فن الوصايا في العهد الأموي
أ-رؤيا الوصايا في هذا العهد : ازدهر فن الوصايا في العهد الأموي ازدهاراً كبيراً وبلغ ذروته من خلال ازدهار الفنون الأدبية النثرية، وكان له حظ وافر عتد العلماء والأمراء والأدباء والعامة ز
ب- نماذج من الوصايا الأموية :
1-وصية معاوية بن أبي سفيان رحمه الله:
قال عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب: لما ثقل معاوية، بعث إلى يزيد وهو في ضياعه، فأتاه غلام له يقال له عجلان، فأخبره بثقل أبيه، فأقبل وقد قال في ذلك شعراً: البسيط
جاء البريد بقرطاسٍ يخبّ به ... فأوجس القلب من قرطاسه جزعا
قلنا: لك الويل ماذا في صحيفتكم ... قال: الخليفة أمسى مثبتاً وجعا
فمادت الأرض أو كادت تميد بنا ... كأنّ أغبر من أركانها انصدعا
ثمّت ملنا إلى عيسٍ مزمّمةٍ ... نغشى الفجاج بها لا نأتلي سرعا
لسنا نبالي إذا بلّغن أرحلنا ... ما مات منهنّ بالبيداء أو ظلعا
حتّى دفعنا لرأس النّاس كلّهم ... هدياً، وخيرهم فعلاً ومصطنعا
من لم تزل نفسه توفي على شرفٍ ... توشك مقادير تلك النّفس أن تقعا
لمّا انتهينا وباب الدّار منصفقٌ ... لصوت رملة ريع القلب فانقلعا
قال: فلما دخل على معاوية خلا به وأخرج عنه أهل بيته وقال: يا بني قد جاء أمر الله، وهذا أوان هلاكي، ما أنت صانع بهذه الأمة بعدي؟ فمن أجلك آثرت الدنيا على الآخرة، وحملت الوزر على ظهري لتعلو بني أبيك. قال يزيد: آخذهم بكتاب الله وسنة رسوله وأقتلهم عليه. قال: أولا تسير بسيرة أبي بكر الذي قاتل أهل الردة ومضى والأمة عنه راضون؟. قال: لا، إلا بكتاب الله وسنة نبيه، آخذهم به وأقتلهم عليه. قال: أولا تسير بسيرة عمر الذي مصر الأمصار وجند الأجناد، وفرض الأعطية، وجبى الفيء وقاتل العدو، ومضى والأمة عنه راضون؟. قال: لا، إلا بكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، آخذهم به وأقتلهم عليه. قال: أولا تسير بسيرة عمك عثمان بن عفان الذي أكل في حياته، وورث في مماته، واحتمل الوزر على ظهره؟. قال: لا، إلا بكتاب الله وسنة نبيه، آخذهم به واقتلهم عليه. قال: يا يزيد، انقطع منك الرجاء وأظنك ستخالف هؤلاء جميعاً فتقتل خيار قومك وتغزو حرم ربك بأشابات الناس فتطعمهم لحومهم بغير الحق فتدركك ميتة فجاءة، فلا دنيا أصبت، ولا آخرة أدركت. يا يزيد أما إذا لم تصب الرشد فإني قد وطأت لك الأمور، وذللت لك أهل العز، وأخضعت لك رقاب العرب، وكفيتك الرحلة والترحال، وجمعت لك ما لم يجمعه واحد، وإني لست أخاف أن ينازعك في هذا الأمر إلا ثلاثة نفر: الحسين ابن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. فأما عبد الله بن عمر فرجل قد وقذته العبادة وتخلى من الدنيا وشغل نفسه بالقرآن. وما أظنه يقاتل عليها إلا أن تأتيه عفواً. وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويروغ روغان الثعلب، فإن أمكنته الفرصة وثب فابن الزبير، فإن هو فعل فاستمكنت منه فقطعه إرباً إرباً إلا أن يلتمس منك صلحاً، فإن فعل فاقبل منه واحقن دماء قومه تقبل قلوبهم إليك.
