الرسائل في العهد الراشدي
أولا-مقدمة:
ازدادت أهمية الكتابة ، والتدوين في عهد الخلفاء الراشدين عما كانت عليه في عصر صدر الإسلام ، وتطورت بسبب اتساع رقعة الدولة ، والحاجة إلى المكاتبة ، والرسائل ؛ وازداد الاهتمام بالدواوين العربية في هذا العهد، لما شهده هذا العهد من حاجة ماسة لتنظيم حياة الناس سواء أكانت الدواوين عفوية ، أم منظمة ؟
أ-فمن الدواوين العفوية :
1-ديوان الرسائل ، والشؤون العامة
2-ديوان الخاتم
3-ديوان البريد
ب-ومن الدواوين المنظمة :
1-ديوان الجند
2-ديوان العطاء
3-ديوان المال والأرزاق
ومثلما كان للنبي صلى الله عليه وسلم ديوان للوحي انفرط عقد كتابه بعد توقف الوحي في /12/ ربيع الأول / عام /11 للهجرة/ كان للخلفاء الراشدين كتاب عملوا في زمن أبو بكر في الحركة العلمية الثانية التي نشأت حول جمع القرآن ، وتدوينه في الصحف ، وبقي أبو بكر الصديق يستعين بالكتاب لإدارة دولته ، وإن لم يكن هؤلاء الكتاب قد بلغوا درجة الاحتراف .
فكتب لأبي بكر ( عثمان بن عفان- زيد بن ثابت – معيقيب الدوسي – عبد الله بن الأرقم – عبد الله بن خلف الخزاعي – حنظله بن الربيع ) ، وكتب لعمر ( زيد بن ثابت -وعبد الله بن الأرقم -ومعيقيب الدوسي ) ، وكتب لعثمان ( مروان بن الحكم -وأبو غطفان بن عوف -وأهيب مولاه -وحمدان مولاه ) ، وكتب لعلي ( سعيد بن نمران الهمذاني- وعبد الله بن جبير -وعبيد الله بن جعفر )
ثانيا- موضوعات الرسائل المتعلقة بالردة :
أ-أما موضوعات الرسائل في هذا العهد فقد كان معظمها يدور حول حروب الردة عهد أبي بكر رضي الله تعالى عنه، وحروب اليرموك في الشام ، والقادسية في العراق، ومن هذه الموضوعات :
1-النداء العام للمرتدين للعودة للدين .
2-تذكيرهم بالإسلام وطلب الاعتصام به .
3-مصانعة المرتدين ، ومحاورتهم.
4- تثبيط عزائمهم ، ووعيدهم .
ب-أما في موضوع التعليمات ، والأوامر للجيوش ؛ فكانت الرسائل تكتب في :
1-تولية القادة ، وعزلهم ، وتسيير الجيوش.
2-التحريض على الجهاد في سبيل الله .
3-تزويد القادة بالتوجيهات ، والخطط الحربية .
4-اللوم ، والتقريع .
5-إقامة الحدود.
ج-وفيما يخص الكتب الحربية من القادة إلى أبي بكر :
1-رسائل بيان الوضع الحربي.
2-رسائل الاستشارة ، وطلب الرأي .
3-رسائل طلب النجدة ، والمدد .
4-رسائل التبشير بالنصر ، والفرج .
5- رسائل الإخبار بالصلح .
د-وفي مجال دعوة العجم إلى الإسلام :
1-رسائل الدعوة إلى اعتناق الدين الجديد.
2-رسائل دفع الجزية .
3-رسائل إعلان الحرب.
وفي خلافة عمر رضي الله تعالى عنه ، وخلافة عثمان كانت الرسائل تنصب على الشؤون الحربية المتعلقة باستكمال الفتح ، وكتب الخليفة إلى القادة ، والعمال في
1-الشؤون الحربية المتعلقة بــ:
أ-التعبئة النفسية للقادة ، والجند .
ب-طلب وصف قوة العدو، ومنازله.
