فـــــــن الـعهـود في العهد الراشدي
أ-العهود:
هي شكل من الأشكال ورقة العمل التي يكتبها الخليفة لمن يوليه على عمل من أعمال الدولة لتكون دستورا له ، وقد ارتبطت هذه العهود بنشأت الدولة الاسلامية ، وتشكيل دواوينها ، وتتميز بالقصر أحيانا ، والطول أحيانا أخرى .
ب-نماذج من العهود:
1-نص العهدة العمرية:
هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم ، وأموالهم ، وكنائسهم ، وصلبناهم، وسقيمها ، وبريئها ، وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم ، واللصوص، فمن خرج منهم، فهو آمن على نفسه ، وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه ، وماله مع الروم ، ويخلي بيعهم ، وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم ، وعلى بيعهم ، وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد ، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم. على ما في الكتاب عهد الله ، وذمة الخفاء ، وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم الجزية . كتب ، وحضر سنة خمس عشرة هجرية، شهد على ذلك الصحابة الكرام : خالد بن الوليد , عمر بن العاص , عبد الرحمن بن عوف , معاوية بن أبي سفيان، وسلمت هذه العهدة إلى صفرو نيوس بطريارك الروم.
-نص العهدة العمرية من كتاب لابن القيم الجوزية
عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه :ألا يُحدِثوا في مدينتهم ، ولا فيما حولها ديراً ، ولا كنيسة ، ولا قلاية ،ولا صومعة راهب ،ولا يجدِدوا ما خرِب ،ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم ، ولا يؤوون جاسوساً ، ولا يكتموا غشاً للمسلمين ، ولا يعلّموا أولادهم القرآن ،ولا يُظهِروا شِركاً ،ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا؛ وأن يوقروا المسلمين ، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس ، ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم ، ولا يتكنّوا بكناهم ، ولا يركبوا سرجاً ، ولا يتقلّدوا سيفاً ، ولا يبيعوا الخمور ؛وأن يجزُوا مقادم رؤوسهم ، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا ، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم ، ولا يُظهِروا صليباً ، ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين ، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً ،ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم ، ولا يظهِروا النيران معهم ، ولا يشتروا من الرقيق ما جرتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم ؛ وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق
كتاب مسيحيي الشام للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا كتاب بعثنا به نحن مسيحيو الشام إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما أتيتم بلدنا؟ استأمنا منكم لأنفسنا ، ولذوينا ، ولأموالنا ، ولإخواننا في الدين؟ وتعهدنا بألا نبني كنائس، ولا صوامع ولا بيعاً؟ ولن نعمر ما أشرف على الانهدام منها؟ ولن نصلح ما يقع منها في أحياء المسلمين. نؤوي المارة ، والمسافرين من المسلمين في بيوتنا؟ ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام؟ ولن نقبل جاسوساً ، ولا عيناً في كنائسنا، ولا في دورنا؟ ولن نخفي على المسلمين ما من شأنه الإضرار بمصالحهم. لن نعلّم أولادنا القرآن؟ ولن نحتفل بقداديسنا على مرأى الناس؟ ولن ننصح بذلك في عظاتنا؟ ولن نمنع أحداً من أهل ديننا من اعتناق الإسلام إن أراد. نعامل المسلمين بالبر والإحسان؟ ونقوم إذا جلسوا ؟ ولن نتشبه بهم في الملبس؟ ولن نأخذ بلسانهم؟ ولن نكني أنفسنا ، ولا أولادنا؟ ولن نسرج ولا نحمل سلاحاً؟ ولن نضرب في خواتيمنا حروفاً عربية؟ ولن نتاجر بالمسكرات؟ ونحلق مقادم رؤوسنا؟ ولن نعرض كتبنا ، ولا صلباننا في أماكن المسلمين
