رابعا-من مواعظ علي بن أبي طالب رضي الله عنه
1- كان علي رضي الله تعالى عنه كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل : ( أشهد أن السماوات ، والأرض ؛ وما بينهما آيات تدل عليك ، وشواهد تشهد بما إليه دعوت كل ما يؤدي عنك الحجة ، ويشهد لك بالربوبية موسوم بآثار نعمتك ، ومعالم تدبيرك علوت بها عن خلقك ؛ فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر ، وكفاها رجم الاحتجاج ، فهي مع معرفتها بك ، وولهها إليك شاهدة بأنك لا تأخذك الأوهام ، ولا تدركك العقول ، ولا الأبصار . أعوذ بك أن أشير بقلب ، أو لسان ، أو يد إلى غيرك {لا إله إلا أنت }واحدا أحداً فرداً صمداً , ونحن لك مسلمون) .
2- ( إلهي ! كفاني فخراً أن تكون لي ربا ، وكفاني عزاً أن أكون لك عبداً . أنت كما أريد ، فاجعلني كما تريد) .
3- ( من علامات المأمون على دين الله بعد الإقرار ، والعمل : الحزم في أمره ، والصدق في قوله ، والعدل في حكمه ، والشفقة على رعيته لا تخرجه القدرة إلى خرق ، ولا اللين إلى ضعف ، ولا تمنعه العزة من كرم عفو ، ولا يدعوه العفو إلى إضاعة حق ، ولا يدخله الإعطاء في سرف ، ولا يتخطى به القصد إلى بخل ، ولا تأخذه نعم الله ببطر)
4-( رحم الله عبدا اتقى ربه ، وناصح نفسه ، وقدم توبته ، وغلب شهوته ؛ فإن أجله مستور عنه ، وأمله خادع له ؛ والشيطان موكل به)
5- مر علي رضي الله عنه بمقبرة فقال : ( السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة ! والمحال المقفرة من المؤمنين ، والمؤمنات ، والمسلمين ، والمسلمات أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع نزوركم عما قليل ، ونلحق بكم بعد زمان قصير. اللهم اغفر لنا ، ولهم ، وتجاوز عنا ،وعنهم ! . الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء، وأمواتا ، والحمد لله الذي منها خلقنا ، وعليها ممشانا ، وفيها معاشنا ، وإليها يعيدنا . طوبى لمن ذكر المعاد ، وقنع بالكفاف ، وأعد للحساب! .)
6-(إنكم مخلوقون اقتداراً، ومربوبون اقتساراً ، ومضمنون أجداثاً ، وكائنون رفاتا، ومبعوثون أفراداً ، ومدينون حساباً ؛ فرحم الله امرأ اقترف ، فاعترف ؛ ووجل ، فعقل ؛ وحاذر ، فبادر ؛ وعمر ، فاعتبر ؛ وحذر ، فازدجر ؛ وأجاب ، فأناب ؛ وراجع ، فتاب ؛ واقتدى ، فاحتذى ؛ وتأهب للمعاد ،واستظهر بالزاد ليوم رحيله ، ووجه سبيله ، ولحال حاجته ، وموطن ، فاقته ، فقدم أمامه لدار مقامه ، فمهدوا لأنفسكم على سلامة الأبدان ، وفسحة الأعمار؛ فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم ، وأهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم ، وأهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء ، واقتراب الفوت ، ومشارفة الانتقال ، وإشفاء الزوال ، وحفز الأنين ، ورشح الجبين ، وامتداد العرنين ، وعلز القلق ، وقيظ الرمق ، وشدة المضض ، وغصص الجرض ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
7- ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ، ولا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ؛ وعن شبابه فيم أبلاه ؛ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه؟ وعما عمل فيما علم؟) .
