جمع القرآن الكريم

أولاً-جمع القرآن الكريم وتدوينه
أ-نزل القرآن الكريم من السماء السابعة إلى السماء الدنيا دفعة واحـدة ، ثم نزل منجما حسب المقتضيات والوقائع والأحـداث والتدرج والتكاليف والفرائض بمـدة زمنية تصل إلى( 23سنة) . نقل العرب نقلة نوعية من حياة البداوة والتخلف والجهل والظلام إلى حياة التحضر والعلم ، ونشر في الإنسانية سبل السلام والأمن والخير والمحبة وأول سورة نزلت هي : { اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق.. } [ ] ، وآخر آية نزلت { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} [ ] وقـد نزلت قبل وفاة الرسول عليـه السلام بتسع ليالٍ ،
ب-وكان محفـوظا فــي الصـدور ، ثم نقله الصحابة إلــى السطور ، وقـد رتب جبريل عليه السلام بوحي من الله سوره وآياته كما نراها اليوم ،
ج- وجمع علـى الجلود و اللخاف والعظام في زمن الرسول ،
د- وأسرع أبو بكر وعمر إلى كتابته بعـد مقتل سبعين قارئا من حفاظه ثم جمع عثمان القرآن الكريم على قراءة واحدة في مصحف واحد ونسخه إلى خمس نسخ وزعها على الأمصار.
ه-قسم القرآن إلى ثلاثين جزءا ثم إلى أحزاب لتسهيل حفظه .
و-قام بتفسيره مجموعة من الصحابة كابن عباس وعطاء بن رباح ، ثم تدرج تفسيره إلى أن بلغ عـدد التفاسير نحـو( 1700) ونيف . نزل قسم منه في مكة المكرمة وقسم في المدينة المنورة ،
ز-وقد أحصى السيوطي في كتابه : البرهان في علوم القرآن . أكثر من تسعين فنا وعلما متعلق بـه .
ح-اهتمت سوره المكيــة بالحساب والعـذاب ونفــي عبادة الأوثان وقصص الأمـم السابقة بينما اهتمت السور المدنية بالتشريـع الدينـي والسياسـي، والعسكـري ونظام الأسرة والميراث والطلاق والزواج والبيـع والشراء والزكاة . جُمع على لهجة قريش ، ووحد اللغة العربية وحفظها من الانقراض وما تزال كنوزه تستخرج بفضل العلوم الحديثة ، وهو آخر الكتب السماوية بعد الزبور والتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وما نزل في مكة المكرمة تسمي آياته ( مكية ) ، وما نزل في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية المشرقة تسمى آياته ( مدينة )
ي- مجموع سوره ( أربع عشرة ومئة سورة) وكلما نزلت آية جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كتاب الوحي ) وحفّاظ القرآن الكريم ليكتبوها ولم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى كان القرآن الكريم محفوظا في الصدور مكتوبا في السطور ، وقد رتبت سوره وآياته بوحي من الله تعالى وتم هذا الترتيب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه الصحابة الكرام مرتبا
ك-ولما كان يوم ( اليمامة ) في عهد أبي بكر رضي الله عنه قتل سبعون من حفظة القرآن الكريم فخشي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن يكثر فيهم القتل فيذهب القرآن بذهابهم فاقترح على أبي بكر أن يأمر بجمع القرآن فأرسل أبو بكر وعمر إلى زيد بن ثابت أحد كتبة الوحي وعهد إليه بجمع القران من العسب والكراديف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع واللخاف وصدور الحفظة المشهور لهم بالإتقان مثل ( أبي بن كعب – عثمان بن عفان – علي بن أبي طالب – عبدالله بن مسعود-) وأمر أبو بكر ألا يعتبر الرجل من الحفاظ حتى يشهد شاهدان عدلان بصحته ثم حفظ في بيت أبي بكر رضي الله تعالى عنه ، ثم في بيت عمر رضي اللله عنه بعد وفاته ثم بعد وفاة عمر في بيت حفصة بنت عمر وأم المؤمنين وهذا الجمع الأول كان تاما غير منقوص
ل-أما في عهد عثمان بن عفاف رضي الله عنه فقد تنبه (حذيفة بن اليمان عندما كان في أرمينية وأذربيجان إلى اختلاف الناس في لهجاتهم فقال لعثمان : ( أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى) ، فطلب عثمان نسخة حفصة لأجل أن ينسخ منها مصاحف متعددة وكلف زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقال عثمان ( لعبد الرحمن بن الحارث وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص ) إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في كتابة شيء من القرآن الكريم فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم فنسخوا عدة مصاحف أرسلت إلى الأمصار الإسلامية ( مكة المكرمة – الشام – اليمن – البحرين – البصرة – الكوفة ) وحبس بالمدينة المنهورة واحدا هو المصحف الأمام وقد قسم القرآن الكريم في العهد الأول إلى ثلاثين جزءا ثم إلى أحزاب وقد كان صلى الله عليه وسلم المرجع الأول لتفسيره تبعه الصحابة العشرة والخلفاء الراشدون وأكثر الصحابة ويعد عبد الله بن عباس أكثر الصحابة تفسيرا له ثم جاء تلميذه سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء بن رباح
م-وقد جمع القران الكريم العرب على لغة واحدة ( لهجة قريش ) مع مراعاة اللهجات العربية الأخرى ، وأصبحت اللغة العربية اللسان الأدبي والعلمي لمشارق العالم الإسلامي ومغاربه وحول هذا القرآن الكريم اللغة العربية إلى لغة ذات دين سماوي ظاهر وبفضل هذا القرآن الكريم تكونت علوم كثيرة ونشأت حضارة فكرية عجيبة .
