خلافة أبي بكر الصديق
(11 – 13 هـ / 632 – 634 م)
نشأته ، ومبايعته بالخلافة
أ-معنى الخلافة :
لقد كانت القبيلة العربية تحكم من قبل شيخ القبيلة , حيث تختار كل قبيلة شيخها من بين أكثر بطون القبيلة عددا , ويشترط فيه أن يتصف بالشجاعة ، والمروءة ، والكرم .
وبعد ظهور الإسلام أصبح الرسول صلى الله عليه ، وسلم رئيسا دينيا للمسلمين في مكة المكرمة . وفيما بعد أصبح رئيسا دينيا، ودنيويا للمسلمين في المدينة المنورة , يعلِّم الناس أمور دينهم , ويحكم بينهم في خلافاتهم . ويقودهم في معاركهم ضد المشركين .
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عام- 11 هجري / 632 م - أطلق على من خلفه لقب ( خليفة رسول الله ) . وبذلك يكون الخليفة : هو الشخص الذي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكم المسلمين .
ب-أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
1-شخصيته :
هو عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة من بني تيم أحد بطون قريش . يكنى بأبي بكر , لقب بالصدّيق ، لأنه بادر إلى تصديق الرسول صلى الله عليه ، وسلم في موضوع الإسراء ، و المعراج .
ولد في مكة عام- 573 م -, وكان معروفا بحسن خلقه ، وحبه للخير ، ومساعدة الضعفاء ، والمحتاجين . كان غنياً ، إذ كان يعمل بالتجارة , وقد سخَّر ماله في سبيل نشر الدعوة الإسلامية .
2-إسلامه :
كان صديقا للرسول صلى الله عليه ، وسلم قبل نزول الوحي عليه ؛ وهو أول من بادر إلى الاستجابة للدعوة من الرجال , كما أسلم على يديه العديد من المسلمين
3-مبايعته بالخلافة :
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اجتمع كبار الصحابة في مكان يدعى ( سقيفة بني ساعدة ) لاختيار خليفة للمسلمين , وبايعوا أبا بكر ليخلف رسول الله في حكم المسلمين . وقد سميت هذه البيعة بالبيعة الخاصة , وبعد ذلك انتقل أبو بكر إلى المسجد حيث بايعه عامة الناس وسميت البيعة العامة .
و قد بويع أبو بكر بالخلافة للأسباب التالية :
أ-سبقه في الإسلام .
ب-جهاده في سبيل الله .
ج-صحبته لرسول الله أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة . يثرب .
د-إمامته للصلاة بالمسلمين أثناء مرض رسول الله الأخير صلى الله عليه وسلم ؛ وعند توليه الخلافة ألقى خطته في الحكم . ودامت خلافة أبي بكر سنتين , قضاهما في تدعيم أسس العقيدة الإسلامية ، وجمع كلمة المسلمين حولها .
(خطبة أبي بكر بعد مبايعته بالخلافة )
( أيها الناس ! إني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم , فإن أحسنت فأعينوني , وإن أسأت فقوموني . الصدق أمانة ، والكذب خيانة , والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله , والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله , لا يدع الجهاد في سبيل الله إلا قوم ضربهم الله بالذل , ولا تشيع الفاحشة في قوم قط ، إلا عمهم البلاء . أطيعوني ما أطعت الله ، ورسوله ؛ فإذا عصيت الله ، ورسوله ؛ فلا طاعة لي عليكم . قوموا إلى الصلاة يرحمكم الله) .
(2 ) أعماله :
كان الرسول صلى الله عليه ، وسلم قد أمر بتجهيز جيش يقوده أسامة بن زيد لقتال الروم على حدود بلاد الشام الجنوبية , لكن وفاته حالت دون ذلك .
بعد مبايعة أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة عرض على الصحابة إرسال جيش أسامة لمحاربة الروم , ولكن بعضهم اعترض على ذلك ، واقترحوا عزل أسامة بسبب صغر سنه - ( 17 عاما) - فأبى أبو بكر ذلك وقال : ( لا أعزله ، وقد ولاه الرسول صلى الله عليه ، وسلم) .
