أسرار الإعجاز القرآني :
من أسرار الإعجاز القرآني هذا الأسلوب القرآني المعتمد على:
1- التصوير باللون والحركة والإيقاع : عن طريق الوصف والحوار وجرس الكلمات ونغم العبارات وتآلف السياق { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون على شيء مما كسبوا } [ ]
2- تصوير الحالات النفسية والمعنوية : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ، فاتبعيه الشيطان فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } [ ] .
3 - رسم نموذج إنساني واضح للعيان: كحالة العناد السخيف والمكابرة العمياء التي لا يجدي معها حجة ولا برهان { ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا : إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } [ ]
4-إنه يلجأ في التصوير المشخص إلى مشاهد الحوادث الواقعة والأمثال المضروبة والقصص والمروية :
5-إنه يلجأ إلى التجسيم : للمعنويات وإبرازها أجساما أو محسوسات { وعلى الثلاثة الذين خلفوا ، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه } [ ] ، فالأرض تضيق عليهم ، ونفوسهم تضيق بهم كما تضيق الأرض ويستحيل الضيق المعنوي في هذا التصوير ضيقاً حسياً أوضح وأوقع ،
6-العناية بالتنسيق اللفظي والعضوي والنفسي : ليعبر عن إيقاع نغمي عذب جاء نتيجة لهذا التناسق العضوي بين الأغراض والتناسب في الانتقال من غرض إلى غرض وكذلك عني القرآن بالتنسيق النفسي بين الخطوات المتدرجة في بعض النصوص هذا بالإضافة إلى التناسق الفني الذي عني بالتصوير عناية فائقة . { ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيها من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير} [ ] ، فصورة بث الدواب وصورة جمعها تلتقيان ، { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال . في سموم وحميم وظل من يحموم . لا بارد ولا كريم . إنهم كانوا قبل ذلك مترفين } [ ] فالسموم والحميم والظل الذي ليس له من الظل إلا اسمه لأنه { من يحموم } [ ] { لا بارد ولا كريم } [ ] صورة هذا الشظف تقابل صورة الترف { إنهم كانوا قبل ذلك مترفين } [ ] .
7-الجمع بين مزايا تفوق مزايا النثر والشعر جميعا : فقد أعفي التعبير القرآني من قيود القافية الموحدة والتفعيلات التامة فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامة وفاق في الوقت ذاته خصائص الشعر (التنغيم الداخلي والفواصل المتقاربة )
8 -الظاهرة القصصية : التي خضعت في موضوعها وفي طريقة عرضها وإدارة حوادثها لمقتضى الأغراض الدينية
9- تصوير المعاني الذهنية والحالات النفسية: وإبرازها في صورة حسية ، والسير على طريقة تصوير المشاهد الطبيعية والحوادث الماضية والقصص المروية والأمثال القصصية ومشاهد القيامة وصور النعيم والعذاب والنماذج الإنسانية كأنها كلها حاضرة شاخصة بالتخييل الحسي الذي يفهمها بالحركة المتخيلة .
9- قدرة المعاني القرآنية على حاجة النفس أحسن تقدير: فإننا لا نحس فيها بتخمة الإسراف ولا بمخمصة التقتير بكل معنى يؤدى لا يشوبه شيء مما هو غريب عنه ولا يشذ عنه شيء من عناصرها الأصلية أوجز لفظ وأنقاه .{ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقبعة } [ ] .. { أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه سحاب , ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ...} [ ] و{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ، ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب } [ ] و{ والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس } [ ] و{ هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً } [ ] ، ووصف القرآن الكثير من غرائز الإنسان وعواطفه وصفاته النفسية { إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا } [ ] ، والمعاني الاجتماعية في النصوص القرآنية غير قليلة فقد أوردها القرآن في معرض الاعتبار والعظة وبيان عواقب الظلم والفساد واسترسال في الترف والنعيم
10-طريقة القرآن في القصص طريقة خاصة به : إنه ينتقي أبرز حوادثها وأشدها صلة بالعبرة المقصودة ويغفل التفاصيل الزائدة والجزئيات التي لا فائدة منها وبجعل الأفكار التي يريد تلقينها متضمنة فيها ثنايا حوار جدل أو خطاب أو دعاء
11- يعرض لنا المعاني الحقيقية القريبة المحيطة : لينقلها إلى الحقيقة البعيدة الحقيقة اللانهائية يسير بنا من الطبيعية إلى مبدعها ، ومن الإنسان إلى خاطره ،
12- المعاني التي أثارها القرآن في النفس الإنسانية كبرى: مسألة ( المصير ... مصير الإنسان والحياة) كقوله تعالى: { والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا ، فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا . إن الإنسان لربه لكنود . وإنه على ذلك لشهيد . وإنه لحب الخير لشديد . أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور . وحصل ما في الصدور . أن ربهم بهم يومئذ لخبير } [ ] . إن القرآن بعد أن انتهى من إقرار فكرة المسؤولية والإيمان بالحساب في حياة أخرى بالعودة إلى حكم الله الذي يبدأ الخلق ثم يعيده يرسم المعنى الحقيقي الأخلاقي
13- يرسم الحقيقة كما يجب أن تكون :ويضع نظاماً جديداً لقيم الحياة هو ثورة على النظام القديم القائم على تقديم شرف النسب وصلة القرابة ووجاهة المال ونفوذ السلطان، ويستبدل به نظاماً يقوم على أساس المسؤولية والعمل النافع للمجتمع والإخلاص لله والمساواة بين عباده وإقامة العدل بينهم وفعل الخير والدعوة إليه واتخاذ المال والقوة والسلطان والقناعة وسائل لخدمة قيم أعلى منها وهي الحق والعدل والخير . { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله .. فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } [ ] . هذه الآية تعبر عن كثير من المعاني التي سلف ذكرها تعبيراً واضحاً
14- التعرض لقيم الحياة وتحديد موقفه منها : في جميع المجتمعات ومذاهبها الفلسفية والخلقية وتبين لنا كيف أثار القرآن أهم مشكلات الإنسان وقضاياه الكبرى وفي مقدمتها المسؤولية ومصير الإنسان والحياة { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه بل يريد الإنسان ليفجر إمامه يسأل أيان يوم القيامة } [ ] .
15- تجاوز الأمور المحلية الزمنية حدود البيئة : كقوله تعالى : { ومن آيته الجوار في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره } [ ] وكقوله تعالى : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون } [ ] .
16-إيقاظ ضمير الإنسان وربطه بخالقه : وإشعاره بمسؤولية وتحريره من الجزئيات ليسير في مبادئ واتجاهات وإقامة نظام لحياته وسلوكه .





المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)