خلافة عمر بن الخطاب
(13 – 23 هـ / 634 – 644 م)
(1)-مبايعته بالخلافة وأعماله الإدارية
أ-نشأته ، وصفاته:
هو عمر بن الخطاب من بني عدي , أحد بطون قريش . ولد في مكة المكرمة بعد ولادة الرسول صلى الله عليه ، وسلم بثلاث عشرة سنة ؛ عمل في الرعي ، والتجارة , وكان من أبطال قريش ، وأحد أشرافها , وبإسلامه أعز الله تعالى المسلمين . وقد تميز بشخصيته القوية ، وجرأته في قول الحق , وحرصه الشديد على تطبيق العدالة .
ب-مبايعته بالخلافة :
شارك عمر بن الخطاب رضي الله عنه منذ إسلامه في جميع الأحداث الهامة ، من أجل نشر الدعوة الإسلامية ، والدفاع عنها , وصحب الرسول صلى الله عليه ، وسلم في غزواته ؛ وكان يستشيره في كثير من القضايا ؛ كما جعله الخليفة أبو بكر لله عنه رضي مستشاره ، وأوكل إليه قضايا مختلفة في الدولة . واستشار الخليفة أبو بكر رضي الله عنه قبيل وفاته كبار الصحابة لتولية عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين حرصاً على وحدة الأمة , فلقي ذلك قبولا منهم , وبويع في المسجد بيعة عامة سنة- 13 هجرة -. ولئلَّا يُقال : ( خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه ، وسلم ) لقِّب : بأمير المؤمنين, كما أن الرسول لقبه –بالفاروق- لأنه عندما أسلم أصبح الإسلام قوياً، واستطاع أن يفرق بين الحق ، والباطل .
ج-أعمال الإدارية :
1-قسم ابن الخطاب رضي الله عنه الدولة العربية الإسلامية إلى عدة ولايات .
2-عيَّن لكل ولاية منها واليا , اختاره من أهل الكفاءة ، والمقدرة .
3-عيَّن إلى جانب كل والٍ قاضيا يقضي بين الناس بالعدل .
4-اعتمد هجرة الرسول من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بدايةً للتاريخ الهجري
5-نظَّم البريد في البلاد الإسلامية , ليقف على أحوال المسلمين فيها .
6-أوجد نظام العسس ( حراس الليل ) لتفقد أحوال الرعية ليلا .
7-وضع نظام الحسبة , حيث يقوم المحتسب بمراقبة الباعة لمنع الغش .
8-يعود الفضل للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إنشاء الدواوين:
د-أنشأ عمر الدواوين التالية :
1-ديوان العطاء : رتب فيه الأرزاق للمسلمين من بيت المال .
2-ديوان الجند : رتب فيه أسماء الجنود ، ومرتَّباتهم .
3-ديوان الخراج : وهو ينظم الواردات ، والنفقات الخاصة ببيت المال .
4-تأسيس المدن في البلاد المفتوحة ، لتكون معسكرات خاصة بالجند .
ومثال ذلك مدينة –الفسطاط- في مصر، ومدينتا –الكوفة- و-البصرة - في العراق .
5-إحياء الأرض الموات ( غير المزروعة ) : عملا بالحديث الشريف ( من أحيا أرضا ميتة ، فهي له ) ، وتركها بيد المزارعين مقابل دفع خراج عنها .
خلافة عمر بن الخطاب
13 – 23 هـ / 634 – 644 م
(2)-حروب التحرير
حرب التحرير في عهد الخليفة عمر بن الخطاب
أولا : تحرير العراق :
بدأت حروب التحرير في العراق في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه حيث أرسل خالد بن الوليد إلى العراق لمساعدة المثنى بن الحارثة الذي أعدَّ الفرس جيشا ضخما لمحاربته . وقد تولى خالد قيادة جيش المسلمين ، واشتبك مع الفرس في عدة معارك كان النصر فيها للمسلمين ، ومن أشهرها معركة -ذات السلاسل- . وعندما تولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تابع المسلمون تحرير العراق ، وحصلت معارك هامة بين المسلمين ، والفرس .
من أهمها :
1-معركة الجسر 13 هـ / 634 م
حصلت هذه المعركة عام- 13 هـ / 634 م - وكان قائد المسلمين فيها أبو عبيد بن مسعود الثقفي . وقد كانت المعركة قاسية ، وحامية ؛ حيث اجتاز جيش المسلمين نهر الفرات ، وعبروا إلى ضفته الشرقية , وحصلت معارك عنيفة استخدم فيها الفرس الفيلة . وعندما بدأ المسلمون بالتراجع قام أحدهم بقطع الجسر لئلا يهرب جنود المسلمين , ولكن ذلك أدى إلى خسارة المسلمين للمعركة , وغرق قسم منهم في نهر الفرات , وقتل قائد المسلمين .