وحرص أبو بكر على تزويد أسامة بن زيد بتوجيهات أخلاقية سامية تعدّ من أهم الوثائق القتالية الإنسانية .
أ-محاربة المرتدين ( حروب الردة ) :
استغلت بعض القبائل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبدأت بالارتداد عن الإسلام ، لأنها اعتقدت أنَّ الإسلام انتهى بوفاته .
ب-أسباب حركة الردة :
1-امتناع بعض القبائل عن تأدية الزكاة لاعتقادهم بأنها خضوع لقريش .
2-رغبة بعض القبائل بالعودة إلى العصبية القبلية .
3-وجود بعض الأشخاص الذين ادَّعوا النبوة .
4-حداثة عهد بعض القبائل خارج منطقة الحجاز بالإسلام , ولذلك لم يتمكنوا من فهمه بشكل صحيح .
ج-موقف أبي بكر رضي الله عنه من المرتدين :
وقف أبو بكر رضي الله عنه موقفا حازماً من المرتدين , وسيَّر عدة جيوش لقتالهم ، وقد خاضت هذه الجيوش عدة حروب مع المرتدين سُمَّيت حروب الردة ، ودامت حوالي ستة أشهر
ومن أشهر المرتدين مسيلمة الكذاب الذي ادَّعى النبوة . ومن أشهر القادة المسلمين الذين حاربوا المرتدين خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص .
ومن أشهر معارك الردة معركة حديقة الموت التي قتل فيها مسيلمة الكذاب على يد خالد بن الوليد .
د-نتائج حروب الردة :
1-إعادة توحيد شبه جزيرة العرب تحت لواء الإسلام .
2-تركيز فكرة الدولة القائمة على أساس وحدة العقيدة ، وترك العصبية القبلية .
3-اكتساب بعض القادة العسكريين شهرة واسعة مثل: خالد بن الوليد
4-اكتساب الجيوش الإسلامية خبرة في القتال .
5-نتيجة للاستقرار السياسي بدأت حروب التحرير في العراق ، وبلاد الشام .
6-استشهاد عدد كبير من الصحابة من حفظة القرآن الكريم ,
7-مما دفع الخليفة أبا بكر إلى الأمر بجمع آيات القرآن في مصحف واحد ، وخوفا عليها من الضياع متابعة لما عمله الرسول صلى الله عليه وسلم.
ه-حروب التحرير في عهد الخليفة أبي بكر :
بعد انتهاء حروب الردة ، واستقرار الأمور في شبه جزيرة العرب ، وجد الخليفة أبو بكر رضي الله عنه أنَّ الفرصة أصبحت مواتيه لنشر الإسلام خارج شبه جزيرة العرب , فبدأت حروب التحرير في كل من بلاد الشام لمحاربة الروم ، والعراق لمحاربة الفرس .
1-أسباب حروب التحرير :
أ-السبب الديني :
رغبة العرب المسلمين في نشر عقيدتهم خارج شبه جزيرة العرب
ب-السبب السياسي :
دفع خطر الروم ، والفرس عن الدولة العربية الإسلامية .
ج-السبب العروبي :
تحرير العرب من سيطرة الفرس ، والروم البيزنطيين .
د-السبب الاقتصادي :
تحقيق التكامل الاقتصادي بين المناطق العربية .
أولا - حروب التحرير في بلاد الشام :
بدأت المناوشات بين المسلمين ، والروم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم , وذلك من خلال غزوتي- مؤتة –و-تبوك- .
وقد جهَّز الخليفة أبو بكر رضي الله عنه أربعة جيوش لفتح بلاد الشام ، وكانت موزعة كما يلي :
1-يزيد بن أبي سفيان ، ووجهته دمشق .
2-شرحبيل بن حسنة ، ووجهته الأردن .
3-أبو عبيدة بن الجراح ، ووجهته حمص .
4-عمرو بن العاص ، ووجهته فلسطين .
على أن يكون أبو عبيدة قائداً عاماً لهذه الجيوش إذا اجتمعت مع بعضها .
