ائتلاف اللفظ مع اللفظ وائتلافه مع المعنى
الأول: أن تكون الألفاظ يلائم بعضها بعضا بأن يقرن الغريب بمثله، والمتداول بمثله، رعاية لحسن الجوار والمناسبة. كقوله تعالى: { تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً } [ ] . أتى بأغرب ألفاظ القسم، وهى التاء، فإنها أقل استعمالا وأبعد من أفهام العامة بالنسبة إلى الباء والواو. وبأغرب صيغ الأفعال التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، فإن (تزال) ، أقرب إلى الأفهام وأكثر استعمالا منها. وبأغرب الألفاظ الإهلاك وهو الحرض، فاقتضى حسن الوضع في النظم أن تجاور كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة توخيا لحسن الجوار، ورعاية في ائتلاف المعاني بالألفاظ، ولتتعادل الألفاظ فى الوضع وتتناسب في النظم. ولما أراد غير ذلك قال: { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ } [ } فأتى بجميع الألفاظ متداولة لا غرابة فيها.
والثاني: أن تكون ألفاظ الكلام ملائمة للمعنى المراد، وإن كان فخما كانت ألفاظه مفخمة، أو جزلا فجزلة، أو غريبا فغريبة، أو متداولا فمتداولة، أو متوسطا بين الغرابة والاستعمال فكذلك. ومن الثاني قوله تعالى: { وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ } [ ] لما كان الركون إلى الظالم، وهو الميل إليه والاعتماد عليه، دون مشاركته في الظلم، وجب أن يكون العقاب عليه دون العقاب على الظلم، فأتى بلفظ المس، الذى هو دون الإحراق والاصطلاء.
الاستدراك والاستثناء شرط كونهما من البديع: أن يتضمنا ضربا من المحاسن زائدا على ما يدل عليه المعنى اللغوي. مثال الاستدراك: { قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا } [ ] ، فإنه لو اقتصر على قوله : { لَمْ تُؤْمِنُوا } لكان منفردا لهم، لأنهم ظنوا الإقرار بالشهادتين من غير اعتقاد إيمانا فأوجبت البلاغة ذكر الاستدراك، ليعلم أن الإيمان موافقة القلب اللسان، وإن انفرد اللسان بذلك يسمى إسلاما ولا يسمى إيمانا، وزاد ذلك إيضاحا بقوله: { وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ } [ ] ، فلما تضمن الاستدراك إيضاح ما عليه ظاهر الكلام من الإشكال عدّ من المحاسن.
ومثال الاستثناء: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فإن الإخبار عن هذه المدة بهذه الصيغة يمهد عذر نوح في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم، إذ لو قيل: فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عاما، لم يكن فيه من التهويل ما في الأول، لأن لفظ الألف في الأول، أول ما يطرق السمع فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام، وإذا جاء الاستثناء لم يبق له بعدا ما تقدمه وقع يزيل ما حصل عنده من ذكر الألف.
الاقتصاص: هو أن يكون كلاما في سورة مقتصاُ من كلام في سورة أخرى، أو في تلك السورة، كقوله تعالى: { وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [ ] ، والآخرة دار ثواب لا عمل فيها فهذا مقتص من قوله تعالى: { وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى } .
الإبدال: هو إقامة بعض الحروف مقام بعض، ومنه: { فَانْفَلَقَ } [ ] أي انفرق، ولهذا قال:{ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ } [ ] ، فالراء واللام متعاقبان.
تأكيد المدح بما يشبه الذم: ومنه قوله: { قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ } [ ] الآية، فإن الاستثناء بعد الاستفهام الخارج مخرج التبويخ على ما عابوا به المؤمنين من الإيمان يوهم أن ما يأتي بعده مما يوجب أن ينتقم على فاعله مما يذم، فلما أتى بعد الاستثناء بما يوجب مدح فاعله كان الكلام متضمنا تأكيد المدح بما يشبه الذم.
التفويت: هو إتيان المتكلم بمعان شتى من المدح والوصف وغير ذلك من الفنون، كل فن في جملة منفصلة عن أختها مع تساوى الجمل في الزنة، ويكون في الجمل الطويلة والمتوسطة والقصيرة.
فمن الطويلة: { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [ ] .