ج-تزويد القادة بالتوجيهات ، والخطط الحربية .
د-الإمداد ، وتسيير الجيوش.
ه-الأمر بدعوة أهل الحرب للإسلام .
و-لوم القادة ، وتقريعهم .
ز-تولية القادة ، وعزلهم .
2-في الشؤون الإدارية :
أ-رسائل المواعظ ، والوصايا في أخلاق العمال ، وسياستهم للرعية
ب-تمصير الأمصار .
ج-تنظيم القضاء.
د-تنظيم العلاقة مع أهل الذمة .
ه-محاسبة العمال ، وتقريعهم.
و-تولية العمال ، وعزلهم .
ز-موضوعات إدارية أخرى .
3-في الشؤون الدينية :
أ-تطبيق الأحكام الواردة في الكتاب ، والسنة.
ب-إقامة الحدود .
ج-قتل الخنازير .
د-قتل السحرة ، والكهنة.
ه-حكم مال المرأة .
ز-قيام شهر رمضان .
4-في الشؤون الاجتماعية :
أ-تعليم العلوم ، ، والسباحة .
ب-تعليم القرآن الكريم .
ج-تشجيع تربية الخيل .
د-النهي عن الزواج من الأعجميات .
وكذلك كتب القادة ، والعمال للخلفاء كتباً ورسائل في :
1-الوعظ ، والاعتذار .
2-نعي بعض القادة .
3-الاستعفاء من العمل .
4-وصف المنازل ، والبلدان ، والبحر .
5-الاستئذان في بعض الشؤون .
6-العتاب ، والدفاع عن النفس .
7-الإخبار بأحوال الناس ، والعامة .
وفي عهد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه توقفت الفتوحات ، واستعرت الفتنة بسبب مقتل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ؛ وكان العبء الأكبر من رسائل تلك الفترة يقع على عاتق الخليفة ؛ وقد خاطب في رسائله عدة مستويات من الناس تمثلت في قوى المعارضة من خلال :
أ- زمرة طلحة ، والزبير ، وعائشة رضي الله تعالى عنهم: الذين اجتمعوا للطلب بدم عثمان ؛ وبعث علي لطلحة ، والزبير كتاباً يعذر إليهما فيه قتالهما مركزاً على قضية البيعة ، ومقتل عثمان ، وإخراج السيدة عائشة أم المؤمنين .
ب-زمرة معاوية : الذي أبى ، واستمسك ، ورد البيعة ، ورفضها لعلي ؛ وكانت الرسائل بينه ، وبين علي تدور على دم عثمان أبرزها:
1-التبرؤ من دم عثمان
2-محاكمة قتلته
3-عدم إقرار معاوية على شيء من أمور المسلمين
4-معايير تولي الخلافة
5-المفاضلة بينه ، وبين معاوية
6-وعظ معاوية ، واتهامه باتباع الهوى ، والتهديد ، والوعيد بالحرب .
ج-زمرة الخوارج : الذين رفضوا التحكيم في صفين ، وقد شغلت موضوعات الرسائل إليهم حيزاً كبيراً من إنتاج علي رضي الله عنه أبرزها :
أ-رسائل المواعظ ، والوصايا في سيرة القادة ، والعمال.
ب-رسائل التعليمات الحربية ، والسياسية .
ج-رسائل بيان الوضع الحربي ، والسياسي ، وخطة العمل.
د-رسائل اللوم ، والتقريع ، والمحاسبة .
ه-رسائل التولية ، والعزل .
وكتب كذلك علي إلى الرعية في :
1-المواعظ ، والوصايا.
2-التولية عليهم .
3-بيان حقوقهم ، وواجباتهم .
4- بيان الوضع الحربي ، والسياسي.
5-رسائل طلب المدد.
6-رسائل الطعن في معاوية ، وأصحابه ، والحضّ على الجهاد .
7-رسائل التهديد ، والوعيد.
8- الشكوى من عقوق قريش ، وشكوى الناس له .
