نماذج من الرسائل في العصر الأموي:
أولاً-رسائل شخصية:
أ-في التهاني والتعازي
لما كانت الحياة مليئة بالرغائب والنعم فقد كان تحصيل شيء منها يستدعي التهنئة والغبطة ويقابل ذلك ما فيها من المصائب والغير التي يستدعي حلولها في النفس أو المال أو البدن مواساتها في التعزية ومما أثر من تهاني العصر الأموي وتعازيه البارزة في الكتب الشخصية ما كتب به الضحاك بن قيس الى يزيد بن معاوية حين تولى الخلافة بعد موت أبيه اذ يقول ( الحمد لله الذي لبس رداء البقاء وكتب على عباده الفناء فقال عز وجل ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) أما بعد فكتابي الى أمير المؤمنين كتاب تهنئة ومصيبة فأما التهنئة فالخلافة التي جاءت عفوا وأما المصيبة فموت أمير المؤمنين معاوية فانا لله وانا اليه راجعون ) ونلاحظ أن الضحاك قد مهد لتعزيته في هذا الكتاب بالتسليم لقضية الفناء من خلال ما أمضى الله في كتابه العزيز من سنة على البشر أجمعين بلا استثناء اذ لا خلود لأحد سوى لله تعالى الذي لا يولد ولا يفنى ثم قرن تعزيته عن فجيعة الفقد بتهنئة يزيد بتوليه بمنصب الخلافة بأيسر سبيل بوصفه ولي العهد المبايع له من قبل أغلبية المسلمين في حياة أبيه وذلك كله لأن المقام كان يتطلب مثل هذه الازدواجية في الخطاب ويعد الضحاك فيما يروى أول من عزى وهنأ في مقام واحد وسنى قيمة هذا الكتاب المعنوية وأثره في الشعراء خاصة في باب لاحق بعون الله تعالى وكتب عمر بن عبد العزيز الى عمر بن عبدالله بن عتبة بعزبه عن أبيه ويقول ( انا قوم من أهل الاخرة سكنا الدنيا أموات أبناء أموات فالعجب كل العجب لميت يكتب الى ميت يعزيه عن ميت ) فقد حاول عمر أن يعزي الرجل بأن يذكره بمسلمة لا جدال فيها ليعلمه أن ما جرى قد تم وفق القاعدة الالهية والسنة الطبيعية لكل مخلوق اذ كيف تبقى الفروع مهما امتد بها الزمان اذا ما اقتلعت الجذور و الاصول وان كل ما له بداية لا بد أن يكون له نهابة بنتهي اليها وكتب عمر أيضا الى ميمون بن مهران ردا على تعزيته عن ابنه عبد الملك بن عمر فقال ( كتبت الي تعزيني عن ابني عبد الملك وهو أمر لم أزل أنتظره فلما وقع لم أنكره ) وكتب عبد الحميد بن بحبى الكاتب عن مروان بن محمد الى هشام بن عبد الملك عن امرأة من حظاياه اخترمتها يد المنون فشبه هذه المرأة بالعارية المستردة التي منحه الله تعالى اياها ليتمتع بها الى حين ثم استردها منه وعبر عن ما له عند الله تعالى من الأجر في الحالين حال شكره اذ منحه اياها وحال صبره على ذهابها اذ قبضها فقال ( ان الله تعالى أمتع أمير المؤمنين من أنيسته وقرينته متاعا مده الى أجل مسمى فلما تمت له مواهي الله وعاريته قبض اليه العاربة ثم أعطر أمير المؤمنين من الشكر عند بقائها والصبر عند ذهابها أنفس منها في المنقلب وأرجح في الميزان وأسنى في العوض فالحمد لله رب العالمين وانا لله وانا اليه راجعون وكتب أيضا عن مروان الى هشام كتابا في مولودين ولدا له فهلك أحدهما وبقي الاخر سائلا اياه شكر الله على النعمة بمن أبقى والصبر على النكبة بمن هلك وكتب مروان بن محمد الى الوليد بن يزيد حين تولى الخلافة بعد موت عمه هشام بتهنئته في رسالة طويلة بمثل قوله (بارك الله لأمير المؤمنين فيما أصاره اليه من ولاية عباده بوراثة بلاده فالحمد لله الذي اختار أمير المؤمنين لخلافته ووثائق عرا دينه ) ولن يعزه عن عمه لما كان بينهما من كراهية فالوعظ
ب-في الوعظ والتذكير
1-كتب شريح بن الحارث قاضي الكوفة الى صديق له خرج إلى النجف مع الناس هربا من وباء وقع في الكوفة فذكره بقدرة الله تعالى على عباده حين تحين آجالهم أينما كانوا من غير أن ينفعهم بعدهم في مد الأجل أو قربهم في تعجيله فقال في بعض كتابه ( إن المكان الذي خلفته لا يعجل لأحد حمامه ولا يظلمه أيامه وأنا وإياك لعلى بساط واحد وإن النجف من ذي القدرة لقريب )
2-وكتب عمر بن عبد العزيز الى رجل يوصيه (بتقوى الله وبأن يقدم ما استطاع من ماله إلى دار قراره لأن الموت وشيك وما بعده آت لا محالة بكر الليل والنهار وتعاقبهما وفعل الليل والنهار أو الجديدين للناس أمر مسلم به لا ينكوه أحد ولذا فإن النتيجة المبنية عليه صحيحة مسلم بها أيضا ومادام الأمر كذلك فعلى المرء أن يتزود لآخرته بما قدر عله من الزاد كما يتزود المسافر في الدنيا من مكان إلى مكان بما يعينه على طريقه وحله وترحاله في سفره وعلى رأس واد المسافر إلى الآخرة ( تقوى الله ) وما ينتج منها من عمل صالح يشمل تسخير الأموال وغير الأموال في كل عمل ينطوي تحت اسم الصلاة )
3-وكتب عمر بن عبد العزيز أيضا الى رجل يذكره بحتمية الموت فيقول ( يا أخي إنك قد قطعت عظم السفر وبقي أقله وإياك أن تغرك الدنيا فإن الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له )
4-وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل بيته بعظه ويذكره فيقول ( إنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك ونهارك بغض إليك كل فان وحبب إليك كل باق والدنيا فانية بما فيها من متاع فلا مجال لودها والأخرة دار باقية خالدة فيها النفس تولع وتتمسك من حيث النتيجة ) .