8- ( بحسب مجاهدة النفوس وردها عن شهواتها ، ومنعها عن مصافحة لذاتها ، ومنع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها تكون المثوبات ، والعقوبات ، والحازم من ملك هواه ؛ فكان بملكه له قاهراً ، ولما قدحت الأفكار من سوء الظنون زاجراً؛ فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به ، فعند ذلك تأنس بالآراء الفاسدة ، والأطماع الكاذبة ، والأماني المتلاشية ، وكما أن البصر إذا اعتل رأى أشباحا ، وخيالات لا حقيقة لها كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات ، وانطوت على قبيح الإرادات رأت الآراء الكاذبة ؛ فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا ، وبه نستعين على إرشاد نفوسنا ، فإن القلوب بيده يصرفها كيف شاء؟ ).
9-(لا تؤاخين الفاجر ، فإنه يزين لك فعله ، ويود لو أنك مثله ، ويحسن لك أقبح خصاله ، ومدخله ، ومخرجه من عندك شين، وعار ،ونقص ؛ ولا الأحمق فإنه يجهد لك نفسه ، ولا ينفعك ؛ وربما أراد أن ينفعك ، فضرك. سكوته خير لك من نطقه ، وبعده خير لك من قربه ، وموته خير لك من حياته ، ولا الكذاب؛ فإنه لا ينفعك معه شيء ينقل حديثك )
10-( من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا ، ولا عن النار مهربا . من عرف الله ، فأطاعه ، وعرف الشيطان ، فعصاه ، وعرف الحق ، فاتبعه ، وعرف الباطل ، فاتقاه ، وعرف الدنيا ، فرفضها ، وعرف الآخرة فطلبها. ) .
11-(إياك ، والشهوات ؛ وليكن مما تستعين به على كفها علمك بأنها ملهية لعقلك ، مهجنة لرأيك شائنة لغرضك ، شاغلة لك عن معاظم أمورك ، مشتدة بها التبعة عليك في آخرتك ؛ إنما الشهوات لعب ، فإذا حضر اللعب غاب الجد ، ولن يقام الدين ، وتصلح الدنيا إلا بالجد ؛ فإذا نازعتك نفسك إلى اللهو ، واللذات فاعلم أنها قد نزعت بك إلى شر منزع ، وأرادت بك أفضح الفضوح ، فغالبها مغالبة ذلك ، وامتنع منها امتناع ذلك ، وليكن مرجعك منها إلى الحق ، فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلى الباطل؛ ومهما تدع من الصواب ،لا تدعه إلا إلى الخطأ ؛ فلا تداهنن هواك في اليسير، فيطمع منك في الكثير، وليس شيء مما أوتيت فاضلا عما يصلحك ، وليس لعمرك ، وإن طال فضل عما ينوبك من الحق اللازم لك ، ولا بمالك ؛ وإن كثر فضل عما يجب عليك فيه ، ولا بقوتك ؛ وإن تمت فضل عن أداء حق الله عليك ، ولا برأيك ، وإن حزم فضل عما لا تعذر بالخطأ فيه ؛ فليمنعنك علمك بذلك من أن تطيل لك عمراً في غير نفع ، أو تضيع لك مالا في غير حق ، أو أن تصرف لك قوة في غير عبادة ، أو تعدل لك رأيا في غير رشد ؛ فالحفظ الحفظ لما أوتيت ؛ فإن بك إلى صغير ما أوتيت الكثير منه أشد الحاجة ، وعليك بما أضعته منه أشد الرزية ، ولا سيما العمر الذي كل منفذ سواه مستخلف ، وكل ذاهب بعده مرتجع ؛ فإن كنت شاغلا نفسك بلذة ، فلتكن لذتك في محادثة العلماء ، ودرس كتبهم ، فإنه ليس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا، وإكبابك على ذلك ، ونظرك فيه بالغه منك غير أن ذلك يجمع إلى عاجل السرور تمام السعادة ، وخلاف ذلك يجمع إلى عاجل الغي ، وخامة العاقبة ؛ وقديما قيل: أسعد الناس أدركهم لهواه ؛ إذا كان هواه في رشده ؛ فإذا كان هواه في غير رشده ، فقد شقي بما أدرك منه ، وقديماً قيل :عود نفسك الجميل ، فباعتيادك إياه يعود لذيذاً . ) .