وكذلك كتب القادة والعمال إلى الخليفة في بيان الوضع ، وطلب المدد ، والتبشير بالنصر ، والتعزية بالمصاب ، والاتهام ، والدفاع عن النفس ؛ وكتبوا إلى قوى المعارضة لخلافة علي في التبرؤ من دم عثمان ، والمقارنة بين علي ، ومعاوية ، وأنصارهما ؛ وكذلك كتبت القوى المعارضة لعلي في القضايا التي اختلفوا فيها ، وكتب بها علي في دم عثمان ، والبيعة لعلي ، والتذكير بسيرة الخلفاء الثلاثة ، وفضائل علي ، والتهديد ، والوعيد بالحرب ، والدعوة إلى الصلح . وكتبت القوى المعتزلة للفتنة من الصحابة للفرقاء المختلفين ؛ وكتبت الرعية إلى الخليفة ، والقوى المعارضة في الوعظ ، والتثبيط ، والنهي عن الفتن ، والتقريع ، والاتهام ، والدعوة إلى الرجوع عن معاوية . وهكذا غدت الرسالة وسيلة الاتصال المثلى بين الناس في هذا العهد .
ثالثا- شروط الكاتب المترسل:
اعتمد في اختيار الكاتب المترسل شروط عدة ينبغي له أن يحوز عليها :
1-الثقافة : المستقاة من الموروث الشفوي ، أو التراث المروي الذي يشمل كل المعارف السابقة للقران الكريم ، ثم القران الكريم نفسه ، وما يحمل من ثقافة جديدة ، والحديث الشريف المحفوظ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتاريخ الدعوة ، وما يتعلق بالنبي ، وأصحابه ؛ وذلك لفهم واقع العصر الذي يعيشه الكاتب فكراً ، وسياسةً ، وتديناً ، وقوانين اجتماعية ، وثقافة أدبية ( شعراً ونثراً ) ، وعلم الأنساب ، وأخبار العرب ، وأيامهم ، ووقائعهم ، ومآثرهم ، ومفاخــــــرهم ؛ وكذلك المعارف الجغرافية ، والمناخية ، وتواريخ الأمم ، والشعوب الأعجمية
2-الإلمام بصناعة الخط .
3-الأمانة ، والثقة ، والعفة بالكاتب.
رابعا-المظاهر الأسلوبية للرسائل:
تميزت الرسالة في العهد الراشدي بمظاهر أسلوبية عدة تمثلت بــــ:
1-الاطناب : الذي وجد في بعض الرسائل رغم أن معظمها كان موجزاً ، ومركزاً ، وقصيراً ؛ ومن الرسائل المطولة -كتاب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه- إلى أهل الموسم ، وهو محصور في داره يستغيثهم ، ويشرح وضعهم ؛ وكتاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى عثمان بن حنيف الأنصاري عامله على البصرة ؛ ومنها كتاب من علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان ومنها كتاب من علي بن أبي طالب إلى محمد بن أبي بكر ، وأهل مصر.
2-التكلف : وإدخال الزينة ، والتنميق مع العلم أن سمة العصر العفوية ، والبساطة ، والطبع .
3-تشابه أسلوب بعض الرسائل : ومن ذلك ما رواه ابن أبي الحديد (م 655 ه ) في شرحه لنهج البلاغة رسائل منسوبة إلى عبد الله بن عامر ، والوليد بن عقبة ، ويعلى بن أمية موجه إلى معاوية بن أبي سفيان (تعظم المصيبة بعثمان ، وتحرص على طلب دمه ، والخوف من تفرق بني أمية ، وتقديم معاوية للزعامة بهذا الطلب ) حيث تتماثل هذه الرسائل التي بلغت ثلاثين رسالة في :
1-تشابه المضامين في المعاني.
2-استعمال بعض التشبيهات ، وهي رسائل جاءت من ثلاثين مرسلا ، وكأن كاتبها شخص واحد .
