المظهر السياسي
{الإداري ، والحربي، والتشريعي}
في عصر صدر الإسلام
ربما لم يعرف العرب قبل الإسلام ممالكا عظيمة ، ودولا كبيرة كالتي عرفهم لها الإسلام ، بسبب عدم قدرة أبناء الجزيرة على صناعة الإمبراطوريات ، وعدم تآلفهم ، وتجانسهم في وحدة منسقة ، فقد ذكر لنا القرآن الكريم أن الله تعالى وحده هو الذي يؤلف قلوبهم : { لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم }[ ] ولذلك كانت الجـزيرة العـربية مقسمة مـن الجانب السياسي إلى مناطق تتحكم فيها القبائل ، وإذا كانت إمارات ( كنـدة - والغساسنة - والمناذرة ) قــد بـدأ الضعف يدب فيهــا . فإنّ مكة المكـرّمة إبان نزول وحــي السمــاء إليها لـم تكـن لتشكل مملكـة أو دولة مستقلـة ، إذ إن التجـار يتحكمون بــها ويديرون شؤونـها السياسية ، فيعقدون الأحلاف ، ويخـوضون الحـروب ، ويحمـون تجارتهـم إلــى الشام ، واليمـن بأنفسهم ، بينما كانت المدينة المنورة حرسها الله تعالى، يهيأ فيها عبـد الله بن أبي سلول كبير المنافقين ليتوج ملكاً عليها ، وكان يسكن المدينة فئات مـن اليهـود تتمثل فـي قبائل (بني النضير - وبني قينقاع - وبني قـريظة) . وقـد كانت الحياة السياسية قائمة علـى زعامة القبائل ولـم تتعد ذلك ، فلما جاء الإسلام واستقر الرسول فــي المدينة أنشأ أول دولـة عربية تستمــد قوانينها مـن القـرآن الكــريم ، وتقيم نظـاماً سياسياً قائماً علـى مبدأ الشورى ، ومساواة الحاكــم للمحكــوم ، واعتبـار المنصب السياسي مسؤولية ، وعبئاً كبيــراً يتحمّله الخليفة ، أو الأمير ضمن قاعدة : (الإمارة تكليف لا تشريف) . ولقد نزل القرآن الكريـم فـي مدة لا تتجاوز اثنين، وعشرين عاماً علـى قـوم انتشرت بينهــم عادات سميت فيما بعـد بالعادات الجاهلية ، تعتمـد هــذه العادات علــى مبـدأ الصراع الاجتماعـي القائـم علـى الأخـذ بالثأر ، واعتبـار المرأة غنيمة ، وعـدم توريث النساء ؛ إضافة إلـى انتشار عادات شرب الخمـور ، واتخـاذ الحياة ، واللهو فيها غاية بحد ذاتها . وقـد استطاع القرآن الكريم بمفاهيمه الجديدة أن ينزع مـن نفوس هؤلاء الأعراب الرواسب التـي ذكرناها ، وأن يعيـد بناء الجانب الاجتماعي من حياة الإنسان بناء سليما أثر فيما بعد بالشعراء ، والأدباء ؛ وأسهم في نقل الفرد العربي من حياة إلى أخرى . لقـد كان العرب-أثناء وقبل نزول آيات القرآن الكريم- قوما يؤمنون بالسحر ، والكهانة ، ويقيمون حياتهم الفكرية علــى مجموعة من الأساطير ، ويعتقدون أن الشعر مستمد من الجن الذي تسكن وادي عبقر ، وأن لكل شاعر جنيا- ذكر أو أنثى- يمدُّه بما يقول من أشعار ، وقـد كان بعض الشعراء يتفاخرون بأن جنيّه ذكر وأن الجن الذي يمدون غيره مـن الإناث
إني وكل شاعر من اليشر..............شيطانه أنثى وشيطاني ذكر
إضافة إلى أن القلة من العرب تؤمن بالنصرانية واليهودية بينما الأغلـب يقيم على الشرك ، ويعتقـد أن الملائكة بنات الله ، وأن الأصنام والأوثان ما هـي إلا آلهـة صغيـرة تشفع لهـم عنـد الإلـه الأكبر، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وأن -البيت الحرام- كان يحتوي على ثلاثمئة ، وستين صنـماً ، وقـد يصنع العربي الجاهلي صنمه مـن التمـر ، فإذا ما جاع أكله . وبمجيء الإسلام ، ونزول القـرآن انبهـر العـرب بهـذه البلاغـة التـي يحملها ، فانصرفـوا عـن الشعـر ، وبدؤوا يحاولون فهـم هـذا الكتاب الجديـد-القرآن الكريم- إضافة إلـى أن الفتوحات الإسلامية قــد جعلت الشعر تكسد سوقه قليلاً ، خاصة ؛ وأن خيرات البلاد الأخرى قـد انفتحت عليهم ، وأن هؤلاء العرب بدؤوا يحملــون هـذا القرآن الكريم إلــى الأقوام الأخرى ولم نعـد نسمع ذكراً كثيراً للشعر ، إلا ما كان يأتي عفو الخاطر يتحدث عن وقائع العرب إذا خلا هؤلاء القوم إلى الحديث عن ذكرياتهم ، ومع ذلك : فإن هذا العصر ( عصر الإسلام ) حفل بأكثر من مئة شاعر . لقد أصبح واضحاً لدينا بعد قراءة حياة العرب قبل الإسلام سياسياً أن القبيلة بمفهومها العصبي لم تعد تصلح للحكم على الرغم من كونها المثل الأعلى للناس ، وأن عصبية القبيلة أسهمت في تكريس التفكك السياسي ، وتناحر القبائل ، وتقاتلها ؛ وأنه لما ظهرت الدعوة الإسلامية الجديدة التي حمل لواءها النبي صلى الله عليه وسلم تحققت للناس حياة هادئة مستقرة سليمة قائمة على الإخاء ، والعدالة ، والمساواة ، والتحرر من العبودية ، والخلاص من الظلم ، ونبذ الفروق الاجتماعية في تولي قيادة الدولة ، والجيوش ، والمناصب ؛ وأصبح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد استقراره في المدينة المنورة -622 – م-الرئيس الديني ، والزمني للدولة الفتية التي قامت على أساس من قوانين القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، واستشارة أصحابه فيما لا وحي فيه امتثالا لقول الله تعالى : { وأمرهم شورى بينهم )} [الآية 38] .
1– المظهر السياسي في عهد الرسول 
بعد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مهاجراً اُعتبرَ قائد أمة ورئيس دولة ينظم حياة الجماعة , وكان الجانب الديني واحداً منها ، وأصبح الرسول صلى الله عليه وسلم هو المرجع الأول لنشر الدين ولحل الخلافات، اختفى مجتمع العصبية القبلية ، وظهرت أول دولة عربية إسلامية جديدة قائمة على أساس العقيدة ، والدين ؛ وأوجد الرسول صلى الله عليه ، وسلم نظام -المؤاخاة بين المهاجرين - ، والأنصار ، وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم وثيقة سميت ( الصحيفة ) حدد فيها طبيعة العلاقات بين مجتمع المدينة المنورة ، وما ترتب على ذلك من حقوق ، وواجبات .
2 – المظهر الإداري في عهد الرسول :
أ-أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعض العمال ( الولاة ) إلى الأماكن البعيدة من أجل جمع الزكاة ، وتعليم المسلمين أمور عباداتهم .
ب-اتخذ الرسول كتّاباً للوحي لتسجيل آيات القرآن الكريم.
ج- أرسل كتبا-رسائل- إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها للإسلام .
د-كانت الرسائل تختم بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم .
3-المظهرالتشريعي والقضائي في عهد الرسول :
اعتمد المسلمون في عصر صدر الإسلام بأمر من الرسول صلى الله عليه ، وسلم القرآن الكريم ، وسنته في تشريعاتهم القضائية ، والحياتية من أجل تسيير أمورهم ؛ وقد تولى صلى الله عليه وسلم بنفسه مهمة القضاء في المدينة المنورة ، وكان يصدر الأحكام ، ويشرف على تنفيذها ؛ أما بعد اتساع رقعة الدولة ، فقد بعث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه إلى اليمن قاضياً ، وكذلك بعث إليها معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)