التعريض في القرآن الكريم
1-رؤية : هو لفظ استعمل في معناه -للتلويح بغيره –نحو: { بل فعله كبيرهم هذا } [ ] نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتخذة آلهة كأنه غضب أن تعبد الصغار معه تلويحا لعابدها بأنها لا تصلح أن تكون آلهة لما يعلمون إذا نظروا بعقولهم من عجز كبيرها عن ذلك الفعل والإله لا يكون عاجزا فهو حقيقة أبدا ، ونحو: { وما لي لا أعبد الذي فطرني } [ ]أي ومالكم لا تعبدون بدليل قوله وإليه ترجعون وكذا قوله: { أأتخذ من دونه آلهة } [ ] ووجه حسنه إسماع من يقصد خطابه الحق على وجه يمنع غضبه إذ لم يصرح بنسبته للباطل والإعانة على قبوله إذ لم يرد له إلا ما أراده لنفسه وإما لاستدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم فمنه قوله تعالى : { لئن أشركت ليحبطن عملك } [ ] خوطب النبي وأريد غيره لاستحالة الشرك عليه شرعا وإما للذم نحو : { إنما يتذكر أولوا الألباب } [ ] ، فإنه تعريض بذم الكفار وأنهم الذين لا يتذكرون وإما للإهانة والتوبيخ نحو قوله تعالى: { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت } [ ] ، فإن سؤالها لإهانة قاتلها وتوبيخه والتعريض قسمان قسم يراد به معناه الحقيقي ويشار به إلى المعنى الآخر المقصود ، وقسم لا يراد بل يضرب مثلا للمعنى الذي هو مقصود التعريض كقول إبراهيم : { بل فعله كبيرهم هذا } [ ] هما من أنواع البلاغة وأساليب الفصاحة، وقد تقدم أن الكناية أبلغ من التصريح. وعرّفها أهل البيان بأنها لفظ أريد به لازم معناه. وقيل: ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم.
ب- أساليب الكنياية : وللكناية أساليب:
أحدها: التنبيه على عظم القدرة، نحو: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ } [ ] كناية عن آدم.
ثانيها: ترك اللفظ إلى ما هو أجمل، نحو: { إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ } [ ] ، فكنى بالنعجة عن المرأة كعادة العرب في ذلك، لأن ترك التصريح بذكر النساء أجمل منه، ولهذا لم يذكر في القرآن امرأة باسمها، على خلاف عادة الفصحاء لنكتة، وهو أن الملوك لا يذكرون حرائرهم في ملأ، ولا يبتذلون أسماءهن، بل يكنون عن الزوجة بالفرش والعيال ونحو ذلك، فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر، فلما قالت النصارى فى مريم ما قالوا صرّح اللَّه باسمها، ولم يكن تأكيدا للعبودية التي هس صفة لها، وتأكيدا، لأن عيسى لا أب له وإلا لنسب إليه.
ثالثها: أن يكون التصريح مما يستقبح ذكره، ككناية اللَّه عن الجماع بالملامسة والمباشرة والإفضاء والرفث والدخول، والسرّ والغشيان. وعن ابن عباس قال: المباشرة: الجماع، ولكن اللَّه يكنى. وعنه قال: إن اللَّه يكنى ما شاء، وإن الرفث هو الجماع، وكنى عن طلبه بالمراودة فى قوله: { وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ } [ ] . وعن المعانقة باللباس في قوله: { هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ } [ ]. وبالحرث في قوله: { نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } [ ]. وكنى عن البول بالغائط في قوله: { أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ } [ ]. وأصله المكان المطمئن من الأرض . وكنى عن قضاء الحاجة بأكل الطعام في قوله في مريم وابنها: { كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ. }
[ ] ، وكنى عن الأستاه بالأدبار في قوله: { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ } [ ] . وعن مجاهد في هذه الآية قال: يعنى أستاههم، ولكن اللَّه يكنى. وأورد قوله تعالى: { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها} [ ] ، وقال: إن المراد به فرج القميص، والتعبير به من ألطف الكنايات وأحسنها: أي لا يعلق ثوبها بريبة فهي طاهرة الثوب، كما يقال: نقى الثوب، وعفيف الذيل، كناية عن العفة، ومنه: { وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ } [ ] ، وكيف يظن أن نفخ جبريل وقع في فرجها، وإنما نفخ في جيب درعها.
رابعها: قصد البلاغة والمبالغة نحو: { أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [ ] كنى عن النساء بأنهن ينشأن فى الترفه والتزين الشاغل عن النظر في الأمور ودقيق المعاني، ولو أتى بلفظ النساء لم يشعر بذلك، والمرأة نفى ذلك عن الملائكة.
خامسها: قصد الاختصار كالكناية عن ألفاظ متعددة بلفظ فعل نحو: { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا } [ ] أي فإن لم تأتوا بسورة من مثله.
سادسها: التنبيه على مصيره نحو: { تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ } [ ] أي جهنمي مصيره إلى اللهب. { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِها حَبْلٌ }[ ] أي بمامة مصيرها إلى أن تكون حطبا لجهنم في جيدها غلّ. وهكذا يعدل عن الصرائح إلى الكناية بنكتة كالإيضاح، أو بيان حال الموصوف، أو مقدار حاله، أو القصد إلى المدح أو الذم أو الاختصار أو الستر أو الصيانة، أو التعمية والإلغاز، والتعبير عن الصعب بالسهل، وعن المعنى القبيح باللفظ الحسن. وقيل: الكناية: أن تعمد إلى جملة معناها على خلاف الظاهر، فتأخذ الخلاصة من غير اعتبار مفرداتها بالحقيقة والمجاز، فتعبر بها عن المقصود كما تقول في نحو: { الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى } [ ] إنه كناية عن الملك، فإن الاستواء على السرير لا يحصل إلا مع الملك، فجعل كناية عنه. كذا قوله: { وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } [ ] كناية عن عظمته وجلالته من غير ذهاب بالقبض واليمين إلى جهتين. حقيقية ومجازية. ومن أنواع البديع التي تشبه الكناية، الإرداف، وهو أن يريد المتكلم معنى ولا يعبر عنه بلفظ الموضوع له ولا بدالة الإشارة، بل بلفظ يرادفه كقوله تعالى: { وَقُضِيَ الْأَمْرُ } [ ] ، والأصل: وهلك من قضى اللَّه هلاكه، ونجا من قضى اللَّه نجاته، وعدل عن ذلك إلى لفظ الإرداف لما فيه من الإيجاز والتنبيه على أن هلاك الهالك ونجاة الناجي كان بأمر آمر مطاع، وقضاء من لا يردّ قضاؤه، والأمر يستلزم امرا فقضاؤه يدل على قدرة الأمر به وقهره، وإن الخوف من عقابه ورجاء ثوابه يحضان على طاعة الأمر، ولا يحصل ذلك كله في اللفظ الخاص. قال بعضهم: والفرق بين الكناية والإرداف: أن الكناية انتقال من لازم إلى ملزوم، والإرداف من مذكور إلى متروك. ومن أمثلته أيضا: { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [ ] عدل في الجملة الأولى عن قوله بالسوء: أي مع أن فيه مطابقة، كالجملة الثانية، إلى: بِما عَمِلُوا تأدبا أن يضاف السوء إلى اللَّه تعالى.
وللتعريض قسمان:
1-قسم يراد به معناه الحقيقي ويشار به إلى المعنى الآخر المقصود.
2-وقسم لا يراد به بل يضرب مثلا للمعنى الذى هو مقصود التعريض كقوله تعالى : { إبراهيم بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا. }



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)