وأما الحسين بن علي فإن له رحماً وحقاً وولادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أظنه أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه عليك، فإن قدرت عليه فاصفح عنه. فإني لو كنت صاحبه صفحت وعفوت عنه قم عني. وصلى عليه عمرو بن العاص.
2-وصية عبد الملك بن مروان رحمه الله:
وأوصى عبد الملك بن مروان حين حضرته الوفاة فقال لبنيه: أوصيكم بتقوى الله، فإنها عصمة باقية وجنة واقية. والتقوى خير زاد، وأفضل في المعاد، وأحصن كهف، وأزين حلية. ليعطف الكبير منكم على الصغير وليعرف الصغير منكم حق الكبير مع سلامة الصدور والأخذ بجميل الأمور. فإنكم إذا فعلتم ذلك كنتم للعز خلقاء، وهابتكم الأعداء. إياكم والتباغي والتحاسد فإن بهما هلك الملوك الماضون، وذوو العز المتكبرون. انظروا يا بني، مسلمة بن عبد الملك فاصدروا عن رأيه، فإنه نابكم الذي تفترون عنه، ومجنكم الذي تستجنون به. وأكرموا الحجاج، فإنه الذي وطأ لكم المنابر، وكفاكم قحم تلك القناطر. كونوا أولاداً أبراراً، وفي الحرب أحراراً، وللمعروف مناراً، واحلولوا في مرارة، ولينوا في شدة. ثم رفع رأسه إلى الوليد فقال: لا ألفينك يا وليد، إذا وضعتني في حفرتي تعصر عينيك كما تفعل الأمة، بل شمر واتزر، والبس جلد نمر، وادع الناس إلى البيعة، فمن قال برأسه هكذا فقل بالسيف هكذا. أوصيك بأخيك عبد الله بن عبد الملك وبعمر بن عبد العزيز خيراً. لا تعزلهما ولا تستبدل بهما. وأوصيك بابن عمنا هذا خيراً يعني علي بن عبد الله بن العباس. فأما الحجاج فلست تستغني عنه. ثم أرسل إلى خالد وعبد الله، ابني يزيد بن معاوية. فلما جلسا قال: ما تقولان: أأقيلكما بيعة الوليد؟ قالا: معاذ الله يا أمير المؤمنين. قال: لو قلتما غير ذلك لقتلتكما على حالي هذه . قوما. فقاما فخرجا. ثم دعا بقداح بعدة ولده فأمر بها فجمعت ثم دفعها إلى الوليد فقال: اكسرها. فلم يقدر على ذلك. ثم دفعت إلى آخر، ثم آخر، حتى استقراهم جميعاً، فأعياهم كسرها، فأمر بها ففرقت، ثم دفع إلى كل واحد منهم قدحاً وأمره بكسره ففعل، فقال: هكذا أنتم بعدي، إن اجتمعتم لم يكسر أحد، وإن تفرقتم كسرتم. وقال: احفظوا عني هذه الأبيات: الكامل
انفوا الضّغائن عنكم وعليكم ... عند المغيب وفي الحضور الشّهّد
بصلاح ذات البين طول بقائكم ... إن مدّ في عمري وإن لم يمدد
فلمثل ريب الدّهر ألّف بينكم ... بتواصلٍ وتراحمٍ وتودّد
حتّى تلين قلوبكم وجلودكم ... لمسوّدٍ منكم وغير مسوّد
إنّ القداح إذا أجتمعن فرامها ... بالكسر ذو حنقٍ وكسرٍ أيّد
عزّت فلم تكسر وإن هي بدّدت ... فالوهن والتّكسير للمتبدّد
فلما توفي سجاه الوليد، ثم صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لم أر مثلها مصيبةً ولا مثلها نعمة. فقد الخليفة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، على عظم المصيبة. والحمد لله رب العالمين، على عظيم النعمة. ثم دعا الناس إلى بيعة، فبايع الناس ولم يتخلف أحد. فسمع أحد ولد عبد الملك يبكي ويقول: مات، والله، أمير المؤمنين. فقال: ويلك لا تقل هكذا، ولكن قل كما قال أخو بني أسيد أوس بن حجر: الطويل
