التربية عملية منهجية تهدف للترقي والتطوير بالنفوس والأعمال من طور إلى طور وأخذها من منازل إلى منازل أعلى، ومن ملكات قديمة إلى ملكات جديدة، أفضل وأنسب وأقوم..
فتأسيس التربية هو قوام الأمم المتقدمة وحصن المجتمع من رياح السلبية والتبعية.
لذا كانت العناية بها جلية منذ القدم.. وكان للكبراء وعلية أي قوم مربون خاصون لأبنائهم، يعلمونهم الأدب ويحلون نفوسهم بما يناسب حلّتهم المستقبلية ودورهم الذي ينشدون منهم..
التربية في توصيف تقريبي لفاعليتها على بساط الحياة تعتبر جسرا فاعلا وحلقة ربط مهمة يعبر من خلالها العلم من ضفة التنظير والمعرفة الى ضفة الواقع والحياة. فالسلوك لا ينفصم عن الخلفية المعرفية والعلمية.
فالأخلاق والمهارات والمبادئ وغيرها مما تتطلبه الحياة كواقع تطبيقي ومعاش تمر ولا بد من مرحلة التأطير المفاهيمي والتخطيط الفكري والتصور الكلي والجزئي لها. لكنها تبقى مجرد سحابة عابرة لا تمطر على بساط الواقع لتينع بذورها، ولا تنتج تأثيرا حقيقيا يساهم في وضع لبنات التغيير والتقدم المنشود. إلا إن رافق ذلك منهجية تربوية تسعى لأن تحقق التصور الفكري وتنشئة جيل يخط بوقع أقدامه تلك الآمال العريضة والتأصيلات النظرية.
وبذا تتنوع حقيقة التربية وتتسع مظاناتها ومناحيها. فهي معنى يشمل جميع الأطياف على حد سواء. وتتمثل في محاضن عديدة من الأسرة والمجتمع والمدرسة والإعلام...
الأمة الواعية هي التي تتحكم في مساراتها من جميع النواحي بإحكام قبضتها لخيوط التربية الخفية التي تستهدف مكوناتها.. وبصياغة وبناء سوار حصانتها بمنهجية منبثقة من رؤيتها الخاصة لبناء معالمها. مشيدة جسرا متينا يوصل طموحها بالواقع.