المظهر الديني في عصر صدر الإسلام
قلب القرآن الكريم بمفاهيمه الجديدة حياة العرب الدينية القائمة على الخرافة ، والوهم ، والتقليد ؛ ونقلهم من عبادة الأصنام ، والكواكب إلى عبادة الواحد الأحد ؛ وتعد قضية ( التوحيد ) التي كرس الإسلام مفهومها الصحيح هي أعظم منجز قدمه العرب للإنسانية من خلال قوله تعالى :- { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } [سورة الإخلاص] - قال الله تبارك وتعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [ النحل:36] . وقال تبارك وتعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } – [ الأعراف:59 ] . وقال تبارك وتعالى: { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ} [ الأعراف:65 ] . وقال تبارك وتعالى: { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ الأعراف:73 ] وقال تبارك وتعالى: { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} - [ الأعراف:85 ] . وقال تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [ المائدة:72 ] . وقال تعالى: { وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [ ] . وكان العرب قبل الإسلام قد عاصروا دولة الروم ، والفرس ، وانكبُّوا على عبادة الأصنام . وكان إلى الغرب والشمال من الجزيرة العربية المملكة البيزنطية «الروم» ، وفى يديها مصر ، والشام ، وإلى الشرق ، والجنوب منها مملكة "الفرس" ، وفى يديها العراق، واليمن ، وكلتا المملكتين كانت طامعة فى السيطرة على الجزيرة العربية، وكانت بينهما بسبب ذلك حروب طاحنة امتدت حقبة طويلة. ولقد أظل الإسلام الجزيرة ، والحرب قائمة، لم تخمد نارها إلا مع العام -الثامن ، والثلاثين- بعد الستمائة. وحين أخفق الروم في بسط نفوذهم على الجزيرة حربا أخذوا ينفذون إليها سلماً، فمدُّوا أيديهم إلى الغساسنة فى شمالي الجزيرة يجعلون منهم أعوانهم على هذا الغزو السامي ، وكما فعل الرومان فعل الفرس ، فإذا هم الآخرون يمدون أيديهم إلى المناذرة ، ملوك الحيرة فى الشرق ، يجعلون منهم أعوانهم على الوقوف أمام الغزو الروماني. وإذ كان الروم نصارى لقن الغساسنة طرفا من النصرانية، وإذ كان الفرس مجوسا أخذ المناذرة بطرف من المجوسية ، وإذا النصرانية تعرف طريقها إلى الجزيرة العربية عن طريق الشام ، كما التمست المجوسية طريقها إلى الجزيرة العربية عن طريق الحيرة ، وإذ الحرب التي كان يلتقى فيها السيف بالسيف ، تصبح ، وقد التقى فيها الرأي بالرأي ، يقف المجوس ، ومن ورائهم اليهود والنصارى ، ويقف النصارى للمجوس واليهود ، والجزيرة العربية تشهد هذا الصراع فى الرأي ، فتشارك فيه موزعة بين ( المجوسية واليهودية والنصرانية ) ، ويزيد البيئة العربية تشتتاً توزع اليهود إلى : ( ربانيين ، وقرائين ، وسامريين ) ، وتوزع النصارى إلى ( يعاقبة ، ونساطرة ، وأريسيين ) ، هذا إلى جانب توزع الجزيرة العربية توزعا آخر بين : ( عبادة الكواكب ، وعبادة الأصنام ) ، وإذ العرب أوزاع في الرأي، أشتات فى الفكر، يمسك كل بما يحلو له ويطيب ، وإذا هم قد نبذوا الكثير مما توارثوه من شريعة ( إبراهيم ، وإسماعيل ) لا يتمسَّكون منه إلا ببقية قليلة ، كانت تتمثل فى تعظيم الكعبة المشرفة ، والحج إلى مكة المكرمة ، وإذا هم بعد هذا أمة أضلتها الضلالات ، واستهوتها الموبقات ، واستحوذت عليها الخرافات، تذل للأصنام ، وتستنيم للكهان، وتستولى الأزلام ، وإذا أخلاقها تراق ، وتهون على موائد الخمر ، والميسر؛ وإذا عدلها يفوته عليها بغى الأقوياء ، وإذا أمنها ليس لها منه إلا هباء. ويقال: ( إن أول ما كانت عبادة الحجارة فى بنى إسماعيل عليه السلام ، فكان لا يظعن من مكة المكرمة ظاعن منهم، حين ضاقت عليهم ، والتمسوا الفسح فى البلاد ، إلا حمل معه حجراً من حجارة الحرم الشريف حفظه الله تعالى تعظيماً له، فحيثما نزلوا وضعوه ، فطافوا به كطوافهم بالكعبة حتى خرج بهم ذلك إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة ، حتى نسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام -غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات ). وكان فيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم أبي الأنبياء عليه السلام يتمسكون بتعظيم البيت الحرام ، والطواف به ، والحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه. وكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل عليه السلام ، وغيرهم : ( هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، اتخذوا «سواعا» برهاط . وكلب بن وبرة، من قضاعة، اتخذوا «ودّا» بدومة الجندل . وأنعم ، وطيىء، وأهل جرش، من مذحج، اتخذوا «يغوث بجرش» . وخيوان- بطن عن همدان- اتخذوا «يعوق» بأرض همدان من أرض اليمن ، وذو الكلاع من حمير، اتخذوا «نسراً» بأرض حمير، وكان لخولان صنم يقال له : «عميانس» يقسمون له من أنعامهم ، وحروثهم قسما، وكان لبنى ملكان بن كنانة بن خزيمة صنم يقال له : «سعد» صخرة طويلة بفلاة من أرضهم ، وكان روس صنم، يقال له: «ذو الكفين» . واتخذت قريش صنما على بئر فى جوف الكعبة يقال له: «هبل» . واتخذوا «أسافا» ، و«نائلة» على موضع زمزم ، ينحرون عندهما . واتخذ أهل كل دار فى دارهم صنما يعبدونه، فإذا أراد الرجل منهم سفراً تمسّح به حين يركب، فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجّه إلى سفره ، وإذا قدم من سفره تمسح به ، فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله . وكانت لبنى كنانة «العزى» بنخلة ، وكانت «اللات» لثقيف، بالطائف . وكانت «مناة» للأوس والخزرج ، ومن دان بدينهم من أهل يثرب. وكان «ذو الخلصة» لدوس ، وخثعم ، وبجيلة. وكانت «فلس» لطيىء. وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له: «رثام» . وكانت «رضاء» بيالنى ربيعة بن كعب بن سعد . وكان «ذو الكعبات» لمكر، وتغلب ، ابنى وائل ) .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)