إذا مقرمٌ منّا ذرا حدّ نابه ... تخمّط فينا ناب آخر مقرم
وأوصى أبو قيس بن صرمة الأنصاري ولده عند موته فقال: الخفيف
يا بنيّ، الأرحام لا تقطعوها ... وصلوها قصيرةً من طوال
واتّقوا الله في ضعاف اليتامى ... ربّما يستحلّ غير الحلال
اعلموا أنّ لليتيم وليّاً ... عالماً يهتدي بغير السّؤال
يا بنيّ، الأيّام لا تأمنوها ... واحذروا مكرها وكرّ اللّيالي
واعلموا أنّ مرها لنفاد ال ... خلق ما كان من جديدٍ وبال
واجمعوا أمركم على البرّ والتق ... وى وترك الخنا وأخذ الحلال
3-وصية أبو جهم بن حذيفة العدوي : وأنبأنا أبو عبد الرحمن قال: أنبأنا أبو يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير اللخمي قال: جاء جهم بن حذيفة العدوي ، وهو يومئذ ابن مئة سنة، إلى مجلس لقريش، فأوسعوا له عن صدر المجلس وقائل يقول: بل كان عروة بن الزبير مكان أبي جهم فقال. يا بني أخي، أنتم خير لكبيركم من مهرة لكبيرهم. قالوا: وما شأن مهرة وكبيرهم؟ قال: كان الرجل منهم إذا كبر وضعف أتاه ابنه أو وليه فعقله بعقال ثم قال: قم. فإن استتم قائماً وإلا حمله إلى محبس لهم يجرى على أحدهم فيه رزقه حتى يموت. قال: فجاء شاب منهم إلى أبيه ففعل ذلك، فلم يستتم قائماً، فحمله فقال: أي بني إلى أين؟ قال: إلى سنة آبائك، فقال: أي بني لا تفعل، فوالله لقد كنت أوعدك فلا أحقك، وأماشيك فما أبذك وأسقيك الدأدأة قال: وكانت العرب تقول: إذا سقي الغلام اللبن وهو قائم كان أسرع لشبابه فقال الفتى: لا جرم، والله، لا يذهب بك، فاتخذتها مهرة سنة.
4-سعيد ابن العاصي: وأخبر عبد الرحمن بن إسرائيل عن أشياخه قال: لما حضرت الوفاة سعيد ابن العاصي قال: يا بني، أيكم يكفل عني ديني؟ قال عمرو بن سعيد: علي دينك يا أبه. كم هو؟ قال: ثمانون ألف دينار. قال: وفيم استدنتها؟ قال: في كريم سددت خلله، أو لئيم اشتريت عرضي منه، ثم قال سعيد: هذه خصلة وبقيت خصلتان. قال: ما هما يا أبه؟ قال: يا بني لا تزوجن بناتي إلا من الأكفاء ولو بفلق خبز الشعير. قال: أفعل. قال: يا بني، ذهبت خصلتان وبقيت خصلة. قال: وما هي يا أبه؟ قال: يا بني، إن فقد إخواني وجهي فلا يفقدوا معروفي. قال: أفعل يا أبه. قال: يا بني ما زلت أعرف الكرم في حماليق عينيك وأنت يحرك بك في مهدك حتى بلغت ما أرى. يا بني، ما شاتمت رجلاً مذ كنت رجلاً، ولا زاحمت ركبتاي ركبته ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني فيبذل وجهه ويرشح جبينه رشح السقاء، إذن، والله، فما وصلته. يا بني، أخزى الله المعروف إذا لم يكن ابتداءً عن غير مسألة. فأما إذا أتاك تكاد ترى دمه في وجهه مخاطراً، لا يدري أتعطيه أم تمنعه، فوالله لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافأته، ولا الذي بات يتململ على فراشه يعقب بين شفتيه أيجدني موضعاً لحاجته أم لا، لهو أعظم علي منةً مني عليه، إذا قضيتها له .