2-عهد علي رضي الله تعالى عنه رضي الله تعالى عنه لمالك بن الحارث الأشتر النخعي حين ولاه مصر، وجباية خراجها ، وجهاد عدوها وإصلاح، وعمارة بلادها :
(اعلم يا مالك إني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل ، وجور ؛ وأن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ، ويقولون فيك كما كنت تقول فيه ؛ وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله تعالى على ألسنة عباده – فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح ؛ فاملك هواك ، وشح بنفسك عما يحل لك ، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحببت ، أو كرهت ؛ وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبة لهم ، واللطف بهم ؛ ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنهم صنفان : إما أخ لك في الدين ؛ وإما نظير لك في الخلق . يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ؛ ويؤتى على أيديهم في العمد ، والخطأ ؛ فأعطهم من عفوك ، وصفحك مثل الذي تحب ، وترضى أن يعطيك الله تعالى من عفوه ، وصفحه ؛ فإنك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله تعالى فوق من ولاك ؛ وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم ، ولا تنصبن نفسك لحرب الله ؛ فإنه لا يقبل لك بنقمته ، ولا غنى بك عن عفوه ، ورحمته ؛ ولا تندمن على عفو ؛ ولا تبجحن بعقوبة ؛ ولا تسرعن إلى بادرة وجدت عنها مندوحة ؛ ولا تقولن إني مؤمر أمراً ، فأطاع ؛ فإن ذلك أدغال في القلب ، ومنهكة للدين ، وتقرب من الغير ؛ وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة ،أو مخيلة ؛ فانظر إلى عظم ملك الله تعالى فوقك ، وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك ؛ فإن ذلك يطامن إليك من طماحك ، ويكف عنك من غربك ، ويفيء إليك بما عزب عنك من عقلك ؛ وإياك : ومساماة الله تعالى في عظمته، والقشبة به في جبروته ؛ فإن الله يذل كل جبار ، ويهين كل مختال . أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك ، ومن خاصة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ؛فإنك أن لم تفعل تظلم ومن ظلم عباد الله كان الله تعالى خصمه دون عباده ، ومن خامصه الله أدحض حجته ؛ وكان الله حرباً عليه حتى ينزع ، ويتوب ؛ وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله ، وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم _ فإن الله سميع دعوة المظلومين ، وهو للظالمين بالمرصاد ؛ وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق ، وأعمها في العدل ، وأجمعها لرضاء الرعية ؛ فإن سخط العامة يجحف برضاء الخاصة ، وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضاء العامة ؛ وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء ، وأقل معونة في البلاء ، وأكره للإنصاف ، وأسأل بالإلحاف ، وأقل شكراً عند الإعطاء ، وأبطأ عذراً عند المنع ، وأخف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصة ، وإنما عماد الدين ، وجماع المسلمين ، والعدة للأعداء العامة من الأمة ؛ فليكن صفوك لهم ،وميلك معهم ؛ وليكن أبعد رعيتك منك ، وأشنؤهم عندك أطلبهم لمعايب الناس ، فإن في الناس عيوباً الوالي أحق من سترها ؛ فلا تكشفن عما غاب عنك منها ؛ فإنما عليك تظهير ما ظهر لك ، والله يحكم على ما غاب عنك ، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك ، وأطلق عن الناس عقدة كل حقد ، واقطع عنك سبب كل وتر ، وتغاب عن كل ما لا يصح لك ، ولا تعجلن إلى تصديق ساع ، فإن الساعي غاش بالناصحين ، ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ، ويعدك الفقر ، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزين لك الشر بالجور ؛ فإن البخل ، والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله . إن شر وزرائك من كان قبلك للأشرار وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ؛ فلا يكونن لك بطانة ؛ فإنهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ؛ وأنت واجد منهم خير الخلف ممن هو مثل آرائهم ، ونفاذهم؛ وليس عليه مثل آصارهم ، وأوزارهم ممن لا يعلون ظالماً على ظلمه ، أو إثماً على إثمه ...