ج-خطب عثمان رضي الله عنه:
كان بيان عثمان -رضي الله عنه- الخطابي أقل مما شهدناه عند أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، ولم يؤثر عنه فكر يشرح نظام الحكم ، وآداب الرعية بالشكل الذي رأيناه عند أبي بكر ، وعمر رضي الله عنهما.
1-خطبته بعد بيعته:
(أما بعد، فإني قد حملت ، وقد قبلت، ألا وإني متبع ، ولست بمبتدع، ألا وإن لكم عليَّ بعد كتاب الله عز، وجل ؛ وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا: اتِّبَاع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه ، وسنتهم، وسن سنة أهل الخير فيما لم تسنوا عن ملأ، والكف عنكم إلا فيما استوجبتم. ألا وإن الدنيا خضرة قد شهيت إلى الناس، ومال إليها كثير منهم، فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها؛ فإنها ليست بثقة، واعلموا أنها غير تاركة إلا من تركها كما ورد في ( تاريخ الطبري جـ4 ص 422.) ورغم قصر خطبة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، إلا أنها تشرح شيئا من نظام الحكم الذي سار عليه في خلافته، وهي تبين حق الرعية في صورة موعظة دينية، وتحذر من الاغترار بالدنيا، وعثمان -رضي الله عنه- متبع ، وليس بمبتدع، ولكن الاتباع هنا ليس معناه الجمود؛ لأن الدولة قد اتسعت رقعتها، والدين أعز الله كلمته، والناس دخلوا فيه أفواجا، وعلى الخليفة أن يجتهد ، وأن يبتكر، ولكن اجتهاده ، أو ابتكاره لا يخرج عن سنة أهل الخير، وهذا ما بينه عثمان رضي الله تعالى عنه -أيضا- في خطبته الموجزة التي تدل على المعني خير ما تكون الدلالة.
2-خطبة لعثمان بن عفان "رضي الله عنه" يحذر الناس من خداع الدنيا:
( إنكم في دار قعلة، وفي بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، فلقد أتيتم، صبحتم ، أو أمسيتم، ألا وإن الدنيا طويت على الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور. اعتبروا بمن مضى، ثم جدوا ، ولا تغفلوا؛ فإنه لا يغفل عنكم، أين أبناء الدنيا ، وإخوانها الذي أثاروها ، وعمروها، ومتعوا بها طويلا، ألم تلفظهم! ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها، واطلبوا الآخرة؛ فإن الله قد ضرب لها مثلا، وللذي هو خير، فقال عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا، الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} ." [الكهف ] . ( الطبري جـ4 ص243.) ويرى عثمان -رضي الله عنه- أن منطلق الآداب هو إدراك حقيقة الدنيا ، فلا يغتر بها الإنسان، ومن تغره الدنيا عليه أن يعتبر بمن سبقه ممن حرصوا على الدنيا فيما أصبحوا، فقد أصبحوا هشيما تذروه الرياح، وما دامت الباقيات الصالحات عند الله، فليقم الناس حياتهم على الصلاح والتقوى.
تحليل الخطبة : تتضمن هذه الخطبة مواعظ قيمة منها:
أولاً: الدنيا دار زوال ، فهي ممر إلى الآخرة ، والعاقل من اغتنم فرصتها قبل أن يجيء أجله ، وهي دار غرور طوت أصحابها، ورمتهم ، ولفظتهم بعد أن متعوا بها ما شاء الله ذلك
ثانياً الاعتبار بمن مضى ، فالعاقل من اتعظ بغيره ، ومن غفل عن لقاء الله ، فما الله بغافل عنه


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)