خلافة عثمان بن عفان
(– 35 هـ / 644 – 656 م)
( 1 )-مبايعته بالخلافة ، وأعماله التجارية
أ-نشأته وصفاته :
-هو عثمان بن عفان من بني أمية من قبيلة قريش , ولد عام- 576 م -أي : ميلاد الرسول صلى الله عليه ، وسلم بخمس سنوات .
-شبَّ على الأخلاق الكريمة ، والسمعة الحسنة ؛ وكان له تجارة يخرج بها إلى بلاد الشام , وقد استفاد منها كثيراً ، وأصبح غنياً .
-كان من أوائل الرجال الذين دخلوا الإسلام , وقامت صداقة قوية بينه وبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- . وقد تزوج من ابنة الرسول صلى الله عليه ، وسلم ( رقية ) , وبعد وفاتها تزوج من أختها أم كلثوم ، فلقب بذي النورين .
-هاجر مرتين الأولى : إلى –الحبشة- ، والثانية : إلى –يثرب- ( المدينة المنورة) , وشارك الرسول صلى الله عليه وسلم في معظم غزواته .
-اختاره الرسول -صلى الله عليه ، وسلم- ليكون كاتبا للوحي , و أرسله ليفاوض قريشا يوم -الحديبية - .
-أنفق الكثير من ماله في سبيل الدعوة الإسلامية , منها : شراء بئر –رومة- ، وجعله وقفا للمسلمين , و كذلك تجهيز جيش غزوة –تبوك- الذي سمِّي بجيش -العسرة -بسبب القحط ، والمجاعة التي حصلت قبيل الغزوة , وكذلك شراء أرض لتوسيع مسجد –المدينة- .
ب-مبايعته بالخلافة :
بعد طعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عته ، وتدهور حالته الصحية رشح ستة من كبار الصحابة ليختار أحدهم للخلافة , وبعد التشاور اختاروا عثمان بن عفان للخلافة ، وبايعوه بيعة خاصة , ثم توافد المسلمون على المسجد ، فبايعوه البيعة العامة .
ج-أعماله الإدارية :
1-أرسل كتبا إلى الولايات رسم فيها السياسة التي يجب أن يسير عليها عماله , وهي الالتزام بالأمانة ، والعدل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والعطف على أهل الذمة .
2-قسم الدولة إلى تسع عشرة ولاية , وتمَّ إحداث ثلاث ولايات ، وهي الأردن ، وفلسطين ، وقنسرين .
3-عيَّن عدداً من القواد لمساعدة الولاة في حماية حدودهم , ونشر الأمن بين الناس
4 -كما عيَّن عمال الخراج في الولايات لجباية الخراج بالعدل، والإنصاف ، والإنفاق على شؤون الولاية .
5-وسع المسجد الحرام في مكة المكرمة عام- 29 هـ -بعد أن ضاق بجموع المصلين
6-توَّج عثمان بن عفان رضي الله عنه عهده بعمل عظيم تمثل بتدوين القرآن الكريم ، وترتيبه في مصحف واحد يعرف اليوم باسم -مصحف عثمان -, وذلك خشية وقوع خلافات في ترتيب آياته بعد استشهاد عدد كبير من الصحابة ، وحَفَظَة القرآن في معارك الجهاد ، وقد قام بهذه المهمة -زيد بن ثابت الأنصاري- مع عدد من الصحابة , وتمَّ توزيع نسخ من المصحف على الولايات .
خلافة عثمان بن عفان
24 – 35 هـ / 644 – 656 م
(2 ) -الفتوحات:
الفتوحات في عهد الخليفة عثمان بن عفان :
أ-على الجبهة الفارسية :
بدأت الحرب بين العرب المسلمين ، والفرس منذ عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه ، ثم تابعها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وقد تابعت الجيوش العربية الإسلامية زحفها في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه , حيث أكملت فتح بلاد فارس ، وامتد الفتح إلى خراسان . وقد تمكن العرب المسلمون من قتل ملك الفرس – يزدجرد- عام -31 هـ - ، وبذلك أصبحت بلاد فارس بكاملها تابعة للدولة العربية الإسلامية ، وانتهت مقاومة الفرس .
ب-على الجبهة الشمالية :
فتح المسلمون أرمينيا الواقعة ما بين البحر الأسود وبحر –الخزر- . وكان قائد المسلمين -حبيب بن مسلمة الفهري -الذي عقد معاهدة صلح ، وأمان مع أهلها . وكانت الغاية من فتح أرمينيا تأمين حدود الدولة العربية الإسلامية ، والتضييق على دولة الروم في آسيا الصغرى تمهيداً لإضعافها ، والقضاء عليها .