6-وفي هذا الحديث بغير هذا الإسناد، ولكن عن الزبير بن أبي بكر قال: كانت علته التي مات فيها في ضيعة له بقرب المدينة، فلما اشتدت علته قال لابنه عمرو: يا بني، قد ترى ما نزل بي، فقال له عمرو: يا أبه، لو حملت إلى المدينة. فقال: يا بني، إن الحركة تتعبني، وإن أهلي لا يبخلون علي بحملي على رقابهم ساعةً. يا بني، إن ضيعتي هذه متريف وليست بمال غلة، فإذا أنا مت ففرغت من دفني، فوجه مطيتك نحو معاوية فانعني له، فإنه سيسألك عن ديني ويتضمنه، فأعلمه أني قد علمت ذلك وجزه خيراً. ثم قل له: يا أمير المؤمنين، إن له ضيعةً أمر ببيعها للقضاء دينه، فإنه سيشتريها منك، فاسأله أن يكتب لك بمالها إلى المدينة فاقم بها ديني وعداتي. فلما دفن كانت مطايا عمرو موقوفةً فعزي عنه، وركب يريد معاوية من ساعته حتى ورد عليه فنعاه له فتفجع وقال: ما خلف من الدين فهو علي. فقال: يا أمير المؤمنين، قد علم ذاك فوصلتك رحم، ولكنه أمرني ببيع ضيعة له وهي الفلانية. قال: قد اشتريتها بدينه، وكتب له بالمال إلى المدينة، فجاءه صعلوك من صعاليك قريش بصك على أبيه بعشرين ألف درهم، فيه شهادة مولىً له، فقال له: يا هذا، إني أعرف الخط وإني أنكر أن يكون لمثلك مثل هذا المال عليه، فدعا مولاه فقال له: أتعرف هذا؟ فشهد به؛ فقال له: ما سببه؟ فقال: إن أباك في وقت عزله وكان معاوية يوليه المدينة سنةً ويولي مروان ابن الحكم سنةً رآه وحده وقد ركب لبعض حاجاته، فسار معه حتى بلغها ورجع. فلما انتهى قال له: يا فتى، ألك حاجة؟ فقال: لا، ولكني رأيتك مفرداً فأحببت أن أصل جناحك، فالتمس مالاً يهبه له فلم يحضره فقال لي: عجل علي بصحيفة، فكتب له بهذا ديناً عليه حالاً. فقال عمرو: إذن والله لا يأخذها إلا معجلةً منتقدةً.
7- وصية عمر بن عبد العزيز : قال ابن دأب: لما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة قيل له: يا أمير المؤمنين، اكتب إلى يزيد بن عبد الملك فأوصه بالأمة خيراً فقال: وبم أوصيه؟ إني لأعلم أنه من بني مروان. ثم أمر بالكتاب إليه: أما بعد. أما بعد. فاتق، يا يزيد، الصرعة بعد الغفلة فلا تقال العثرة، ولا تقدر على الرجعة. تترك ما تترك لمن لا يحمدك، وتقدم على من لا يعذرك والسلام.
8- وصية هشام بن عبد الملك : ويروى أن هشام بن عبد الملك لما احتضر نظر إلى حشمه ولحمته يبكون، ففتح عينيه فاطلع في وجوههم ثم قال: جاد عليكم هشام بالدنيا، وجدتم عليه بالبكاء، وترك لكم ما خلف وتركتم عليه ما اكتسب! ما أسوأ حال هشام إن لم يغفر الله له!
