السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم قصيدة أستاذنا الفاضل, الأستاذ الدكتور: إبراهيم الكوفحي, أستاذ الأدب والنقد الحديث في الجامعة الأردنية,
وهي بعنوان:


الجنون العنيف



سأهمي.. ككــفّ الغمـــام ، فكُفّي ملامــاً ، أحــــبّ الـذي لا يلــــومُ
ففي كـــلّ زاويــــــةٍ آهــــــــــةٌ وفي كــلّ دربٍ أسىً ووجـــــــومُ
مناظرُ للبؤسِ .. تُبكي الصخورَ هــــنا جائــــعٌ .. وهــناك يتيـــــمُ
فكيـــف أضـــنّ ! وهـــــذا يـــــئنّ طــريـــحاً ، وذاك أراه يهــيــــــمُ
دعـيني.. ، فــإنّ بحـــار المآسي تطــــمّ ..، ويطغى الظــــلامُ البهيـمُ
أأشبعُ ! والناس حولي تمـــوتُ مــن الجــــوعِ ، إني إذنْ للئيــمُ
ولــــو أنّ كــــلّ الــدنا فــي يــدي لجــدتُ بها ، فالزمـــانُ غشــــومُ
هي الحربُ هذا الجنونُ العنيفُ وهــــذا العمى.. والصّــراعُ الأليـــمُ
أنانيّـــــةٌ ليس تفنى ، وظلــــمٌ يعـربــــدُ ، والظلــــمُ داءٌ قـديــــــمُ
وجهلٌ بهـــــذي الدنا مزمــــنٌ كــأنّ الــورى ليس فيـهم حـكــــيمُ
ففي كــلّ يـــومٍ دمٌ ودمـــــارٌ وفي كلّ يـــومٍ لظىً وهـشيــــــــمُ
قــرىً ومـــدائـنُ في لحظـــــةٍ تُـــدكّ على الناسِ ، فهـْي رجـــــومُ
فلســتَ ترى غــــيرَ غـربانـــــها وبوماتــها في السمــاء تحــــــومُ
تقهقــــهُ ..من عـربدات الطغــــــاةِ وقــــد أسكرتـها الـــدِّما والرســـــومُ
كــأنّ الحـــياة تــــدومُ لحــــيٍّ متى لمحــــةُ الـــبرقِ كــانتْ تـــدومُ
رأيتُ الغــباءَ .. غــباءَ الورى ولا مـــثل مَـنْ للخـلـــود يـرومُ
يمزّقُ ( فرعونُ ) مليونَ طفلٍ وفي حضنه كـان ( موسى) الكليمُ
ويسرقُ ( قارونُ ) خبزَ اليتامى فتسرقـــه الأرضُ ، وهْــي جحيــمُ
ويحرقُ ( نيرونُ ) روما ..، فها هي رومـا تغـنّي ، ومـــات الزعيــــمُ
سأعطي .. وأعطي ..، أقسّــمُ روحي ليحــــيا فـتىً جـائــــعٌ وعـديـــــمُ
سـأترك للّـــــــهِ مــا في يــــدي أليس لـديـــه النعـيــــمُ المقيــــمُ
( فراديسُه ) لا تعـــدّ ، أعــدّتْ بأيديــه ، وهْــو العـزيزُ الرحـيـمُ
غداً سوف ينــدمُ قلــبٌ شحيـــحٌ ويفـــرحُ بالأجـــر قلـــبٌ كريــــمُ