5-وكتب عمر بن عبد العزيز أيضا إلى رجاء بن حيوة يقول مزهدا إياه في متاع الدنيا ( من أكثر من ذكر الموت اكتفى باليسير)
6-وكتب عمر بن عبد العزيز حين تولى الكتابة إلى ابنه عبد الملك وكان في المدينة بوصيه وبنصحه وبعظه ومما قال في ذلك ( إن استطعت أن تكثر من تحريك لسانك في ذكر الله تحميدا وتسبيحا وتهليلا فافعل فإن أحسن ما وصلت به حديثا حسنا حمد الله وشكره وإن أحسن ما قطعت به حديثا سيئأ حمد الله وذكره). 7-كتب به الحسن البصري إلى مكحول بن عبد الله (م 118 ه) وهو أحد الفقهاء الأئمة بالشام في ذلك العصر وقد اتصل بالحسن خبر موته ثم جاءه خبر ينفي ذلك عنه إذ يقول ( أتانا عنك ما راعنا ثم أتى بعد ذلك ما أكذبه فلعمر الله لقد سررنا وإن كان السرور بما سررنا به وشيك الانقطاع ذاهبا عما قليل إلى الخبر الأول فهل أنت عافاك الله ووفقنا وإياك إلى صالح العمل إلا كرجل ذاق الموت وعاين ما بعده وسأل الرجعة فأجيب إليها وأعطي ما سأل بعد ما عاين ما فاته فتأهب في نقل جهازه إلى دار قراره لا يرى إن له من ماله إلا ما قدم أمامه ومن عملة إلا ما كتب له ثوابه
ج- في اللوم والعتاب :
1-كان معاوية يغري بين مروان بن الحكم وسعيد بن العاص فكان يولي أحدهما على المدينة ويعزل الآخر ويأمر الجديد بقبض أموال سلفه فكان سعيد يمتنع حين يتولى عن قبض أموال مروان فلما أتى مروان - حين تولى مرة – كتاب معاوية بقبض أموال سعيد وهم بذلك أطلع سعيد مروان على كتب معاوية إليه بقبض أموال مروان حين كان واليا وذكر أنه امتنع عن قبضها للقرابة والحرمة فكف مروان عنه
2-وكتب سعيد الى معاوية في ذلك يلومه ويعاتبه في مثل قوله (العجب مما صنع أمير المؤمنين بنا في قرابتنا إنه يضغن بعضنا على بعض وإدخاله القطيعة بيننا والشحناء وتوارث الأولاد ذلك فوالله لو لم نكن بني أب واحد إلا لما جمعنا الله عليه من نصر الخليفة المظلوم وباجتماع كلمتنا لكان علينا أن نرعى ذلك )
3-وكتب معاوية إلى عمرو بن العاص بلومه على كلام بلغه عنه فقال يصفه (أذ أوله بطر وآخره خور ومن أبطره الغنى أذله الفقر )
4-وكتب عبد الملك إلى بعض ولده وقد خالفه في أمر فقال : ( إني أمرتك بأمر فأتيت غيره ووصيتك بوصية فأبيت إلا عصيانها وخفت أنك بمنزلة الصبي الذي إذا أمر بشيء أباه وإذا نهي عن شيء أتاه فيحتال له فيما ينفعه بأن ينهى عنه وفيما يضره بأن يؤمر به و يا سوأتي لمن هذه حاله )
5-وكتب يزيد بن عبد الملك الى أخيه وولي عهده هشام يقول :( قد بلغني استقلالك حياتي واستبطاؤك موتي ولعمري إنك بعدي لواهي الجناح أجذم الكف )
6-وكتب هشام الى خالد القسري عامله على العراق عدة كتب مطولة يلومه بها على إفراطه في الدالة عليه ويعاتبه على أقوال ندت عنه في مجالسه تطاول بها عليه ويذكره بما أنعم عليه به من ولاية وشهرة ومال وشرف وقال في بعض هذه الكتب : ( قد بلغ أمير المؤمنين عنك أمر لم يحتمله لك إلا لما أحب من رب الصنيعة قبلك واستتمام معروفه عندك وكان أمير المؤمنين أحق من استصلح ما فسد عليه منك )
7-وكتب عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب إلى بعض أصحابه يلومه ويعاتبه لاختلاف حاله اليوم عما كانت عليه حين عرفه ويصف ما في نفسه من عواطف نحوه تترجح بين اليأس والرجاء ويظهر تردده في أمر اطراحه أو صلته وبعد هذا الكتاب من أجمل الكتب في التعبير عن الشك والحيرة في حقيقة الصداقة والوداد بين صاحبين ويعد اللوم والعتاب موضوعا من الموضوعات الداخلة في صميم عواطف المحبة والمودة بين الناس ولولا هذه المحبة وتلك المودة لم يكن هناك لوم ولم يكن هناك عتاب أصلا وهو أول درجة من درجات المكاشفة بين الأصحاب والأصدقاء والأهل فإن لم يجد نفعا في إصلاح الحال ورتق الفتق انتقل إلى مرحلة أقسى وأشد وقعا هي التقريع والتوبيخ التي تنذر بالقطيعة والهجر
د-في التقريع والتوبيخ
1-كتب معاوية إلى زياد بن أبيه عامله على البصرة يقرعه ويوبخه حين علم برده شفاعة الحسن عنده لرجل من شيعته الداخلين أصلا في أمان الصلح بينه وبين الحسن ومن ذلك قوله : ( علمت أن لك رأيين أحدهما من أبي سفيان والآخر من سمية ، فأما الذي من أبي سفيان فحلما وحزم وأما الذي من سمية فما يكون من رأي مثلها من ذلك كتابك إلى الحسن تشتم أباه وتعرض له بالفسق ولعمري ولأنك أولى بالفسق من أبيه )
2-وكتب الحجاج إلى خالد بن عتاب بن وقاء الرياحي عامله على الري يشتم أمه لأمر ما ويعيره بمقتل أبيه على يد الخوارج بخذلانه إياه وفراره عنه فقال : ( أنت الذي هربت عن أبيك حتى قتل فلم يسكت خالد عن هذه الإهانة بل كتب إليه يشتم أمه ويعيره بفراره ( يوم الحرة ) هو وأبوه على جمل ثم يسأله ساخرا ( أيكما كان أمام صاحبه )
3- وكتب عبد الملك إلى الحجاج كتابا شديد اللهجة لتعرضة لأنس بن مالك الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخادمه بالمدينة عشر سنين ولتطاوله عليه بالكلام وقد تفكر عبد الملك يوما في أمرة وأمر الحجاج الذي اقترف في العراق من الجرائم ما يغضب الله فرأى أنه مسؤول عن تأميره وعمله أمام الله تعالى يوم الحساب فكتب إلى الحجاج يعلمه أن عجر عن التماس العذر له في سيرته بالناس في الدنيا وأنه في الآخرة أعجر ثم راح يكيل له ولأبيه ولجده ولآله الشتائم مستعرضا تاريخ علاقته به منذ أن كان فردا من أفراد شرطة روح بن زنباع إلى أن بلغ به ما بلغ من ولايات ولعل الشك غالب في النفس على مثل هذا النوع من الخطاب
4-وكتب سليمان بن عبد الملك وهو ولي للعهد إلى الحجاج عدة كتب لم ينظر فيها الحجاج فغضب سليمان عليه وكتب إليه كتابا مليئا بالتقريع الشديد على شاكلة قوله : ( لا تسكت عن قبيح ولا ترعوي عن إساءة ولا ترجو لله وقارا حتى دعيت فاحشا سبابا )
5-إلا أن الحجاج لن يسكت عن هذا الكتاب فأجاب سليمان بالمثل على شاكلة قوله : ( لعمري إنك لصبي حديث السن تعذر بقلة عقلك وحداثة سنك )