ثانياً-جمع القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم كله مكتوب على العسب جريد النّخل- واللّخاف- صفائح الحجارة- والرّقاع- والأديم والأكتاف- عظام الأكتاف- والأقتاب- ما يوضع على ظهور الإبل- كما كان محفوظا فى صدور الرّجال يحفظه حفظة من المسلمين. وقبل أن يقبض الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إليه عارض الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنزله عليه ربّه بسوره وآياته على ما حفظه عنه حفظة المسلمين، فكان ما فى صدور الحفظة صورة ممّا كان في صدر الرّسول صلى الله عليه وسلم . وكان لا بد لهذا المكتوب على الرّقاع وغيرها من أن يعارض على المحفوظ في الصّدور ليخرج من بينهما كتاب الله تعالى فى صورة مقروءة، كي يفيد منه الناس جميعا على تعاقب الأزمان، فما تغنى الرّقاع ولا غيرها، ثم هي عرضة للبلى والتشتت، وما يغنى الحفظة، وهم إلى فناء، ولا الناقلون عنهم، وليس لهم ميزة المعاصرة. ويحرّك الله تعالى المسلمين لهذه الحسنة حين استحر القتل يوم اليمامة بقرّاء القرآن، فيخف عمر بن الخطاب إلى أبى بكر رضي الله تعالى عنهما ، وكان عندها خليفة، وكان الذى استخف عمر إلى أبى بكر فزعه من أن يتخطف الموت القرّاء فى مواطن أخرى، كما تخطفهم في ذلك الموطن- أعنى اليمامة- فيضيع على المسلمين جمّاع دينهم ويعزّ عليهم كتابهم. وحين جلس عمر إلى أبى بكر أخذ يناقشه فيما أتى إليه، من جمع القرآن الكريم ، بعد أن بسط السّبب الحافز، وتلبّث أبو بكر يراجع نفسه، ثم أرسل إلى زيد بن ثابت، وكان من كتّاب الوحى، كما مرّ بك، وحضر زيد مجلس أبى بكر وعمر وسمع منهما ما هما فيه، فإذا هو معهما فى الرأي، وإذا أبو بكر حين يجد من زيد حسن الاستجابة يتّجه إليه يقول: إنّك شابّ عاقل لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله، فتتبّع القرآن فاجمعه. ومضى زيد يتتبع القرآن يجمعه ويكتبه، وكان زيد حافظا، فيسّر عليه حفظه ما كلّف به، ولكنه كان إلى هذا لا يقنع فى إثبات الآية يختلف فيها إلا بشهادة. واجتمعت هذه الصّحف فى بيت أبى بكر حياته، ثم فى بيت عمر حياته. وقد كان القرآن كتب كله فى عهد رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، لكن غير مجموع فى موضوع واحد، ولا مرتب السور. وعن زيد بن ثابت قال: أرسل إلىّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالقراء فى المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر. بجمع القرآن فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول اللَّه؟ قال عمر: هو واللَّه خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح اللَّه صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذى رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فتتبع القرآن اجمعه، فو اللَّه لو كلفوني نقل جبل ما كان أثقل علىّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: هو واللَّه خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح اللَّه صدري للذي شرح اللَّه له صدر أبى بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبى خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ حتى خاتمة براءة. فكانت الصحف عند أبى بكر حتى توفاه اللَّه، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر. ويقول علىّ: لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم آليت أن لا آخذ علىّ ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته. وعن عكرمة قال: لما كان بعد بيعة أبى بكر قعد علىّ بن أبى طالب فى بيته، فقيل لأبى بكر: قد كره بيعتك، فأرسل إليه، فقال: أكرهت بيعتى؟ قال: لا واللَّه، قال: ما أقعدك عنى؟ قال: رأيت كتاب اللَّه يزاد فيه فحدثت نفسى ألا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه، قال له أبو بكر: فإنك نعم ما رأيت. وقيل: إن عمر سأل عن آية من كتاب اللَّه، فقيل: كانت مع فلان قتل يوم اليمامة. فقال: إنا للَّه، وأمر بجمع القرآن، فكان أول من جمعه فى المصحف. وعن ابن بريدة قال: أول من جمع القرآن فى مصحف سالم مولى أبى حذيفة، أقسم لا يرتدى برداء حتى يجمعه فجمعه. ثم ائتمروا ما يسمونه، فقال بعضهم: سموه السفر، قال: ذلك تسمية اليهود: فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف. وقدم عمر فقال: من كان تلقى من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا من القرآن فليأت به، وكانوا يكتبون ذلك فى الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان، وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفى بمجرد وجدانه مكتوبا حتى يشهد به من تلقاه سماعا، مع كون زيد كان يحفظ، فكان يفعل ذلك مبالغة فى الاحتياط، وقيل: إن أبا بكر قال لعمر ولزيد: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شىء من كتاب اللَّه فاكتباه، والمراد بالشاهدين الحفظ والكتاب وقيل: المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن. وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لا من مجرد الحفظ، ولذلك