أولئك أخف عليك مؤونة ، وأحسن لك معونة، وأحنى عليك عطفاً ، وأقل لغيرك ؛ فاتخذ أولئك خاصة لخلواتك ، وحفلاتك ؛ ثم ليكن أثرهم عندك أقولهم لك بمر الحق ، وأقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله تعالى لأوليائه واقعاً ذلك من هواة حيث وقع ؛ والصق بأهل الورع ، والصدق ؛ ثم رضهم على أن لا يطروك ، ولا يبجحونك بباطل لم تفعله ، فإن كثرة الإطراء تحدث الزهو ، وتدني من العزة ، ولا يكونن المحسن ، والمسيء عندك بمنزلة سواء ؛ فإن في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريبا لأهل الإساءة على الإساءة ؛ وألزم كلاً منهم ما ألزم نفسه ، واعلم أنه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظن وال برعيته من إحسانه إليهم ، وتخفيفه المؤونات عليهم ، وترك استكراهيته إياهم على ما ليس له قبلهم ، فليكن منك في ذلك أمر يجمع لك حسن الظن برعيتك ؛ فإن حسن الظن برعيتك يقطع عنك نصباً طويلاً ، وإن أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده ، وأن أحق من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤك عنده ؛ ولا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة ، واجتمعت بها الألفة ، وصلحت عليها الرعية ، ولا تحيدن سنة تضر بشيء مما مضى من تلك السنن ؛ فيكون الأجر لمن سنها ، والوزر عليك بما نقضت منها ، وأكثر مدارسة العلماء ، ومنا قشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك ، وإقامة ما استقام به الناس قبلك ؛ واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض فمنها جنود الله ، ومنها كتاب العامة ، والخاصة ؛ ومنها قضاة العدل ، ومنها عمال الإنصاف ، والرفق ؛ ومنها أهل الجزية ، والخراج من أهل الذمة ، ومسلمة الناس ، ومنها التجار ، وأهل الصناعات ؛ ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة ، والمسكنة، وكلاً قد سمى الله سهمه ، ووضع على حده فريضة في كتابه ، أو سنة نبييه صلى الله عله وسلم وآله عهداً منه عندنا محفوظا ، فالجنود بإذن الله حصون الرعية ، وزين الولاة ، وعز الدين ، وسبل الأمن ؛ وليس تقوم الرعية إلا بهم ؛ ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله تعالى لهم من الخراج الذي يقوون به في جهاد عدوهم ، ويعتمدون عليه فيما يصلحهم ، ويكون من وراء حاجتهم – ثم لا قوام لهذين الصنفين إلا بالصنف الثالث من القضاة ، والعمال ، والكتاب لما يحكمون من المعاقد ، ويجمعون من المنافع، ويؤتمنون عليه من خواص الأمور، وعوامها ؛ ولا قوام لهم جميعا إلا بالتجار، وذوي الصناعات فيما يجتمعون عليه من مرافقهم ، ويقيمونه من أسواقهم ، ويكفونهم من الترفق بأيديهم ما لا يبلغ رفق غيرهم ؛ ثم الطبقة السفلى من أهل الحاجة، والمسكنة الذين يحق رفدهم ، ومعونتهم ،وفي الله تعالى لكل سعة ، ولكل على الوالي حق بقدر ما يصلحه ، وليس يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه الله تعالى من ذلك إلا بالاهتمام ، والاستعانة بالله ، وتوطين نفسه على لزومه الحق ، والصبر عليه فيما خف عليه ، أو ثقل فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله تعالى ولرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ولإمامك ، وأطهرهم جيبا ، وأفضلهم حلما ممن يبطء عن الغضب ، ويستريح إلى العذر ، ويرأف بالضعفاء ، وينبو على الأقوياء