أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: القصص في العهد الراشدي-المستشار الأدبي: حسين علي الهنداوي

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2016
    المشاركات : 710
    المواضيع : 706
    الردود : 710
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي القصص في العهد الراشدي-المستشار الأدبي: حسين علي الهنداوي

    القصص في العهد الراشدي
    أولاً-القصص والحكايات :
    هي نوع من السرد يهتم بالوقائع ، والحقائق يتناوله القاص من زاويته الخاصة الموظفة لتحقيق المتعة الفنية آخذاً الجانب المؤثر في النفوس بعين الاعتبار ؛ ولا تؤخذ الحقيقة منها بشكل جدي، لأنه قد يكون عرضة للابتداع ، والاختلاق من أجل الاستيلاء على خيال المتلقي؛ وقد شهدت الفتوح الاسلامية ازدياداً ، وتسارعا ً في ذكر الكثير من هذه القصص ، والحكايات من خلال توطن المسلمين في البيئات ، والبلدان المفتوحة ، والاحتكاك بأهلها ، والاطلاع على تراثهم ، وهي:
    1-تسرد بشكل شفوي
    2-مضمونها متلون بلون الحياة ، وأحداثها
    3-يصطبغ أسلوبها بأسلوب القاص ، أو الراوي
    ثانياً-من قصص العهد الراشدي :
    أ-من قصص أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
    -تواضع أبو بكر الصديق:
    1- (عن أبي صالح الغفاري: أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل ، فيستقي لها ، ويقوم بأمرها . وكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت . فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها ، فرصده عمر ؛ فإذا الذي يأتيها هو أبو بكر الصديق ، وهو خليفة . فقال عمر: أنت هو لعمري؟.)
    2-( قال علماء السير: كان أبو بكر رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة ، قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منائحنا ، فسمعها أبو بكر فقال: بلى، لعمري لأحلبنَّها لكم ، وإني لأرجو أن لا يغيِّرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه ، فكان يحلب لهم ) .
    3-( يذكر لنا ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية ، والنهاية هذه القصة الدالة على تواضع أبي بكر فيقول : ثم نهض أبو بكر رضي الله عنه إلى الجرف ، فاستعرض جيش أسامة ، وأمرهم بالسير ، وسار معهم ماشياً ، وأسامة راكباً ، وعبدالرحمن بن عوف يقود براحلة الصدِّيق ، فقال أسامة : يا خليفة رسول الله ! ، إمَّا أن تركب ، وإما أن ننزل ، فقال أبو بكر : والله لستَ بنازل ، ولستُ أنا براكب ، ثم استطلق الصديق من أسامة عمر بن الخطاب ، فأطلق له ، فكان عمر رضي الله عنه لا يلقاه بعد ذلك إلا قال : السلام عليك أيها الأمير!)
    ب-من قصص عمر بن الخطاب:
    1-سئل عمر بن الخطاب رجلا: كيف أصبحت؟ قال الرجل: أصبحت أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأصلي بلا وضوء ، وعندي في الأرض ما ليس عند الله في السماء ، فغضب عمر الفاروق ، و ذهب إلى علي رضي الله تعالى عنه الله ، وأخبره بأمر الرجل . فقال : يا أبا حفص ! قصد بقوله أكره الحق ،أي : أكره الموت ، وبالفتنة أي نساءه ، وأولاده ، وقصد بالصلاة ، أي : إنها الصلاة على النبي إذ أنها لا يلزمها وضوء ، وقصد بقوله : عندي في الأرض ما ليس عند الله في السماء ، أي : أن له زوجة ، وولد ؛ و( الله لواحد أحد فرد صمد ما اتخذ صاحبة ولا ولداً )
    2-جاء قبطي من مصر إلى المدينة المنورة يشكو ابن عمرو بن العاص -والي مصر-إلى عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه ، فأمر بإحضار عمرو بن العاص ، وابنه إلى المدينة المنورة ، فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عصاً للقبطي ، وقال له : خذ حقك من ابن الأكرمين ، والتفت إلى عمرو، وقال : اضربه على صلعة رأسه (وكان أقرع) ، فرد عليه القبطي : أخذت حقي ، وضربت الذي ضربني ، فما لي بعمرو بن العاص (إذ ابن عمرو ، والقبطي تسابقا ، فالقبطي فاز ، وتلقى ضربة موجعة من ابن عمرو) فقال: بسبب أن والده كان واليا ضربك ، والتفت مرة أخرى إلى عمرو بن العاص ، وقال مقولته الشهيرة: ( متى استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ).
    2-أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان في المجلس ، وهما يقودان رجلاً من البادية ، فأوقفوه أمامه ، قال عمر: ما هذا؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا قال: أقتلت أباهم ؟ قال: نعم قتلته ! قال : كيف قتلتَه ؟ قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات... قال عمر رضي الله تعالى عنه : القصاص .... قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر رضي الله تعالى عنه عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه . قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات ، والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي، وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله . قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعا ، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ، ‏ولا قبيلته ، ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف .. ومن يعترض على عمر رضي الله تعالى عنه في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر رضي الله تعالى عنه مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك ؛ أو يتركه ، فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول . وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟ قالا : لا ، من قتل أبانا لا بدَّ أن يُقتل يا أمير المؤمنين..! قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!! فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته ، وزهده ، وصدقه ، وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا! قال: أتعرفه ؟ قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟ قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏ الله تعالى. قال عمر : يا أبا ذرّ ! ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك ؟! قال: الله المستعان ! يا أمير المؤمنين ...! ، فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدُّ الأيام عداً ، وفي العصر‏ نادى ‏في المدينة المنورة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ، وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت ‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله . صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، ..........هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ، ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ، ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان. وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون ‏معه، فقال عمر : أيها الرجل ! أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ، ‏وما عرفنا مكانك !! قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ، ولكن (عليَّ من الذي يعلم السرَّ ، وأخفى ) !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ، ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ، وخشيت أن يقال: لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس؛ فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر لماذا ضمنته؟؟؟ فقال أبو ذر : خشيت أن يقال : لقد ذهب الخير من الناس ، فوقف عمر، وقال للشابين : ماذا تريان؟ قالا و-هما يبكيان- : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقال لهم عمر بن الخطاب : لمَ عفوتم عنه ؟ قالوا نخشى أن يقال : لقد ذهب العفو من الناس ! قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ! ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ! ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ، ووفائك ...وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ، ورحمتك....
    ومن قصص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه:
    • 1-قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الشيطان (قصة منسوجة من الخيال الشعبي ) ( كان عمر رضي الله تعالى عنه خارجاً من منزله بعد أن توضأ ، ليذهب إلى مسجد النبي صلى الله عليه ، وسلم ؛ ليصلي الفجر حاضراً ، وجماعة ؛ فانزلقت قدمه ؛ ووقع أرضاً فقال رضي الله عنه أستغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؛ ثم عاد فتوضأ ، وخرج ؛ فانزلقت قدمه مرة أخرى ، ووقع أرضاً ؛ ثم كرر ما قاله ، وعاد ، وتوضأ ، وخرج ، فانزلقت للمرة الثالثة ؛ ثم كرر ما قاله ، ثم دخل، فتوضأ ؛ ثم خرج ، فإذا برجل عليه ثياب بيضاء اللون ، ويحمل قنديلا بيده ؛ فقال له : إلى أين أنت ذاهب يا أبا حفص؟ فقال إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه ، وسلم لأصلي الفجر معه الجماعة ، فأخذ الرجل يضيء الطريق لسيدنا عمر رضي الله عنه ، لكي لا تزل قدمه ، ويقع أرضا ؛ وعندما وصلوا إلى باب المسجد توقف الرجل ، فقال له سيدنا عمر رضي الله عنه : تفضل لنصلي معا ، فقال له الرجل : لا أنا لا أصلي ، فغضب سيدنا عمر ، فقال له الرجل أنا إبليس أوقعتك أول مرة ، فقلت أستغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؛ فغفر الله لك كل ذنوبك ، وفي المرة الثانية عندما تكررت القصة كما ذكرت غفر الله ذنوبك ، وكل عائلتك ؛ وفي الثالثة غفر الله ذنوب أهل المدينة كلهم ، فخفت إن عاودت الكرة معك مرةً رابعةً أن يغفر الله ذنوب كل عباده ؛ فلذلك حملت القنديل ، وهرعت مسرعا لكي أضيء لك الطريق خوفا من تكرار الرابعة ؛ فهنا التقطه سيدنا عمر من عنقه ، وأراد قتله ؛ فهرع سيدنا أبو بكر , وعلي رضي الله تعالى عنهم لأنهم كانوا قريبا منهم ، وسمعوا القصة، وذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يا رسول الله أدرك أبا حفص قبل أن يقتل الشيطان ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم إلى باب المسجد ، وأدرك سيدنا عمر قبل أن يقتل الشيطان ، وقال له صلى الله عليه وسلم يا عمر! والله لو قتلته لأشعلتها حربا بين الإنس والجن إلى يوم القيامة ) (هذه قصة مكذوبة ) ، فإن إبليس لا يُقْتَل ، لأن الله وعده بالبقاء إلى قيام الساعة ، ولو لم يُنْظِره الله إلى يوم القيامة ، لم يكن قَتْله سَبَبًا لِقيام الساعة . وكيف تنطلي تلك الحيلة على مثل الفاروق عمر رضي الله عنه ، وهو الذي يخافه الشيطان ؟ فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْرَقُ مِنْكَ يَا عُمَر . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني . ومعنى " يَفْرَق " أي : يَخاف . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعُمَر رضي الله عنه : والذي نفسي بيده ما لَقِيك الشيطان قَطّ سَالِكًا فجًّا إلاَّ سَلَك فجًّا غير فَجِّك . رواه البخاري ومسلم . قال النووي : وَهَذَا الْحَدِيث مَحْمُول عَلَى ظَاهِره أَنَّ الشَّيْطَان مَتَى رَأَى عُمَر سَالِكًا فَجًّا هَرَبَ هَيْبَة مِنْ عُمَر ، وَفَارَقَ ذَلِكَ الْفَجّ ، وَذَهَبَ فِي فَجّ آخَر لِشِدَّةِ خَوْفه مِنْ بَأْس عُمَر أَنْ يَفْعَلَ فِيهِ شَيْئًا .
    2-وهناك رواية أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما عاد من إحدى الغزوات حينما قالت له امرأة : يا رسول الله إني قد نذرت أن أضرب بالدف إن عدت سالماً، فقال لها صلى الله عليه وسلم : إن نذرت , فافعلي ، وإن لم تنذري ، فلا ، لأنه من عمل الشيطان ، فأخذت النسوة يضربن بالدف ، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، وعلي ، وعثمان رضي الله عنهم ؛ ولم تتوقف النساء عن الضرب بالدف ، وعندما دخل سيدنا عمر رضي الله عنه ، وألقى السلام ، وضعت النسوة الدف تحتهن ، وجلسن عليه من سماع صوت سيدنا عمر رضي الله عنه ـ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (يا عمر! والله إن الشيطان ليخاف من ظلك ، فإذا دخلت من فج خرج من الفج الآخر............) .
    عن عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ تَعَالَى سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ. فَقَالَ: « إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَافْعَلِي وَإِلاَّ فَلاَ ». قَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ . قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضَرَبَتْ بِالدُّفِّ . السائلة : هي التي نذرت واسمها سَدِيْسَة الأنصارية مولاة حفصة بنت عمر – رضي الله عنهما - تعدُّ من أهل المدينة المنورة ، وفي قول النَّبي صلى الله عليه وسلم : « إنَّ الشيَطان ليَفْرُقُ منكَ يا عُمَر .. » . ما معناه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اطّلع على أن الشيطان حضر لمحبته سماع اللهو ، وما يرجوه من الفتنة، فلما حضر عمر فرَّ الشيطان خوفًا منه لصدعه بالحق
    -الشيطان يخشى من سيدنا عمر بن الخطاب:
    وقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حينما يسير في طريق، يلتمس الشيطان طريقًا آخر خوفًا من عمر، لأنه كان عبدًا مخلصًا لله، والمسلم يعلم أن الجن لا تقدر على شيء إلا بإرادة الله، كما أنها لا تعلم من غيب الله شيئًا، قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا. إلا من ارتضى من رسول ، فإنه يسلك من بين يديه ، ومن خلفه رصدًا} [الجن: 26- 27].
    3-قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع زوجته :
    مفاد هذه القصة أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إلَى عُمَرَ يَشْكُو إلَيْهِ خُلُقَ زَوْجَتِهِ فَوَقَفَ بِبَابِهِ يَنْتَظِرُهُ فَسَمِعَ امْرَأَتَهُ تَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ بِلِسَانِهَا وَهُوَ سَاكِتٌ لَا يَرُدُّ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ قَائِلًا : إذَا كَانَ هَذَا حَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَيْفَ حَالِي ؟ فَخَرَجَ عُمَرُ فَرَآهُ مُوَلِّيًا فَنَادَاهُ : مَا حَاجَتُك يَا أَخِي ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جِئتُ أَشْكُو إلَيْك خُلُقَ زَوْجَتِي وَاسْتِطَالَتَهَا عَلَيَّ فَسَمِعْتُ زَوْجَتَكَ كَذَلِكَ فَرَجَعْت وَقُلْت : إذَا كَانَ هَذَا حَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ زَوْجَتِهِ فَكَيْفَ حَالِي ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إنَّمَا تَحَمَّلْتُهَا لِحُقُوقٍ لَهَا عَلَيَّ : إنَّهَا طَبَّاخَةٌ لِطَعَامِي خَبَّازَةٌ لِخُبْزِي غَسَّالَةٌ لِثِيَابِي رَضَّاعَةٌ لِوَلَدِي ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ عَلَيْهَا ، وَيَسْكُنُ قَلْبِي بِهَا عَنْ الْحَرَامِ ، فَأَنَا أَتَحَمَّلُهَا لِذَلِكَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ زَوْجَتِي ؟ قَالَ : فَتَحَمَّلْهَا يَا أَخِي فَإِنَّمَا هِيَ مُدَّةٌ يَسِيرَةٌ .
    فهذه القصة لم يوجد لها أصل ، ولا وجد أحد من أهل العلم بالحديث تكلم عليها بشيء ، وإنما ذكرها الشيخ سليمان بن محمد البجيرمي الفقيه الشافعي في "حاشيته على شرح المنهج" (3/ 441-442) ، كما ذكرها أيضا أبو الليث السمرقندي الفقيه الحنفي في كتابه "تنبيه الغافلين" (ص: 517) ، وكذا ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" (2/80) ولم يذكر واحد منهم إسنادها