12-(ينبغي للوالي أن يعمل بخصال ثلاث : تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب ، والأناة فيما يرتئيه من رأي ، وتعجيل مكافأة المحسن بالإحسان ؛ فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو ، وفي تعجيل المكافأة بالإحسان طاعة الرعية ، وفي الأناة انفساح الرأي ، وحمد العاقبة ووضوح الصواب).
13- ( من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال ؛ ولا يعنته في الجواب، ولا يلح عليه إذا كسل ، ولا يفشي له سراً ، ولا يغتاب عنده أحدا ، ولا يطلب عثرته ؛ فإذا زل تأنيت أوبته ، وقبلت معذرته؛ وأن تعظمه ، وتوقره ما حفظ أمر الله ، وعظمه ، وألا تجلس أمامه ، وإن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها ؛ ولا تضجرن من صحبته ، فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة ، وخصه بالتحية ، واحفظ شاهده ، وغائبة ؛ وليكن ذلك كله لله عز ، وجل ؛ فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه ، وطالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع) .
14- ( الحياء لباس سابغ ، وحجاب مانع ، وستر من المساوئ واق ، وحليف للدين ، وموجب للمحبة ، وعين كالئة تذود عن الفساد ، وتنهى عن الفحشاء ، والعجلة في الأمور مكسبة للمذلة ، وزمام للندامة ، وسلب للمروءة ، وشين للحجى ، ودليل على ضعف العقيدة).
15-( إن حسدك أخ من إخوانك على فضيلة ظهرت منك ، فسعى في مكروهك ؛ فلا تقابله بمثل ما كافحك به ، فتعذر نفسه في الإساءة إليك ، وتشرع له طريقاً إلى ما يحبه فيك ، لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها ، فإنك تسوؤه من غير).
16-( لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل).
17-إن لله عباداً في الأرض كأنما رأوا أهل الجنة في جنتهم ، وأهل النار في نارهم اليقين ، وأنواره لامعة على وجوههم . قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة. صبروا أياماً قليلةً لراحة طويلة ؛ أما الليل ، فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم . يجأرون إلى الله سبحانه بأدعيتهم قد حلا في أفواههم ، وحلا في قلوبهم طعم مناجاته ، ولذيذ الخلوة به قد أقسم الله على نفسه بجلال عزته، ليورثنهم المقام الأعلى في مقعد صدق عنده ؛ وأما نهارهم ، فحلماء علماء بررة أتقياء كالقداح ينظر إليهم الناظر ، فيقول مرضى ، وما بالقوم من مرض ، أو يقول قد خولطوا ؛ولعمري لقد خالطهم أمر عظيم جليل!!!! ) .