ومن المتوسطة: { يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ويُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } [ ] . ولم يأت المركب من القصيرة في القرآن الكريم .
التقسيم: هو استيفاء أقسام الشيء الموجودة إلا الممكنة عقلا نحو: { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } [ ] إذ ليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق. والطمع في الأمطار.
التدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد التورية بها والكناية، وكقوله تعالى: { وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ } [ ] ، فالمراد بذلك الكناية عن الواضح من الطرق، لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا، وهى أوضح الطرق وأبينها، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء، كأنها في الخفاء والالتباس، ضد البيضاء في الظهور والوضوح. ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة، فالطرف الأعلى في الظهور البيضاء، والطرف الأدنى في الخفاء السواد، والأحمر بينهما، على وضع الألوان في التركيب، وكانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الألوان الثلاثة، والهداية بكل علم نصب للهداية متقسمة هذه القسمة، أتت الآية الكريمة منقسمة كذلك، فحصل فيها التدبيج وصحة التقسيم.
والتنكيت: هو أن يقصد المتكلم إلى شيء بالذكر دون غيره مما يسدّ مسده، لأجل نكتة في المذكور ترجح مجيئه على سواه كقوله تعالى: { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى } [ ] خص الشعرى بالذكر دون غيرها من النجوم وهو تعالى ربّ كل شيء، لأن العرب كان ظهر فيهم رجل يعرف بابن أبى كبشة عبد الشعرى، ودعا إلى عبادتها، فأنزل اللَّه تعالى: { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى } [ ] التي ادعيت فيها الربوبية.
التجريد: هو أن ينزع من أمر ذي صفة آخر مثله مبالغة في كمالها فيه نحو: لي من فلان صديق حميم مجرد من الرجل الصديق، آخر مثله متصفا بصفة الصداقة. ومن أمثلته في القرآن: { لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ }[ ] ليس المعنى أن الجنة فيها دار الخلد وغير دار خلد، بل هي نفسها دار الخلد: فكأنه جرّد من الدار دارا.
التعديد: هو إيقاع الألفاظ المفردة على سياق واحد، وأكثر ما يوجد في الصفات كقوله: { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } [ ] .
الترتيب: هو أن يورد أوصاف الموصوف على ترتيبها في الخلقة الطبيعية، ولا يدخل فيها وصفا زائدا، ومنه قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً } [ ]
التضمين: يطلق على أشياء:
أحدها: إيقاع لفظ موقع غيره لتضمنه معناه، وهو نوع من المجاز.
الثاني: حصول معنى فيه من غير ذكر له باسم هو عبارة عنه، وهذا نوع من الإيجاز.
الثالث: تعلق ما بعد الفاصلة بها.
الرابع: إدراج كلام الغير في أثناء الكلام لقصد تأكيد المعنى أو ترتيب النظم، ومنه قوله: { وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ } [ ] .
الجناس: هو تشابه اللفظين في اللفظ. وفائدته الميل إلى الإصغاء إليه، فإن مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها. ولأن الفظ المشترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به آخر كان للنفس تشوّق إليه.
وأنواع الجناس كثيرة:
منها: التام، بأن يتفقا في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها كقوله تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ } [ ] .
ومنها المصحف، ويسمى جناس الخط، بأن تختلف الحروف في النقط كقوله: { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [ ] .
ومنها: المحرّف، بأن يقع الاختلاف فى الحركات كقوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ } [ ]. وقد اجتمع التصحيف والتحريف في قوله: { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }[ ].
ومنها: الناقص، بأن يختلف في عدد الحروف سواء كان الحرف المزيد أولا أو وسطا أو آخرا كقوله: { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ } [ ].
ومنها: المذيل، بأن يزيد أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول، وسمى بعضهم الثاني بالمتوج كقوله: { وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ }.
ومنها: المضارع، وهو أن يختلفا بحرف مقارب في المخرج، سواء كان في الأول أو الوسط أو الآخر، كقوله تعالى: { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } [ ].
ومنها: اللاحق، بأن يختلف بحرف غير مقارب فيه كذلك كقوله: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ. } [ ]
ومنها: المرفق، وهو ما تركب من كلمة وبعض أخرى كقوله: { جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ }[ ].
