بنية النصـوص القرآنية خارجيا

أولاً-كيف نعرف البنية الخارجية للنص القرآني:
إذا كنا نريد التعرف على البنية الخارجية للنصوص القرآنية لا بد لنا من معرفة
أ-سبب نزول هذه النصوص ولمعرفة أسباب النزول فوائد ..
1-الوقوف على المعنى
2- إزالة الإشكال .. فلا يمكن معرفة تفسير آية من الآيات دون الوقوف على قصتها وبيان سبب نزولها ,
3- بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني النص القرآني ..
4- العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب . لقد أشكل على جماعة من السلف معاني آيات كثيرة حتى وقفوا على أسباب نزولها فزال عنهم الأشكال أو كاد . وليس لنا في أسباب النزول إلا أن نستوحي الواقع والإنسان والحق وحسب ، فالتعبير عن سبب النزول ومعرفة القصة ينم عن ذوق رفيع ، فما سبب النزول إلا قصة تستمد من الواقع عرضها , فصلها , عقدتها , حبكتها أشخاصها وأحداثها . من أجل هذا كان جهل الناس بأسباب النزول كثيرا ما يبعدهم عن إحضار النص القرآني ذهنيا ويبعدهم عن تذوقه وربطه المنطقي . وانطلاقا من ذلك كان علماء السلف يتشددون كثيرا في الروايات المتعلقة بأسباب النزول وشددوا أيضا في التمييز بين الزيف الدخيل من الروايات وبين الأصيل الصحيح . ونحن يجب ألا نقف عند اختلاف العلماء بأسباب نزول سورة ما .. لأن أسباب النزول لا تعدو أن تكون قرائن مما حول النص والأصح عند الأصوليين ( أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) . وإن للسورة وللآيات مكية كانت أو مدنية خصائص وسمات تميز بعضها عن بعض
ب-المكان الذي نزلت به تلك النصوص وأعنى بالمكان المهدين اللذين نزلت تلك النصوص القرآنية بين ظهرانيهما .. أعنى مكة المكرمة، والمدينة المنورة صرح الرسالة المحمدية ونحن إذ نستقصي السبب والمهد فلغايةٍ من وراء ذلك
1-لأن التعبير القرآني يحمل في خلفيته عادات وتقاليد تلك البيئات .. فإذا كان الأمر كذلك كان لا بد لنا من معرفة أسباب نزول ذلك النص القرآني الذي نحن بصدد التعمق فيه والتقصي والدراسة ذلك النزول الذي يحمل لنا فوائد جمة ويسلط وميضا على فهم النص القرآني . وذلك الوميض الذي يكشف لنا شيئا من ماهية النص ، وليست معرفة البيئة أقل من ذلك .. إن معرفة البيئة مكية كانت أو مدنية ضرورية لفهم الكثرة المطلقة من آيات وسور القرآن الكريم .
2-إن الغشاء الذي يحيط بالنص المدني يختلف عن ذلك الغشاء الذي يحيط بالنص المكي في قليل أو كثير وقل ذلك في المحتوى ولا تخفف .
3-إن اللهجة المدنية تختلف عن اللهجة المكية .. وشتان بينهما هناك في المدينة الإطناب والأسلوب التشريعي الهادئ وتفصيل البراهين والأدلة على الحقائق . وهنا في مكة الإيجاز وحرارة التعبير والدعوة إلى أصول الإيمان بالله واليوم الآخر وتصوير الجنة والنار وأفانين العذاب
ج- معرفة قصة السورة أو الآية والأسباب التي اقتضت نزولها أعون على دقة الفهم وأدنى إلى استلهام أرجح التأويل وأوضح التفسير ذلك أننا من القرآن الكريم أمام شيء أسمى من علم التفسير ونحن من القرآن إزاء شيء فوق اللغة وآدابها .. أمام شيء فوق التاريخ. ونحن من القرآن إزاء شيء فوق اللغة وقواعدها وآدابها فإن ظلال التعبير في القرآن وإيحاءات المفردات في آياته وألوان التعابير في قصصه ولوحاته لترتبط أوثق الارتباط بالواقع الحي والأحداث والمشاهد الشواخص .
