1ً- أسلوب النداء:
وهو أسلوب يقصد به التنبيه إلى فعل خيري أو تجنب فعل شري قال " ابن مسعود" إذا ما سمعت الله عز وجل يقول: يأيها الذين آمنوا" فأعْره سمعك فإنَّ من بعده خيرًا يأمر به أوْ شرّاً ينهى عنه وإنَّ فقه النداء في القرآن الكريم يُعْنى بتبصُّر ما يعبر به عن المنادَى في سياقه والقصد المنصوب له الكلام، هذا تراه ظاهر التصريف البليغ المعجز في نداء سيدنا محمد صلى الله عليه وصحبه وسلم حينا يناديه: يا أيها النبيُّ، وحينًا يناديه: يا أيها الرسول، ولكلٍّ سياقُه ومقامُه ومقتضاه، ولم يأت البتة: يا محمد، كما جاء في نداء سائر الأنبياء على الرغم أنَّ في اسمه: " محمد" من الثناء ما فيه، فهو دالٌّ على ذاته ونعته: أيْ المُبالَغِ في حمْدِه لعظيم خلقه ومنزلته عند ربِّه عزَّ وجلَّ وهذا من عظيم إجلال الله عز وجلَّ عبده ونبيه ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم. وكذلك الأمر في نداء المؤمنين { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } [ ]

2ً- أسلوب الاستفهام:
تتعدد غايات الاستفهام في القرآن الكريم بحسب سياق الآيات القرآنية بين إنكار أو توبيخ أو تقرير أو غير ذلك ومن روائع الاستفهام القرآني قوله تعالى : { مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض } [ ] ، ففي قوله (مالكم ؟ ) استفهام توبيخي يوبخ كل متثاقل عن الجهاد وقد هُيِّئ له فكيف بمن دُعِي إليه وحُثَّ وأُغْرِيَ بِه، ولم يُحرم منه من يفعل، فقد باء بغضب الله تعالى. ومعنى الاستفهام:" أي شيء لكم في التثاقل عن الجهاد وقت أن يقال لكم انفروا في سبيل الله تعالى؟ وهذا مسلك من مسالك النفي المؤكد الذي لا قِبَلَ للمعاند إلى نقضه وقد هدى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنَّه قد جعلت الجنة تحت ظلِّ السيف. روى الشيخان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اعلموا أنّ الجنة تحت ظلال السيوف" (الرواية لمسلم ـ) فمن مال إلى ظلِّ شجرة وأعرض عن ظل السيف فقد غبن نفسه، ومن ثَمَّ جاء الاستفهام الإنكاري التوبيخي التسفيهي الدَّال على ضلال الاختيار في الجملة التي من بعدها: { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} [ ] الاستفهام في " أرضيتم" إنكاريٌّ توبيخي تسفيهي، بمعنى ما كان ينبغي لكم أن يكون منكم ذلك، ويعد الاستفهام طلب ما في الخارج، أو تحصيله في الذهن، وهو قسمان:
1- بمعنى الخبر.
2- بمعنى الإنشاء.
والأول ضربان، وهو الذى بمعنى الخبر:
(أ) نفى، ويسمى استفهام إنكار، لأنه يطلب به إنكار المخاطب، والمعنى فيه على أن ما بعد الأداة منفى، ولذلك تصحبه «إلا» ، كقوله تعالى: { فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ } [ الأحقاف: 35،]
وهو قسمان:
1- إبطالي، وهو أن يكون ما بعد همزة الاستفهام غير واقع، نحو قوله تعالى: { أَفَأَصْفاكُمْ الإسراء } :[ 40 ].
2- حقيقي، وهو أن يكون ما بعدها واقع، نحو قوله تعالى : { أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ } [ الصافات: 95.]
(ب) إثبات، ويسمى استفهام تقرير، لأنه يطلب به إقرار المخاطب . والتقرير حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده، ولا يستعمل ذلك بهل. والكلام مع التقرير موجب، ولذلك يعطف عليه صريح الموجب، كقوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً صريح الموجب، كقوله تعالى: { أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً } [ النمل 84 ] .
واستفهام الإثبات على أنواع:
1- مجرد الإثبات، نحو قوله تعالى: { أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ } [ الفيل: 2.]
2- الإثبات مع الافتخار، نحو قوله تعالى: { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } [ الزخرف: 51.]
3- الإثبات مع التوبيخ، نحو قوله تعالى: { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً } [ الأنبياء: 97،] أي هي واسعة، فهلا هاجرتم فيها.
4- الإثبات مع العتاب، نحو قوله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } [ الحديد: 6.]
5- الإثبات مع التسوية. ويكون مع الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، نحو قوله تعالى: { وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ } [ يس: 10،] أي سواء عليهم الإنذار وعدمه.
6- الإثبات مع التعظيم، نحو قوله تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [ البقرة 255.]
7- الإثبات مع التهويل، نحو قوله تعالى: { الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ الحاقة } [ ] .
8- الإثبات مع التسهيل والتخفيف، نحو قوله تعالى : { وَماذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ } [ النساء 39.]