18- ( المؤمن إذا نظر اعتبر ،وإذا سكت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإذا استغنى شكر ، وإذا أصابته شدة صبر؛ فهو قريب الرضا بعيد السخط يرضيه عن الله اليسير ، ولا يسخطه البلاء الكثير قوته لا تبلغ به ، ونيته تبلغ مغموسة في الخير يده ينوي كثيراً من الخير ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته من الخير . كيف لم يعمل به ، والمنافق إذا نظر لها ، وإذا سكت سها ، وإذا تكلم لغا ، وإذا أصابه شدة شكا ؛ فهو قريب السخط ، بعيد الرضا، يسخطه على الله اليسير ؛ ولا يرضيه الكثير قوته تبلغ ، ونيته لا تبلغ مغموسة في الشر يده ينوي كثيراً من الشر ، ويعمل بطائفة منه ، فيتلهف على ما فاته من الشر؟؟؟ كيف لم يأمر به ؟ وكيف لم يعمل به . على لسان المؤمن نور يسطع ، وعلى لسان المنافق شيطان ينطق)
19-( احذروا الكلام في مجالس الخوف ، فإن الخوف يذهل العقل الذي منه نستمد ، ويشغله بحراسة النفس عن حراسة المذهب الذي نروم نصرته ، واحذر الغضب ممن يحملك عليه ؛ فإنه مميت للخواطر ، مانع من التثبت ، واحذر من تبغضه ؛ فإن بغضك له يدعوك إلى الضجر به ، وقليل الغضب كثير في أذى النفس ، والعقل والضجر مضيق. للصدر مضعف لقوى العقل ؛ واحذر المحافل التي لا إنصاف لأهلها في التسوية بينك ، وبين خصمك في الإقبال، والاستماع ؛ ولا أدب لهم يمنعهم من جور الحكم لك ، وعليك ؛ واحذر حين تظهر العصبية لخصمك بالاعتراض عليك ، وتشييد قوله ، وحجته فإن ذلك يهيج العصبية ، والاعتراض على هذا الوجه يخلق الكلام ، ويذهب بهجة المعاني ؛ واحذر كلام من لا يفهم عنك ؛ فإنه يضجرك ، واحذر استصغار الخصم ؛ فإنه يمنع من التحفظ ، ورب صغير غلب كبير) .
20- قيل عن علي رضي الله تعالى عنه : ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فهزها ، وقال ما أول نعمة أنعم الله بها عليك ؟ قلت : أن خلقني حيا، وأقدرني ، وأكمل حواسي ، ومشاعري، وقواي ؛ قال : ثم ما ذا قلت أن جعلني ذكراً ، ولم يجعلني أنثى ؟؟ قال : والثالثة قلت : أن هداني للإسلام ، قال : والرابعة قلت، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اَللَّهِ لا تُحْصُوها)
21- ( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس . طوبى لمن لا يعرف الناس ، ولا يعرفه الناس . طوبى لمن كان حياً ، كميت ، وموجوداً ، كمعدوم قد كفى جاره خيره ، وشره ؛ لا يسأل عن الناس ، ولا يسأل الناس عنه).
22- (احذر كل الحذر أن يخدعك الشيطان ، فيمثل لك التواني في صورة التوكل ، ويورثك الهوينى بالإحالة على القدر ؛ فإن الله أمر بالتوكل عند انقطاع الحيل، وبالتسليم للقضاء بعد الإعذار ؛ فقال : خُذُوا حِذْرَكُمْ ، وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى اَلتَّهْلُكَةِ ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعقلها ، وتوكل) .
23- (إياك ،ومشاورة النساء ؛ فإن رأيهن إلى أفن ؛ وعزمهن إلى وهن ؛ واكفف من أبصارهن بحجابك إياهن ؛ فإن شدة الحجاب خير لك من الارتياب ، وليس خروجهن بأشد عليك من دخول من لا تثق به عليهن ، وإن استطعت ألا يعرفن غيرك فافعل ؛ ولا تمكن امرأة من الأمر ما جاوز نفسها ، فإن ذلك أنعم لبالها، وأرخى لحالها ؛ وإنما المرأة ريحانة ، وليست بقهرمانة ؛ فلا تعد بكرامتها نفسها ، ولا تعطها أن تشفع لغيرها ، ولا تطل الخلوة معهن ، فيملنك، وتملهن ؛ واستبق من نفسك بقية ، فإن إمساكك عنهن ، وهن يردنك ذلك باقتدار خير من أن يهجمن منك على انكسار ، وإياك: والتغاير في غير موضع الغيرة ، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم).
