السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم قصيدة أستاذنا الفاضل, الأستاذ الدكتور: إبراهيم الكوفحي, أستاذ الأدب والنقد الحديث في الجامعة الأردنية,
وهي بعنوان:

على ريش البراق

سأقيــمُ عـنـد مشارفِ القَمَــــرِ في خـيمــةٍ للشعــر والـــوتر
فهـناك أيامـي .. شــذىً وندىً تنسابُ مثلَ نسائــــمِ الزَّهَـــــرِ
وهــناك أحـلامي .. مجنّحــــةٌ جــوّابـــةٌ في عـالـــم الطُّهُـــرِ
أرنو وأصغي .. ذائباً دهشاً للكــون في نــوم وفي سَهَــرِ
ولربّـــما زارتْ مـــلائكـــــــةٌ تُهــــدي إلـيّ روائــــعَ الـدّررِ
أو راح يطربُها الحديثُ معي فأتـتْ مـع الإمســـاءِ .. للسّمــرِ
أو للتجـوّل في الفضـاء على ريش ( الـبراقِ) الناعـمِ النّضرِ
تمضي الثواني ، لا يدنّســها شيءٌ ، ولا تشكـو من الضّجـرِ
ريّانة بالحُسْــنِ ، أسكــــرها عـذبُ النشيدِ .. وفاتنُ الصّـورِ
ما عــدتُ أحتملُ البقــاء هـنا إني شقـيتُ بصحبــة البشـــرِ
صاحبــتُ أكـثرهمْ ، فما أنسـتْ روحي بـهمْ في الحـلّ والسّفــرِ
حاولتُ .. كم حاولتُ أهضِمُـهُمْ لكـــنّ ألينــــهمْ كــما الحـجــــرِ
قبلاتــــهمْ ممـــزوجــــةٌ بــــدمٍ وكأنّــــها الطعنــــاتُ بالسُّمُـــرِ
(إبليسُ) علّمهمْ ..، ومن عَجَبٍ فاقــــوه في شــــرٍّ وفي أشَــــرِ
كــم راح يسألـــهمْ فنــــونَ أذىً وطــرائقاً تَهــــدي إلى سَقَـــــرِ
جادوا عليــه بالجـــديد ، ومـا بخلــتْ يــدٌ في العسْــر واليُسُــرِ
لو ملّ ( إبليسٌ ) ، وقال : غداً سأتــوبُ ..، ما تابوا مـدى العمـرِ
لا يتركــــون الشـــرَّ ، أدمنـــه دمُهُمْ ، كـما الأفيــــون والأبــــرِ
إني لفــي عَصْرٍ بلا خُـلُــقٍ متوحّـشٍ ، من أجهل العُصُرِ