9- الإثبات مع التفجع، نحو قوله تعالى: { مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها} [ الكهف: 49.]
10- الإثبات مع التكثير، نحو قوله تعالى: { وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها } [ الأعراف 4.]
11- الإثبات مع الاسترشاد، نحو قوله تعالى: { أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها } [ البقرة 30.]
والثاني : وهو الذى بمعنى الإنشاء، وهو على ضروب:
1- مجرد الطلب، وهو الأمر، كقوله تعالى: { أَفَلا تَذَكَّرُونَ } [ يونس: 3.]
أي: اذكروا.
2- النهى، كقوله تعالى: { ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } [ الانفطار: 6 ] أي : لا يغرك.
3- التحذير، كقوله تعالى: { أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ } [ المرسلات: 16] ، أي قدرنا عليهم فنقدر عليكم.
4- التذكير، كقوله تعالى: { قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ } [ يوسف: 89.]
5- التنبيه، وهو من أقسام الأمر، كقوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ } [ البقرة: 258.]
6- الترغيب، كقوله تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [ الحديد 11.]
7- التمني، كقوله تعالى: { فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ } [ الأعراف 53.]
8- الدعاء، وهو كالنهى، إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى، كقوله تعالى: { أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا } [ الأعراف 155.]
9- العرض، وهو الطلب برفق، كقوله تعالى: { أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } [ النور: 22.]
10- التحضيض، وهو الطلب بشق، كقوله تعالى: { أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ } [ الشعراء 10، 11 ] ، أي ائتهم وأمرهم بالاتقاء.
11- الاستبطاء، كقوله تعالى: { وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [ يس: 48.]
12- الإياس، كقوله تعالى: { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } [ التكوير: 26.]
13- الإيناس، كقوله تعالى: { وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى } [ طه: 17.]
14- التهكم والاستهزاء، كقوله تعالى: { أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ } [ هود: 87.]
15- التحقير، كقوله تعالى: { وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا } [ الفرقان: 41.]
16- التعجب، كقوله تعالى: { ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ } [ النمل: 20.]
17- الاستبعاد، كقوله تعالى: { أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ } [ الدخان 13،] أي يستبعد ذلك منهم بعد أن جاءهم الرسول ثم تولوا.
18- التوبيخ، كقوله تعالى: { أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ } [ آل عمران: 83.]
-أساليب أخرى :
أ-التهديد والوعيد نحو: أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ.
ب- التكثير نحو: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها.
ج- التسوية : وهو الاستفهام الداخل على جملة يصح حلول المصدر محلها نحو: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ.
د-الأمر نحو: أَأَسْلَمْتُمْ أي أسلموا.
ه- التنبيه، وهو من أقسام الأمر نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ أى انظر.
و- الترغيب نحو: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً.
ز- النهى نحو: أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ بدليل: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ.
ح- الدعاء، وهو كالنهى، إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى نحو: أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ أي لا تهلكنا.
ط- الاسترشاد نحو: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها.
ي- التمني نحو: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ.
ك- الاستبطاء نحو: مَتى نَصْرُ اللَّهِ.
ل- العرض: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ.
م- التحضيض نحو: أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ.
ن- التجاهل نحو: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا.
ص- التعظيم نحو: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
ع- التحقير نحو: أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ.
ف الاكتفاء نحو: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ.
س- الاستبعاد نحو: أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى.
ر- الإيناس نحو: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى.
ش- التهكم والاستهزاء نحو: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ.
ق- التأكيد لما سبق من معنى أداة الاستفهام قبله كقوله:
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أى من حق عليه كلمة العذاب فإنك لا تنقذه، فمن للشرط، والفاء جواب الشرط.
خ-الإخبار نحو: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا.
ومن أقسام الإنشاء: الامر، وهو طلب فعل غير كف، وصيغته افعل، ولتفعل، وهى حقيقة فى الإيجاب نحو: أَقِيمُوا الصَّلاةَ فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ، وترد مجازا لمعان أخر.
منها: الندب نحو: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا.
والإباحة نحو: فَكاتِبُوهُمْ.
والتهديد نحو: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إذ ليس المراد الأمر بكل عمل شاءوا.
والإهانة نحو: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.
والتسخير: أى التذليل نحو: كُونُوا قِرَدَةً عبر به عن نقلهم من حالة إلى حالة إذلالا لهم فهو أخص من الإهانة.
والتعجيز نحو: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ إذ ليس المراد طلب ذلك منهم بل إظهار عجزهم.
والامتنان نحو: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ.
والعجب نحو: انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ.
والتسوية نحو: فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا.
والإرشاد نحو: وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ.
والاحتقار نحو: أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ.
والإنذار نحو: قُلْ تَمَتَّعُوا.
والإكرام نحو: ادْخُلُوها بِسَلامٍ.
والتكوين، وهو أعم من التسخير نحو: كُنْ فَيَكُونُ.
والإنعام، أي تذكير النعمة نحو: كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ.
والتكذيب نحو: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها.
والمشورة نحو: فَانْظُرْ ماذا تَرى.
والاعتبار نحو: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ.
والتعجب نحو: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ.