24- ( حصن علمك من العجب ، ووقارك من الكبر ، وعطاءك من السرف ، وصرامتك من العجلة ، وعقوبتك من الإفراط ، وعفوك من تعطيل الحدود ، وصمتك من العي ، واستماعك من سوء الفهم ، واستئناسك من البذاء ، وخلواتك من الإضاعة ، وغراماتك من اللجاجة، وروغانك من الاستسلام ، وحذراتك من الجبن)
25- (احذر من أصحابك ، ومخالطيك الكثير ........، و واعلم أن من يقظة الفطنة إظهار الغفلة مع شدة الحذر، فخالط هذا مخالطة الآمن ، وتحفظ منه تحفظ الخائف ، فإن البحث يظهر الخفي ، ويبدي المستور الكامن)
26- يقول الله تعالى :" يا ابن آدم لم أخلقك لأربح عليك ؛ إنما خلقتك لتربح علي، فاتخذني بدلا من كل شيء, فإني ناصر لك من كل شيء"
27- ( أسألك بعزة الوحدانية ، وكرم الإلهية ألا تقطع عني برك بعد مماتي كما لم تزل تراني أيام حياتي . أنت الذي تجيب من دعاك ، ولا تخيب من رجاك . ضل من يدعو إلا إياك ؛ فإنك لا تحجب من أتاك ، وتفضل على من عصاك ؛ ولا يفوتك من ناواك ، ولا يعجزك من عاداك كل في قدرتك ، وكل يأكل رزقك)
28- ( العاقل ينافس الصالحين ليلحق بهم، ويحبهم ليشاركهم بمحبته ، وإن قصر عن مثل عملهم ؛ والجاهل يذم الدنيا ، ولا يسخو بإخراج أقلها . يمدح الجود ، ويبخل بالبذل ...، يتمنى التوبة بطول الأمل، ولا يعجلها لخوف حلول الأجل ... يرجو ثواب عمل لم يعمل به ، ويفر من الناس ليطلب ، ويخفى شخصه ليشتهر، ويذم نفسه ليمدح ، وينهى عن مدحه ، وهو يحب ألا ينتهي من الثناء عليه)
29- ( من الناس من ينقصك إذا زدته ، ويهون عليك إذا خاصصته. ليس لرضاه موضع تعرفه ، ولا لسخطه مكان تحذره ؛ فإذا لقيت أولئك ، فابذل لهم موضع المودة العامة ، واحرمهم موضع الخاصة، ليكون ما بذلت لهم من ذلك حائلا دون شرهم ، وما حرمتهم من هذا قاطعا لحرمتهم)
30- ( يا عبيد الدنيا ! كيف تخالف فروعكم أصولكم ، وعقولكم أهواءكم ؟؟!!! قولكم شفاء يبرئ الداء ، وعملكم داء لا يقبل الدواء ، ولستم كالكرمة التي حسن ورقها ، وطاب ثمرها، وسهل مرتقاها ، ولكنكم كالشجرة التي قل ورقها ، وكثر شوكها ، وخبث ثمرها ، وصعب مرتقاها . جعلتم العلم تحت أقدامكم ، والدنيا فوق رءوسكم ؛ فالعلم عندكم مذال ممتهن ، والدنيا لا يستطاع تناولها ؛ فقد منعتم كل أحد من الوصول إليها ؛ فلا أحرار كرام أنتم ، ولا عبيد أتقياء!!!! ويحكم يا أجراء السوء ! ؛ أما الأجر، فتأخذون ؛ وأما العمل، فلا تعملون . إن عملتم ، فللعمل تفسدون ، وسوف تلقون ما تفعلون يوشك رب العمل أن ينظر في عمله الذي أفسدتم ، وفي أجره الذي أخذتم يا غرماء السوء .....)
31-عن كميل بن زياد النخعي، قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه *السلام في مسجد الكوفة ، وقد صلينا العشاء الآخرة، فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد ، فمشى حتى خرج إلى ظهر الكوفة ، ولا يكلمني بكلمة، فلما أصحر تنفَّس ، ثم قال : ( يا كميل ! إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول : الناس ثلاثة : عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كناعق، يميلون مع كل ريح لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
يا كميل ! العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال .
يا كميل، منفعة المال تزول بزواله.
يا كميل، مات خزان المال ، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، هاهنا إنها هنا ـوأشار بيده إلى القلب )






المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)