التوقيعات السياسية في العهد الراشدي

أ-التوقيعات:
هي ما يكتب من عيارات موجزة على الرسائل المبعوثة للخليفة ، أو الوالي؛ وقد تكتب على الرقاع ، والقصص التي ترفع لهما على شكل ( سؤال ، أو شكوى ، أو مدح )
ميزات التوقيعات :
1-تصدر من الأعلى إلى الأدنى
2-إيجاز العبارة
3-بلاغة العبارة
قد تكون إبداعا من الكاتب ، وقد تكون اقتباسا من القران الكريم ، أو الحديث النبوي الشريف ، أو الشعر ، أو الحكمة ، والمثل ، أو مذهب ، أو عقيدة ما يحاول كل منهما أن يقنع الآخر بها ؛ وقد يكون الحوار مفتوحا في موضوعات عدة لإغنائها ، وقد يكون ثرثرة ؛ ومن ميزات الحوار ، والمحاورات :
1-القصر
2-البلاغة
3-أنه نشاط شفوي
والتوقيع الأدبي فن من فنون الأدب العربي نشأ في ظل انتشار الكتابة ، وتنظيم الدواوين الحكومية ، ولم يكون معروفاً لدى الجاهلية لانتشار الأمية ، وندرة الذين يجيدون الكتابة ، والتوقيعات ضرب من الإيجاز ، ولون من ألوان البلاغة ، ولقد ظهرت في عهد الخلفاء الراشدين عندما استدعاها اتساع الدولة الإسلامية حيث اضطر الخلفاء ، والأمراء ، والولاة إلى الكتابة برأيهم على ما يرفع إليهم من مظالم ، ومطالب. ومما ساعد على وجود التوقيعات الأدبية عناية الخلفاء ، والسلاطين ، والأمراء بإنشاء ما يسمى في ذلك العهد بديوان الإنشاء ؛ وكان هذا الديوان يلقى العناية الكاملة من رجال البلاط ، ويمهدون إلى رجال هذا الديوان السبل للاضطلاع بالمناصب التي تؤهلهم لها مواهبهم الأدبية ، والفنية ؛ وكان يلي هذه المناصب من نبغ من المحدثين من رجال الأدب ذوو البديهة الحاضرة ، والفطنة ، والبلاغة ؛ وكان منصب الموقع بديوان الإنشاء يعادل بعض الوظائف القضائية. والتوقيعات فن من فنون الأدب يعتمد في الرد على كتاب مرفوع إلى الخليفة ، أو الوالي ،أو العامل في أمر يتعلق بمضمون ذلك الكتاب حيث كان الخلفاء يثبتونه بجمل قصيرة في أعقاب الرسائل التي ترد إليهم من الولاة ، وسائر الناس ليجيزوا ما في هذه الرسائل . إنه تعليق على الرسائل الواردة إلى الديوان بما يناسبها رداً على كتاب ، أو شكوى ، أو مشكلة ، أو طلب عون ، أو رأي حيث يكتب الكتاب المرفوع نفسه ، وفي أسفل الكتاب ؛ وتتميز التوقيعات بالإيجاز ، والبلاغة حيث عدلوا فيه عن التطويل ، والتكرار والتوقيع غير الرسائل ، ونهي ، أو ما جرى مجراهما ؛ وقد يكون تقريراً لحقيقة ، أو فكرة ، أو تعليلاً لقضية ؛ وقد زعم البعض أن نشأتها كانت بتأثير ثقافات أجنبية ( الفارسية ) جاء عن طريق الحيرة حيث كان كُتابها العرب يختلطون بالفرس . وقد جاءت نشأة التوقيعات بفعل الحاجة الإدارية الملحة بسبب اتساع رقعة الدولة ، وكثرة الرسائل . ومصادر المعاني في التوقيعات قد يكون آية ، أو حديثاً نبوياً شريفاً ، أو قولاً مأثوراً لبعض المشهورين ،أو حكمة لأحد الحكماء ، أو بيتاً من الشعر ، أو شطر بيت شعر ، أو من خلال حلّ معاني الآخرين ، أو تضمينها توقيعه ؛ فالتوقيعات من أدب مستقل ، وله مكانة هامة في عالم النثر الفني الأدبي ؛ ثم شاعت التوقيعات في عهد عمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم، لشيوع الكتابة، وامتد هذا الشيوع بصورة أوسع في عصر بني أمية، أما في العصر العباسي ومع