ومن أقسامه: النهى، وهو طلب الكفّ على فعل، وصيغته «لا تفعل» وهى حقيقة في التحريم، وترد مجازا لمعان:
منها الكراهية نحو: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً.
والدعاء نحو: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا.
والإرشاد نحو: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.
والتسوية نحو: أَوْ لا تَصْبِرُوا.
والاحتقار والتقليل نحو: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ الآية، أى فهو قليل حقير.
وبيان العاقبة نحو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ أى عاقبة الجهاد الحياة لا الموت.
واليأس نحو: لا تَعْتَذِرُوا.
والإهانة نحو: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ.
ومن أقسامه: التمني. وهو طلب حصول شيء على سبيل المحبة، ولا يشترط إمكان المتمني بخلاف المترجي ، ويقال: إن التمني والترجي والنداء والقسم ليس فيه طلب بل هو تنبيه، ولا بدع في تسميته إنشاء.
والتمني لا يصح فيه الكذب، وإنما الكذب في المتمني، الذى يترجح عند صاحبه وقوعه، فهو إذن وارد على ذلك الاعتقاد الذى هو ظن.
وحرف التمني الموضوع له: ليت نحو: يا لَيْتَنا نُرَدُّ.
وقد يتمنى بهل حيث يعلم فقده نحو: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا.
وبلو نحو: فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ ولذا نصب الفعل فى جوابها.
وقد يتمنى بلعل في البعيد فتعطى حكم ليت فى نصب الجواب نحو:
لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ.
ومن أقسامه الترجي، وفرق بعضهم بينه وبين التمني بأنه في الممكن والتمني فيه وفى المستحيل، وبأن الترجي في القريب والتمني في البعيد، وبأن الترجي في المتوقع والتمني في غيره، وبأن التمني في المشقوق للنفس والترجي في غيره.
وقيل: الفرق بين التمني وبين العرض، هو الفرق بينه وبين الترجي، وحرفا الترجي : لعل وعسى، وقد ترد مجازا لتوقع محذور، ويسمى الإشفاق نحو: لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ. ومن أقسامه النداء، وهو طلب إقبال المدعو على الداعي بحرف نائب مناب أدعو، ويصحب في الأكثر الأمر والنهى. والغالب تقدمه نحو: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ. وقد يتأخر نحو: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ. وقد يصحب الجملة الخبرية فتعقبها جملة الأمر نحو: يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ. وقد لا يعقبها نحو: يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ. وقد تصحبه الاستفهامية نحو: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ. وقد ترد صورة النداء لغيره مجازا كالإغراء والتحذير، وقد اجتمعا فى قوله تعالى: ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها. والاختصاص كقوله: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ. والتنبيه كقوله: أَلَّا يَسْجُدُوا. والتعجب كقوله: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ. والتحسر كقوله: الَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
وأصل النداء ب «يا» أن تكون للبعيد حقيقة أو حكما، وقد ينادى بها القريب لنكت. منها: إظهار الحرص فى وقوعه على إقبال المدعو، نحو: يا مُوسى أَقْبِلْ.
ومنها: كون الخطاب المتلو يعتنى به، نحو: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ. ومنها: قصد تعظيم شأن: المدعو، نحو: يا رب. ومنها قصد انخفاضه، كقول فرعون: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً.
3ً -أسلوب القصر :
القصر أسلوب قرآني غايته التخصيص . قال تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} [ ] في عطف هذه الجملة بـ "الفاء" إشارة إلى تفرعها عمَّا قبلها، وفيها معنى التسبيب، فكأنَّ هذا الاستفهام الإنكاري التوبيخي منسول منه هذه الحقيقة المقررة المؤكدة قلة متاع الحياة الدنيا نظرا إلى متاع الآخرة . وفي هذا التخصيص إبلاغ في توسيع شقة المقايسة بين أمرين هما في الحقيقة ليسا بمنزلة ما تقام بينهما مقايسة، فإنَّ العاقل لا يقايس متاع دنيا بنعيم آخرة وكأنَّ البيان القرآني الكريم يتنزل هنا على ما هو قائم في نفوس أولئك، مجاراة لهم وتأليفاً لقلوبهم .
4ً - أسلوب الشرط :
الشرط في العربية جملتان بنيت الثانية على الأولى لتحقيق غرض بلاغي ففي قوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله.....} [ ] جملة شرط بنيت على (إن) التي هي أم أدوات الشرط، وإذا ما كان علماء البيان يقولون: إنَّ "إنْ" الأصل فيها أن تكون فيما لا يجزم بوقوعه أو عدم وقوعه من فعل الشرط، وذلك في لسان العربية، فإنك إذا ما جئت للنظر في موقعها في بيان الله تعالى جدُّه، فما يكون لك أن تقول إن الله تعالى جدُّه لا يجزم بوقوعه أو عدمه وقوعه كما تقول في بيان الناس، ولكنا نقول إن الله تعالى جدَّه إذ يأتي في بيانه هو غير محكيّ عن أحد من خلقه ، وهذا إعلام من الله تعالى أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم أنه المتوكل بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم على أعداء دينه وإظهاره عليهم دونهم، أعانوه أو لم يعينوه .
