فن التوقيعات في العصر الأموي
أ- مقدمة :
شاعت التوقيعات في عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، لشيوع الكتابة، وامتد هذا الشيوع بصورة أوسع في عصر بني أمية، أما في العصر العباسي ومع ازدهار الكتابة الفنية وتعدد أغراضها، وحلولها محل الخطابة في كثير من شؤون الدولة وقضاياها، فأصبح الكاتب البليغ مطلباً من مطالب الدولة تحرص عليه وتبحث عنه لتسند إليه عمل تحرير المكاتبات، وتحبير الرسائل في دواوينها التي تعددت نتيجة لاستبحارها واتساع نطاقها، وكثرة ما يجبي من الخراج من الولايات الإسلامية الكثيرة المتباعدة، وأصبح لا يحظى بالوزارة إلا ذوو الأقلام السيالة من الكُتاب والبلغاء المترسلين، وأسهمت التوقيعات الأدبية منذ أبكر عصورها في توجيه السياسة العام للدولة الإسلامية، في عصر صدر الإسلام، ودولة بني أمية، ودولة بني العباس، والدولة العربية بالأندلس، والمغرب العربي. وكان الخلفاء في أكثر الأحايين هم الذين يتولون توجيه ما يرد إليهم من رقاع أو خطابات، والتوقيعات كانت في سياقها التاريخي محطة لتدريب الناشئة علي فنون القول، واكتساب المهارات اللغوية والبلاغية.
ب-نماذج رائعة من التوقيعات الأدبية...

-كتب ربيعة بن عسل اليربوعي إلى معاوية يسأله ليعينه في بناء دارة بالبصرة لكنه بالغ حيث أراد الحصول على اثني عشر ألف جذع نخلة ليبني بها بيته وقد كانت تسقف بجذوع النخل فوقع الخليفة معاوية بهذا التوقيع المتضمن للاستفهام الاستنكاري «أدارك في البصرة أم البصرة في دارك؟؟؟ !!».
2-وكتب عبد الله بن عامر إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله أن يقطعه مالا بالطائف فكتب إليه: عش رجبا تر عجباً.
3- وروي أن يزيد كَتَبَ إلى إسماعيل بن علي العمشي: أن اكتب لنا بمناقب علي ووجوه الطعن على عثمان رضي الله عنهما فكتب العمشي: «لو أن عليا لقي الله جل وعز بحسنات أهل الدنيا لم يزد ذلك في حسناتك. ولو لقيه عثمان رضي الله عنه بسيئات أهل الأرض لم ينقص ذلك من سيئاتك».
4- وكتب مسلم بن عقبة إلى يزيد بن معاوية يخبره بالذي صنعه ببعض الخارجين على الدولة الأموية فوقع يزيد في أسفل كتابه «فلا تأس على القوم الفاسقين».
5-ووجد الحجاج على منبره مكتوبا ﴿قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ (الزمر 8)
6-فكتب تحته ﴿مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (آل عمران 119). 7-7-وكتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان أن يحمله على أخذ أموال السواد ، فكتب عبد الملك على الرسالة: «لا تكن علي درهمك المأخوذ أحرصَ على درهمك المتروك، وأبق لهم لحوما يعقدوا بها شحوما».
8- ورُفع إلى الحجاج بن يوسف عن محبوس ذكروا أنه تاب فوقع: «ما على المحسنين من سبيل».
9-وكتب قتيبة بن مسلم الباهلي إلي سليمان بن عبد الملك ابن مروان الخليفة الأموي يتهدده بالخلع،
10- فوقع سليمان في كتابه:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
أبشر بطول سلامـة يا مــربع
وأعاده إليه
11-فغضب قتيبة وأرسل إليه رسالة أخرى يتهدده بالخلع فوقع فيها سليمان «والعاقبة للمتقين».
12-ورفع متظلم شكواه إلى هشام بن عبد الملك فوقع فيها «أتاك الغوث إن صدقت وجاءك النكال إن كذبت»
13- وروي أن هشام بن عبد الملك كتب إلى ملك الروم: من هشام أمير المؤمنين إلى الملك الطاغية
14- فكتب ملك الروم إليه: ما ظننت أن الملوك تسب وما الذي يؤمنك أن أجيبك: «من ملك الروم إلي الملك المذموم».
15- كتب عامل عُمان إلى عمر بن عبد العزيز: «إنّا أُتينا بساحرة، فألقيناها في الماء فطفت»
16-فوقع إليه عمر: «لسنا من الماء في شيء، إن قامت البينة، وإلا فخلّ عنها» ، 17-وكتب عدي بن أرطأة إلي عمر بن عبد العزيز: «إن الناس قد أصابوا من الخير خيراً حتى كادوا أن يبطروا»
18-فوقع عمر: «إن الله تبارك وتعالى حيث أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، رضي من أهل الجنة أن قالوا: الحمد لله، فَمُرْ مَنْ قبلك أن يحمدوا الله».
19-وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري «أعنّى بأصحابك»
20- فأجابه الحسن في رسالته «من كان من أصحابي يريد الدنيا فلا حاجة لك فيه، ومن كان منهم يريد الآخرة فلا حاجة له قبلك، ولكن عليك بذوي الأحساب ،فإنهم إن لم يتقوا استحيوا، وإن لم يستحيوا تكرموا».
21-كتب عامل حمص – إلى عمر ابن عبد العزيز. يخبره أنها احتاجت على حصن –
22-فوقع عمر «حصنها بالعدل والسلام».
23-ووقع عمر بن عبد العزيز إلى عامله على الكوفة عندما كتب إليه يخبره أنه فعل في أمره كما فعل عمر بن الخطاب في حادثة مماثلة «أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده».
24-ووقع يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان إلي مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وقد أُخبر يزيد أنه يتلكأ في مبايعته بالخلافة: «أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، فإذا أتاك كتابي فاعتمد علي أيهما شئت».



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)