ومنها: اللفظي بأن يختلفا بحرف مناسب للآخر مناسبة لفظية كالضاد والظاء كقوله: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ } [ ].
ومنها: تجنيس القلب بأن يختلفا في ترتيب الحروف نحو: { فرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ } [ ] .
ومنها: تجنيس الاشتقاق، بأن يجتمعا في أصل الاشتقاق، ويسمى المقتضب نحو: { فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ } [ ] .
ومنها: تجنيس الإطلاق، بأن يجتمعا في المشابهة فقط كقوله: { وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ } [ ]
الجمع: هو أن يجمع بين شيئين أو أشياء متعددة في حكم كقوله تعالى: { الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا } [ ] جمع المال والبنون في الزينة.
الجمع والتفريق: هو أن تدخل شيئين في معنى وتفرّق بين جهتي الإدخال، ومنه قوله: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى } [ ] ، جمع النفسين في حكم التوفي، ثم فرق بين جهتي التوفي بالحكم بالإمساك والإرسال، أي اللَّه يتوفى الأنفس التي تقبض والتي لم تقبض، فيمسك الأولى ويرسل الأخرى.
الجمع والتقسيم: وهو جمع متعدّد تحت حكم ثم تقسيمه كقوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ.
الجمع مع التفريق والتقسيم : كقوله تعالى: { يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [ ]الآيات، فالجمع في قوله: { لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [ ] لأنها متعددة معنى، إذ النكرة في سياق النفي تعم. والتفريق قوله: { فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ }[ ] . والتقسيم قوله: { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا } [ ] .
جمع المؤتلف والمختلف: هو أن تريد التسوية بين الزوجين، فتأتى بمعان مؤتلفة فى مدحها، وتروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة فضل لا تنقص الآخر، فتأتى لأجل ذلك بمعان تخالف معنى التسوية كقوله تعالى: { وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ } [ ] الآيات، سوّى في الحكم والعلم وزاد فضل سليمان بالفهم.
حسن النسق: هو أن يأتي المتكلم بكلمات متتاليات معطوفات متلاحمات تلاحما سليما مستحسنا، بحيث إذا أفردت كل جملة منه قامت بنفسها واستقل معناها بلفظها، ومنه قوله تعالى: { وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ } [ ] الآية، فإن جمله معطوف بعضها على بعض بواو النسق على الترتيب الذى تقتضيه البلاغة من الابتداء بالاسم، الذى هو انحسار الماء عن الأرض، المتوقف عليه غاية مطلوب أهل السفينة من الإطلاق من سجنها، ثم انقطاع مادة السماء المتوقف عليه تمام ذلك من دفع أذاه بعد الخروج. ومنه اختلاف ما كان بالأرض ثم الإخبار بذهاب الماء بعد انقطاع المادتين الذى هو متأخر عنه قطعا، ثم بقضاء الأمر الذى هو هلاك من قدر هلاكه ونجاة من سبق نجاته. وأخرّ عما قبله لأن علم ذلك لأهل السفينة بعد خروجهم منها، وخروجهم موقوف على ما تقدم، ثم أخبر باستواء السفينة واستقرارها المفيد ذهابه الخوف وحصول الأمن من الاضطراب، ثم ختم بالدعاء على الظالمين لإفادة أن الغرق وإن عمّ الأرض فلم يشمل إلا من استحق العذاب لظلمه.
عتاب المرء نفسه منه: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي } [ ] الآيات.
العكس: هو أن يؤتى بكلام يقدم فيه جزء ويؤخر آخر، ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم كقوله تعالى: { ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ } [ ] . ومن غريب أسلوب هذا النوع قوله تعالى: { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً، وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } [ ] ، فإن نظم الآية الثانية عكس نظم الآية الأولى، لتقديم العمل في الأولى على الإيمان، وتأخيره في الثانية عن الإسلام.
ومنه نوع يسمى: القلب والمقلوب المستوى وما لا يستحيل بالانعكاس، وهو أن تقرأ الكلمة من آخرها إلى أولها كما تقرأ من أولها إلى آخرها كقوله تعالى : { كُلٌّ فِي فَلَكٍ } [ ] ، { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [ ] ، ولا ثالث لهما في القرآن.