5ً - أسلوب التوكيد:
أسلوب يتخذ لتقوية الكلام حين ما يكون السامع مترددا في قبول ما يلقى إليه من أخبار ، والقرآن الكريم قد يؤكد بـ (إنّ) وحدها مثلاً، أو قد يؤكد باللام أو يجمع بينهما وبمؤكدات أخرى، ولو أطلقت النظر لوجدت أن كل موضع يقتضي التعبير الذي عبر به فلا يصح أن تزاد اللام في الموضع المنزوع منه ولا تحذف في موطن الذِّكْرِ أينما وردت في القرآن الكريم وكذلك (إنّ) ونحوها. فهو يقول مثلاً: { إن الله شديد العقاب}[ ] مؤكداً بإن وحدها في مواطن عديدة من القرآن ، يقول: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العقاب}[الرعد: 6] مؤكداً بإن واللام ، ويقول: {إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 173] مؤكداً بإن ، ويؤكد بإن واللام في مواضع أخرى متعددة. ويحذف ويؤكد في تعبيرات أخرى تبلغ المئات وهو يراعي في كل ذلك الدقة في التعبير ووضع كل لفظ في مكانه حسبما يقتضيه السياق بحيث لا يصح وضع تعبير مُؤكَّد في مكان غير مؤكد، ولا ما أُكِّد بأكثر من مؤكد في موطن أُكد بمُؤكدٍ واحد. وكذا الأمر في غير (إنّ): {وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين} [الأعراف: 23] بتوكيد الجواب. ويقول: {لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين} [الأعراف: 149] بتوكيد الجواب وبذكر اللام الموطئة قبل الشرط، كل ذلك حسبما يقتضيه الموطن والسياق .
6ً - أسلوب القسم
أ-القسم :
هو الحلف واليمين بالله تعالى أو بأحد صفاته وإن كان الله تعالى يقسم ببعض مخلوقاته، والصيغة الأصلية للقسم أنه يؤتى بالفعل " أقسم " أو " أحلف " متعديا بالباء إلى المقسم به ، ثم يأتي المقسم به – وهو المسمى بجواب القسم ، كقوله تعالى:{ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت }[ ] ، فأجزاء صيغة القسم الثلاثة : الفعل الذي يتعدى بالباء ، والمقسم به ، والمقسم عليه . ثم اختصر ، نظرا لكثرة القسم في الكلام ، فصار يحذف – فعل القسم ، ويكتفي بالباء ، ثم عوض عن الباء بالواو في الأسماء الظاهرة كقوله تعالى: { والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى } [ ] ، وبالتاء في لفظ الجلالة كقوله تعالى : { وتالله لأكيدان أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } [ ] واستعمال الواو أكثر ." وأكثر الأقسام في القرآن المحذوفة الفعل لا تكون إلا بالواو ، فإذا ذكرت الباء أتى بالفعل ، كقوله { وأقسموا بالله } [ ] ، ولا تجد الباء مع حذف الفعل .." والمقسم به في القرآن الكريم نفس الله تعالى الموصوفة ، وصفاته ، أو بآياته المستلزمة لذاته وصفاته " وأقسامه ببعض مخلوقاته دليل على أنه من عظيم آياته " وقد أقسم الله تعالى بنفسه في القرآن في ثمانية مواضع ، وسائر القسم بمخلوقاته سبحانه ، كقوله : { والفجر وليال عشر والشفع والوتر } [ ] و { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ، وما خلق الذكر والأنثى } [ ] ، وقوله: { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس } [ ] { والتين والزيتون وطور سنين ...}
ب-أقسام القرآن:
الأول : أن الله تعالى إنما أقسم بنفسه وآياته ، وأن القسم بالمخلوقات هو أيضا من باب القسم بذاته لأنها من آياته . وذلك لإزالة شبهة تعظيم المخلوق فوق مكانته ، بناء على أن القسم يتضمن تعظيم المقسم به ،
والثاني : هو أن الأقسام كلها دلالات على المقسم عليه ( ولهذا جاء القسم في القرآن على أمور مهمة ) ( كالمعاد والتوحيد والرسالة تأكيداً للمنكرين ) والقسم في الأصل أسلوب من أساليب التأكيد عند الأمم ، وربما عبروا عنه بأخذ اليمين ، كما كانت عليه عند العرب والروم والعبرانيين ، فإذا أخذ بعضهم يمين بعض عـند معاهدة أو أمر عظيم كان ذلك عنواناً على العزم والتأكيد ، وكأنهم بذلك يقولون : (قد رهنا بهذا الأمر أيماننا )، ولذلك سموا القسم يمينا . ومن هنا تضمن القسم معنى الكفالة والضمانة ، أو معنى التأكيد المطلق الذي لا يحتاج معه إلى وجود المقسم به ،وإلى تقديره في كل موضع وإذا راجعنا سائر الكلمات التي كثر استعمالها للقسم يتبين لنا أن القسم لا يلزمه المقسم به ، فضلا عن تعظيمه ؛أما حين يتضمن القسم مقسما به ، فإن هذا المقسم به كان يرد في الأصل لمعنى الاستشهاد به – وإنما كان تعظيمه عارضا من عوارض القيم حين يكون بالله وبشعائره ، وهذا النوع كثير في كلام العرب ،فقد يشهدون بأشياء لم