الموعظة التقوية في العهد الراشدي
أ-مقدمة :
لم تبرح الموعظة التقوية في العهد الراشدي منزلتها التي تبوأتها في عصر صدر الإسلام ، بل ازداد تألق أصحابها في هذا العهد -وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة الذين تشربت نفوسهم بمواعظ القرآن الكريم ، ومواعظ رسول الله عليه الصلاة والسلام - , وأصبح لفن الوعظ ؛ والتقوى رواة في المساجد ، والمجالس العامة، ونشط الوعظ بمفهومه السلوكي ، فقد تخلص العرب من عبادة الأصنام ، وتحولوا إلى السعي لصناعة الإنسان المؤمن التقي الذي مهمته إعمار الكون ، وأسلمته ، وبناء حياة إنسانية واعدة غايتها إعمار الكون بالمحبة الإنسانية ؛ ولم يقتصر عمل الدعاة الوعظين في أرجاء الجزيرة العربية ؛ بل تعداها ذلك إلى العراق ، والشام ، واليمن . وأخذ الوعاظ التقويون يدوِّنون وعظهم من خلال تقييد ذلك في أوراق كي يتذكرها الناس على مر العصور .
ب-من مواعظ الخلفاء الراشدين الأربعة:
أولا-من مواعظ أبى بكر الصديق رضى الله عنه:
1-عن عبد الله بن عكيم ، قال : خطبنا أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - فقال : أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة ، فإن الله تعالى أثنى على زكريا ، وعلى أهل بيته ، فقال : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ، ويدعوننا رغبا ، ورهبا ، وكانوا لنا خاشعين } [ ] ، ثم اعلموا عباد الله أن الله تعالى قد ارتهن بحقه أنفسكم ، وأخذ على ذلك مواثيقكم ، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي ، وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه ، ولا يطفأ نوره ، فصدقوا قوله ، وانتصحوا كتابه ، واستبصروا فيه ليوم الظلمة ، فإنما خلقكم للعبادة ، ووكل بكم الكرام الكاتبين ، يعلمون ما تفعلون ، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال ، وأنتم في عمل الله فافعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله ، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم ، فيردكم إلى أسوأ أعمالكم ، فإن أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ، ونسوا أنفسهم ، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم ، الوحا الوحا ، النجا النجا ، إن وراءكم طالبا حثيثا ، أمره سريع .
2-عن عمرو بن دينار ، قال : خطب أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - فقال : ( أوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه ، وأن تثنوا عليه بما هو أهله ، وأن تستغفروه ، إنه كان غفارا ). فذكر نحو حديث عبد الله بن عكيم ، وزاد : (واعلموا أنكم ما أخلصتم لله عز وجل فربكم أطعتم ، وحقكم حفظتم ، فأعطوا ضرائبكم في أيام سلفكم ، واجعلوها نوافل بين أيديكم ، تستوفوا سلفكم حين فقركم وحاجتكم ، ثم تفكروا عباد الله فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس ، وأين هم اليوم . أين الملوك الذين كانوا أثاروا الأرض ، وعمروها ؟ قد نسوا ، ونسي ذكرهم ، فهم اليوم كلاشيء : - فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا - وهم في ظلمات القبور : - هل تحس منهم من أحد ، أو تسمع لهم ركزا ؟- ، وأين من تعرفون من أصحابكم وإخوانكم ؟ قد وردوا على ما قدموا ، فحلوا الشقوة ، والسعادة ، إن الله تعالى ليس بينه ، وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيراً . ولا يصرف عنه سوءاً ، إلا بطاعته ، واتِّباع أمره ، وأنه لا خير بخير بعده النار ، ولا شر بشر بعده الجنة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ).
3-عن نعيم بن نمحة ، قال : كان في خطبة أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - : ( أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون في أجل معلوم ) . فذكر نحو حديث عبد الله بن عكيم ، وزاد : ( ولا خير في قول لا يراد به وجه الله تعالى ، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله عز وجل ، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم ) .