9-وصية معاوية : ولما احتضر معاوية أقبل على ابنة قرظة فقال: بكيني، فقالت: الهزج
ألا أبكيه ألا أبكيه ... ألا كلّ الفتى فيه
ثم قال لابنتيه: قلباني. فجعلتا تقلبانه لجنب بعد جنب فقال: إنكما لتقلبانه حولاً قلباً إن وفي كبة النار. ثم أنشد: الكامل
لا يبعدنّ ربيعة بن مكدّمٍ ... وسقى الغوادي قبره بذنوب
ثم قال ليزيد: إذا أنا قضيت فأحسن غسلي، واجعل في آخره مسكاً وكافوراً، وأحسن الصلاة علي ثم ادفني في لحدي ودعني وربي. فلما بلغ ابن عباس موته قال: الكامل
جبلٌ تصدّع ثمّ مال بجمعه ... في البحر لا رتقت عليه الأبحر
10-وصية الربيع بن خثيم :
وروى إسرائيل عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن مسروق الثوري عن منذر بن يعلى الثوري قال: أوصى الربيع بن خثيم: هذا ما أوصى الربيع بن خثيم: شهد ( أن لا إله إلا الله ) ، وكفى بالله شهيداً، وجازياً لعباده الصالحين ومثيباً. إني رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالقرآن إماماً. وإني أوصي نفسي ومن أطاعني أن يعبد الله في العابدين، ويحمده في الحامدين، وينصح لجماعة المسلمين.
11-وصية جندب بن عبد الله البجلي :
وروى شعبة بن الحجاج عن يونس بن جبير قال: شيعنا جندب ابن عبد الله، فقلنا له: أوصنا. فقال: أوصيكم بتقوى الله وبالقرآن الكريم ، فإنه نور الليل المظلم، وهدي النهار، فاعلموا واعملوا به على ما كان من جهد وفاقة. فإن عظم بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن جاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك. واعلم أن المحروب من حرب دينه، والمسلوب من سلب دينه، واعلم أنه لا غنى بعد النار، ولا فقر بعد الجنة، وأن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها.
12-وصية عمر بن هبيرة : ولما حضرت الوفاة عمر بن هبيرة جزع وجعل يقول: لله در البغلات المسرجات الواقفات بأبواب السلطان. والله لوددت أني كنت راعي إبل مئة لرجل سيء الملكة.
13- وصية إبراهيم بن يزيد النخعي : ولما احتضر إبراهيم بن يزيد النخعي جزع جزعاً شديداً وجعل يقول: نفسي أعز الأنفس علي. فقيل له: يا أبا عمران، أتجزع هذا الجزع من الموت؟ فقال: وأي غرر أعظم مما أنا فيه، إنما أتوقع رسولاً من ربي إما بجنة وإما بنار.
14- وصية فتىً من الأعراب : ويروى أن فتىً من الأعراب حضرته الوفاة، فنظر إلى أبيه وأمه يبكيان حواليه بكاءً ذريعاً، فقال: ما يبكيكما؟ فقالا له: إنا لنعلم أن للموت ما تلد الوالدة، ولكن لزهو كان فيك. فقال: آلله، ما يبكيكما إلا ذاك! فحلفا على ذلك فقال: فوالله الذي لا إله إلا هو ما يسرني أن إليكما من أمري ما إلى ربي.
15- وصية رجلٍ من أبناء فارس : ويروى أن رجلاً من أبناء فارس احتضر فجزع فقيل له: ما بك؟ فقال: ما ظنكم بمن يقطع سفراً بعيداً بلا زاد، ويقدم على حكم عادل بلا حجة، ويسكن قبراً موحشاً بلا مؤنس؟.