ثانياً-خصائص الآيات والسور القرآنية:
أ- خصائص الآيات والسور المكية :
1-قصر آياتها وسورها وإيجازها وحرارة تعبيرها وتجانسها الصوتي .
2-الدعوة إلى أصول الإيمان بالله واليوم الآخر وتصوير الجنة والنار .. وأفانين العذاب والآلام .
3-الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الكريمة والاستقامة على الخير .
4-مجادلة المشركين وتسفيه أحلامهم .
5-كثرة القسم جرياً على أساليب العرب .
6-كل سورة فيها سجدة فهي مكية.
7-كل سورة فيها لفظ ( كلا ) فهي مكية
8-كل سورة فيها ( يا أيها الناس ) وليس فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) فهي مكية إلا سورة الحج ففي أواخرها { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا } [ ]
9-كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة فهي مكية سوى البقرة
10-كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة
11-كل سورة تفتح بأحرف التهجي كـ (( ألم )) و (( ألر )) ونحو ذلك فهي مكية سوى البقرة وآل عمران .
12-نزول الآيات التي تقرع المشركين
13- نزول الآيات تشتد في تسفيه أحلامهم
14-نزول الآيات التي تسلي الرسول والمؤمنين وتعليمهم السماحة والصفح الجميل
ب - خصائص الآيات والسور المدنية:
1-طول أكثر سورها وبعض آياتها وإطنابها وأسلوبها التشريعي الهادئ
2-تفصيل البراهين والأدلة على الحقائق .
3-كل سورة فيها إذن بالجهاد أو ذكر له وبيان لأحكامه فهي مدنية .
4-كل سورة فيها تفاصيل لأحكام الحدود والفرائض والحقوق والقوانين المدنية والاجتماعية والدولية فهي مدنية .
5-كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ماعدا سورة العنكبوت .
6-كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم إلى عدم الغلو في دينهم فهي مدينة . هذه الخصائص تصور الخطا الحكيمة المتدرجة التي كان يخطوها الإسلام في تشريعه فخطاب أهل المدينة لا يمكن إن يكون مماثلا لخطاب أهل مكة .. لأن البيئة الجديدة في المدينة أصبحت تستدعي التفصيل في التشريع وفي بناء المجتمع الجديد .. كان في مكة قوم طغاة معاندون يضطهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهكذا كثر في مكة نزول الآيات التي تقرع المشركين وتشتد في تسفيه أحلامهم وتسلي الرسول والمؤمنين وتعليمهم السماحة والصفح الجميل . أما المدنية فكان فيها بعد الهجرة ثلاثة أصناف من الناس :( المؤمنون من مهاجرين وأنصار ، ثم المنافقون ، ثم اليهود) ، فأما اليهود فجادلهم القرآن ودعاهم إلى كلمة سواء . وأما المنافقون ففضحهم وكشف مساوئهم . وأما المؤمنون فشجعهم على المضي في الصراط المستقيم .. وشرع لهم ما يتعلق بالسلم والحرب وبحياة الفرد والمجموع وبالسياسة والاقتصاد . إذن: كان من المعروف أن القرآن الكريم في العهد المكي وأوائل المدني معنيا بأصول الدعوة ومنها ما يتصل بالغيب واليوم الآخر .. ثم اتجهت عنايته بعد ذلك إلى الشؤون عملية بعد أن صار المسلمون مجتمعا متميزا يحتاج إلى تنظيمه بأحكام تشريعية وخلقية واجتماعية . ولا يمنع هذا من مجيء آيات في العهد المدني معنية بأصول العهد المكي كأصول الدعوة .. كآية الحج { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } [ ] .كما لا يمنع من مجيء آيات في العهد المكي الأولى خاصة بالأحكام والنظم الاجتماعية من العهد المدني مثل آيات البلد : { فلا اقتحم العقبة ... وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيماً ذا مقربة . أو مسكينا ذا متربة } [ ].



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)