ثانيا-من مواعظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
1-((رحم الله امرءاً فكر في أمره)) قال عمر رضي الله عنه : ( إنما الدنيا أمل مخترم، وأجل منتقص، وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج، فرحم الله امرءاً فكر في أمره، وصح نفسه، وراقب ربه، واستقال ذنبه) .
2-((أنت بخير ما اتقيت الله عز وجل)) وقال له المغيرة: ( إنا بخير ما أبقاك الله. فقال: عمر: أنت بخير ما اتقيت الله) .
3-((إياكم وكثرة الطعام)) . وقال أيضاً : إياكم ، والبطنة ، فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسم، مؤدية إلى السقم، وعليكم بالقصد في قوتكم فهو أبعد من السرّف، وأصح للبدن ، وأقوى على العبادة، وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه) .
4-((اقرءوا القرآن تعرفوا به)) ، وقال رضي الله عنه: ( اقرؤوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله. إنه لن يبلغ من حق ذي حق أن يطاع في معصية الله عز وجل. إني أنزلت نفسي من مال الله عز ، وجل بمنزلة اليتيم، إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف) .
5-((من اتقى الله وقاه))، وكتب إلى ابنه عبد الله: ( أما بعد.. فإنه من اتقى الله وقاه،ومن توكل على الله كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده. فعليك بتقوى الله فإنه لا ثواب لمن لا نية له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له.
6-((إياك أن تهلك نفسك))، ومن كتاب إلى أبي موسى:( فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بوادٍ خصبٍ، فلم يكن لها همّ إلا السمن وإنما حتفها في السمن) .
7-((يحمل عني ذنوبي يوم القيامة)) ، وكان يحمل الدقيق على ظهره إلى الفقراء، فقال له بعضهم: دعني أحمله عنك، فقال: ( ومن يحمل عني ذنوبي؟)
8-((اترك ما يبغضك في الموت)) ، وقال: ( كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه ثم لا يضرك متى مت.) .
9-((قوا الله في رعاياكم)) ، وقال: ( من زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقيت به رعيته ).
10-((طالب الدنيا وطالب الآخرة)) ، وقال: ( الناس طالبان: فطالب يطلب الدنيا ، فارفضوها في نحره، فإنه ربما أدرك الذي طلب منها ، فهلك بما أصاب منها، وربما فاته طلب منها فهلك بما فاته منها. وطالب يطلب الآخرة، فإذا رأيتم طالب الآخرة فنافسوه ) .
11-((أريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم)) ، وقال أيضاً: ( أيها الناس إنه أتى علىّ حين ، وأنا أحسب أنه من قرأ القرآن إنما يريد به الله تعالى ، وما عنده، ألا وقد خُيّل إلي أخيراً أن أقواماً يقرؤون القرآن يريدون به ما عند الناس، ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوا الله بأعمالكم. فإنما كنا نعرفكم إذ الوحي ينزل ، وإذ النبي بين أظهرنا، فقد رفع الوحي، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا أعرفكم بما أقول لكم. ألا فمن أظهر لنا خيراً ظننا به خيراً ، وأثنينا عليه، ومن أظهر لنا شراً ظننا به شراً ، وأبغضناه عليه. اقدعوا هذه النفوس عن شهواتها ، فإنها طلاعة تنزع إلى شر غاية. إن هذا الحق ثقيل مريء، وإن الباطل خفيف وبيء ، وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة، ورب نظرة زرعت شهوة، ورب شهوة ساعة أورثت حزناً دائماً . )
12-((وصية جامعة في المعاملات مع الآخرين)) ، وقال رضي الله عنه:
-ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه. وضع أمر أخيك على أحسنه،
-ولا تظن بكلمة خرجت من مسلم شراً ، وأنت تجد لها في الخير محملاً.
لا تهاونوا بالحلف فيهينكم الله.
-لا تعترض فيما لا يعنيك، ولا تسأل عما لم يكن فإن فيما كان شغلاً.
-اعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، والأمين من خشى الله.
-تخشع عند القبور، وذل عند الطاعة، واستغفر عند المعصية، واستشر في أمورك الذين يخشون الله.
13-((العلم بالله يوجب الخشوع)) وقال : ( العلم بالله يوجب الخشوع ، والخوف؛ وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة. والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين. ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في الهرب منها. وللحب علامات ، وللبغض علامات ، فمن وجدناه يعمل عمل أهل الجنة استدللنا بعمله على يقينه، ومن وجدناه يعمل عمل أهل النار استدللنا بعمله على شكه. ولو وجدنا رجلاً يستدير مكة المكرمة ذاهباً ثم زعم أنه يريد الحج لم نصدقه، ولو وجدناه يؤمها ثم زعم أنه لا يريدها لم نصدقه).
14-((يا ابن آدم لا يلهك الناس عن نفسك)) ، وقال أيضاً: ( يا بان آدم لا يلهك الناس عن نفسك، فإن الأمر يخلص إليك دونهم. ولا تقطع النهار سارباً فإنه محفوظ عليك ما عملت . وإذا أسأت فأحسن ، فإني لم أر شيئاً أشد طلباً ؛ ولا أسرع دركاً من حسنة حديثة لذنب قديم ).
15-((ثلاث من الفواقر)) ، وقال رضي الله عنه: ( ثلاث من الفواقر: جار مقامة، إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أذاعها. وامرأة إن دخلت إليها لسنتك أي آذتك بلسانها، وإن غبت عنها لم تأمنها. وسلطان إن أحسنت لم يحمدك، وإن أسأت قتلك ) .
16-((الرجال ثلاثة والنساء ثلاثة)) ، وقال رضي الله عنه : (الرجال ثلاثة، والنساء ثلاثة: فامرأة عفيفة مسلمة هينة لينة ودود ولود تعين أهلها على الدهر، ولا تعين على أهلها ؛ وقلّ ما تجدها. وأخرى وعاء للولد لا تزيد على ذلك شيئاً،
وأخرى غُلّ فَمِلَ يجعلها الله في عنق من يشاء. والرجال ثلاثة: رجل عاقل إذا أقبلت الأمور واشتبهت تأمّل فيها أمره ، ونزل عند رأيه ، وآخر ينزل به الأمر فلا يعرفه فيأتي ذوي الرأي، فينزل عند رأيهم. وآخر حائر بائر لا يأتمر رشداً، ولا يطيع مرشداً) .
17-((كن وسطاً في الحب والبغض)) ، وقال رضي الله عنه: ( لا يكن حبك كلفاً، ولا بغضك تلفاً) .
18-((مالك لا تنام بالليل)) . قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: مالك لا تنام بالليل؟
فقال: ( لئن نمت بالليل لأضيعنَّ نفسي، ولئن نمت بالنهار لأضيعن الرعية) .
19-((لا تصغرن هممكم)) ، وقال رضي الله عنه: ( لا تصغرن هممكم ، فإني لم أر شيئاً أقعد بالرجل من سقوط همته) .
20-((خصال الإيمان)) ، وقال رضي الله عنه: ثلاث خصال من لم يكنَّ فيه لم ينفعه الإيمان: -حلم يرد به جهل الجاهل.- وورع يحجزه عن المحارم. - وخلق يداري به الناس ).
22-((وصيته لجيوشه رضي الله عنه)) ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عند عقد الألوية: ( بسم الله، وبالله، وعلى عون الله، امضوا بتأييد الله ، والنصر، ولزوم الحق، والصبر، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. ولا تجبنوا عند اللقاء، ولا تغفلوا عند القدرة، ولا تسرفوا عند الظهور. ولا تقتلوا هرماً ، ولا امرأة ، ولا وليداً، توقوا قتلهم إذا التقى الزحفان ، وعند شن الغارات).