6-وكتب هشام إلى خالد القسري كتبا بقرعه بها ويوبخه توبيخا عظيما على فلتات لسانه التي بلغته عنه ومن ذلك قوله في بعضها : ( يا ابن أم خالد قد بلغني أنك تقول : ما ولاية العراق بشرف لي كيف لا تكون إمرة العراق شرفا وأنت من بجيلة القليلة الذليلة )
7-وكتب هشام الى الوليد بن يزيد ولي عهده بعد قطعه ما كان يجري عليه وعلى أصحابه من بعده يتهمه وإياهم بالسفه المفضي بهم الى التوبيخ
ه-في الاعتذار والاسترضاء :
1-وقع شيء بين الحسين بن علي وأخيه محمد بن الحنفية فافترقا مغاضبين فلما وصل محمد إلى بيته كتب الى الحسين يقول : ( إن لك شرف لا أبلغه وفضلا لا أدركه فإن أمي امرأة من بني حنيفة وأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان ملء الأرض نساء مثل أمي ما وفينا بأمك فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وسر إلي لترضيني وإياك أن أسبقك إلى هذا الفضل الذي أنت أولى به مني فلبس الحسين وجاء إليه و ترضاه
2- وكتب عمرو بن العاص إلى معاوية معتذرا عما بلغه عنه من كلام أغضبه فقال : ( غلو إنصافك يؤمن سطوة جورك ذكرت أني نطقت بما تكره وأنا مخدوع وقد علمت أني ملت إلى محبتك ولم أخدع ومثلك شكر مسعى معتذر وعفا ذلة معترف ) 3-وكتب الحجاج إلى عبد الملك يعتذر إليه ويترضاه بشأن تطاوله على أنس بن مالك حتى رضي عنه ومما ساقه في هذا الموضوع قوله : ( أمير المؤمنين أصلحه الله في قرابته من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الهدى وخاتم النبيين أحق من أقال عثرتي وعفا عن ذنبي وأمهلني ولم يعجلني عند هفوتي للذي جبل عليه من كريم طبائعه وما قلده الله من أمور عباده فرأي أمير المؤمنين أصلحه الله في تسكين روعتي وإفراج كربتي فقد ملئت رعبا وفرقا من سطوته وفجاءة نقمته وأمير المؤمنين أقاله الله العثرات وتجاوز له عن السيئات وضاعف له الحسنات وأعطى له الدرجات أحق من صفح وعفا ) ثم يذكر له ترضيه أنس بن مالك حتى رضي عنه 4-وكتب بشر بن مروان إلى أخيه عبدالعزيز يعتذر إليه من هفوة فقال (لولا الهفوة لم أحتج إلى العذر ولم يكن لك في قبوله مني الفضل )
5-وبلغ الوليد بن عبد الملك في مرض له ذم من أخيه وولي عهده سليمان وتمن لموته فعتب عليه الوليد فكتب إليه سليمان يتبرأ مما نسب إليه ونقل عن لسانه فقال ( والله لإن كنت تمنيت ذلك تأميلا لما يخطر في النفس أني لأول لاحق به وأول منعي إلى أهله فعلام أتمنى ما لا يلبث من تمناه إلا ريثما يحل السفر بمنزل ثم يظعنون عنه وقد بلغ أمير المؤمنين مالم يظهر على لسانه )
6-فرد عليه الوليد بكتاب جاء فيه قوله : ( ما أحسن ما اعتذرت به وحذوت عليه وأنت الصادق في المقال الكامل في الفعال وما شيء أشبه بك من اعتذارك وما شيء أبعد منك من الذي قيل فيك )
7-و كتب هشام إلى ابن عمرو بن سعيد بن العاص بالكوفة كتاب يترضاه فيه بعد أن أخبره أن خالدا القصري أخذه بمجلسه وأغلظ له في القول ومما قاله هشام في وصف آل سعيد أنهم ( صمت من غير إفحام بل بأحلام تخف الجبال وزنا ) وقد حكمه في هذه الرسالة بأمر خالد : إن شاء أقره وإن شاء عزله أو ضربه عشرين صوطا أو من عليه بها ثم تقدم إليه أن يكتب بحوائجه وحوائج أهل بيته إليه دائما 8-وكتب سالم بن عبد الله كاتب هشام يعتذر إلى بعض إخوانه قائلا : ( أمتعك الله وأمتع بك لولا أنه إذا ضاق علي المخرج لك وسعك عذري بسط لسان لأئمتي في تركك لأئمتي فيما خالف هواك )
و-في الشفاعة والاستعطاف
1-حين اعتدى زياد بن أبيه على رجل يدعى سعيد بن أي سرح (مولى حبيب بن عبد شمس ) من شيعة الحسن بالعراق بعد منحهم الأمان بموجب صلح معاوية والحسن سنة 41 هجري بان هدم داره وأخذ ماله وحبس أهله وعياله وطلبه كتب إليه الحسن يلومه على ما فعل ويشفع للرجل فيقول :" إن أتاك كتابي هذا فابني له داره واردد عليه عياله وماله وشفعني فيه فقد أجرته )
2-غير أن زيادا أبى أن يشفع الحسن فيه وتطاول عليه في القول فبعث الحسن بكتاب زياد إلى معاوية فكتب معاوية إلى زياد يقرعه ويقول : ( أما تركك تشفيعه فيما شفع فيه إليك فحظ دفعته عن نفسك إلى من هو اولى به منك فإذا ورد عليك كتابي فخلي ما في يديك لسعيد بن أبي سرح وابني له داره واردد عليه ماله ولا تعرض له )
3-وقد تتدخل شخصية بارزة في المجتمع في الشفاعة لقريب أو نسيب كما فعل عبد لله بن عمر حين تدخل لدى يزيد بن معاوية لإطلاق سراح المختار بن أبي عبيدة الثقفي أخي زوجه صفية وكتب إليه يقول : (إن عبيدة الله بن زياد حبس المختار وهو صهره وأنا أحب أن يعافى ويصلح من حاله فإن رأيت رحمنا الله وإياك أن تكتب لابن زياد فتأمره بتخليته فعلت )
4-فكتب يزيد إلى بن زياد يأمره بتخلية سبيله ثم إن عاملي بن زبير على الكوفة زجا بالمختار نفسه في سجنهما خشية من تحريكه فتنة فيها عليهما
6-فكتب المختار من سجنه إلى ابن عمر يستشفعه لديهما ويقول : ( إني حبست مظلوما وظن بي الولاة ظنونا كاذبة فاكتب رحمك الله الى هذين الوليين الصالحين كتابا لطيفا ولعل الله تبارك وتعالى أن يخلصني من أيديهما بيمنك وبركتك )
7- فكتب عبدالله بن عمر إليهما يقول : قد علمت ما الذي بيني وبين المختار بن أبي عبيد من الصهر والذي بيني وبينكما من الود فأقسمت عليكما بحق ما بيني وبينكما لما خليتما سبيله حين تنظران في كتابي هذا ) فخليا سبيله
8-وأذنب رجل يدعى كعبا العبسي الى الوليد بن عبدالملك ذنيا فوجد عليه فسأل كعب عروة بن الزبير أن يشفع له عنده فكتب عروة إلى الوليد يقول : " لو لم يكن لكعب من قديم حرمته ما يغفر له عظيم جريرته لوجب ألا تحرمه التفيؤ يظل عفوك الذي تأمله القلوب ولا تعلق به الذنوب واستشفع بي إليك فوثقت له منك بعفو لا يخالطه سخط فحقق أمله فيً وصدق ثقتي فيك تجد الشكر وافيا بالنعمة ) , فقبل الوليد هذه الشفاعة وأساغه الشفاعة لم يحب أيضا
9-وكتب إليه يقول : " قد شكرت رغبته إليك وعفوت عنه لمعوله عليك وله عندي ما يحب فلا تقطع كتبك عني في أمثاله وفي سائر أمورك " .