16-وصية المهلب بن أبي صفرة الأزدي:
ولما احتضر المهلب بن أبي صفرة أوصى بنيه فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن تقوى الله تعقب الجنة، وإن صلة الرحم تنسىء في الأجل، وتثري المال، وتجمع الشمل وتكثر العدد، وتعمر الديار، وتعز الجانب. وأنهاكم عن معصية الله، فإنها تعقب النار، وإن قطيعة الرحم تورث القلة والذلة، وتفرق الجمع، وتذر الديار بلقعاً وتذهب المال، وتطمع العدو، وتبدي العورة. يا بني، قومكم قومكم! إنه ليس لكم عليهم فضل بل هم أفضل منكم إذ فضلوكم وسودوكم ووطؤوا أعقابكم، وبلغوا حاجاتكم لما أردتم، وأعانوكم، فلهم بذلك حق عليكم، وبلاء عندكم لا تؤدون شكره ولا تقومون بحقه. فإن طلبوا فأطلبوهم، وإن سألوا فأعطوهم، وإن لم يسألوا فابتدئوهم، وإن شتموا فاحتملوهم، وإن غشوا أبوابكم فلتفتح لهم ولا تغلق دونهم. يا بني، إني أحب الرجل منكم أن يكون لفعله الفضل على لسانه، وأكره للرجل منكم أن يكون للسانه الفضل على فعله. يا بني، اتقوا الجواب وزلة اللسان، فإني وجدت الرجل تعثر قدمه فيقوم من زلته وينتعش منها، ويزل لسانه فيوبقه، وتكون فيه هلكته. يا بني، إذا غدا عليكم رجل أو راح فكفى بذلكم مسألةً وتذكرةً بنفسه. يا بني، ثيابكم على غيركم أحسن منها عليكم، ودوابكم تحت غيركم أحسن منها تحتكم. يا بني، أحبوا المعروف، واكرهوا المنكر واجتنبوه، وآثروا الجود على البخل، واصطنعوا العرب وأكرموهم، فإن العربي تعده العدة فيموت دونك ويشكر لك، فكيف بالصنيعة إذا وصلت إليه، في احتماله لها، وشكره والوفاء لصاحبها. يا بني، سودوا كباركم واعرفوا فضل ذوي أسنانكم تعظموا به، وارحموا صغيركم وقربوه وألطفوه واجبروا يتيمكم وعودوا عليه بما قدرتم، وخذوا على يدي سفهائكم، وتعاهدوا فقراءكم وجيرانكم بما قدرتم عليه، واصبروا للحقوق ونوائب الدهر. وعليكم في الحرب بالأناة، والتؤدة في اللقاء. وعليكم بالتماس الخديعة، في الحرب، لعدوكم، وإياكم والنزق والعجلة، فإن المكيدة والأناة والخديعة في الحرب أنفع من الشجاعة. واعلموا أن القتال والمكيدة مع الصبر، فإذا كان اللقاء نزل القضاء، فإن ظفر امرؤ وقد أخذ بالحزم قال القائل: قد أتى الأمر من وجهه، وإن لم يظفر قال: ما ضيع ولا فرط ولكن القضاء غالب. والزموا الحزم على أي الحالتين وقع الأمر ، والزموا الطاعة والجماعة، وإياكم والخلاف. تواصلوا وتآزروا وتعاطفوا، فإن ذلك يثبت المودة. وخذوا فيما أوصيكم به بالجد والقوة والقيام به تظفروا بدنياكم ما كنتم فيها، وبآخرتكم إذا صرتم إليها ولا قوة إلا بالله. وليكن أول ما تبدؤون به إذا أصبحتم تعليم القرآن والسنن والفرائض، وتأدبوا بآداب الصالحين من قبلكم من سلفكم، ولا تقاعدوا أهل الدعارة والريبة، ولا يطمع في ذلك منكم طامع. وإياكم والخفة في مجالسكم وكثرة الكلام، فإنه لا يسلم منه صاحبه، وأدوا حق الله عليكم، فإني قد أبلغت إليكم في وصيتي، واتخذت لله الحجة عليكم..