يعبدوها ولا عظموها ، وإنما أرادوا الاستدلال بجعل المقسم به شاهداً على أقوالهم وقد صرح القرآن بكون هذه الأمور المقسم بها من السماء والأرض ، والشمس والقمر ، والنجوم والسحاب ... وغيرها مسخرة مذللة طائعة ، فتعظيمها غير مراد ، ولكن المراد من القسم بها محض الإشهاد بها . ولذلك ترى بأن الأقسام التي جاءت في أوائل بعض السور جاءت للتعظيم كسورة الذاريات كلها دلائل أخرجها في صورة الأيمان " ، قال تعالى في سورة الواقعة : { فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } [ ] ، وفي هذا دلالة عظيمة وشهادة كبيرة ، على عظمة القسم لا بعظمة المقسم به . وقريب منه قوله تعالى : { والنجم إذا هوى } [ ] ، وقوله : { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس }[ ] وقوله : { والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا } [ ] وقوله : { والذاريات ذروا فالعاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا } [ ] وقوله : { ولا أقسم بالنفس اللوامة } [ ] . لقد أقسم الله تعالى بالماء والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، وأقسم بالفجر ، والضحى ، والريح ، والسحاب ، والجبال والبحر ، والبلد ، والإنسان والوالد والولد ، والذكرى والأنثى .. قال تعالى : { إن في خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض يعد موتها ، وبث فيها من كل دابة ، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون } [ ] ، وقد أقسم الله تعالى بنفسه في القرآن في ثمانية مواضع , استعملت فيها جميعا لفظة " الرب " في ثلاث منها أمر من الله لنبيه أن يقسم به { قل : بلى وربي }[ ] في موضعين { قل : أي وربي } [ ] في موضع واحد , والقسم هنا للتأكيد والتعظيم لأنه جار على لسان النبي صلى الله عليه وسلم . ولكن لفظ "الرب" في المواضع الأخرى ورد مضافاً إضافات تدعو إلى التأمل , وتذكر في الوقت نفسه بما أشرنا إليه من معنى الاستدلال في القسم , حتى يكون القسم بالله تعالى قال تعالى { فورب السماء والأرض إنه لحق } [ ] أضاف لفظ الرب إلى السماء والأرض لما في هذه الإضافة من الإشارة إلى خضوع السماء والأرض لأمره , وفي ذلك تنبيه إلى ضرورة الاستدلال بهما , فوق ما فيه من تعظيم لشأنه , وإيحاء بأن من كان هذا أمره لا يزج باسمه إلا فيما هو حق لا مرية فيه . وفي آية أخرى أضيف لفظ الرب إلى المشارق والمغارب , فقال : " { فلا أقسم برب المشارق والمغارب } [ ] لما توحي به هذه الإضافة من القدرة البالغة التي تسخر هذا الجرم الهائل , وهو الشمس , فيشرق ويغرب في دقة وأحكام أما الأقسام الكثيرة بمخلوقات الله فتأمل منها جمال القسم في قوله تعالى : { والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها , والنهار إذا جلاها , والليل إذا يغشاها , والسماء وما بناها , والأرض وما طحاها , ونفس وما سواها , فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها , وقد خاب من دسّاها } [ ] . أولا ترى هذا القسم مثيراً في النفس أقوى إحساسات الإعجاب بمدبر هذا الكون ، أليس في ذلك كله ما يبعث النفس إلى التفكير العميق و الاستدلال بها على الخالق لها المصرف لشؤونها , وأن هذا الخالق لا يذكر هو وما خلق محاطا بهذا الإجلال إلا في مقام الحق والصدق " وتأمل جلال القسم في قوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم }[ ] ، وقوله سبحانه : { والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى } [ ] ، وانظر كيف وجه النظر إلى ما حفظ النجوم في مواقعها فلا تسقط ولا تضطرب , من قدرة قديرة على هذه الصيانة والضبط , وما يبعثه هوي النجوم من رهبة في النفس وكلا الأمرين دلالة على الخالق , ومثار إعجاب به . أما المقسم عليه فالغالب أن يكون جملة خبرية كقوله تعالى : { فورب السماء و الأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون} [ ] ، وقد يكون جملة طلبية كقوله : { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } [ ] ، مع أن هذا قد يراد به تحقيق المقسم عليه فيكون من باب الخبر . والمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه, فلا بد أن يكون مما يحسن فيه ذلك, كالأمور الغائبة والخفية ونحو ذلك , أو يأتي القسم على التوحيد أو القرآن الكريم أو على شيء من أصول الأيمان . فمثال القسم على التوحيد قوله تعالى : { والصافات