10-ومن ذلك أن عبد لله بن الزبير كانت له أرض إلى جانب أرض كانت لمعاوية فكتب إليه يشكر دخول عبيده أرضه أو مرورهم بها فما كان من معاوية إلا أن كتب له تنازلا عن الأرض والعبيد معا فأثر هذا الفيض في نفس ابن الزبير فكتب إلى معاوية يقول : ( وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه فلا عدم الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل )
11-وحين اعتذر سليمان إلى أخيه الوليد مما افتري على لسانه بحقه من لواذع القول وقطع الرحم كتب الوليد إليه يمتدحه ويثني عليه بمثل قوله : (أنت الصادق في المقال الكامل في الفعال )
12-وكتب سالم (مولى هشام) وكاتبه إلى بعض إخوانه معبرا عن عميق شكره له فقال : قد أصبحت عظيما الشكر لما سلف إلي منك جسيم الرجاء فيما بقي لي عندك قد جعل الله مستقبل رجائي منك عونا لي على شكرك وجعل ما سلف إلي منك عونا على مؤتنف الرجاء فيك
ز-في التشوق والاستزارة ,
1-كتب يزيد بن معاوية إلى محمد بن الحنيفة وكان بالمدينة يثني عليه شمائله فيقول : إني ما أعرف اليوم في بني هاشم رجلا وهو أرجح منك علما وحلما ولا أحضر منك فهمنا وحكما ولا اأعد منك عن سفهه ودنس وطيش ، ثم استزاره قائلا : قد أحببت زيارتك والأخذ بالحظ من رؤيتك فإذا نظرت في كتابي هذا فاقبل إلي آمنا مطمئنا
2- ولما تولى الوليد بن يزيد الخلافة كتب إليه مروان بن محمد مهنئا ومعبرا عن شوقه لزيارته بمثل قوله : ولولا ما أحاول من سد الثغر الذي أنا به لخفت أن يحملني الشوق إلى أمير المؤمنين أن استخلف رجل على غير أمره واأدم لمعاينة أمير المؤمنين فإنها لا يعدلها عندي عادل نعمة وإن عظمت فإن رأى أمير المؤمنين أن يؤذن لي في المسير إليه لأشافهه بأمور كرهت الكتاب بها فعل .
ح- في التودد والملاطفة :
كان هذا الموضوع ما يحبب المكتوب اليه بالكاتب إذ يصفي ما بينهما من شوائب العلاقة ويجعل المودة حاصلة في قلوب المتكاتبين
1-ومن ذلك ما كتب به الوليد بن عبد الملك إلى عروة بن الزبير من مواساة كتبه إليه في حاجاته
2- ومنه ما كتب به هشام بن عبدالملك إلى ابن عمرو بن سعيد بشان تعرض خالد القصري له إذ كتب إليه يقول : فكاتب أمير المؤمنين فيما بدا لك مبتدئا ومجيبا ومحادثا وطالبا ما عسى أن ينزل بك أهلك من أهل بيت أمير المؤمنين من حوائجهم التي تقعد بهم الحشمة عن تناولها من قبله من غير محتشم من أمير المؤمنين ولا مستوحش من تكرارها عليه مستمنحا ومسترفدا وطالبا ومستزيرا تجد أمير المؤمنين إليك سريعا بالبر لما يحاول من صلة قرابتهم وقضاء حقوقهم
ط-في الشكوى والمطارحات :
1-كتب عبد الملك إلى الحجاج مرة كتابا يشكو فيه سوء سيرته في الرعية وكثرت المآخذ عليه ويخبره عن عجزه عن الاعتذار من الله تعالى من كل ذلك وقصوره عن الاحتجاج له
2-وكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم يبثه ما هو فيه من قلق من الكبر والموت فيقول : إني نظرت في سني فأنا الآن قد بلغت خمسين سنة وأنت نحو مني في السن وإن امرأ قد سار نحو خمسين حجة إلى مورد لقمن أن يورده
3- وكتب قتيبة إلى الحجاج يشكو قلة ما يصيب من الطعام وقلة غشيانه النساء وحصره عن المنبر فكتب إليه الحجاج يصف له أدوية لهذه الأدواء ويقول : استكثر من الألوان لتصيب من كل صفحة شيئا واستكثر من الطروقة تجد بذلك قوة على ما تريد وأنزل الناس بمنزلة رجل واحد من أهل بيتك وخاصتك وارمي ببصرك أمامك تبلغ حاجتك
4-وكتب أنس بن مالك إلى عبد الملك يشكو إليه تطاول الحجاج عليه ويستنصره ويقول : إن الحجاج قال لي نكرا وأسمعني هجرا ولم أكن لذلك أهلا فخذ لي على يديه...........
5-وكتب الحجاج إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بدنو أجله وبأنه على شفا الموت ويبثه همومه فيقول : قد كنت أرعى غنمك أحوطها حياطة الناصح الشفيق برعية مولاه فجاء الأسد فبطش الراعي ومزق الراعي كل ممزق وأرجو أن يكون جبار أراد بعبده غفرانا لخطاياه وتكفيرا لما حمل من ذنوبه
6- وكتب عبدالحميد بن يحيى كاتب وهو منهزم مع مروان بن محمد إلى أهله يشكو إليهم تقلب الدنيا بأهلها وما آل إليه من حال فيقول : وقد كانت أذاقتنا أفاويق استحليناها ثم جمحت نافرة ورمحتنا مولية فملح عذبها وخشن لينها فأبعدتنا عن الأوطان وفرقتنا عن الإخوان ، فالدار نازحة والطير بارحة
7-وكتب عبد لله بن معاوية من السجن إلى أبي مسلم يشكو إليه ما هو فيه من بلاء السجن وثقل القيود والمعاناة فيقول : إن علينا من سمك الحديث ومن ثقله أذى شديدا مع معالجة الأغلال وقلة رحمة العمال الذين تسهيلهم الغلاظة وتيسيرهم الفضاضة بعد الله نرفع كربة الشكوى ونشكو شدة البلوى إن الناس من حوضك رواء ونحن منه ظماء يمشون في الإبراد ونحن نحجر في الأقياد بعد الخير والسعي والخفض والدعة.