خامسا-نماذج من الرسائل في هذا العهد:
1 - كتب أبو بكر الصديق المتوفى في 7 جمادى الثانية 13 هـ إلى بعض قواده
(إذا سرت فلا تعنف أصحابك في السير ، ولا تغضبهم ، وشاور ذوي الآراء منهم، واستعمل العدل ، وباعد عنك الجور ، فإنه ما أفلح قوم ظلموا ، ولا نصروا على عدوهم {وإذا لقيتم الذين كفروا زحفا ً فلا تولوهم الأدبار , ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله } [ ] . وإذا نصرتم عليهم ، فلا تقتلوا شيخا ً، ولا امرأة ، ولا طفلا ، ولا تحرقوا زرعا ، ولا تقطعوا شجرا ً ، ولا تذبحوا بهيمة إلا ما يلزمكم للأكل , ولا تغدروا إذا هادنتم ، ولا تنقضوا إذا صالحتم ، وستمرون على أقوام في الصوامع ، ورهبان ترهبوا الله ، فدعوهم ؛ وما انفردوا إليه ، وما ارتضوه لأنفسهم , فلا تهدموا صوامعهم ، ولا تقتلوهم – والسلام) .
2 - كتب عمر بن الخطاب المتوفى في 26 ذي الحجة سنة 22 هـ إلى بعض قواده :
(أما بعد : فإني أوصيك ، ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ؛ فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو , وأقوى المكيدة في الحرب , وأن تكون أنت ، ومن معك أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم , فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم , ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة , لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدتنا كعدتهم , فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننصر عليهم بطاعتنا , لم نغلبهم بقوتنا، واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منهم ، وأسالوا الله العون على أنفسكم , كما تسألونه النصر على عدوكم . وأقم بمن معك في كل جمعة يوما ؛ وليلة , حتى تكون لهم راحة يحيون فيها أنفسهم , ويرمون أسلحتهم، وأمتعتهم , ونح عن قرى أهل الصلح ، والذمة ، فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق به – وليكن منك عند دنوك أرض العدو أن تكثر الطلائع ، وتبث السرايا بينك ، وبينهم , ثم أذك أحراسك على عسكرك , وتيقظ عسكرك ، وتيقظ من البيانات جهدك , والله ولي أمرك ، ومن معك ، وولي النصر لكم على عدوكم . ).
3- من رسائل عثمان بن عفان رضي الله عنه:
-رسائل عثمان وهو محاصر:
أ-كتابه إلى أهل البصرة:
وكتب إلى عبد الله بن عامر: أن أندب إلى أهل البصرة نسخة كتابه إلى أهل الشام ، فجمع عبد الله بن عامر الناس ، فقرأ كتابه عليهم، فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه على نصر عثمان رضي الله تعالى عنه ، والمسير إليه فيهم: مجاشع بن مسعود السلمي، وكان أول من تكلم ، وهو يومئذ سيد قيس بالبصرة، وقام أيضا قيس بن الهيثم السلمي، فخطب ، وحض الناس على نصر عثمان رضي الله تعالىعنه ، فسارع الناس إلى ذلك، فاستعمل عليهم عبد الله بن عامر مجاشع بن مسعود، فسار بهم حتى إذا نزل الناس الربذة ، ونزلت مقدمته عند صرار ناحية من المدينة المنورة أتاهم قتل عثمان . وقال البلاذري: وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر بن كريز، ومعاوية بن أبي سفيان يعلمهما أن أهل البغي ، والعدوان من أهل العراق ، ومصر ، والمدينة المنورة قد أحاطوا بداره ، فليس يرضيهم بزعمهم شيء دون قتله ، أو يخلع السربال الذي سربله الله إياه ، ويأمرهما بإغاثته برجال ذوي نجدة ، وبأس ورأي، لعل الله أن يدفع بهم عنه بأسا يكيده ، ويريده ، وكان رسوله إلى ابن عامر جبير بن مطعم، وإلى معاوية المسور بن مخرمة الزهري، فأما ابن عامر ، فوجه إليه مجاشع بن مسعود السلمي في خمس مائة أعطاهم خمس مائة درهم، وكان فيمن ندب مع مجاشع زفر بن الحارث على مائة رجل، وأما معاوية فبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهري في ألف فارس، فقدم حبيب أمامه يزيد بن أسد البجلي جد خالد بن عبد الله بن يزيد القسري من بجيلة، وبلغ أهل مصر ، ومن معهم ممن حاصر عثمان ما كتب به إلى ابن عامر، ومعاوية فزادهم ذلك شدة عليه وجدا في حصاره ، وحرصا على معاجلته بالقتل .