17-وتوفي بمرو الروذ وولي خراسان أربع سنين. فقال نهار بن توسعة: الطويل
ألا ذهب الغزو المقرّب للغنى ... ومات النّدى والحزم بعد المهلّب
أقاما بمرو الرّوذ رهن ترابه ... وقد غيّبا عن كلّ شرقٍ ومغرب
قال: ثم ولي بعد المهلب قتيبة بن مسلم فدخل عليه نهار بن توسعة وهو يعطي الناس، فلما رآه عرفه وقال: أنت القائل في المهلب ما قلت؟ قال:
بل أنا الذي أقول: الطويل
وما كان مذ كنّا ولا كان قبلنا ... ولا هو فينا كائن كابن مسلم
أعمّ لأهل الشّرك قتلاً بسيفه ... وأقسم فينا مغنماً بعد مغنم
قال: إن شئت فأقلل، وإن شئت فأكثر، لا تصيب مني خيراً. يا غلام، حلق على اسمه فلزم بيته حتى ولي يزيد بن المهلب خراسان، فأتاه فدخل عليه وهو يقول: الطويل
فإن يك ذنبي يا قتيبة أنّني ... بكيت أمرءاً قد كان في الجود أوحدا
أبا كلّ مظلومٍ ومن لا أبا له ... وغيث مغيباتٍ أطلن التّلدّدا
فشأنك إنّ الله إن سؤت محسنٌ ... إليّ فقد أبقى يزيد ومخلدا
فقال له: احتكم، فقال: مئة ألف. ويقال: إن مخلد بن يزيد هو الذي أعطاه، لأن أباه كان قدمه خليفةً على خراسان. فكان يقول بعد موت مخلد: رحم الله مخلداً، ما ترك لي بعده من قول. وكان يزيد بن المهلب أوصى مخلداً ابنه، لما سار من خراسان إلى جرجان فاستخلفه على خراسان، أن قال له: يا بني، انظر هذا الحي من اليمن فكن فيهم كما قال أبو دؤاد الإيادي: الطويل
إذا كنت مرتاد الرّجال لنفعهم ... فرش واصطنع عند الّذين بهم ترمي
وكن لهذا الحي من بكر بن وائل كما قال امرؤ القيس: السريع
يا راكباً قولا لإخواننا ... ......من كان من كندة أو وائل
إنّا وإيّاكم وما بيننا ... ......كموضع الزّور من الكاهل
قال: ونمى إلي عن مسلمة بن علقمة قال: كتب مروان بن محمد إلى ولد المسور يعزيهم عن أبيهم: قد بلغ أمير المؤمنين الذي كان من نازل قضاء الله في المسور بن عمرو، وما اختار الله له من المصير إليه، فعند الله يحتسب أمير المؤمنين مصابه ونعم المتوفي توفاه الله من بينكم. وفي جود الله الخلف الكافي. وقد أعاضكم الله من رزيئتكم رأياً من أمير المؤمنين جميلاً، فيه حسن الخلف عليكم. فلتحسن ظنونكم بربكم وخليفتكم فإن الله لم يقبض ولياً له إلا أحسن خلافته في ولده وأهل لحمته.
وتحدث يعقوب بن داود قال: عزي السائب بن الأقرع عن ابن له، فقال السائب: هكذا الدنيا تصبح لك سارةً، وتمسي عليك متنكرة. ثم تمثل: الطويل
ألا قد أرى أن لا خلود وأنّه ... سينعق في داري غرابٌ ويحجل
ويقسم ميراثي رجالٌ أعزّةٌ ... وتذهل عنّي الوالدات وتشغل
وتحدث النضر بن إسحاق قال: ماتت امراة بكر بن عبد الله المزني فاشتد حزنه عليها، فنهاه الحسن فقال: يا أبا سعيد، إنها كانت مواتية، وكانت.. وكانت.. فقال له الحسن: لا تيأس، فعند الله خير منها. فتتزوج أختها بعدها، فمر به الحسن بعد ذلك فقال: يا أبا سعيد، هذه خير من أختها.