ي- في التنبيه والتحذير
1-وجِد عبدالملك مرة على موسى بن نصير ،و كان مع أخيه بشر في العراق فأمر الحجاج حين بعثه واليا على العراق بعد موت بشر بأن يؤخذ على يدي موسى فعلم بذلك خالد بن أبان فكتب من الشام إلى موسى يقول : ( إنك معزول وقد وجه إليك الحجاج بن يوسف وقد أمر فيك بأغلظ الأمر فالنجاة النجاة والوحى الوحى؛ فإما أن تلحق بالفرس فتأمن ؛ وإما أن تلحق بعبد العزيز بن مروان مستجيرا به ولا تمكن ملعون ثقيف من نفسك فيحكم فيك )
2-ولما عاتب الوليد أخاه سليمان على شيء بلغه عنه من القول كتب إليه سليمان منكرا ذلك ومعتذرا ومحذرا إياه من سماع أقوال الوشاة وأهل النميمة فقال : ( متى سمع أمير المؤمنين من أهل النميمة ومن لا روية له أسرع ذاك في فساد النيات والقطع بين ذوي الأرحام والقرابات )
ك-في المواساة
1-كان عبد الملك قد ابتنى بابا من أبواب المسجد الأقصى بالقدس وبنى الحجاج بابا آخر منها فضربت صاعقة باب عبد الملك فاحرقته ولم يصب باب الحجاج أي أذى فتطير عبدالملك من ذلك وشقى عليه وبلغ الخبر الحجاج فكتب إليه يقول :
( ليهنَ أمير المؤمنين أن الله تقبل منه وما مثلي ومثله إلا كابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ) ملمحا بذلك إلى قصة ابني آدم عليه السلام حينما قرب كل منهما قربانا إلى الله تعالى فتقبل قربان هابيل فأحرقه علامة على ذلك ولم يتقبل قربان قابيل فضل على حاله فواسى هذا الكتاب عبد الملك حين قراه وارتاحت نفسه لذلك التخريج الجميل من الحجاج
ل-في الاخبار عن الاحوال
1-حين أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل رسولا إلى أهل الكوفة ليمهد له السبيل كتب مسلم إليه من بعض الطريق بين المدينة والكوفة يخبره بحاله وما جرى له فقال : ( إني أقبلت من المدينة معي دليلان لي فجازا عن الطريق وضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثا أن ماتا وأقبلنا حتى انتهينا إلى الماء فلم ننجو إلا بحشاشة أنفسنا وذلك المكان يدعى المضيق من بطن الخبيط وقد تطيرت من وجهي هذا فإن رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري ) ويلاحق بهذا الكتاب العامل النفسي الذي كان يثبط مسلما عن المضي قدما في مهمته بعدما تبين له من آيات الإخفاق والهلاك ما تبين وكان لأسماء الأماكن دوره في ترسيخ التشاؤم في نفسه عن طريق الإيحاء
2-وكتب عبد الحميد بن يحيى الكاتب عن أول مولد ولد له إلى أحد إخوانه كتابا يعبر فيه عن عظيم شكره وامتنانه لله تعالى على هذه النعمة ويعبر عن عميق بهجته وسروره به ويذكر ما يأمل منه بعد موته فيقول : ( وأملت ببقائه بعد حياة ذكري وحسن خلافتي في حرمتي وإشراكه إياي في دعائه شافعا لي إلى ربه عند خلواته في صلاته وحجه وكل موطن من مواطن طاعته فإذا نظرت إلى شخصه تحرك بي وجدي وظهر به سروري وتعطفت عليه مني أنسة الولد وتولت عني به وحشة الوحدة فأنا به جذل في مغيبي ومشهدي وحاول مس جسده بيدي في الظلم وتارة أعانقه وأرشفه ليس يعدله عندي عظيمات الفوائد ولا منفسات الرغائب ) وليس هناك ما هو أروع تصوريا لعاطفة الأبوة ولا أبرع تعبيرا عنها من هذه القطعة النثرية الرفيعة التي لا يوازيها في روعتها غير بضع قصائد : منها مثلا قصيدة حطان بن المعلى الضاضية المكسورة في بنياته وقصيدة أبي خالد القناني الخارجي الفائية المكسورة التي احتج فيها على لوم زعيم الخوارج قطري بن الفجاءة إياه على قعوده وقصيدة ابن الرومي الدالية المكسورة التي يرثي فيها ابنه محمدا
م-في طلب الحاجات
1-ولما طلب عبد الله بن الزبير الى معاوية أن يمنع عبيده من الدخول في أراضيه رد عليه معاوية بكتاب قال فيه : ( ساءني والله ما ساءك والدنيا هينة عندي في جنب رضاك ) وأعلمه بضم أرضه إلى أرضه وعبيده إلى عبيده هدية منه إليه
2-وكتب عقال بن شبة إلى خالد القسري عامل العراق يوصيه ببعض أقاربه ليصله ويلبي له حاجته فمهد لغرضه هذا بمدح طويل بما له من مكانة عالية بين العرب ويعد هذا الكتاب من الروائع في بابه إذ لم تزد كتب المترسلين في العصور العباسية التالية في موضوعه على أن قلدته ودارت حوله في معانيها وهو أشبه بقصيدة المدح التي تنتهي عادة بطلب الجائزة والتماس الصلة ومما ورد فيه قوله : ( إن الله انتجبك من جوهرة الكرم ومنبت الشرف وقسم لك خطرا شهرته العرب وتحدث به الحاضرة والبادية فجيمع أكفائك من جماهير العرب يعرفون فضلك ويسره ما خار الله لك وأحق من تعطف على أهل البيوتات وعاد لهم بما يبقى لهم ذكره ويحسم به نشره مثلك وقد واجهت إليك (فلانا وهو من دنية قرابتي وذوي الهيئة من أسرتي وعرف معروفك وأحببت أن تلبسه نعمتك وتصرفه إلي وقد أودعتني وإياه ما تجده باقيا على النشر جميلا في الغب )
3-وربما كتب بعضهم في طلب حاجة عادية في نفسه فقد كتب سليمان بن هشام لأبيه يقول : ( إن بغلتي قد عجزت عني فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لي بدابة لي فعل )
4-فكتب إليه أبوه يقول : ( قد فهم أمير المؤمنين كتابك وما ذكرت من ضعف دابتك وقد ظن أمير المؤمنين أن ذلك شدابتك في القيام عليها بنفسك ) ,
5-وقد رفع عبد الحميد بن يحيى الكاتب إلى مروان بن محمد كتابا لطيفا في التماس صلة من المال فقال : " إن الله بنعمته علي لما رزقني المنزلة من أمير المؤمنين جعل معها شكرها مقرونا بها فهي تنمي بالزيادة والشكر مصاحب لها فليست تدخلني وحشة من أنباء حاجتي وأنا أعلم أنه لو وصل إلى أمير المؤمنين علم حالي أغناني عن استزادتي ولكني تكنفتني مؤن استنفضت ما في يدي وكنت للخلف من الله منتظرا فإني إنما أتقلب في نعمه وأتمرغ في فؤائده واعتصم بسالف معروفه عندي " وهذا الكتاب من رفيع ما أثر في بابهوقد لاحظنا فيه اقتران الشكر دائما بذكر النعم لما يستفيده به من دوام هذه النعم
