التفسير والتأويل للقرآن الكريم
مقدمة:
لقد نزل القرآن بلغة العرب ، وعلى أساليبهم في الكلام ، قال الله تعالى { إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } [ ] ، وقال { بلسان عربي مبين } [ ] ، والآيات التي تتحدث عن " عربية " القرآن تؤكد أن هذا القرآن الكريم جاء عربيا وما يذكره بعض المفسرين من كون كلمات من مثل (القسطاس " " سجّيل ") وكلمات أخرى أنها رومية وحبشية وفارسية إنما هو من باب اقتراض اللغات بعضها من بعض من خلال التلاقح الحضاري ، وقد يكون المراد أن لغة العرب وافقت فيها لغة الروم ،أو أن العرب أخذت هذه الكلمات وهضمتها وأجرت عليها قوانينها ، فكان الحديث إنما هو من " أصل " هذه الكلمات – على طريقة جميع اللغات في الأرض – لا عن أنها غير عربية ، وأن القرآن فيه ما ليس بعربي والمعلوم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يتلو عليهم هذه الآيات فلو كان فيه لغة غريبة لردوا عليه هذه اللغة . والذي يؤكد أن هذه الكلمات كانت العرب قد أخذتها في الجاهلية فعربتها أنّ لأكثرها تصرفا واشتقاقا ، على القانون العربي . ونزل القرآن كذلك على أساليب العرب في كلامها ، ففيه الحقيقة وفيه المجاز ، وفيه الصريح والكناية ، وفيه المتشابه والمجمل ... الخ ، على نمط العرب في حقيقتهم ومجازهم ، وهذا طبيعي لأنه أتى يدعو العرب أولا إلى الإسلام { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ ] و{ لتنذر أم القرى ومن حولها } [ ] ، فلا بد أن يكون بلغة يفهمونها، وهذه هي سنة الله في أنبيائه { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } [ ] ؛ أما لماذا اختيرت هذه اللغة واختير العرب لحمل آخر الرسالات ، فحديثه طويل متشعب ، وله مجال آخر غير هذا المجال ،
1-التفسير في اللغة :
الاستبانة والكشف وفسر الشيء يفسره وفسره : أبانه قال تعالى : { ولا يأتونـــــــك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً } [ ] أي بيانا ، ولم ترد لفظة " تفسير فــــــــــــي القرآن في غير هذا الموضع . ولم يختلف المفسرون في أن المراد من ( تفسيرا القرآن ) – على تعدد تعريفاتهم للتفسير اصطلاحاً بيان معانيه على أي وجه من وجوه البلوغ قال بعضهم : " والتفسير هو علم بمعاني القرآن " وناسخه ومنسوخه ، مجهلة ومبينه و متشابه ومحكمه
2-والتأويل في اللغة :
مصدرها أول يؤول تأويلا , وهو من آل الشيء إلى كذا , أي رجع إليه , فالتأويل : التفسير والمرجع والمصير " ، فالتأويل في اللغة يراد به كما يراد به المرجع والمصير لا أن أحدهما مغاير للآخر وإن كان اشتقاق الكلمة يرجع أن يراد من التفسير ما يحتاج منه إلى النظر والفكر ليصح معنى الرجوع , ولهذا ورد لفظ التأويل في القرآن الكريم في مواطن دقيقة يحتاج فيها المعنى إلى مثل ذلك كقوله تعالى في سورة يوسف على لسان الملأ { وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين } [ ] ، وكقوله حاكيا عن يوسف عليه السلام { يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل } [ ] ، وكقوله في سورة الكهف : { سأنبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا } [ ] ، ويعرف أكثرهم التفسير بأنه" علم يبحث فيه القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية " وقد جرى استعمال التأويل على أنه مرادف للتفسير؛ أما التأويل في الاصطلاح فهو " إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقة إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب من التجوز , من تسمية الشيء بشبيهه أو بسبب أو لا حقه أو مقاربه. .. وكأن الحاجة إلى التأويل تظهر بعد " تفسير" الألفاظ الواردة من النص لمعرفة ما يدل عليه ظاهره فيحمل دليلاً ما – عقلياً أو نقلياً أو عرفياً _ على أن المراد بالكلام غير ظاهره, وأنه يجب حمله على المجاز فيؤول , أي فيحمل على المجاز دون الحقيقة . وبذلك يكون التأويل خطوة تالية لخطوة التفسير , وقد جعل التفسير أهم من التأويل لأن أكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ , والتأويل في المعاني ,
3-مصادر التفسير:
اللغة العربية طريق معرفة القرآن الكريم , قال تعالى : { حم , تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعملون } [ ] ، فالعالم باللغة محجوج بالقرآن الكريم , ويدل قوله { لقوم يعلمون } [ ] على أن التفسير لمن عرف اللغة جائز . وكان الصحابة – الذين عاصروا التنزيل وشاهدوه – أقدر الناس على فهم القرآن الكريم على الرغم من قلة ما روى عنهم في التفسير , والذي اختلفوا فيه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد كما و يعود السبب في هذا الاختلاف إلى تفاوت حظهم من المعرفة بالأدب الجاهلي وغريبه , وإلى تفاوتهم في ملازمة النبي – صلى الله عليه وسلم – والوقوف على أسباب نزول الآيات . بالإضافة إلى اختلافهم في معرفة عادات العرب في أفعالهم وأقوالهم , ونحو ذلك من الأسباب .





المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)