23-((إياكم والعجب)) ، وروى أن عمر رضي الله عنه خرج ، وعلى ظهره قربة، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما هذا؟ قال: ( إن نفسي أعجبتني ، فأحببت أن أذلها)
24-((اكتم سرك)) ، وقال رضي الله عنه: ( من كتم سره كان الخيار في يده.) .
25-((عليك بإخوان الصدق)) ، وقال رضي الله عنه: (عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء ، وعدة في البلاء.) .
26-((ما يثبت الود في صدر أخيك)) ، وقال رضي الله عنه: ( ثلاث يثبتن لك الود في صدر أخيك:- أن تبدأه بالسلام.- وتوسع له في المجلس.- وتدعوه بأحب أسمائه.).
28-((كفى بالمرء شرهاً)) ، وقال رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا نفوسكم قبل أن توزنوا، أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم. وتزينوا للعرض الأكبر: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}[ ] .
30-((من كثر ضحكه قلت هيبته)) ، وعن الأحنف بن قيس قال: قال عمر( يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه، قلّ حياؤه، ومن قل حياؤه، قل روعه، ومن قل ورعه مات قلبه.) .
32-((لا تلومن إلا نفسك)) ، وقال رضي الله عنه: ( ثلاثة من الغي: أن تجد على الناس فيما تأتي ، وأن ترى من أخيك، أو من الناس ما يخفى عليك من نفسك ، وأن تؤذي جليسك فيما يعنيك.) .
33-((الرجل في أهله)) ، وقال رضي الله عنه: ( إني أحب أن تكون الرجل في أهله كالصبي، فإذا احتيج إليه كان رجلاً.) .
34-((لا تكثروا الدخول على أهل الدنيا)) ، وقال رضي الله عنه: ( يا معشر المهاجرين، لا تكثروا الدخول على أهل الدنيا، فإنها مسخطة للرزق.).
35-((السعي للآخرة)) ، وقال رضي الله عنه: ( التؤدة في كل شيء خير، إلا ما كان من أمر الآخرة.).
36-((الطمع فقر)) ، وقال رضي الله عنه: ( تعلموا أن الطمع فقر، وأن اليأس غنى، وأن المرء إذا يئس من شيء ، استغنى عنه.).
37-((الهم من آثار الذنوب والمعاصي)) ، وقال رضي الله عنه: ( إذا كان الرجل مقصراً في العمل، ابتلى بالهم ليكفر عنه.) .
38-((لا تذلوا الأصحاب الدنيا)) ، وقال رضي الله عنه: لا ينبغي لمن أخذ بالتقوى، ووزن بالورع، أن يذل لصاحب الدنيا.)
39-((ذكر الله شفاء)) ، وقال رضي الله عنه : ( عليكم بذكر الله، فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس، فإنه داء.).
40-((عليكم ببعض العزلة)) ، وقال رضي الله عنه: ( خذوا بحظكم من العزلة) .
41-((يا طالب الآخرة)) ، وقال رضي الله عنه: ( احذر أن تجعل لك كثير حظ من أمر دنياك، إذا كنت ذا رغبة في أمر آخرتك.) .
42-((ويل لمن لم يقض بالعدل)) ، وقال رضي الله عنه: ( ويل لديان من في الأرض، من ديان من في السماء يوم القيامة يوم يلقونه إلا من أمر بالعدل، وقضى بالحق ولم يقض على هوى، ولا قرابة، ولا رغب ، ولا رهب ، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه.).
43-((إياكم أن تضيّعوا الصلاة)) ، وقال رضي الله عنه: ( إذا رأيتم الرجل، يضيع من الصلاة، فهو لغيرها من حق الله أشد تضييعاً.).
44-((الزهد في الدنيا)) ، وقال رضي الله عنه: ( الزهد في الدنيا، راحة القلب ، والبدن.) .
45-((حقوق الراعي على الرعية)) ، وقال رضي الله عنه: ( أيتها الرعية إن لنا عليكم حقاً، النصيحة بالغيب، والمعونة على الخير، وأنه ليس شيء أحب إلى الله، من حلم إمام ، ورفقة، وليس شيء أبغض إلى الله، من جهل إمام ، وخرقه.).