6-وكتب عبد الحميد أيضا إلى بعض الرؤساء يوصيه بشخص قصده في حاجة له عنده ويأمل في تحقيقها فقال : " حق موصل كتابي اليك كحقه علي إذ جعلك موضعا لأمله وراني أهلا لحاجته وقد أنجزت حاجته فصدق أماه " وتعد هذه الكتب نماذج عاليه احتذاها فيما بعد كتاب الترسل في العصور العباسية التالية
ن- في التهادي ( أو الاهداء والاستهداء)
كان هذا الموضوع وسيلة من وسائل التعبير عن المودة والمحبة بين الأصدقاء والأهل ولذا فقد ظهر في بعض كتاباتهم وقد يكون التهادي بين بعض الرؤساء والمرؤوسين كذلك أما الهدية فقد تكون جارية حسناء أو عبدا أسود او فرسا أو طعاما كالدراقن أو الكمأة أو العسل وما أشبه ذلك أو قاربه مما يمكن أن يهدى أو يستهدى في ذلك العصر وقد كان المهدي بكتب الى المهدى اليه بصفة ما يهديه أو بأبرز مزاياه المحبوبة فيه على وجه الاجمال
1-ومن ذلك أن عامل اليمن بعث الى عبد الملك بجارية وكتب اليه يقول :" إني قد وجهت إلى أمير المؤمنين بجارية اشتريتها بمال عظيم ولم ير مثلها قط "وأنما قوله ( ولم ير مثلها قط ) إنما هو إشارة إلى تفردها في المزايا عن سائر الجواري في نظر المهدي وما يلتمس عند الجارية عادة إنما هو حسنها الظاهر وملاحتها وحسن منطقها ولذا فإن الكاتب أوجز كل ذلك بتلك العبارة الموحية التي أبقت حسن الجارية غامضا تتوق العين إلى رؤيته حيا ماثلا أمامها بعد أن مثل في الخيال على أحسن مثال ولما كتب الحجاج إلى عامل له بفارس يستهديه عسلا جعل لهذا العسل أحسن الصفات فقال :" ابعث إلي بعسل من عسل خلار من النحل الأبكار من الدستفيشار الذي لم تمسه النار " فقد جعل العسل أولا من موضع اشتهر بكثرة العسل والنحل واختاره ثانيا من عسل خير أنواع النحل في تلك البقاع وجعله ثالثا مما ضل على فطرته في خليته من غير أن يكون قد عومل بنار ولا أن يغش بشيء قد يغير لونه أو طعمه وهكذا يكون قد استقصى غاية المراد من أوصاف هذا العسل المرغوب فيه
2-ولما أهدى الحجاج عبد الملك فرسا أمر ابن القرية بأن يكتب عنه إليه كتابا في صفته فصب ابن القرية هذا في كتاب موجز أشبه بالبرقية اليوم عصارة ما يمكن أن يطلب في الفرس الكريم الأصيل فقال :" بعثت بفرس حسن المنظر محمود المخبر جيد القد أسيل الخد يسبق الطرف ويستغرق الطرف " ، فهو على ذلك متعة للعين ومتعة لراكبه أن انطلق على صهوته فهو جامع بين جمال المظهر وروعته وبين السرعة والحيوية والنشاط وربما صدمت الهدية من أهديت إليه وخيبت أمله ولم تعجبه فكتب إلى مهديها أن كان من المرؤوسين يقرعه عليها ويوبخه نوبيخا ساخرا
3-ومن ذلك أن بعض العمال أهدى مروان بن محمد عبدا أسود فأمر عبد الحميد بن يحيى كاتبه على الرسائل بذم المهدي فكتب إليه يقول :" لو وجدت لونا شرا من السواد وعددا أقل من الواحد لأهديته "
ص- في الألغاز
يقال ألغز الكلام وألغز فيه إذا عمَّى مراده وأضمره وروى فيه وعرض ليخفى والمراد بالألغاز تلك الكتب التي يدور موضوعها على التورية والتعمية والتعريض بالغرض بعيدا عن المباشرة أو التصريح به اعتمادا في فهمه على ذكاء المتلقي وفطنته وسعة ثقافته واطلاعه على الأمور وقد كان هذا الموضوع معروفا في الكتب الشخصية خلال العصر الأموي وفي العصور العباسية التالية :
1-ومما أثر منه في العصر الأموي كتاب من عبد الملك الى الحجاج بعثه ردا على كتاب من الحجاج يهول فيه أمر الخوارج الأزارقة مع قطري وجاء في كتاب عبد الملك قوله :" إني أحمد إليك السيف وأوصيك بما أوصي به البكري زيدا " ففهم الحجاج الشطر الأول وهو استعمال القوة في حسم أمر الأزارقة واستغلق عليه أمر وصية البكري وزيد ولم يعرف خطبهما فأمر حاجبه بأن ينادي في الناس بمنح عشرة ألاف درهم جائزة لمن يعرفهما ويعرف نص الوصية فقدم عليه رجل يعرف الخبر : فإذا البكري موسى بن جابر الحنفي وإذا هو يوصي ابن عم له يدعى زيدا في شعر له فيقول :
أقول لزيد لا تثرثر فإنهم .... يرون المنايا دون قتلك أو قتلي
فإن وضعوا حربا فضعها وإن أبوا ... فشب وقود الحرب بالحطب الجزل
فإن عضت الحرب الضروس بنابها ... فعرضت نار الحرب مثلك أو مثلي
فقال الحجاج :" صدق أمر المؤمنين عرضة نار الحرب مثلي أو مثله وصدق البكري " ، ثم قام فكتب إلى المهلب وهو على حرب الخوارج مع قطري فقال :" إن أمير المؤمنين أوصاني بما أوصى به البكري زيدا وأنا أوصيك به وبما أوصى به الحارث بن كعب بنيه " ويبدو أن المهلب عرف وصية البكري زيدا من الرسول بالكتاب أو من غيره لشيوع أمره بعد ما كان من خبره إلا أنه لم يكن يدري ما وصية الحارث لبنيه فلما أوتي بها إذا فيها :" يا بني كونوا جميعا ولا تكونوا شتى فتفرقوا وبزوا قبل أن تبزوا فموت في قوة وعز خير من حياة في ذل وعجز "
3-وكتب عبد الملك إلى الحجاج حين دخر ابن الأشعث وهزمه وهو يقول :" مالك عندي مثل إلى قدح بن مقبل " فلم يدر الحجاج ما أراد فكتب إلى صديقه قتيبة بن مسلم بخراسان – وكان عالما برواية الشعر والأخبار – يسأله قائلا :" إن ابن مقبل من أهلك وقد كتب إلي أمير المؤمنين ب (كذا ) فعرفني قدحه " فكتب إليه قتيبة يقول :" إن هذا القدح فاز تسعين مرة لم يخب فيها مرة واحدة حتى ضرب به المثل فقال ابن مقبل ينعته :
خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمح
مقدى مؤدى باليدين منعم .... خليع قداح فائز متمنح
غدا وهو مجدول فراح كأنه .... من المس والتقليب بالكف أفطح
إذا امتنحته من معد قيبلة .. غدا ربه قبل المفيضين يقدح
4-وكتب عبد الملك مرة إلى الحجاج يقول :" أنت عندي كسالم " فلم يدر من سالم هذا ولم يعرف ما منزلته حتى سأل عنه فقيل له إنه أراد قول الشاعر:
يديرونني عن سالم وأديرهم .. وجلدة بين العين والأنف سالم
ويقال ذلك لمن كانت مكانته رفيعة عند قائله .