قال: زيد في آخر سورة التوبة: لم أجدها مع غيره، أى لم أجدها مكتوبة مع غيره، لأنه كان لاكتفى بالحفظ، والمراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عام وفاته. وعن الليث بن سعد قال: أول من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيد، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل، وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع أبى خزيمة بن ثابت، فقال: اكتبوها، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين، فكتب، وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده. وكتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا فى الرقاع والاكتاف والعسب، فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعا، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت فى بيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيها القرآن منتشرا، فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء.
ثالثاً-جمع القرآن الكريم في عهد أبى بكر وعثمان رضي الله تعالى عنهما
وعن ابن شهاب قال: لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع على عهد أبى بكر فى الورق، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن فى المصحف. ويقول زيد بن ثابت: فأمرنى أبو بكر فكتبته فى قطع الأديم والعسب، فلما توفى أبو بكر وكان عمر، كتبت ذلك فى صحيفة واحدة فكانت عنده. عن أنس: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينية وأذربيجان، مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم فى القراءة، فقال العثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة، أن أرسلى إلينا الصحف ننسخها فى المصاحف ثم نردّها إليك، فأرسلت بها إليه حفصة، فأمر زيد بن ثابت: عبد اللَّه بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها فى المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فى شىء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا. وأمر بما سواه من القرآن فى كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال زيد: ففقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، يقرأ بها، فالتمسناها فرجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى:{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } [ ] فألحقناها فى سورتها فى المصحف. وكان ذلك فى سنة خمس وعشرين. ويقال: إن المسلمين اختلفوا فى القرآن الكريم على عهد عثمان، رضي الله تعالى عنه حتى اقتتل الغلمان والمعلمون. فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندى تكذبون به وتلحنون فيه! فمن نأى عنى كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا، يا أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم ، اجتمعوا فأكتبوا للناس إماما، فاجتمعوا فكتبوا، فكانوا إذا اختلفوا وتدارؤوا فى أى آية قالوا: هذه أقرأها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فلانا، فيرسل إليه، وهو على رأس ثلاث من المدينة المنورة ، فيقال له: كيف أقرأك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فيكتبونها، وقد تركوا لذلك مكانا. ولما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجلا من قريش والأنصار، فبعثوا إلى الربعة التى فى بيت عمر فجىء بها، وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا اندرءوا فى شىء أخروه. وعن علىّ قال: لا تقولوا فى عثمان إلا خيرا. فو اللَّه ما فعل الذى يفعل فى المصاحف إلا عن ملأ منا، قال: ما تقولون فى هذه القراءة، فقد بلغنى أن بعضهم يقول: إن قراءتى خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت. والفرق بين جمع أبى كبر وجمع عثمان أن جمع أبى بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شىء بذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعا فى موضع واحد، فجمعه فى صحائف مرتبا لآيات سورة على ما وقفهم عليه النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف فى وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض، فخشى من تفاقم الأمر فى ذلك، فنسخ تلك الصحف فى مصحف واحد مرتبا لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع فى قراءته بلغة غيرهم، رفعا للحرج والمشقة فى ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت، فاقتصر على لغة واحدة. ولم يقصد عثمان قصد أبى بكر فى جمع القرآن نفسه بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع تنزيل، ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته، وحفظه خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتى بعد. واختلف فى عدة المصاحف التى أرسل بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة، وقيل: أرسل عثمان أربعة مصاحف. وقيل: كتب سبعة مصاحف، فأرسل إلى مكة المكرمة ، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة المنورة واحدا.




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)