العنوان: هو أن يأخذ المتكلم في غرض فيأتي لقصد تكميله وتأكيده بأمثلة في ألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة وقصص سالفة.
ومنه مفاتيح العلوم : نوع عظيم جدّا وهو عنوان العلوم، بأن يذكر في الكلام ألفاظا تكون مفاتيح العلوم ومداخل لها. من الأول قوله تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها } [ ] الآية، فإنه عنوان قبصه بلعام . ومن الثاني قوله تعالى: { انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ } [ ] الآية، فيها عان عن ولم الهندسة، فإن الشكل المثلث أول الأشكال، وإذا نصب في الشمس على أيّ ضلع من أضلاعه لا يكون له ظل لتحديد رءوس زواياه، فأمر اللَّه تعالى أهل جهنم بالانطلاق إلى ظل هذا الشكل تهكما بهم. وقوله: { وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ } [ ] الآيات، فيها عنوان علم الكلام وعلم الجدل وعلم الهيئة.
الفرائد: هو مختص بالفصاحة دون البلاغة، لأنه الإتيان بلفظة تتنزل منزلة الفريدة من العقد، وهى الجوهرة التي لا نظير لها تدل على عظم فصاحة هذا الكلام وقوّة عارضته وجزالة منطقة وأصالة عربيته، بحيث لو أسقطت من الكلام عزّت على الفصحاء، ومنه لفظ، حَصْحَصَ في قوله: { الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ } [ ] ، والرفث في قوله: { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ } [ ] ، ولفظة فُزِّعَ في قوله: { حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ } [ ] ، وخائِنَةَ الْأَعْيُنِ في قوله: { يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ } [ ] ، ونَجِيًّا في قوله: { فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا } [ ] ، وبِساحَتِهِمْ في قوله: { فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ } [ ].
القسم: هو أن يريد المتكلم الحلف على شيء فيحلف بما يكون فيه فخر له، أو تعظيم لشأنه أو تنويه لقدره أو ذمّ لغيره، أو جاريا مجرى الغزل الرقيق، أو خارجا مخرج الموعظة والزهد كقوله: { فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } [ ] أقسم سبحانه وتعالى بقسم فوجب الفخر لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأجلّ عظيمة: { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }[ ] أقسم سبحانه وتعالى بحياة نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم تعظيما لشأنه وتنويها بقدره.
اللف والنشر: هو أن يذكر شيئان أو أشياء، إما تفصيلا بالنص على كل واحد، أو إجمالا بأن يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد ثم يذكر أشياء على عدد ذلك، كل واحد يرجع إلى واحد من المتقدم، ويفوّض إلى عقل السامع ردّ كل واحد إلى ما يليق به. فالإجمالى كقوله تعالى: { وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى } [ ] أي وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا النصارى، وإنما سوّغ الإجمال في اللّف ثبوت العناد بين اليهود والنصارى، فلا يمكن أن يقول أحد الفريقين بدخول الفريق الآخر الجنة، فوثق بالعقل في أنه يرد كل قول إلى فريقه لأمن اللبس، وقائل ذلك يهود المدينة ونصارى نجران. وقد يكون الإجمال في النشر لا في اللفّ، بأن يؤتى بمتعدد ثم بلفظ يشتمل على متعدد يصلح لهما نحو: { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } [ ] ، فإن الخيط الأسود أريد به الفجر الكاذب لا الليل.
والتفصيلي قسمان:
أحدهما : أن يكون على ترتيب اللف كقوله تعالى: { جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ } [ ] . فالسكون راجع إلى الليل، والابتغاء راجع إلى النهار.
والثاني : أن يكون على عكس ترتيبه كقوله تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ } [ ] الآيات.
المشاكلة: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديرا. فالأول كقوله تعالى: { تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ } [ ] ، { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ } [ ] ، فإن إطلاق النفس والمكر في جانب الباري تعالى لمشاكلة ما معه. ومثال التقدير قوله تعالى: { صِبْغَةَ اللَّهِ } [ ] أي تطهير اللَّه، لأن الإيمان يطهر النفوس، والأصل فيه أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون إنه تطهير لهم، فعبر عن الإيمان بصبغة اللَّه للمشاكلة بهذه القرينة.