ب-كتابه إلى أهل الأمصار:
أخرج الطبري وغيره وقالوا: كتب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه إلى أهل الأمصار يستمدهم : ( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإن الله عز ، وجل بعث محمداً بالحق بشيراً ، ونذيراً، فبلغ عن الله ما أمره به ، ثم مضى ؛ وقد قضى الذي عليه ، وخلف فينا كتابه فيه حلاله ، وحرامه ، وبيان الأمور التي قدر، فأمضاها على ما أحب العباد ، وكرهوا، فكان الخليفة أبو بكر رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه ، ثم أدخلت في الشورى عن غير علم ، ولا مسألة عن ملأ من الأمة، ثم أجمع أهل الشورى عن ملأ منهم ، ومن الناس على غير طالب مني ، ولا محبة، فعملت فيهم ما يعرفون ، ولا ينكرون، تابعاً غير مستتبع، متبعاً غير مبتدع، مقتدياً غير متكلف، فلما انتهت الأمور، وانتكث الشر بأهله، بدت ضغائن، وأهواء على غير إجرام ،ولا ترة فيما مضى إلا إمضاء الكتاب، فطلبوا أمرا ، وأعلنوا غيره بغير حجة ، ولا عذر، فعابوا علي أشياء مما كانوا يرضون ،وأشياء عن ملأ من أهل المدينة لا يصلح غيرها، فصبرت لهم نفسي ، وكففتها عنهم منذ سنين، وأنا أرى؛ وأسمع، فازدادوا على الله عز وجل جرأة حتى أغاروا علينا في جوار رسول الله صلى الله عليه ، وسلم ؛ وحرمه ،وأرض الهجرة ، وثابت إليهم الأعراب، فهم كالأحزاب أيام الأحزاب ؛ أو من غزانا بأحد إلا ما يظهرون، فمن قدر على اللحاق بنا ، فليلحق ) ، فأتى الكتاب أهل الأمصار ، فخرجوا على الصعبة ، والذلول، فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري، وبعث عبد الله بن سعد معاوية بن خديج السكوني، وخرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمر.
ج-كتابه إلى أهل مكة ومن حضر الموسم سنة 35-ه
ذكر ابن قتيبة قال: كتب عثمان كتابا بعثه مع نافع طريف إلى أهل مكة ، ومن حضر الموسم يستغيثهم ، فوافى به نافع يوم عرفة بمكة ، وابن عباس يخطب ، وهو يومئذ على الناس كان قد استعمله عثمان على الموسم فقام نافع ، ففتح الكتاب ، فقرأه ، فإذا فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عثمان أمير المؤمنين إلى من حضر الحج من المسلمين . أما بعد: فإني كتبت إليكم كتابي هذا، وأنا محصور أشرب من بئر القصور، ولا آكل من الطعام ما يكفيني، خيفة أن تنفد ذخيرتي ، فأموت جوعاً أنا ، ومن معي، لا أدعى إلى توبة أقبلها، ولا تسمع مني حجة أقولها، فأنشد الله رجلاً من المسلمين بلغه كتابي إلا قدم علي، فأخذ الحق في ، ومنعني من الظلم ، والباطل ) ، قال: ثم ابن عباس فأتم خطبته ولم يعرض لشيء به شأنه .
