويقرأ عليهم الآيات التي تتحدث عن الساعة وأهوالها نحو قوله سبحانه: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) [الحج] وقوله سبحانه في وصف بعض مظاهر أهوال القيامة( إذا الشمس كورت- وإذا النجوم انكدرت) [التكوير] ، وقوله:( فإذا برق البصر – وخسف القمر- وجمع الشمس والقمر- يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر) [القيامة] ويعمد الخطيب إلى الإكثار من الدعاء والاستغفار في خطبته ويدعو الناس إلى مشاركته في ذلك وينبغي لنا أخيراً أن نعلم أن خطبة الكسوف لا تسقط سنتها وإن انكشفت الشمس أو تجلى القمر قبل الشروع فيها .
سابعاً- أهمية الخطبة فيها :
إن لخطبة الكسوف أهمية لا تقل في وزنها عن أهمية الخطب الدينية الأخرى لأن فيها رصيداً كبيراً من التذكر التذكير والتوجيه المناسب لحادث الكسوف حيث يتناول الخطيب فيها موضوع الحديث عن الساعة وأهوالها مما يؤدي إلى إيقاظ القلوب الغافلة والنفوس السادرة وبعث معاني الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى وتنبيه الناس إلى ذلك الموقف العصيب الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
ه - خطب الحج :
أولا - حكمها:
يستحب في الحج أربع خطب كما قال النووي في المجموع وهي : يوم السابع من ذي الحجة بمكة ويوم عرفة بمسجد إبراهيم ويوم النحر بمنى ويوم النفر بمنى أيضاً وبه قال داود وقال مالك وأبو حنيفة خطب الحج ثلاث يوم السابع والتاسع ويوم النفر الثاني قالا ولا خطبة في يوم النحر وقال أحمد ليس في السابع خطبة وقال زفر خطب الحج ثلاث يوم الثامن ويوم عرفة ويوم النحر ولقد ذكرنا دليلنا في خطبة السابع ويوم عرفة وأما خطبته يوم النحر ففيها أحاديث صحيحة منها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو يخطب يوم النحر فقام إليه رجل فقال ما كنت أحسب يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كذا وكذا قبل كذا وكذا ثم جاء آخر فقال يا رسول الله كنت أحسب أن كذا قبل كذا وكذا لهؤلاء الثلاث قال(افعل ولا حرج) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما يعني بالثلاث الرمي يوم النحر والحلق ونحر الهدي وعن أبي بكرة قال:(خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال أي يوم هذا؟ وذكر الحديث في خطبته صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى وبيانه تحريم الدماء والأعراض والأموال رواه البخاري ومسلم . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال( يا أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذه؟) قالوا بلد حرام قال( فأي شهر هذا؟) قالوا شهر حرام قال (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا) فأعادها مراراً ثم رفع رأسه فقال (اللهم قد بلغت) رواه البخاري ، وقال النووي في المجموع مذهبنا أن خطبة عرفات يخطب الخطبة الأولى قبل الأذان ثم يشرع الإمام في الخطبة الثانية مع شروع المؤذن في الأذان كما سبق وقال أبو حنيفة يؤذن قبل الخطبة كما الجمعة واحتج أصحابنا بحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم عرفة وقال( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم) إلى آخر خطبته قال ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئاً ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف) ، قال النووي في المجموع( ويخطب الإمام اليوم السابع من ذي الحجة بعد الظهر بمكة ويأمر الناس بالغدو من الغد إلى منى وهي إحدى الخطب الأربع المسنونة في الحج والدليل عليه ما روى ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس وأخبرهم بمناسكهم أخرجه البيهقي من حديث ابن عمر ، وقال الإمام النووي في المجموع وأما خطبة اليوم الثاني من أيام التشريق ففيها حديث عبد الله بن أبي نجح عن أبيه عن رجلين من بني بكر قالا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب أيام التشريق ونحن عند راحلته وهي خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطب بمنى رواه أبو داود بإسناد صحيح وعن سراء بنت نبهان الصحابية رضي الله عنها قالت خطبنا رسول الله يوم الروس فقال أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم قال( أليس أوسط أيام التشريق) رواه أبو داود بإسناد حسن
و - خطبة النكاح :
لم يرد في السنة الشريفة شيء عن خطبة النكاح بمفهوم الخطبة المعروفة كما في الجمعة والعيدين أو الاستسقاء أو الكسوف أو الخسوف أو خطب الحج حيث تتوفر أركان الخطبة الشرعية والوارد في هذا الخصوص لا يتعدى طلب نكاح من ولي امرأة من الراغب في الزواج أو وكيله ورد الولي بالإيجاب أو الاعتذار وقد جاء في كتاب نيل الأوطار للشوكاني ما اعتبره خطبة للنكاح عن ابن مسعود قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة والتشهد في الصلاة والتشهد في الحاجة وذكر تشهد الصلاة قال والتشهد في الحاجة : إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . قال: ويقرأ ثلاث آيات ففسرها سفيان الثوري ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) (واتقوا الله وقولوا قولاً سديداً) رواه الترمذي وصححه أخرجه أيضاً أبو داود والنسائي والحاكم والبيهقي وقد استدل بحديث ابن مسعود هذا على مشروعية الخطبة عند عقد النكاح وعند كل حاجة قال الترمذي في سننه وقد قال أهل العلم إن النكاح جائز بغير خطبة ويدل على الندب والجواز حديث إسماعيل بن إبراهيم وهذا نصه : عن إسماعيل بن إبراهيم عن رجل من بني سليم قال خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني من غير أن يتشهد - رواه أبو داود . ومما يجدر ذكره خطبة أبي طالب عند زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومع أنها قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنها تتصل بشخصيته الكريمة صلوات الله وسلامه عليه . وفي زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها أرسلت خديجة بنت خويلد إلى أمين قريش ومأمونها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وسلامه تخطبه وتقول له إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك فرجع محمد بالقول إلى عمه أبي طالب فرضيه له وأقره عليه لما استقر لخديجة من نبيل الخلق وسناء الحياء وأقبل القوم من بني هاشم وفيهم كريم فتيانهم ونجيب عشيرتهم محمد بن عبد الله فنزلوا من بني عمهم أكرم منزل وأسناه وهناك تداول الخطابة أبو طالب بن عبد المطلب سيد قريش وورقة بن نوفل ابن عم خديجة – بتفويض من عمها عمرو بن أسد .
فقال أبو طالب في خطبته: ( الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسوّاس حرمه وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل من قريش شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً إلا رجح به وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد له نبأ عظيم وخطر جليل وقد رغب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله اثنتا عشرة أوقيةً ونشاً) ، ثم خطب ورقة بن نوفل بتفويض عمرو بن أسد عم خديجة فقال: ( الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على من عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم فاشهدوا علي معاشر قريش أني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله)


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)