صفا , فالزاجرات زجرا , فالتاليات ذكرا, إن إلهم لواحد } [ ] ، ومثال القسم على القرآن وأنه حق قوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم , وإنه لقسم لو تعملون عظيم , إنه لقرآن كريم } [ ] ، وقوله تعالى : { حم , والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } [ ] و { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة} [ ] ، والقسم على الرسول كقوله : { يس , والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم } [ ] . هذا وقد أقسم الله تعالى على الجزاء والوعد والوعيد , وعلى أحوال الإنسان وعلى صفاته .... وأما حذف جواب القسم ، فإنه أكثر ما يرد إذا كان في المقسم به نفسه دلالة على المقسم عليه فإن المقصود يحصل بذكره فيكون حذف المقسم عليه أبلغ وأوجز ، وكقوله : { ص ، والقرآن ذي الذكر } [ ] ، فإن في المقسم به من تعظيم القرآن ووصفه بأنه ذو الذكر – المتضمن لتذكير العباد وما يحتاجون إليه ، " وتأمل مطابقة هذا القسم ، وهو نور الضحى الذي يوافي بعد ظلام الليل ، المقسم عليه ، وهو نور الوحي الذي وافاه بعد احتباسه عنه قوله تعالى مخاطبا نبيه عليه السلام : { والضحى والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى } [ ] لترى روعة القسم ؛ ومثله قوله : { والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى } [ ] اختار القسم بالنجم إذا هوى وخرج عن مداره على " أن النبي لم يضل ولم يخرج عن حدود الرسالة التي أرسل بها ، والتي أمر بإبلاغها إلى الناس ، ولهذا قال { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } [ ] ، فليس الأمر أمره ، ولا القرآن كلامه { ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخدنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ، فما منكم من أحد عنه حاجزين }[ ] . وفي سورة العاديات يقسم الله تعالى بصورة من صور الغزو { والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا ، فالمغيرات صبحا ، فأثرن به نقعا ، فوسطن به جمعا } [ ] صورة الخيل التي تضج بأنفاسها ، وتوري النار بوقع حوافرها ، تغير في وقت الأمن والنوم على قبيلة أخرى أو ناس آخرين، هذه الصورة من حياة الإنسان يقسم بها الله تعالى على أن الإنسان منكر للنعمة كنود جحود { إن الإنسان لربه لكنود } [ ] ، والمناسبة بين الأمرين واضحة ....
ج-الدور البلاغي الذي تؤديه أقسام القرآن: يتمثل في
1 - أن أسلوب القسم في القرآن على إظهار التأكيد والجد في القول ، كما ترى في قوله تعالى : { والسماء ذات الرجع ، والأرض ذات الصدع : إنه لقول فصل وما هو بالهزل } [ ] .
2- القسم يبهم على الخصم طريق الإنكار ، لأن القسم إنشاء ولي بخبر ، فإن شاء الخصم أنكر جواب القسم حين يكون خبرا ، ولكن لا تسنح له فرصة إنكار القسم نفسه كما أنه لا يتوجه إلى إنكار الصفة مع أنهما في الحقيقة من الأخبار . وربما جمعت بعض أقسام القرآن بين هذين الخبرين ، كالقسم "( بالقرآن المجيد ") أو (" باليوم الموعود أو " (بالصافات صفا )" فإنك لو حللت هذه الأقسام لرأيت فيها جملتين خبرتين : أن هذا القرآن مجيد ، أن لهم يوما موعودا وأن الملائكة صافون كالعبيد فإن كان ذلك مما ينتبه الخصم لإنكاره فتارة يصرف الخطاب إلى النبي كقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم : إنك لمن المرسلين } [ ] وتارة يحذف جواب القسم الذي يكون جملة خبرية ، ويكتفي بالمقسم به ، ليبادرهم بكلام آخر مؤيد لما حذف .. ليكلا يجد الخصم فرصة لتحويل الإنشاء إلى الخبر فينازع فيه ، وكأن القسم بهذا يهيء فرصة للسماع وانتظار الجواب فيهجم عليه ما يؤيد الاستدلال المقصود من الكلام السابق كقوله تعالى : { ص والقرآن ذي الذكر ، بل الذين كفروا في عزة وشقاق } [ ] فاكتفى بالجملة الإنشائية واجتنب الخبرية ، واستغنى عنها بما ذكر وفي القسم من صفة القرآن ، وكأنه قيل : " قد شهد القرآن أنه لذكر لهم وناصح
3 - إيجاز هذا الأسلوب للاستدلال على أنه يمكنك أن تجمع دلائل عديدة في قرب بعضها من بعض ، فإذا وجدت في القرآن أنها دلت على أمر واحد من جهات مختلفة ، كانت أشد أثرا وأحكم أمرا ، كما ترى في أقسام سور الطور والبلد والتين . قال تعالى في سورة الطور : { والطور. وكتاب مسطور . في رق منشور . والبيت المعمور . والسقف المرفوع . والبحر المسجور. إن عذاب ربك لواقع . ماله من دافع } [ ] .