4- رسائل ، وكتب علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه :
أ-(رسالة إلى والٍ) : وقد بلغه أنه يستغل السلطة لمصلحته الخاصة ..(أما بعد : فقد بلغني عنك أمر إن كنت فعلته ، فقد أسخطت ربك ، وعصيت إمامك ، وأخزيت أمانتك . بلغني أنك جردت الأرض ، فأخذت ما تحت قدميك ، وأكلت ما تحت يديك ، فارفع إلي حسابك ، واعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس.. وقد كنت أشركتك في أمانتي ، وجعلتك شعاري ، وبطانتي ؛ ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي لمواساتي ، ومؤازرتي ، وأداء الأمانة إلي ؛ فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب ، والعدو قد حرب ، وأمانة الناس قد خزيت قلبت لابن عمك ظهر المجن ؛ ففارقته مع المفارقين ، وخذلته مع الخاذلين ، وخنته مع الخائنين ؛ فلا ابن عمك آسيت ، ولا الأمانة أديت، وكأنك إنما كنت تكيد هذه الأمة عن دنياهم ، وتنوي غرتهم عن فيئهم ؛ فلما أمكنتك الشدة في خيانة الأمة أسرعت الكرة ، وعاجلت الوثبة ، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم ، وأيتامهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الكسيرة ، فحملته إلى الحجاز رحيب الصدر بحمله غير متأثم من أخذه كأنك- لا أبا لغيرك- حدرت إلى أهلك تراثاً من أبيك ، وأمك ؛ فسبحان الله !!! أما تؤمن بالمعاد ، أوما تخاف نقاش الحساب أيها المعدود – كان- عندنا من ذوي الألباب كيف تسيغ شراباً ، وطعاماً ؛ وأنت تعلم أنك تأكل حراماً ، وتشرب حراماً !!، فاتق الله ، واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم ، فإنك إن لم تفعل ، ثم أمكنني الله منك ، لأعذرن إلى الله فيك ، ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلا دخل النار ، والله لو أن الحسن ، والحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كان لهما عندي هوادة ، ولا ظفرا مني بإرادة حتى آخذ الحق منهما..
شرح المفردات:
- أخزيت أمانتك: أفسدتها ، وكان هذا العامل أخذ ما عنده من مخزون بيت المال
- المؤازرة: المناصرة – كلب: كفرح: اشتد ، وخشن – المجن: الترس ، وهذا مثل يضرب لمن يخالف ما عهد فيه – آسيت: ساعدت ، وشاركت في الملمات – كاده عن الأمر: خدعه حتى ناله منه – العزة: الغفلة – الفيء: مال الغنيمة ، والخراج –الأزل: السريع الجري – الدامية: المجروحة – التأثم : التحرز من الإثم بمعنى الذنب – لا أبا لغيرك: تقال للتوبيخ مع التحامي من الدعاء عليه – حدرت: أسرعت إليه – حدره: حطه من أعلى لأسفل –((كان)) هنا زائدة لإفادة معنى المضي لا تامة ، ولا ناقصة – تسيغ: تبلغ بسهولة – لأعذرن إلى الله فيك :المقصود هنا لأعاقبنك عقاباً يكون لي عذراً عند الله من فعلتك هذه..
ب-رسالة علي رضي الله عنه المتوفى سنة 40 ه:
(دع الأشراف مقتصداً واذكر في اليوم غداً ، وأمسك من المال بقدر ضرورتك، وقـــــــــــدم الفضل ليوم حاجتك . أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين؟ وأنت عنده من المتكبرين ، أو تطمع ، وأنت متمرغ في نعيم تمنعه الضعيف ، والأرملة أن يوجب لك ثــواب المتصدقين ؛ وإنما المرء مجزي بما أسلف ، وقادم على ما قدم، والسلام) .
ج-وكتب أيضا رضي الله تعالى عنه إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنه :
(أما بعد : فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه ، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك ، وليكن أسفك على ما فات منها ، وما نلت من دنياك ، فلا تكثر فيه فرحاً ، وما فاتك منها فلا تأسف عليه جزعاً، وليكن همك فيما بعد الموت )






المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)