المزاوجة: أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء أو ما جرى مجراهما. ومنه في القرآن: {آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ }[ ].
المبالغة: أن يذكر المتكلم وصفا فيزيد فيه حتى يكون أبلغ فى المعنى الذى قصد، وهى ضربان:
مبالغة بالوصف ، بأن يخرج إلى حدّ الاستحالة، ومنها: { يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ }[ ] .
ومبالغة بالصيغة ، وصيغ المبالغة: فعلان، كالرحمن، وفعيل كالرحيم، وفعال كالتوّاب والغفار والقهار، وفعول كغفور وشكور وودود، وفعل كحذر وأشر وفرح، وفعال بالتخفيف كعجاب، وبالتشديد ككبار، وفعل كلبد وكبر، وفعلى كالعليا والحسنى وشورى والسوأى.
بالمطابقة، وتسمى: الطباق: الجمع بين متضادين في الجملة. وهو قسمان:
حقيقي، ومجازى، والثاني يسمى التكافؤ، وكل منهما:
إما لفظي أو معنوي.
وإما طباق إيجاب، أو سلب.
فمن أمثلة الحقيقي { فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً} [ ] .
ومن أمثلة المجازي: { أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ } [ ] أي ضالا فهديناه.
ومن أمثلة طباق السلب: { تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ }[ ].
ومن أمثلة المعنوي: { قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } [ ] معناه: ربنا يعلم إنا لصادقون.
ومنه نوع يسمى: الطباق الخفي: كقوله: { مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً } [ ] ، لأن الغرق من صفات الماء فكأنه جمع بين الماء والنار، وهى أخفى مطابقة فى القرآن. ومن أملح الطباق وأخفاه قوله تعالى: { وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ } لأن معنى القصاص القتل، فصار القتل سبب الحياة.
ومنه نوع يسمى: ترصيع الكلام، وهو اقتران الشيء بما يجتمع معه فى قدر مشترك كقوله: { إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى. وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى } [ ] أتى بالجوع مع العرى، وبابه أن يكون مع الظمأ، وبالضحى مع الظمأ، وبابه يكون مع العرى، لكن الجوع والعرى اشتركا في الخلو، فالجوع خلو الباطن من الطعام والعرى خلو الظاهر من اللباس، والظمأ والضحى اشتركا في الاحتراق، فالظمأ احتراق الباطن من العطش والضحى احتراق الظاهر من حرّ الشمس.
ومنه نوع يسمى: المقابلة، وهى أن يذكر لفظان فأكثر ثم أضدادها على الترتيب.
والفرق بين الطباق والمقابلة من وجهين:
أحدهما: أن الطباق لا يكون إلا من ضدين فقط: والمقابلة لا تكون إلا بما زاد من الأربعة إلى العشرة.
والثاني، أي الطباق، لا يكون إلا بأضداد، والمقابلة بالأضداد وبغيرها.
ومن خواص المقابلة أنه إذا شرط في الأول أمر شرط في الثاني ضده كقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى الآيتين، قابل بين الإعطاء والبخل، والاتقاء والاستغناء، والتصديق والتكذيب، واليسرى والعسرى ولما جعل التيسير فى الأول مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق، جعل ضده وهو التعسير مشتركا بين أضدادها. وقيل: المقابلة إما لواحد بواحد، كقوله: { لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ } [ ] ، واثنين باثنين كقوله: { فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً } [ ] . وثلاثة بثلاثة كقوله: { يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ } [ ]. وأربعة بأربعة كقوله: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطى } [ ] الآيتين. أو خمسة بخمسة كقوله: { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما } [ ] الآيات، قابل بين بَعُوضَةً فَما فَوْقَها، وبين: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا } [ ] ، وبين:{ يُضِلُّ وَيَهْدِي }، وبين: { يَنْقُضُونَ، ومِيثاقَ}، وبين: { يَقْطَعُونَ ، وأَنْ يُوصَلَ } . أو ستة بستة كقوله: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ } [ ] الآية، ثم قال: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } [ ] الآية، قابل الجنات والأنهار، والخلد والأزواج، والتطهير والرضوان، بإزاء النساء والبنين، والذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث. وقيل، تنقسم المقابلة إلى ثلاثة أنواع: نظيري، ونقيضي، وخلافي. ومثال الأول: مقابلة السنة بالنوم في الآية الأولى، فإنهما جميعا من باب الرقاد المقابل باليقظة في آية: { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } [ ] . وهذا مثال الثاني فإنهما نقيضان. ومثال الثالث: مقابلة الشرّ بالرشد في قوله: { أَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } [ ] فإنهما خلافان لا نقيضان، فإن نقيض الشرّ الخير والرشد الغى. المواربة، براء مهملة وباء موحدة: أن يقول المتكلم قولا يتضمن ما ينكر عليه، فإذا حصل الإنكار واستحضر بحذفه وجها من الوجوه يتخلص به إما بتحريف كلمة أو تصحيفها أو زيادة أو نقص. ومنه قوله تعالى حكاية عن أكبر أولاد يعقوب: { ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ } [ ] فإنه قرىء إن ابنك سرّق ولم يسرق، فأتى بالكلام على الصحة بإبدال ضمة من فتحة وتشديد الراء وكسرتها.