    ج-من قصص عثمان بن عفان رضي الله عنه :

    د-من قصص علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:

    1-فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشجاعته :
    عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحب الله وَرَسُوله ويُحِبهُ الله وَرَسُوله يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ». فَقَالُوا: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ». فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» وهذ القصة كانت في غزوة خيبر، وقد كَانَ يَوْم خَيْبَر فِي أول سنة سبع، قَالَ مُوسَى بن عقبَة: لما رَجَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحُدَيْبِيَة مكث بِالْمَدِينَةِ عشْرين يَوْمًا، أَو قَرِيبا من ذَلِك، ثمَّ خرج إِلَى خَيْبَر وَهِي الَّتِي وعدها الله تَعَالَى إِيَّاه، في قوله تعالى: { وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [ الفتح: 20]. وهي تدل على معْجزَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَيْثُ أخبر بِفَتْح خَيْبَر على يَد من يعْطى لَهُ الرَّايَة، فوقع الأمر على علي كما أخبر عليه الصلاة والسلام . وفي اختيار عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عنه دليل على شجاعته، كما أن في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن محبة الله ، ورسوله له دليل على فضله ، وكمال إيمانه.






    المستشار الأدبي
    حسين علي الهنداوي
    شاعر وناقد
    مدرس في جامعة دمشق
    دراسات جامعية-في الأدب العربي
    صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
    حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
    سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
    السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
    أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
    ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
    ج-نشر في العديد من الصحف العربية
    د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
    ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
    و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
    ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
    ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
    ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
    ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
    ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
    1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
    2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
    3- عضو تجمع القصة السورية
    4- عضو النادي الأدبي بتبوك
    مؤلفاته :
    أ*- الشعر :
    1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
    2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
    3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
    4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
    5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
    6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
    ب*- القصة القصيرة :
    شجرة التوت /1995
    ج – المسرح :
    1- محاكمة طيار /1996
    2- درس في اللغة العربية /1997
    3- عودة المتنبي / مخطوط
    4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
    د – النقد الأدبي :
    1- محاور الدراسة الأدبية 1993
    2- النقد و الأدب /1994
    3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
    4- أسلمة النقد الأدب
    هـ - الدراسات الدينية :
    1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
    2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
    3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
    4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
    5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
    و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
    1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
    2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
    3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
    4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
    5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
    6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
    7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
    8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
    9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
    10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
    11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)



  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,125
    المواضيع : 317
    الردود : 21125
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    وما أجملها من قصص تحمل من المعاني والعبر
    ما لا يتسع الزمان والمكان لشرحه
    أحسنت وأجدت ـ بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأجزل لك المثوبة
    ورفع الله قدرك وجعل مجهوداتك نورا يضئ في صحائف أعمالك يوم العرض
    وجزاك الله الفردوس الأعلى. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. الدعاء الإلهي في العهد الراشدي-المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-06-2016, 10:34 AM
  2. فـــــــن الـعهـود في العهد الراشدي-المستشار الأدبي:حسين الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2016, 01:50 PM
  3. المناظرات في العهد الراشدي-المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2016, 01:45 PM
  4. الوصايا في العهد الراشدي-المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2016, 01:34 PM
  5. الرسائل في العهد الراشدي-المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2016, 01:31 PM