2-معركة القادسية 15 هـ / 636 م
وهي من المعارك الهامة ، والفاصلة في التاريخ الإسلامي . وقد جرت على الجانب الغربي من نهر الفرات ، وكان عدد الفرس يفوق كثيراً عدد المسلمين ، ولكن النصر كان حليف المسلمين بعد أن استمرت المعركة أربعة أيام . وقد حصلت هذه المعركة عام- 15 هـ / 636 م- ، وكان قائد جيش المسلمين فيها سعد بن أبي وقاص . ومن نتائج هذه المعركة أنَّ أبواب العراق انفتحت أمام المسلمين , كما أنهم فتحوا –المدائن- عاصمة الفرس . وقد تمكَّن المسلمون من قتل –رستم- قائد الفرس في هذه المعركة .
3-معركة نهاوند : 21هـ / 642 م :
وهي من المعارك الفاصلة أيضا في التاريخ الإسلامي . كان قائد جيش المسلمين في هذه المعركة ( النعمان بن المقرن ) ، وقد حصلت في بلاد فارس قرب مدينة –نهاوند- ، وكانت معركة قاسية جداً , ولكن النصر كان حليف المسلمين , حيث انهزم الفرس ، وانفتحت أبواب بلاد فارس أمام المسلمين . ونظرا لأهمية هذه المعركة فقد سميت : ( فتح الفتوح ) .
ثانيا - تحرير بلاد الشام :
-لم تحصل في بلاد الشام معارك هامة بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك التي حصلت في أواخر عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه .
-تولى قيادة جيش المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أبو عبيدة بن الجراح بدلا من خالد بن الوليد , ولكن خالداً استمر في الجهاد حتى نهاية حياته - وفي عهد الخليفة عمر رضي الله عنه تمكن المسلمون من استكمال تحرير سائر المدن الهامة في بلاد الشام فأصبحت –دمشق- و-حمص- و-حلب- ، وجميع المدن الأخرى جزءاً من الدولة العربية الإسلامية ما عدا مدينة –القدس- التي اشترط أهلها حضور الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفسه لتسليمه المدينة . وقد حضر الخليفة -عمر- ، وكتب لأهل القدس عام- 15 هـ / 636 م -عهدا بممارسة حريتهم الدينية ، والمدنية ( العهدة العمرية ) ؛ مما يجعله ميثاقا مشرقا في تاريخ الإنسانية, لما يحمله من قيم التسامح ، والحرية والسلام .
ثالثا - تحرير مصر 20 هـ / 641 م :
بعد استقرار الأمور للعرب المسلمين في بلاد الشام ، والعراق . أرسل الخليفة عمر رضي الله تعالى عنه جيشا يقوده عمرو بن العاص لتحرير مصر، وطرد الروم البيزنطيين منها . وقد دخل عمرو إلى مصر ، واحتل حصن –بابليون- الشهير , ثم اتجه إلى مدينة- الإسكندرية- ، وحررها , ثم حرر سائر المدن الموجودة في مصر , وبنى مدينة -الفسطاط -.
نتائج حروب التحرير :
1-تحرير البلاد العربية من النفوذ الأجنبي , حيث أصبحت مصر ، والعراق ، وبلاد الشام جزءاً من الدولة العربية الإسلامية .
2-سقوط دولة الفرس , وإضعاف نفوذ الروم .
3-انتشار اللغة العربية إلى جانب العقيدة الإسلامية في البلاد العربية المحررة .
4-ازدياد واردات الدولة ، مما استدعى وجود تنظيمات إدارية جديدة .
-وفاة الخليفة عمر بن الخطاب :
طُعن الخليفة عمر رضي الله تعالى عنه عام- 23هـ - بخنجر مسموم من قبل أبي لؤلؤة الفارسي قبحه الله . وقبل وفاته أُلفت لجنة سداسية من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه ، وسلم - مهمتها اختيار من يخلفه .
( -أقوال في سيدنا عمر بن الخطاب -)
عمر بن الخطاب رضي الله عنه -الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل-إنه ذلك الرجل العظيم الذي يعد من أقوى رجال التاريخ شكيمة ، وأشدهم بأساً ، وأسددهم رأياً ، وأبعدهم نظراً، وأعفهم نفساً، وأطهرهم ذمة ، وأنقاهم ذيلاً. فحياته جديرة بأن تدرس درساً وافياً دقيقاً إذ كانت مثال الشهامة ، واليقظة ، والعدل ، والإنصاف ، والسهر على الرعية، والزهد، والاستماتة في إيصال الخير إلى كل فرد من أفراد الرعية. لا يحابي كبيراً ، أو غنياً ، أو قريباً ، ولا يستصغر شأن صغير ، أو فقير. فقد جمع من العلم ما أدهش العلماء العاملين. وقام من الجد في السياسة والعدل ما أعجز الولاة والسلاطين. وأضاف إلى ذلك من الزهد والصبر ما يعجز دونه أهل العزم من الملوك والزاهدين.
* قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)).
* ما قاله أبو بكر رضي الله عنه فيه: قيل لأبي بكر: ماذا تقول لربك ، وقد وليت علينا عمر. فقال أقول : (وليت عليهم خير أهلك).
* ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيه: قال ابن عباس رضي الله عنه حين طعن عمر: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند رأس عمر:(هذا أحب الأمة إلى أن ألقى الله بمثل صحيفته).







المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)