وقد اتجهت هذه الجيوش نحو بلاد الشام , وعندما لاحظ قادتها أن الروم يجهزون جيوشاً ضخمة لمحاربة المسلمين ، والقضاء عليهم. استنجد قادة الجيش بالخليفة أبي بكر رضي الله عنه , فأرسل لهم بعض الإمدادات ، ثم طلب من خالد بن الوليد أن يترك العراق ، ويتجه نحو بلاد الشام لكي تتوحد جميع الجيوش تحت قيادته , وقد حصل ذلك ، وكان جيش المسلمين متجمعاً حول –بصرى- و –اليرموك- و –الجولان- .
1-معركة أجنادين 13 هـ / 634 م :
عندما وجد الروم أن المسلمين يعدون أنفسهم لمعركة فاصلة ، حاولوا الالتفاف على جيش المسلمين من خلف عن طريق فلسطين التي كان يقود جيش المسلمين فيها عمرو بن العاص , ولكن خالد بن الوليد منعهم من محاصرة جيش المسلمين حيث نشبت معركة حامية في- أجنادين- قرب مدينة- الخليل- كانت نتيجتها هزيمة الروم ، وسقوط قائدهم قتيلا في المعركة , كما أبيد قسم كبير من جنودهم ، وهرب الباقون .


2-معركة اليرموك 13 هـ / 634 م :
بعد هزيمة الروم في معركة –أجنادين- بدؤوا يعدون أنفسهم لخوض المعركة الفاصلة . كان قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد ، وقد ابتكر طريقة –الكراديس- التي تعني تقسيم الجيش إلى خمس مجموعات هي : ( المقدمة – القلب – الميمنة – الميسرة – المؤخرة ) ، وقد دارت معركة رهيبة عند نهر اليرموك كانت نتيجتها هزيمة الروم ، وسيطرة المسلمين على بلاد الشام تمكن جيش المسلمين قبل معركة اليرموك ، وبعدها من فتح المدن الرئيسية في بلاد الشام ، وبذلك تحررت بلاد الشام ، وعادت جزءاً رئيساً من الوطن العربي ، والأمة العربية .
ثانيا : حروب التحرير في العراق :
1-معركة ذات السلاسل 12 هـ / 633 م :
طلب الخليفة أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه من خالد بن الوليد أن يتجه نحو بلاد العراق لتحريرها من الفرس ؛ وقد خاض خالد ، وجنوده عدة معارك ناجحة من أشهرها معركة -ذات السلاسل -التي كانت نتيجتها هزيمة الفرس . وبعد ذلك ترك خالد العراق ، واتجه إلى بلاد الشام لأن الخليفة أبا بكر رضي الله عنه طلب منه أن يتولى قيادة جيش المسلمين في بلاد الشام
-وفاة الخليفة أبي بكر 13 هـ / 634 م :
توفي أبو بكر رضي الله عنه ، ودفن إلى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد دامت خلافته سنتين قام خلالهما بأعمال جليلة لخدمة الإسلام ، والمسلمين ,
من أهمها :
1-محاربة المرتدين .
2- إرسال الجيوش لتحرير بلاد الشام ، والعراق .



من آداب الجهاد
-وصية أبي بكر الصديق لجيش أسامة بن زيد-
(( يا أيها الناس , قفوا أوصيكم بعشرةٍ ، فاحفظوها عني : لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ؛ ولا تقتلوا طفلا صغيرا , ولا شيخا كبيرا ؛ ولا امرأة , ولا تعقروا نخلا ، ولا تحرقوه , ولا تقطعوا شجرة مثمرة , ولا تذبحوا شاة ، ولا بقرة ، ولا بعيرا إلا لمأكلة ؛ وسوف تمرون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع ، فدعوهم -وما فرغوا أنفسهم له- ؛ وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام , فإذا أكلتم منها شيئاً ، فاذكروا اسم الله عليها , وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم ، وتركوا حولها مثل العصائب , فاخفقوهم بالسيف خفقاً . اندفعوا باسم الله .))



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)