46-((تعلموا العلم والحلم والسكينة)) ، وقال رضي الله عنه: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة ، والحلم، وتواضعوا لمن تعلّمون، وتواضعوا لمن تعلمون منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم.) .
47-((تفقهوا أولاً)) ، وقال رضي الله عنه: ( تفقهوا قبل أن تسودوا.) .
48-((أعقل الناس)) ، وقال رضي الله عنه: ( أعقل الناس، أعذرهم لهم.) .
49-((إياكم والمعاذير)) ، وقال رضي الله عنه: ( إياكم والمعاذير، فإن كثيراً منها كذب.) .
50-((لا يتعلم العلم لثلاث)) ، وقال رضي الله عنه: ( لا يتعلم العلم لثلاث، ولا يترك لثلاث: لا يتعلم ليماري به، ولا يباهى به، ولا يرائي به. ولا يترك حياءً من طلبه، ولا زهاده فيه، ولا رضاً بالجهل منه.).
50-((أخاف عليكم من المنافقين)) ، وقال رضي الله عنه: ( ما أخاف عليكم أحد رجلين: مؤمن قد تبين إيمانه، وكافر قد تبين كفره. إنما أخاف عليكم منافقاً، يتعوذ بالإيمان ويعمل بغيره.) .
51-((ما يهدم الإسلام)) ، وقال رضي الله عنه: ( يهدم الإسلام: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون .) .
52-((عليكم بالنفقة في الدين)) ، وقال رضي الله عنه: (عليكم بالتفقه في الدين، وحسن العبادة ، والتفهم في العربية. وتعلموا العربية، فإنها تثبيت القلوب، وتزيد في المروءة.) .
53-((لا تغتروا بالناس حتى تجربوهم)) ، وقال رضي الله عنه: ( لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة إلى من ائتمنه، ومن سلم الناس من يده ولسانه. ) ، وقال أيضاً رضي الله عنه: ( لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث، وأمانته إذا ائتمن، وورعه إذا أشفى.) .
54-((حسب المرء دينه)) ، وقال رضي الله عنه: ( حسب المرء دينه، وأصله عقله، ومروءته خلقه.) .
55-((إعجاب المرء برأيه)) ، وقال رضي الله عنه: ( أخوف ما أخاف عليكم، إعجاب المرء برأيه، فمن قال: أنه عالم، فهو جاهل، ومن قال أنه في الجنة فإنه في النار.) .
56-((وصيته في أدب القضاء)) ، وقد كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري كتاباً في أدب القضاء جاء فيه: ( أما بعد .. فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعه، فافهم إذا أدلى إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، وآسى بين الناس في مجلسك ، ووجهك ، وعدلك حتى لا يطمع شريف في حقك، ولا ييأس ضعيف من عدلك. البينة على المدعى، واليمين على من أنكر، والصلح بين المؤمنين جائز إلا صلحاً أحلّ حراماً، أو حرم حلالاً. لا يمنعك قضاء قضيته اليوم، فراجعت فيه عقلك ، وهديت فيه رشدك أن تراجع إلي الحق، فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ، ولا سنة، ثم اعرف الأمثال ، والأشباه ، فقس الأمور عند ذلك بنظائرها، واعمد إلى أقربها إلى الله عز وجل ، وأشبهها بالحق، واجعل لمن ادّعى حقاً غائباً ، أو بينة أمداً ينتهي إليه، فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا استحالت عليه القضية، فإنه أخفى للشك ، وأجلى للعمى. المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حدّ ، أو مجرباً عليه شهادة زور، أو ظنيناً في ولاءِ ، أو نسب ؛ فإن الله تولى منكم السرائر ، ودراً بالبينات ، والأيمان. وإياك، والقلق ، والضجر ، والتأذي بالخصوم ، والتنكر عند الخصومات، فإن الحق في مواطن الحق يُعَظّمُ الله به الأجر ، ويحسن به الذخر، فمن صحت نيته وأبل على نفسه كفاه الله ما بينه ، وبين الناس، ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه، شانه الله، فما ظنك بثواب الله في عاجل رزقه ، وخزائن رحمته؟!) .
57- وقال أيضا : ( لا تنظروا إلى صيام أحد ، ولا إلى صلاته ، ولكن انظروا من إذا حدث صدق ، وإذا ائتمن أدى .) .
58- وقال : ( ليس خيركم من عمل للآخرة ، وترك الدنيا ؛ أو عمل للدنيا ، وترك الآخرة ، ولكن خيركم من أخذ من هذه ، وهذه ، وإنما الحرج في الرغبة فيما تجاوز قدر الحاجه ، وزاد على حد الكفاية.) .
59-رأى الفاروق رضي الله تعالى عنه رجلاً مظهراً للنسك ، متماوت المشية ، فخفقه بالدرة وقال له : (لا تمت علينا ديننا أماتك الله.).
60-نظر الفاروق إلى شاب منكس الرأس فصاح به: ( ارفع رأسك فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب ، فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه؛ فإنما أظهر للناس نفاقاً إلى نفاق.).
61- وقال : (إن المتوكل الذى يلقى حبة في الأرض ، ويتوكل على الله..، ولا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ، ويقول: اللهم ارزقني ؛ وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ، ولا فضه ، وإن الله يرزق الناس بعضهم من بعض.).
62-وقال في الحث على طلب التدين في الصديق : ( عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم ، فإنهم زينة في الرخاء ، وعدة في البلاء ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك يغلبك منه ، واعتزل عدوك ، واحذر صديقك إلا الأمين من القوم ، ولا أمين إلا من خشى الله فلا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى.) .
63- وقال: ( جالسوا التوابين، فإنهم أرق أفئدة).
64- وقال : ( ما من أحد عنده نعمة إلا وجدت لها حاسداً ، ولو كان المرء أقوم من القدح لوجدت له غامزاً.)
65- وقال : ( لا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً ، وأنت تجد لها في الخير محملاً ، ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده ، ولا تطلبن حاجتك ممن لا يحب نجاحها ، ولا تتهاون بالحلف الكاذب ، فيهلكك الله ، وعليك بالصدق وإن قتلك)
ثالثا- من مواعظ عثمان بن عفان رضي الله عنه ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه :
1-(أربعة ظاهرهن فضيلة ، وباطنهن فريضة : مخالطة الصالحين فضيلة والاقتداء بهم فريضة, وتلاوة القرآن فضيلة ،والعمل به فريضة, وزيارة القبور فضيلة ، والاستعداد لها فريضة , وعيادة المريض فضيلة ، واتخاذ الوصية فريضة)
2-(لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام الله ، وما أحسب أن يأتي علي يوم ، وليلة إلا أنظر في كلام الله. ) .
3-( لو أنني بين الجنة ، والنار ، ولا أدري إلى أيهما يؤمر بي ؛ لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير .) .
4-سئل عثمان : ما منعك من شرب الخمر في الجاهلية ، ولا حرج عليك فيها . قال : (إني رأيتها تذهب العقل جملة ، وما رأيت شيئا يذهب جملة ،ويعود جملة )
5-(إني لأكره أن يأتي علي يوم لا أنظر فيه إلى عهد الله ) .
6-كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له : تذكر الجنة ، والنار ، فلا تبكي؛ وتبكي من هذا ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "القبر أول منازل الأخرة ،فإن نجا منه العبد ؛ فما بعده أيسر منه ،وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه ".
7-(أيها الناس اتقوا الله !،فإن تقوى الله غنم ، وإن أكيس الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، واكتسب من نور الله نوراً لظلمة القبر ، وليخش عبد أن يحشره الله أعمى ، وقد كان بصيرا ً ، واعلموا أنه من كان الله له لم يخف شيئاً ، ومن كان الله عليه ، فمن يرجو بعده .) .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)