أ
سلوب فواتح وخواتم السور القرآنية
أولاً-أسلوب فواتح السور:
إن اللَّه تعالى افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شيء من السور عنها:
الأول: الثناء عليه تعالى، والثناء قسمان: إثبات لصفات المدح، ونفى وتنزيه من صفات النقص. فالأول: التحميد في خمس سور، وتبارك في سورتين.
والثاني: التسبيح في سبع سور. والتسبيح كلمة استأثر اللَّه بها فبدأ بالمصدر في بنى إسرائيل، لأنه الأصل، ثم بالماضي، في الحديد والحشر، لأنه أسبق الزمانين، ثم بالمضارع في الجمعة والتغابن، ثم بالأمر في الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها. الثاني: حروف التهجي في تسع وعشرين سورة.
والثالث: النداء فى عشر سور: خمس بنداء الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم: الأحزاب والطلاق والتحريم والمزمل والمدثر. وخمس بنداء الأمة: النساء والمائدة والحج والحجرات والممتحنة.
الرابع: الجمل الخبرية نحو: { يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ } [ ] ، { بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ } [ ] ، { أَتى أَمْرُ اللَّهِ } [ ] ، { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ } [ ] ، { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } [ ] ، { سُورَةٌ أَنْزَلْناها [ ] ،{ تَنْزِيلُ الْكِتابِ }[ ] ، { الَّذِينَ كَفَرُوا } [ ] ، { إِنَّا فَتَحْنا } [ ]، { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ } [ ] ، { الرَّحْمنُ } [ ] ، { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ } [ ] ، { الْحَاقَّةُ } [ ] ، { سَأَلَ سائِلٌ } [ ] ، { إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً } [ ] أقسم في موضعين، { عَبَسَ } [ ] ، { إِنَّا أَنْزَلْناهُ } [ ] ، { لَمْ يَكُنِ } [ ] ، { الْقارِعَةُ } [ ] ، { أَلْهاكُمُ } [ ] ، { إِنَّا أَعْطَيْناكَ } [ ] . فتلك ثلاث وعشرون سورة.
الخامس: القسم في خمس عشرة سورة أقسم فيها بالملائكة، وهى: الصفات، وسورتان بالأفلاك البروج، والطارق، وستّ سور بلوازمها: فالنجم قسم بالثريا، والفجر بمبدأ النهار، والشمس بآية النهار، والليل بشطر الزمان، والضحى بشطر النهار، والعصر بالشطر الآخر أو بجملة الزمان، وسورتان بالهواء الذى هو أحد العناصر، والذاريات، والمرسلات، وسورة بالتربة التي هي منها أيضا وهى الطور، وسورة بالنبات وهى والتين، وسورة بالحيوان الناطق وهى والنازعات، وسورة بالبهيم وهى والعاديات.
السادس: الشرط في سبع سور: الواقعة، والمنافقون، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والزلزلة، والنصر.
السابع: الأمر في ستّ سور: قُلْ أُوحِيَ، اقْرَأْ، قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قُلْ أَعُوذُ المعوذتين.
الثامن: الاستفهام في ست: هَلْ أَتى، عَمَّ يَتَساءَلُونَ، هَلْ أَتاكَ، أَلَمْ نَشْرَحْ، أَلَمْ تَرَ، أَرَأَيْتَ.
التاسع: الدعاء في ثلاث: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ.
تَبَّتْ.
العاشر: التعليل في: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ.
