القرآن الكريم والبلاغة العربية
أ-القرآن الكريم.... ذلك الكلام المعجز المنزل على الرسول صلى عليه وسلم المكتوب في المصاحف الذي سحر العرب منذ اللحظة الأولى . لقد كانت ألفاظ القرآن محكمة وكانت دلالاته منتظمة وافية وكانت الألفاظ يسهل جريانها على اللسان ويخف وقعها على السمع ويألفها الذوق غير ناب عنها وهي مع ذلك جارية على ما ينطق العرب أو يجري على قياس لغتهم ... إن للبحث في أعجاز القرآن آفاقا كثيرة اتجه إليها المفسرون وعلماء البيان بتفصيل فكشفوا الغطاء عن كثير من أسرارها . وأول ظاهرة تثير انتباهنا هي ظاهرة
1-انتظام الدلالة في القرآن العظيم ....
حيث يطرق اللفظ سمعك فيخطر معناه في قلبك ، وانظر إلى قوله تعالى في سورة الإخلاص { قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد }[ ] تجد قولاً يسبق معناه لفظه ويسهل فهمه دون عناء ، ويقول الله تعالى في سورة الانشراح : { ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقذ ظهرك ، ورفعنا لك ذكرك ، فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا فإذا فرغت فانصب ، وإلى ربك فارغب } [ ] هذه الوجوه التي يرجع إليها حسن البيان يتنافس فيها البلغاء من الكتاب والشعراء يتفاضلون درجات ، فإذا أردنا دراسة البلاغة الأدبية : في نص قرآني ما أتينا إلى البحث عنها من هذه الوجوه ننظر في الألفاظ وفصاحتها ومن جهة مواقعها ننظر من جهة تصويرها المعاني وإيصالها إلى الأذهان من غير تعسف ولا التواء ثم ندرسها من جهة ما تحمل من المعاني التي يستدعي المقام مراعاتها
2- فصاحة الألفاظ : فلا نمر بكلمة إلا وجدناها محكمة الوضع خفيفة الوقع على السمع
3- متانة نظمه: فقد بلغت الغاية التي ليس وراءها مطلع .. يصل الكلمة بما يلائمها يعطف الجملة على ما يناسبها ويضع الجملة معترضة بين الكلمتين المتلائمتين أو الجملتين المتناسبتين ... فترى الكلمتين أو الجملتين مع الجملة المعترضة بينهما كالبناء المحكم المتلائم الأجزاء .. فلا يكاد الفكر يشعر بأنه انقطع بالجملة المعترضة عن الكلمة الأولى أو الجملة ،
4- حسن البيان : في التشابيه الرائعة والأمثال البارعة والاستعارات الطريفة والمجازات اللطيفة والكنايات المنطقية النظير والتعريض الذي يقتضيه المقام فيكون أقرب إلى حسن البيان من القول الصريح
5- استيفاؤه للمعاني: التي يستدعي الحال الإفصاح عنها أو الإيحاء إليها فإنك تنظر في الآية وتتدبر المعنى الذي سيقت من أجله فتعود منها ويدك مملوءة من الفوائد التي تقع إليها من حيث تقرير شريعة أو تقييم حجة أو تلقي موعظة أو ترسل حكمة
6- بلوغ القرآن الطرف الأعلى من البلاغة: إنك ترى البليغ من البشر يحسن البيان ويأخذ لبك بالمنشآت الرائعة حتى إذا طال به مجال القول وقطع فيه أشواطاً واسعة رأيت في جمله وأبياته تفاوتاً في البراعة ولكن القرآن على طول أمده وكثرة سورة نزل متناسبا في حسن بيانه { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها } [ ] يتصرف في فنون كثيرة فلا تتفاوت فيها ألفاظه الرشيقة وأساليبه البديعة .
7- حقائق القرآن الكريم : المعروف أن القرآن أتى بحقائق أسس بها شريعة واسعة النطاق وليس من شأن هذه المعاني أن تظهر فيها براعة البلغاء كما تظهر فيما القوة من نحو المديح والرثاء والتهنئة والغزل ووصف المشاهد إلى غير ذلك مما يطلقون لأفكارهم فيه العنان فتذهب مع الخيال كل مذهب وترتكب من المبالغات ما استطعت أن ترتكب والقرآن يعبر عن تلك المعاني التي تستدعي صدق اللهجة وصوغ الأقوال على أقدار تلك الحقائق .. فترى الفصاحة ضاربة أطنابها والبلاغة مرسلة أشعتها .
8- أنه يورد القصة : في أوفى درجة من حسن البيان ثم يعيدها في سورة أخرى على حسب ما يقتضيه مقام الوعظ حتى إذا عقدت موازنة بين حكايتها هنا وحكايتها هناك وجدتها في مرتبة واحدة من البلاغة لا تنزل إحداهما عن الأخرى بحال . - ووصل القرآن بالبلاغة – وهي مطابقة الكلام لمقتضى الحال – إلى أعلى مما وصلت إليه بلغاء العرب فتحداهم بقوله: { فأتوا بسورة من مثله } [ ] ، وائتمنهم حكاما على هذا التحدي .والفرق بين بلاغة القرآن وأبلغ متكلم باللغة العربية فرق بعيد وهيهات هيهات بين الاثنين




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)