4 - هذه الأقسام أسهمت في التصوير وتوشيه مطالع السورة بألوان كثيرة ، ولعل القسم من أصلح أساليب الكلام للتصوير ، فإن الذي أقسمت به كأنك دعوته كالشاهد فأوقفته بين يدي المخاطب ، فلما أراد الله تعالى أن يوشي عنوان السورة بألوان الصور بدأها بأقسام خاصة . فترى أحيانا صورة أمر واحد " كالقلم الكاتب " و " النجم " الثاقب والخيل العاديات ، والرياح الذاريات وتنظر أخرى إلى صور عديدة يضعها أمر جامع بينها كالتين والزيتون وطور سنين والبلد الأمين ، أو كالطور والكتاب والمسطور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور . أو كالشمس والقمر والليل والنهار .. الخ وأهمية التصوير في عرض الفكرة وتجليتها وحمل المخاطب على فهمها والإحاطة بجوانبها والتأثر بها .
7ً - أسلوب الحـذف
هو أسلوب يعتمد على ذكر جزء من الكلام وحذف جزء منه ، ويستدل على المحذوف المذكور من الكلام وهذا الأسلوب أكثر أساليب العرب استخداما وهو يدل على بلاغة العرب المتميزة . نحو قوله تعالى : { قالوا سلاما } [ ] أي : سلمنا سلاما و نحو : { وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا} [ ] أي : أنزل الله خيرا، ونحو : { قال سلام قوم منكرون } [ ] أي سلام عليكم أنتم قوم منكرون ولذلك تستحيل صحة الكلام عقلا إلا بتقدير محذوف و نحو : { وجاء ربك } [ ] أي جاء أمره بمعنى عذابه لأن الحق دل على استحالة مجيء البارئ لأنه من سمات الحادث وعلى أن الجائي أمره ونحو: { أوفوا بالعقود } [ ] و{ أوفوا بعهد الله } [ ] أي بمقتضى العقود وبمقتضى عهد الله لأن العقد والعهد قولان قد دخلا في الوجود وانقضيا فلا يتصور فيهما وفاء ولا نقض وإنما الوفاء والنقض بمقتضاهما وما ترتب عليهما من أحكامهما و نحو : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله }[ ] أي أمره بدليل أو يأتي أمر ربك ونحو: { وجنة عرضها السموات } أي كعرض بدليل التصريح به في [ آية الحديد الآية -22 – ] ، وكذلك رسول من الله أي من عند الله ونحو : { وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها } وفي حديث (باسمك ربي وضعت جنبي ) وفي قوله تعالى : { تالله تفتأ تذكر يوسف } [ ] التقدير لا تفتأ
8ً-أسلوب الحصر والاختصاص:
أما الحصر، ويقال له: القصر، فهو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص. ويقال: إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه، وينقسم إلى:
أ-قصر الموصوف على الصفة.
ب -وقصر الصفة على الموصوف. وكل منهما إما حقيقي، وإما مجازى. ومثال قصر الموصوف على الصفة حقيقيّا نحو: ما زيد إلا كاتب، أي لا صفة له غيرها، وهو عزيز لا يكاد يوجد لتعذر الإحاطة بصفات الشيء حتى يمكن إثبات شيء منها، ونفى ما عداها بالكلية، وعلى عدم تعذرها يبعد أن تكون للذات صفة واحدة ليس لها غيرها، ولذا لم يقع في النزيل. ومثاله مجازيّا: { وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } [ ] أي إنه مقصور على الرسالة لا يتعداها إلى التبرؤ من الموت الذى استعظموه الذى هو من شأن الإله. ومثال قصر الصفة على الموصوف حقيقيّا: { لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ } [ ] . ومثاله مجازيا: { قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً } [ ] . الآية. فيقال: إن الكفار لما كانوا يحلون الميتة والدم ولحم الخنزير،{ وما أهلّ لغير اللَّه به } ، وكانوا يحرّمون كثيرا من المباحات، وكانت سجيتهم تخالف وضع الشرع، نزلت الآية مسوقة: بذكر شبههم فى البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي، وكان الغرض إبانة كذبهم، فكأن قال: لا حرام إلا ما أحللتموه، والغرض الردّ عليهم والمضادة لا الحصر الحقيقي. وينقسم الحصر باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام:
أ-قصر إفراد،
ب-وقصر قلب،
ج-وقصر تعيين.
فالأول: يخاطب به من يعتقد الشركة نحو: { إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ } [ ] خوطب به من يعتقد اشتراك اللَّه والأصنام فى الألوهية.
والثاني: يخاطب به من يعتقد إثبات الحكم لغير من أثبته المتكلم له نحو: { رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } [ ] خوطب به نمرود الذى اعتقد أنه هو المحيي المميت دون اللَّه.
والثالث: يخاطب به من تساوى عنده الأمران فلم يحكم بإثبات الصفة لواحد بعينه ولا لواحد بإحدى الصفتين بعينها.