ممن لا يثيره العنف ، ولا يقعد به الضعف ؛ ثم الصق بذوي المروءات ، والأحساب ، وأهل البيوتات الصالحة ، والسوابق الحسنة ؛ ثم أهل النجدة ، والشجاعة ، والسخاء ، والسماحة ؛ فإنهم جماع من الكرم ، وشعب من العرف ؛ ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقمن في نفسك شيء قويتهم به ، ولا تحقرن لطفا تتعاهدهم به ؛ وإن قل َّ، فإنه داعية إلى بذل النصيحة لك ، وحسن الظن بك ، ولا تدع تفقد لطيف أمورهم اتكالا ًعلى جسيمها ، فإن لليسير من أثر رؤوس جندك عندك من واساهم في معونته ، وأفضل عليهم من جدته بما يسعهم ، ويسع من وراءهم من خلوف أهلهم حتى يكون همهم هماً واحداً في جهاد العدو، فإن عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك ، وإن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، وظهور مودة الرعية ؛ وإنه لا تظهر مودتهم إلا بسلامة صدورهم ، ولا تصح نصيحتهم إلا بحيطتهم على ولاة أمورهم ، وقلة استثقال دولهم، وترك استبطاء انقطاع مدتهم ، فأفسح في آمالهم ، وواصل في حسن الثناء عليهم ، وتعديل ما أبلى ذوو البلاء منهم ، فإن كثرة الذكر الحسن تهز الشجاع ، وتحرض الناكل إن شاء الله تعالى ؛ ثم اعرف لكل امرئ منهم ما أبلى ، ولا تضيفن بلاء امرئ إلى غيره ، ولا تقصرن دون غاية بلائه ، ولا يدعونك شرف امرئ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيراً ، ولا ضعة امرئ أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما ؛ واردد إلى الله تعالى ورسوله صلى الله ليه وسلم ما يضلعك من الخطوب ، ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال سبحانه لقوم أحب إرشادهم :{ يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } [ ] ، فالرد إلى الله الأخذ بمحكم كتابه ، والرد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة ؛ ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ، ولا تمحكه الخصوم ، ولا يتمادى في الزلة ، ولا يحصر عن الفيء إلى الحق إذا عرفه ، ولا تشرف نفسه على طمع ، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه . أوقفهم في الشبهات ، وأخذهم بالحجج ، وأقلهم تبرماً بمراجعة الخصم ، وأصبرهم على تكشيف الأمور، وأصرمهم عند اتضاح الحكم ممن لا يزيده إطراء ، ولا يستميله إغراء ، وأولئك قليل ؛ ثم أكثر تعاهد قضائه ، وأفسح في البذل ما يزيح علته ،وتقل معه حاجته إلى الناس ، وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمح فيه غيرك من خاصتك لتأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك ؛ فانظر في ذلك نظراً بليغاً، فإن هذا الدين قد كان أسيراً في أيدي الأشرار يعمل فيه بالهوى ، وتطلب به الدنيا ؛ ثم انظر في أمور عمالك ، فاستعملهم اختبار، ولا تولهم محاباة ، وأثرة ؛ فإن ذلك جماع من شعب الجور ، والخيانة ؛ وتوخ منهم أهل التجربة ، والحياء من أهل البيوتات الصالحة ، والقدم في الإسلام ، فإنهم أكرم أخلاقاً ، وأصح إعراضاً ، وأقل في المطامع إشرافاً ، وأبلغ الأمور نظراً ؛ ثم أسبغ عليهم الأرزاق ، فإن ذلك قوة لهم استصلاح أنفسهم ، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم ، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك ، أو خانوا أمانتك ؛ ثم تفقد أعمالهم ، وابعث العيون من أهل الصدق، والوفاء عليهم تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة ، والرفق بالرعية ، وتحفظ من الأعوان ، فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك اكتفيت بذلك شاهداً ، فبسطت عليه العقوبة في بدنه ، وأخذته بما أصاب من عمله ، ثم نصبته بمقام المذلة ، ووسمته بالخيانة ، وقلدته عار التهمة ؛ وتفقد أمر الخراج بما يصلح أهله ، فإن في صلاحه صلاحهم صلاحا لمن سواهم ؛ ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم ، لأن الناس كلهم عيال على الخراج ، وأهله . وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة ، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد ، وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره إلا قليلا ؛ فإن شكوا ثقلا ، أو علة انقطاع شرب ،أو بآلة ، أو حالة أرض اعتمرها غرق ، أو أجحف بها عطش خففت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم ، ولا يثقلن عليك شيء خففت به المؤونة عنهم ، فإنه ذخر يعودون به عليك في عمارة بلدك ، وتزيين ولايتك مع استجلابك حسن ثنائهم ، وتبجحك باستفاضة العدل فيهم معتمداً على فضل قوتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم ، والثقة منهم بما عودتهم من عدلك عليهم في رفقك بهم ؛ فربما حدث من الأمور ما إذا عول فيه عليهم من بعد احتملوه طيبة أنفسهم به ، فإن العمران يحتمل ما حملته ، وإنما يأتي خراب الأرض من إعواز أهلها ، وإنما يعوز أهلها لأشراف أنفس الولاة على الجمع ، وسوء ظنهم بالبقاء ، وقلة انتفاعهم بالعبر ؛ ثم انظر في حال كتابك فولِّ على أمورك خيرهم، واخصص رسائلك التي تدخل فيها مكائدك ، وأسرارك بأجمعهم لوجود صالح الأخلاق ممن لا تبطره الكرامة، فيجترئ في خلاف لك بحضرة ملاء ، ولا تقصر به الغفلة عن إيراد مكاتبات عمالك عليك ، وإصدار جواباتها الصواب عنك فيما يأخذ لك ، ويعطى منك ؛ ولا يضعف عقداً اعتقده لك ، ولا يعجز عن إطلاق ما عقد عليك ، ولا يجهل مبلغ قدر نفسه في الأمور ، فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل ؛ ثم لا يكن اختيارك إياهم على فراستك ، واستنامتك ، وحسن الظن منك ؛ فإن الرجال يتعرفون لفراسات الولاة بتصنعهم ، وحسن خدمتهم ، وليس وراء ذلك من النصيحة ، والأمانة شيء ؛ ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك ، فاعمد لأحسنهم في العامة أثراً ، ولأعرفهم بالأمانة وجهاً ، فإن ذلك دليل عل نصيحتك لله تعالى ، ولمن وليت أمره ، واجعل لرأس كل من أمورك رأساً منهم ،لا يقهره كبيرها ، ولا يتسلط عليه صغيرها ؛ ومهما كان في كتابك من عيب تغابيت عنه ألزمته ، ثم استوص بالتجار، وذوي الصناعات ، وأوص بهم خيراً المقيم منهم ، والمضطرب بماله ، والمترفق ببدنه ؛ فإنهم مواد المنافع، وأسباب المرافق ، وجلابها من المباعد ، والطارح في برك ، وبحرك ، وسهلك ، وجبلك ، وحيث لا يلتم الناس لمواضعها ، ولا يجترئون عليها ؛ فإنهم سلم لا تخاف بائقته ، وصلح لا تخشى غائلته ، وتفقد أمورهم بحضرتك ، وفي حواشي بلادك ، واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقاً فاحشاً وحشاً قبيحاً ، واحتكار للمنافع ، وتحكماً في البياعات ؛ وذلك باب مضرة للعامة ، وعيب على الولاة ؛ فامنع من الاحتكار ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع منه ؛ وليكن البيع بيعاً سمحاً بموازين عدل، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع ، والمبتاع ؛ فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه ، فنكل به، وعاقب في غير إسراف ؛ ثم (اللهَ اللهَ ) في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم ، والمساكين ، والمحتاجين ، وأهل البؤس ، والزمنة ؛ فإن في هذه الطبقة قانعاً ، ومعتراً ، وأحفظ الله ما استحفظك من حقه فيهم ، واجعل قسماً من بيت مالك ، وقسما من غلات صوافي الإسلام في كل بلد ، فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى ، وكلٌ قد استرعيت حقه ، فلا يشغلنك عنهم بطراً ، فإنك لا تعذر بتضيعك التافه لإحكامك الكثير المهم ، فلا تشخص همك عنهم ، ولا تصعر خدك لهم ، وتفقد أمور من لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون ، وتحتقره الرجال ؛ ففرغ لأولئك من أهل الخشية ، والتواضع . فليرفع إليك أمورهم ، ثم اعمل فيها بالأعذار إلى الله سبحانه يوم تلقاه ، فان هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ، وكلٌ ، فاعذر إلى الله تعالى في تأدية حقه إليه ، وتعهد أهل اليتم ، وذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له ، ولا ينصب للمسالة نفسه ، وذلك على الولاة ثقيل ، والحق كله ثقيل ، وقد يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة، فصبروا أنفسهم ، ووثقوا بصدق موعود الله تعالى لهم ؛ واجعل لذوي الحاجات منك قسماً تفرغ لهم فيه شخصك ، وتجلس لهم مجلساً عاما ، فتتواضع فيه لله تعالى الذي خلقك ، وتعقد عنهم جندك ، وأعوانك من أحراسك ، وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع ، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآله يقول في غير موطن : لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع . ثم احتمل الخرق منهم ، والعي ، وسنح عنهم الضيق ، والأنف يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته ، ويوجب لك ثواب طاعته ، وأعط ما أعطيت هنيئا ، وامنع في إجمال وإعذار . ثم أمور من أمورك لا بد لك من مباشرتها منها إجابة عمالك بما يعيا عنه كتابك ، ومنها إصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك مما تحرج بها صدور أعوانك ، وامض لكل يوم عمله ، فإن لكل يوم ما فيه ، واجعل لنفسك فيما بينك ، وبين الله أفضل تلك المواقيت ، وأجزل تلك الأقسام ، وإن كانت كلها لله إذا صلحت النية ، وسلمت منها الرعية ، وليكن في خاصة ما تخلص لله تعالى به دينك إقامة فرائضه التي هي له خاصة فأعط الله من بدنك في ليلك ، ونهارك ، ووف ِّما تقربت به إلى الله سبحانه من ذلك كاملا غير مثلوم ، ولا منقوص بالغا من بدنك ما بلغ ، وإذا قمت في صلاتك للناس ، فلا تكون منفرداً، ولا مضيعاً ، فإن في الناس من به العلة ، وله الحاجة : وقد سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجهني إلى اليمن : كيف أصلي بهم ؟ فقال : ((صل بهم كصلاة أضعفهم ، وكن بالمؤمنين رحيما )). ولا تطولن احتجابك عن رعيتك ، فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق ، وقلة علم بالأمور؛ والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير ، ويعظم الصغير، ويقبح الحسن ، ويحسن القبيح ، ويشاب الحق بالباطل ؛ وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور، وليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب ، وإنما أنت أحد رجلين : إما امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحق ، ففيم احتجابك من واجب حق تعطيه ، أو فعل كريم تسديه ، أو مبتلي بالمنع ، فما أسرع كف الناس عن ملتك إذا أيبسوا منك ، مع أن أكثر حاجات الناس إليك مما لا مؤنة فيه عليك من شكاة مظلمة ، أو طلب إنصاف في معاملة ؟ . ثم أن للوالي خاصة بطانة – فيهم استئثار ، وتطاول ، وقلة إنصاف في معاملة ؛ فاحسم مادة أولئك بقطع أسباب تلك الأحوال ، ولا تقطعن لأحد من حاشيتك ، وخاصتك قطيعة ، ولا يطمعن منك في اعتقاد عقدة تضر بمن يليها من الناس في شرب ، أو عمل مشترك يحملون مئونته على غيرهم ، فيكون مهنا ذلك لهم دونك ، وعيبه عليك في الدنيا ، والآخرة ؛ وألزم من لزمه من القريب ، والبعيد ؛ وكن في ذلك صابراً محتبساً واقعاً ذلك محمودة ؛ وإن ظنت الرعية بك حيفا ، فأصحر لهم بعذرك ، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك ، فإن في ذلك رياضة منك لنفسك ، ورفقا برعيتك ، وإعذارا تبلغ به حاجتك من تقويم على الحق ، ولا تدفعن صلحاً دعاك إليه عدوك -ولله فيه رضاً- ؛ فإن في الصلح دعة لجنودك ، وراحة من همومك ، وأمناً لبلادك ؛ ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه ، فإن العدو ربما قارب ليتغفل ، فخذ بالحزم ، واتهم في ذلك حسن الظن ؛ وإن عقدت بينك ، وبين عدوك عقدة ، أو ألبسته منك ذمة، فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمتك بالأمانة ، واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت ؛ فإنه ليس من فرائض الله تعالى شيء الناس أشد عليه اجتماعاً من تفرق أهوائهم ، وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استولوا من عواقب الغدر، فلا تغدرن بذمتك ، ولا تخيسن بعهدك ، ولا تختلن عدوك ؛ فإنه لا يجترئ على الله تعالى إلا جاهل شقي ؛ وقد جعل الله عهده ، وذمته أمناً أفضاه بين العباد برحمته ، وحصناً يسكنون إلى منعته ، ويستفيضون إلى جواره ؛ فلا أدغال ، ولا مدالة ، ولا خداع فيه ؛ ولا تعقد عقداً يجوز فيه الفلل ، ولا تعاون على لحن قول بعد التأكد ، والتوثقة ؛ ولا يدعونَّك ضيق أمر لزمك انفراجه ، وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته ، وأن تحيط بك فيه من الله تعالى طلبة ، فلا تستقيم فيها دنياك ، ولا آخرتك .
إياك: والدماء ، وسفكها بغير حلها ، فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ، ولا أعظم لتبعة ، ولا أحرى بزوال نعمة ، وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها ، والله سبحانه ، وتعالى يتولى الحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة ، فلا تقويَّن سلطانك بسفك دم حرام ، فإن ذلك مما يضعفه ، ويوهنه ؛ بل يزيله ، ويثقله ؛ ولا عذر لك عند الله ، ولا عندي في قتل العمد ، لأن فيه قود البدن ، وإن ابتليت بخطأ ، وأفرط عليك سوطك ، أو سيفك ،أو يدك بعقوبة ، فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة ، فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقهم .
وإياك : والإعجاب بنفسك ، والثقة بما يعجبك منها وحب الإطراء ، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين .
وإياك: والمن على رعيتك بإحسانك ، أو التزيد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم ، فتتبع موعدك بخلفك ، فإن المن يبطل الإحسان ، والتزيد يذهب بنور الحق ، والخلف يوجب المقت عند الله ، والناس. قال الله سبحانه وتعالى { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } [ ] .
وإياك : والعجلة بالأمور قبل أوانها ، أو التسقط فيما عند إمكانها , أو اللجاجة فيها إذا تنكرت , أو الوهن عنها . إذا استوضحت ، فضع كل أمر موضعه ، وأوقع كل عمل موقعه . وإياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة , والتغابي عما يعنى به بما قد وضح للعيون , فإنه مأخوذ منك لغيرك وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور , وينتصف منك المظلوم ، واملك حمية أنفك , وسورة حدك ، وسطو يدك , حتى يسكن لسانك ، واحترس من ذلك بكف الباردة , وتأخير السطوة , حتى يسكن غضبك ، فتملك الاختيار، ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك ، والواجب عليك أن تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة ، أو سنة فاضلة , أو أثر عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، أو فريضة في كتاب الله تعالى ، فتقتدي بما شاهدت مما عملنا به فيها , وتجتهد لنفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي هذا ، واستوثقت به من الحجة لنفسي دليلك لكي لا يكون ذلك علة عند تسرع نفسك إلى هواها , وأنا أسأل الله تعالى بسعة رحمته ، وعظيم قدرته على إعطاء كل رغبة أن يوفقني ، وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه ، وإلى خلعه من حسن الثناء في العباد , وجميل في البلاد , تمام النعمة ، وتضعيف الكرامة , وأن يختم لي ، ولك بالسعادة ، والشهادة , إنا إلى الله راغبون والسلام على رسول الله عليه وآله الطيبين الطاهرين .).





المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)