ع-في بيان طبيعة الإخاء
1-كتب عبد الحميد بن يحيى الكاتب إلى بعض أصدقائه كتابا طويلا يحدد له فيه طبيعة الإخاء وماهيته فبقول إنه " ما دعا أسبابه صدق ( التقوى ) وبنيت دعائمه على أساس ( البر) ثم أنهد البناء حريز ( تواصل ) وشيده مستعذب (العشرة ) " وهذه – كما يبدو لنا الأركان الأربعة الأساسية التي يرتفع عليها بناء الإخاء أو الصداقة بين الناس ثم يرى عبد الحميد أيضا أن الصديق الصدوق هو من كان لصديقه في الشدائد والملمات " أكهف لجا وأحرز حصنا وأحصف جنة من غير أن يسأم من أعباء صديقه أو يمل منه إذ يتوجب عليه في حوادث الزمان أن يقف معه ويسعفه ويواسيه بكل ما قدر عليه " غير منان بالنصرة ولا برم بالعتب يرى تعبه غنما ونصبه دعة وكلفه فائدة وعمله مقصرا ويجب أن يكون الصديق لصديقه باختصار شديد " عدل الولد في بره والوالد في شفقته والأخ في نصرته والجار في حفظه ثم يتساءل عبد الحميد عن ثلاثة أمور : عن مقدار تمسك المرء بمثل هذا الصديق الصدوق المخلص إن وجده وعن شكه في مثل وجود هذا الصديق إن وجد أصلا وعن مقدار الخسارة في فقده بعد العثور عليه ويقول :" فأين المعدل عن مثله ؟ أو كيف الإصابة لمثله :؟ أو أنى عوضه من فقده ؟ " ونجد في هذه الرسالة جوامع لفضائل الإخاء والحدود التي يجب إن يفهمها الصديق في صداقته إذ بغيرها تنتفي صفة الإخاء بين الصديقين ولهذه الرسالة قيمة تاريخية ثلاثية كما يبدو لنا : -
1-القمية الاولى تتمثل في : اشتمالها على دستور نظري لصلة الإخاء أو الصداقة بين الناس العقلاء في المجتمع العربي الأصيل
2- والقيمة الثانية قيمة خلقية عملية : تتحلى في كون عبد الحميد كان صادقا في كل ما كتبه فيها حين كتبها ومؤمنا به كل الإيمان لأن ذلك تجسد عمليا في سلوكه الذي ترويه الأخبار القديمة على وجهين :
1-الاول: موقفه من صديقه بن المقفع حين دهمه الطلب وهو مختبئ عنده فادعى ابن المقفع لطالبيه من جند العباسيين أنه هو عبد الحميد ليحافظ على حياة صديقه مضحيا بنفسه لأجله ولكن عبد الحميد يكشف لهم عن الحقيقة حين طلب منهم أوصافه فأخذوه وقتلوه درءا لإلحاق الأذى بصديقه من غير ذنب اقترفه
2-والثاني: رفضه لعرض مروان بن محمد وهما منهزمان بأن يظهر عبد الحميد الخيانة له أمام العباسيين ليرضوا عنه وينجو وينفع عياله وحرمه من بعده وآثر أن يبقى إلى جانب خليفته مروان لينتصر معه إن انتصر ويموت معه إن مات وبالفعل فقد قتلا معا في لقاء واحد مع جند العباسيين بقرية بوصير بمصر وهما ملاحقان سنة 132 هجري فدل سلوكه العملي هذا على شدة وفائه وإخلاصه في إخائه للخليفة حتى اللحظة الأخيرة وهذه النهاية بهذه الرواية هي الأصح والاقوى من الرواية الأولى والقيمة الثالثة لهذه الرسالة تراثية تتمثل في تأثيرها العميق في ميدان التأليف في هذا الموضوع عند من جاء بعده من كبار الكتاب والأدباء والمترسلين كابن المقفع في القرن الثاني للهجرة وأبي حيان التوحيدي في القرن الرابع للهجرة ولا شك في أن هذه التأثيرات تعدت النثر إلى الشعر أيضا في هذا الموضوع عينه فقد أطنب الشعراء في التغني بالإخاء بين الإخوان والصداقة بين الأصدقاء
ف- في الوصف
يعد الوصف واحدا من الموضوعات المحببة في الكتب الشخصية ويراد به هنا على وجه الخصوص وصف الطبيعة أو الماديات والمحسوسات فيها مما يقع تحت مرمى البصر وتتأثر به سائر الحواس يدخل مع هذا الوصف في جملته الموضوعات الشخصية لأن المرء حين يلجأ لوصف شيء من الاشياء أو منظر من المناظر فإنه يصوره من خلال تذوقه الخاص له ومن خلال رؤيته الخاصة فيرسمه بالكلمات إن كان ناثرا أو شاعرا ويرسمه بالألوان ان كان مصورا تشكيليا أو يجسده تمثالا أو قطعة موسيقية إلى غير ذلك من وسائل التصوير والتعبير.