ازدهار الكتابة الفنية ، وتعدد أغراضها، وحلولها محل الخطابة في كثير من شؤون الدولة ، وقضاياها، فأصبح الكاتب البليغ مطلباً من مطالب الدولة تحرص عليه ، وتبحث عنه لتسند إليه عمل تحرير المكاتبات، وتحبير الرسائل في دواوينها التي تعددت نتيجة لاستبحارها ، واتساع نطاقها، وكثرة ما يجبي من الخراج من الولايات الإسلامية الكثيرة المتباعدة، وأصبح لا يحظى بالوزارة إلا ذوو الأقلام السيالة من الكُتاب ، والبلغاء المترسلين
ب-نماذج رائعة من التوقيعات الأدبية :
1-من توقيعات أبي بكر الصديق :
ومن أقدم ما عرف من هذا الفن ما جاء عن الخليفة الراشد – أبو بكر الصديق - في توقيعه على رسالة خالد بن الوليد . فقد كتب خالد رضي الله عنه إلى أبى بكر الصديق يستشيره في أمر الحرب ، وكيف تكون ، فكتب له أبو بكر «احرص على الموت توهب لك الحياة» ، وما أروعه من توقيع ، وما أجملها من حكمة بالغة خالدة أصبحت شعاراً للمجاهدين الصادقين ؛ ويبدو أن مثل هذا التوقيع لقي استحسانا من خالد بن الوليد ، ورجالة ، فأمر بإذاعته بين الجند ، وانتشر خبر هذا التوقيع حتى حاول الكثيرون من بعدة السير على منواله، فكان ذلك بداية لهذا الفن الجميل.؟،
1-من توقيعات عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
من أجمل التوقيعات التي تؤثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما روى أنه رفعت شكوى على عمر بن الخطاب من أحد ولاته ، فوقع إليه «كثر شاكوك ، وقل شاكروك ؛ فإما اعتدلت، وإما اعتزلت». وبعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى عمرو بن معد كرب أن يبعث بسيفه المعروف بالصمصامة، فبعث به إليه. فلما ضرب به وجده دون ما كان يبلغه عنه فكتب إليه في ذلك فوقع عمرو – إنما بعثتُ إلى أمير المؤمنين بالسيف ، ولم أبعث بالساعد الذي يضرب به. ومن توقيعات عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعمرو بن العاص بعد أن جاءه كتابه : (( كن لرعيتك كما تحب أن يكون لك أميرك ))
2-من توقيعات خالد بن الوليد رضي الله عنه:
كتب عياض بن غنم إلى خالد بن الوليد يستنجده حين كان يحاصر دومة الجندل ، فكتب إليه خالد من خالد إلى عياض: إياك أريد؛ لبثت قليلا تأتيك الحلائب،
يحملن أساراً عليها القاشب ، كتائب تتبعها كتائب
- (الحلائب النوق وهي أقوى على قطع الصحراء من سواها، القاشب: السيف الصقيل المجلو).
3-ومن توقيعات عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه :
في قصة قوم تظلموا من مروان بن الحكم ، وذكروا له أنه أمر بوجء أعناقهم حيث وقع بالآية الكريمة التالية:{ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون } [ ]
4- من توقيعات علي بن أبي طالي رضي الله عنه :
كتب سلمان الفارسي إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما : يسأله كيف يحاسب الناس يوم القيامة فوقع جوابه «يحاسبون كما يرزقون». ومن توقيعات علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في كتاب من صعصعة بن صرحان ((قيمة كل امرئ ما يحسن )) ، وهكذا كانت التوقيعات وثائق أدبية ، وتاريخية ذات قيمة فنية، ومعلوماتية هامة .



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)