ومن البلاغة حسن الابتداء، وهو أن يتأنق في أول الكلام، لأنه أول ما يقرع السمع، فإن كان محرّرا أقبل السامع على الكلام ووعاه وإلا أعرض عنه، ولو كان الباقي في نهاية الحسن فينبغي أن يؤتى فيه بأعذب لفظ وأجز له وأرقه وأسلسه وأحسنه نظما وسبكا، وأصحه معنى، وأوضحه وأحلاه من التعقيد والتقديم والتأخير الملبس، أو الذى لا يناسب. وقد أتت فواتح السور على أحسن الوجوه وأبلغها وأكملها، كالتحميدات، وحروف الهجاء والنداء، وغير ذلك. ومن الابتداء الحسن نوع أخص منه يسمى براعة الاستهلال، وهو أن يشتمل أول الكلام على ما يناسب الحال المتكلم فيه، ويشير إلى ما سبق الكلام لأجله، والعلم الأسنى فى ذلك سورة الفاتحة التى هى مطلع القرآن، فإنها مشتملة على جميع مقاصده
ثانياً-أسلوب خواتم السور
وهي أيضا مثل الفواتح في الحسن، لأنها آخر ما يقرع الأسماء. فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكلام، حتى لا يبقى معه للنفوس تشوّف إلى ما يذكر بعد، لأنها بين أدعية ووصايا وفرائض، وتحميد وتهليل ومواعظ، ووعد ووعيد إلى غير ذلك، كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة الفاتحة، إذ المطلوب الأعلى الإيمان المحفوظ من المعاصي المسببة لغضب اللَّه والضلال، ففصل جملة ذلك بقوله: الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ والمراد المؤمنون، ولذلك أطلق الإنعام ولم يقيده ليتناول كل إنعام، لأن من أنعم اللَّه عليه بنعمة الإيمان فقد أنعم اللَّه عليه بكل نعمة مستتبعة لجميع النعم. ثم وصفهم بقوله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ يعنى أنهم جمعوا بين النعم المطلقة، وهى نعمة الإيمان، وبين السلامة من غضب اللَّه تعالى والضلال المسببين عن معاصيه وتعدّى حدوده. وكالدعاء الذى اشتملت عليه الآيتان من آخر سورة البقرة. وكالوصايا التي ختمت بها سورة آل عمران: والفرائض التي ختمت بها سورة النساء، وحسن الختم بها لما فيها من أحكام الموت الذى هو آخر أمر كل حيّ، ولأنها آخر ما نزل من الأحكام. وكالتبجيل والتعظيم الذى ختمت به المائدة. وكالوعد والوعيد الذى ختمت به الأنعام. وكالتحريض على العبادة بوصف حال الملائكة الذى ختمت بها الأعراف. وكالحض على الجهاد، وصلة الأرحام الذى ختم به الأنفال. وكوصف الرسول ومدحه والتهليل الذى ختمت به براءة. وتسليته عليه الصلاة والسلام الذى ختم به يونس. ومثلها خاتمة هود. ووصف القرآن ومدحه الذى ختم به يوسف. والوعيد والرد على من كذب الرسول الذى به ختم الرعد. ومن أوضح ما آذن بالختام خاتمة إبراهيم: { هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ } [ ] الآية. ومثلها خاتمة الأحقاف. وكذا خاتمة الحجر بقوله: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [ ] وهو مفسر بالموت فإنها في غاية البراعة. وانظر إلى سورة الزلزلة كيف بدئت بأهوال القيامة وختمت بقوله: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } [ ]. { وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [ ] . وانظر إلى براعة آخر آية نزلت وهى قوله: { وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ } [ ] ، وما فيها من الإشعار بالآخرية المستلزمة للوفاة . وكذا آخر سورة نزلت وهى سورة النصر فيها الإشعار بالوفاة. وعن ابن عباس أن عمر سألهم عن قوله تعالى: { إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ ] ، فقالوا: فتح المدائن والقصور. قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجل ضرب لمحمد نعيت له نفسه. وعنه أيضا قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: ألم يدخل هذا معناه ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من قد علمتم، وثم دعاهم ذات يوم فقال: ما تقولون في قوله اللَّه: { إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ ] ، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد اللَّه ونستغفره إذا جاء نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعلمه له قال: { إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ ] ، وذلك علامة أجلك: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً } [ ] فقال عمر: إني لا أعلم منها إلا ما تقول.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)