فالمرء عندما يتأثر بموضوع الوصف وينفعل به فإنه يخلع عليه من خياله وذاته الشيء الكثير إذ يلتقط الصورة من الزاوية المعبرة عن نفسيته ويجسده لنا في كلمات تستثير فينا غالبا حين نسمعها ، أو نقرؤها شعورا غامرا يستعيد أمامنا تكوين أجزاء الصورة التي كان قد رآها الناثر ، والشاعر وانفعل بها ونصبح وكأننا نحن من يراها حقيقة وفي هذه الاستعادة جوهر الوصف والتصوير الفني للأشياء بالكلمات وربما اختلف وصف الشيء نفسه عند ناثرين مختلفين أو شاعرين مختلفين : فكثير من الشعراء وصف الذئب أو الفرس أو الناقة أو الأطلال أو الربيع ولكن لكل واحد منهم ذئبه الخاص به وربيعه الخاص به بل إن وصف الشيء نفسه قد يختلف عند الناثر نفسه أو الشاعر نفسه إن كان في حالتين نفسيتين مختلفتين وهذا يؤكد ارتباط الوصف كليتة بالنفس والزمان والمكان والسن وسوى ذلك من المؤثرات الأخرى المختلفة ومن ذلك : وصف الفرس والمطر والمعركة والسلاح والصيد ومن هذا الوصف ما جاء موجزا مركزا ومنه ما جاء مطولا مسهبا على النحو التالي :
1- وصف المطر والأرض : كتب الحجاج إلى عبد الملك كتابا رائعا يذكر فيه هيئة الأرض المتربة المغبرة المقشعرة التي ثارت فيها أعاصير الغبار لانحباس المطر عنها حتى يأس الفلاحون أو كادوا وينتقل من ثم إلى وصف تحول الجو حين هبت رياح القبول والشمال فأثارت سحابا متقطعا رقيقا ولم يزل يتصل بعضه ببعض ويعلو بعضه بعضا حتى أثقل بالماء الذي راح يسح سحا ثم لم يلبث الوابل أن انقطع وأخذت السماء تثلج وترمي بقطع بيض كالقطن المندوف حتى غطى الثلج الأرض بملاءة بيضاء وسد الشعاب ، والسبل فارتوت الأرض العطشى وشرب الناس ثم يحمد الحجاج الله تعالى على هذا الخير العميم والنعمى الطيبة وهو يظهر في هذا الكتاب التعارض بين الجفاف والخصب ويبين موقف الناس من كل منهما ولاسيما الفلاحون الذين يفلحون بالمطر ويحزنون لانحباسه لأن في المطر عندهم وعند الناس أجمعين وكل ما على الأرض من حي وكل معاني الحياة ولأن في الجفاف كل معاني الهلاك وانقطاع الحرث والنسل
2- وصف المعركة ورد مثل هذا الوصف على لسان المهلب في كتاب بعث به إلى الحارث بن عبدالله المخزومي عامل ابن الزبير على البصرة يصف فيه ما جرى بينه وبين الخوارج في وقعة (سلى وسلبرى ) الحاسمة فيصور لنا الكر والفر الذي يقع بين الفريقين كما يصور شدة القتال ثم يخلص إلى النتيجة .
ق-في المعايدة :
1-كتب سعيد بن حميد المتوفى سنة 105 ه يوم النيروز إلى بعض أهل السلطان : أيها الشريف : عشت أطول الأعمار بزيادة من العمر موصولة بفرائضها من الشكر لا ينقضي حق نعمة حتى يجدد لك أخرى ولا يمر بك يوم إلا كان مقصرا عما بعده موفيا عما قبله . (إني تصفحت أحوال الأتباع الذين يجب عليهم الهدايا إلى السادة والتمست التأسي بهم في الإهداء – وأن قصرت بي الحال عن الواجب – فوجدت أني بهم أهديت نفسي فهي ملك لك لا حظ فيها لغيرك ورميت بطرفي إلى كرائم مالي فوجدتها منك فإن كنت أهديت منها شيئا فإني لمهد مالك إليك ونزعت إلى مودتي فوجدتها خالصة لك قديمة غير مستحدثة فرأيت أن جعلتها هديتي إني لم أجدد لهذا اليوم الجديد برا ولطفا ولم أميز منزلة من شكري بمنزلة من نعمتك إلا كان الشكر مقصرا عن الحق والنعمة زائدة على ما تبلغه الطاقة فجعلت الاعتراف بالتقصير عن حقك هدية إليك والإقرار بالتقصير عما يجب لك برا أتوسل به إليك وقلت في ذلك
إن أهد مالا فهو واهبه وهو الحقيق عليه بالشكر
أو أهد شكري فهو مرتهن بجميل فعلك آخر الدهر
والشمس تستغني إذا طلعت أن تستضيء بسنة الفجر
ظ-في التأنيب :
1-كتب معاوية إلى ابنه يزيد يؤنبه ويعاتبه :
أما بعد : فقد أدت السنة التصريح إلى إذن العناية بك , ما فجع المل فيك وباعد الرجاء منك , إذ ملأت العيون بهجة والقلوب هيبة وترامت إليك آمال الراغبين وهم المنافسين . فسخت بك فتيان قريش وكهول أهلك , فما يسوغ لهم ذكرك إلا على الجرة المهوعة , والكظ الجشء , اقتحمت البوائق وانقدت إلى المعاير , واعتضتها من سمو الفضل ورفيع القدر . فليتك – يزيد – إذا كنت لم تكن , سررت يافعا ناشئا ً وأثقلت كهلا ضائعا ً , فوا حزنا عليك يزيد ! ويا حر صدر المثكل بك . ما أشمت فتيان بني هاشم وأذل فتيان بني عبد شمس عند تفاوض المفاخر ودراسة المناقب ! فمن لصلاح ما أفسدت ورتق ما فتقت ؟ هيهات . خمشت الدربة وجه التصبر بك , وأبت الجناية إلا تحدرا على الألسن , وحلاوة على المناطق ما أربح فائدة نالوها , وفرصة انتهزوها ! انتبه يزيد للعظة , وشاور الفكرة ولا تكن إلى سمعك أسرع منها إلى عقلك , واعلم أن الذي وطأك وسوسة الشيطان وزخرفة السلطان مما حسن قبحه واحلولى عندك مره , مر ٌشركك فيه السواد ونافسكه الأعبد , فأضعت به من قدرك وأمكنت به من نفسك – فمن لهذا كله ؟ .
واعلم يا يزيد أنك طريد الموت , وأسير الحياة بلغني أنك اتخذت المصانع والمجالس للملاهي والمزامير كما قال تعالى : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لكم لعلكم تفلحون ) , وأجهرت الفاحشة حتى اتخذت سريرتها عندك جهرا ً . اعلم يا يزيد أن أول ما سلبكه السكر معرفة مواطن الشكر لله تعالى على نعمه المتظاهرة وآلائه المتواترة , وهي الجرحة العظمى , والفجعة الكبرى ترك الصلوات المفروضات في أوقاتها , وهي من أعظم ما يحدث من آفاتها , ثم استحسان العيوب وركوب الذنوب , وإظهار العورة وإباحة السر , فلا تأمن نفسك على سرك ولا تعقد على فعلك فما خير لذة تعقب الندم , وتعفى الكرم ؟ وقد توقف أمير المؤمنين بين شطرين من أمرك لما يتوقعه من غلبة الآفة واستهلاك الشهوة , فكن الحاكم على نفسك واجعل المحكوم عليه ذهنك ترشد أن شاء الله تعالى , وليبلغ أمير المؤمنين ما يرد شاردا من نومه , فقد أصبح نصب الاعتزال من كل مؤانس ودريئة الألسن الشامتة , وفقك الله فأحسن .



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)