المراجعة: هي أن يحكى المتكلم مراجعة في القول جرت بينه وبين محاور له بأوجز عبارة وأعدل سبك وأعذب ألفاظ، ومنه قوله تعالى: { قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [ ] جمعت هذه القطعة وهى بعض آية ثلاثة مراجعات فيها معانى الكلام من الخبر، والاستخبار، والأمر، والنهى، والوعد، والوعيد، بالمنطوق والمفهوم. ويقال: جمعت الخبر والطلب، والإثبات والنفي، والتأكيد والحذف، والبشارة والنذارة، والوعد والوعيد.
النزاهة: هي خلوص ألفاظ الهجاء من الفحش حتى يكون كما قال أبو عمرو بن العلاء، وقد سئل عن أحسن الهجاء: هو الذى إذا أنشدته العذراء في خدرها لا يقبح عليها، ومنه قوله تعالى: { وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ } [ ] ، ثم قال: { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [ ] ، فإن ألفاظ ذمّ هؤلاء المخبر عنهم بهذا الخبر أتت منزّهة عما يقبح في الهجاء من الفحش، وسائر هجاء القرآن كذلك.
الإبداع، بالباء الموحدة: أن يشتمل الكلام على عدة ضروب من البديع، مثل قوله تعالى: { يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ } [ ] ، فإن فيها عشرين ضربا من البديع، وهى سبع عشرة لفظه، وذلك المناسبة التامة في: ابلعي وأقلعي. والاستعارة فيهما. والطباق بين الأرض والسماء. والمجاز في قوله يا سَماءُ، فإن الحقيقة يا مطر السماء. والإشارة في وَغِيضَ الْماءُ، فإنه عبر به عن معان كثيرة، لأن الماء لا يغيض حتى يقلع مطر السماء، وتبلغ الأرض ما يخرج منها من عيون الماء، فينقص الحاصل على وجه الأرض من الماء. والإرداف في:
{ وَاسْتَوَتْ } [ ي . والتمثيل في: { وَقُضِيَ الْأَمْرُ}[ ] .
والتعليل، فإن غيض الماء علة الاستواء. وصحة التقسيم، فإنه استوعب فيه أقسام الماء حالة نقصه، إذ ليس إلا احتباس ماء السماء، والماء النابع من الأرض، وغيض الماء الذى على ظهرها. والاحتراس في الدعاء لئلا يتوهم أن الغرق لعمومه يشمل من لا يستحق الهلاك، فإن عدله تعالى يمنع أن يدعو على غير مستحق. وحسن النسق. وائتلاف اللفظ مع المعنى والإيجاز، فإنه تعالى يقصّ القصة مستوعبة بأخصر عبارة. والتسهيم، فإن أول الآية يدل على آخرها. والتهذيب، لأن مفرداتها موصوفة بصفات الحسن كل لفظة سهلة مخارج الحروف عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة وعقادة التركيب. وحسن البيان من جهة أن السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام، ولا يشكل عليه شيء منه. والتمكين، لأن الفاصلة مستقرّة فى محلها مطمئنة في مكانها غير قلقة ولا مستدعاة. والانسجام. والاعتراض.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)