ج-في شمال إفريقيا :
بعد أن حرر المسلمون مصر بدؤوا يتطلعون إلى شمال إفريقيا من أجل تحريرها ، ونشر الإسلام فيها ، وطرد الروم منها ؛ وقد بدأت حروب التحرير في ليبيا حيث تمكن قائد جيش المسلمين -عبد الله ابن أبي سرح -من تحرير- برقة-، و-طرابلس- ، وطرد الروم منها .
د-العمليات العسكرية البحرية :
كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخاف على جنوده من ركوب البحر . لما أصبح عثمان بن عفان رضي الله عنه خليفة تزايد نفوذ الروم في البحر المتوسط ، وأصبحوا يهددون سواحل الدولة العربية الإسلامية في مصر ، وبلاد الشام . ولذلك سمح عثمان رضي الله عنه لواليه في بلاد الشام معاوية بن أبي سفيان بإنشاء أسطول عربي يمكنه أن يتصدى للروم ، ويبعد خطرهم عن السواحل العربية ، فقام معاوية بهذا العمل خير قيام ، وأنشأ أسطولا عربيا قوياً ، وحديثاً . وفي الوقت نفسه قام والي مصر -عبدالله بن أبي سرح -بإنشاء أسطول عربي في مصر . وقد تمكن أسطول المسلمين من فتح جزيرتي –قبرص- و –رودس- ؛ كما تمكن فيما بعد من الانتصار على الروم في معركة -ذات الصواري- .
-معركة ذات الصواري : 34 هـ / 654 م
حاول الروم أن يهاجموا مصر , حيث قاد امبراطورهم ستمئة سفينة حربية ، واتجه بها نحو السواحل المصرية ؛ وقد تصدى له أسطول المسلمين بقيادة عبد الله بن أبي سرح والي مصر , وانضم إليه أيضاً أسطول معاوية ، فأصبح عدد سفن العرب مئتي سفينة . وبعد أن تمَّ الالتحام ، واقترب الأسطولان من بعضهما بدأ العرب يربطون كل سفينة من سفنهم مع سفينة من سفن الروم ، وكان ذلك لمصلحتهم ، لأنهم أصبحوا يقاتلون الروم ، وكأنهم على البر . حصلت هذه المعركة البحرية الرهيبة قرب مدينة –الإسكندرية- , واستعملت فيها السيوف ، والخناجر ؛ وكانت نتيجة المعركة : ( هزيمة الروم ) هزيمةً منكرةً ، حيث غرقت كثير من سفنهم ، بينما غنم المسلمون القسم الآخر منها . وقد سميت هذه المعركة -بذات الصواري- لكثرة السفن التي شاركت فيها ؛ وهي تعد من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي , كونها أنهت سيادة الروم على البحر المتوسط ، وحققت سيادة العرب عليه لمئات السنين .
-مقتل الخليفة عثمان :
مع اتساع الدولة العربية الإسلامية أراد بعض الحاقدين على العرب، والإسلام إثارة الفتنة للنيل من وحدة العرب ، والمسلمين . وكان للمنافق -عبد الله بن سبأ اليهودي- الأصل دور كبير في إثارة الناس ، وتحريضهم ضد الخليفة ، حيث زحف المتآمرون في نهاية المطاف إلى المدينة المنورة ، وشددوا الحصار حول منزل عثمان رضي الله عنه , ثم دخلوا عليه ، وقتلوه عام- 35 هـ -بعد أن وجَّهوا له عددا من الاتهامات



- قراءة تاريخية-
(معركة ذات الصواري)
( لقد وقعت أول معركة بحرية هامة بتاريخ- 29 آب 654 م / 34 هـ - في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهو يوم البحرية العربية التقليدي تخليدا لذكرى انتصارهم المظفر – بقيادة عبد الله بن أبي سراح -, وفيها تمَّ القضاء على أسطورة الأسطول الرومي . وقد سبق لهذا القائد القرشي تحرير إفريقيا الشمالية ، والوسطى ، أو –ليبيا- الحالية , بعد أن سيطر على ما بين –برقة- و –طرابلس- , وقد بلغ أسطول هذا القائد في مصر مبلغاً من القوة ، والكثرة جعله يسيطر على طريق الملاحة في البحر المتوسط ، ويوقع الرهبة في نفوس الروم . وكان أسطوله يتألف من مئتي سفينة تصدى لأسطول بيزنطي أكثر منه عدداً بالقرب من ثغر الإسكندرية , وأوقع بأسطولهم الذي كان يقوده الإمبراطور –قسطنطين- الذي خلف –هرقل- . وعمد العرب إلى ربط كل سفينة عربية بعد الالتحام بوساطة خطاف معدني بسفينة رومية , فحولوا بذلك المعركة البحرية إلى اقتحام ، وقتال بالسلاح الأبيض ، فأبادوا الأسطول الرومي عن بكرة أبيه ) .



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)