وطرق الحصر كثيرة:
أحدها: النفي والاستثناء، سواء كان النفي بلا أو ما أو غيرهما. والاستثناء بإلا أو (غير) نحو: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ. ووجه إفادة الحصر أن الاستثناء المتفرغ لا بد أن يتوجه النفي فيه إلى مقدر وهو مستثنى منه، لأن الاستثناء إخراج فيحتاج إلى مخرج منه، والمراد التقدير المعنوي لا الصناعي، ولا بد أن يكون عامّا لأن الإخراج لا يكون إلا من عام، ولا بد أن يكون مناسبا للمستثنى منه في جنسه، مثل (ما قام إلا زيد ) : أي لا أحد، وما أكلت إلّا تمرا: أي مأكولا، ولا بد أن يوافقه في صفته، أي إعرابه. وحينئذ يجب القصر إذا وجب منه شيء بإلا ضرورة فيبقى ما عداه على صفة الانتقاء. وأصل استعمال هذا الطريق أن يكون المخاطب جاهلا بالحكم، وقد يخرج عن ذلك فينزل المعلوم منزلة المجهول لاعتبار مناسب نحو: { وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } [ ] ، فإنه خطاب للصحابة وهم لم يكونوا يجهلون رسالة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، لأنه نزل استعظامهم له عن الموت منزلة من يجهل رسالته، لأن كل رسول فلا بد من موته، فمن استبعد موته فكأنه استبعد رسالته.
الثانى: «إنما» : الجمهور على أنها للحصر، فقيل بالمنطوق وقيل بالمفهوم.
ومن الحصر بإنما قوله تعالى: { إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ } [ ] بالنصب، فإن معناه: ما حرّم عليكم إلا الميتة، لأنه المطابق في المعنى لقراءة الرفع فإنها للقصر. ومنه قوله تعالى: { قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ } [ ] ، فإنه إنما تحصل مطابقة الجواب إذا كانت «إنما» للحصر ليكون معناها: لا آتيكم به إنما يأتي به اللَّه.
الثالث: «أنما» بالفتح، فقيل في قوله تعالى: { قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ } [ ] إنما القصر الحكم على شيء، أو لقصر الشيء على حكم نحو: إنما زيد قائم، وإنما زيد يقوم، وقد اجتمع الأمران في هذه الآية، لأن (إنما يوحى إلىّ) مع فاعله بمنزلة: إنما يقوم زيد، و (أنما إلهكم) بمنزلة: أنما زيد قائم، وفائدة اجتماعهما الدلالة على أن الوحى إلى الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم مقصور على استئثار اللَّه بالوحدانية، وكما أوجب أن «إنما» بالكسر للحصر، أوجب أن «أنما» بالفتح للحصر، لأنها فرع عنها، وما ثبت للأصل ثبت للفرع ما لم يثبت مانع منه، والأصل عدمه.
الخامس: تقديم المعمول نحو:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } [ ] .
السادس: ضمير الفصل نحو: { فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ أي لا غيره } [ ] .
السابع: تقديم المسند إليه، فقد يقدم المسند إليه ليفيد تخصصه بالخبر الفعلي.
وثمة أحوال:
1-أن يكون المسند إليه معرفة والمسند مثبتا فيما يأتي للتخصيص نحو: أنا قمت، فإن قصد به قصر الإفراد أكد بنحو وحدى، أو قصر القلب أكد بنحو لا غيرى، ومنه في القرآن الكريم : { بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } [ ] ، فإن ما قبله من قوله: { أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ } [ ] ولفظ «بل» المشعر بالإضراب يقضى بأن المراد: بل أنتم لا غيركم، على أن المقصود نفى فرحه بالهدية لا إثبات الفرح لهم بهديتهم، وقد يأتي للتقوية والتأكيد دون التخصيص.
2-أن يكون المسند منفيّا نحو: أنت لا تكذب، فإنه أبلغ في نفى الكذب من: لا تكذب، ومن: لا تكذب أنت. وقد يفيد التخصيص ومنه: فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ.
3-أن يكون المسند إليه نكرة مثبتا نحو: رجل جاءني، فيفيد التخصيص إما بالجنس: أي لا امرأة، أو الوحدة، أي لا رجلان.
4-أن يلى المسند إليه حرف النفي فيفيده نحو: ما أنا قلت هذا، أي لم أقله مع أن غيرى قاله، ومنه: وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ أي العزيز رهطك لا أنت.
الثامن: تقديم المسند، فتقديم الخبر على المبتدأ يفيد الاختصاص، إذ تقديم ما رتبته التأخير يفيده.
التاسع: ذكر المسند إليه، ومنه قوله تعالى: { اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ } [ سورة الرعد ].
العاشر: تعريف الجزأين، يفيد الحصر حقيقة أو مبالغة نحو قوله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ } [ ] ، فهو يفيد الحصر كما في:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } [ ] أ الحمد للَّه لا لغيره.
الحادي عشر: نحو: جاء زيد نفسه.
الثاني عشر : نحو: إن زيدا لقائم.
الثالث عشر : نحو: قائم، في جواب زيد إما قائم أو قاعد.
الرابع عشر: قلب بعض حروف الكلمة، فإنه يفيد الحصر ومنه قوله تعالى: { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها } [ ] ، فالقلب للاختصاص بالنسبة إلى لفظ الطاغوت، لأن وزنه على قول: فعلوت من الطغيان. كملكوت ورحموت، قلب بتقديم اللام على العين، فوزنه فلعوت، ففيه مبالغات، التسمية بالمصدر، والبناء بناء مبالغة، والقلب، وهو للاختصاص، إذ لا يطلق على غير الشيطان.


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)