هذا الليل
حَياتي لم تعدْ تغري طيوري.......لتشْدوَ شدْوها غيْرَ الذميم
فما حسْنُ الرياض بلا ورودٍ....و لا سحْرُ السماء بلا نجوم
دخلتُ بلَهْفةٍ كمْ منْ طريقٍ.......و لكنْ لم أجدْ فيها مرومي
و كمْ شوقٍ إلى العلياء عندي.....ففي العلياء إخْمادُ الكلوم
فهذا الليل صار بلا خِتامٍ.........وهذا النومُ غابَ عن الكليم
تَعِبْتُ لما ألاقي منْ أمورٍ ........ تُواجهني مُواجهةَ الخُصوم
يُهَاجمني الأسى من كلِّ صوْبٍ...فمنْ أين الفرار من الهجوم
و لَوْ في الحزْن شيْءٌ مُسْتفادٌ...لما رغبَ الحزينُ إلى النعيم
حَياتي صارتِ الأعْباءُ فيها..........تُلازمني مُلازمةَ الحَميم
و صَبْري قدْ غدا ثوبًا قديمًا........فما يَحْمي من البَرْد الأليم
فما نَفْعي بدهْر أَخْرجَتْني.........مَصائبُه من العيش الرخيم
يودُّ المرْءُ أنْ يَحْيا و لكنْ ...........بعيدا عنْ حياة كالجحيم
إذا لم يبق في الدنيا هناءٌ........فمَا الدُّنْيا سوى جرحٍ وخيم
متى تمشي الأمورُ بلا اعْوجاج..ويَنْتصر السرورُ على الوجوم
وَ تَصْفو لَيْلتي منْ أيِّ كدْرٍ........و تَجْلبُ خافقي دُنْيا النعيم