18-قال أبو الحسن المدائني عن الحسن الجفري قال: لما مات سعيد، أخو الحسن، حزن عليه الحسن وقال: إنه لأعز أهلي علي، ولأن يكون لي أحب إلي من أن أكون له. فعاتبه بعض إخوانه فقال الحسن: يا عبد الله، قد حزن يعقوب على ابنه يوسف فلم يعنفه الله عز وجل بذلك.
19-وقال عن كليب بن خلف: قال عبد الكريم المازني لعبد الله بن عبد الله بن الأهتم: كيف كان جزعك على أهل بيتك؟ فقال: ما ترك حب الغداء والعشاء في قلبي حزناً على أحد.
20- وصية عطاء بن أبي صيفي: لما مات معاوية دخل على يزيد أشراف أهل الشام، فلم يجتمع لأحد منهم تعزية مع تهنئة إلا عطاء بن أبي صيفي فإنه قال: يا أمير المؤمنين، أصبحت قد رزئت خليفة الله، وأعطيت خلافة الله قضى معاوية نحبه، فغفر الله له ذنبه، وأعطيت بعده الرئاسة، ومنحت السياسة؛ فاحتسب عند الله عظيم الرزية، واشكره على جميل العطية
21-وصية أعرابية : وتحدث أبو الحسن المدائني، أو غيره، عن أبان بن تغلب النحوي قال: شهدت امرأةً من الأعراب وبين يديها ابن لها رجل وهو يجود بنفسه وعندها جماعة من قومها. فلما قضى وثبت إليه فغمضته وعصبته وترحمت عليه ثم تنحت إلى مجلسها فقالت: يا أبان، ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت به النظرة ألا يعجز عن التوثق لنفسه من قبل حل عقدته والحلول بعقوته والحيالة بينه وبين نفسه. قال: فقال رجل من الأعراب ممن حضرها: إنا لم نزل نسمع أنما الجزع للنساء، فوأبيك لقد كرم صبرك، وما أشبهت للنساء؟! فقالت: ما ميز إنسان بين صبر وجزع إلا وجد بينهما منهجين بعيدي التفاوت في حالتيهما. أما الصبر فحسن العلانية، محمود العاقبة. وأما الجزع فغير معوض عوضاً مع مأثمه ولو كانا رجلين في صورة كان الصبر أولاهما بالغلبة على الحسن في الخلقة والكرم في الطبيعة.
22-وتحدث الحرمازي رحمة الله عليه قال: كان مروان بن عبد الملك، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، من أحب ولد عبد الملك إليه، فتوفي في حياة عبد الملك، وكان أهل العلم بعبد الملك بن مروان يرون أنه لو بقي لثلث به في العهد. فكتب إلى عبد الملك بعض عمومته من بني الحكم وهو غائب يعزيه عنه ويسأله كيف كان صبره.
فكتب إليه بعد الملك: البسيط
كتبت تسأل عن صبري لتعلمه ... على الرّزيّة بالمأمول مروان
فقد صبرت بعون الله محتسباً ... لموعد الله من فوزٍ ورضوان
ولو حزنت ولم أصبر لفرقته ... ما كان في فقده منهاة أحزاني
24-وقال الحرمازي: كان سبب موت مروان بن عبد الملك أنه وقع بينه وبين أخيه سليمان كلام فعجل عليه سليمان فقال له: يا بن ملخن أمه، ففتح فاه ليجيبه وإلى جانبه عمر بن عبد العزيز فأمسك على فيه ورد كلمته وقال له: يا أبا عبد الملك، أخوك إمامك وله السن عليك. فقال: يا أبا حفص قتلتني. قال: وما صنعت بك؟ قال: رددت في جوفي أحر من الجمر. ومال لجنبه فمات. وفيه يقول جرير يخاطب أخاه لأمه، يزيد بن عبد الملك: الطويل
أبا خالدٍ فارقت مروان عن رضىً ... وكان يزين الأرض أن تنزلا معا
فسيروا فلا مروان للحيّ إن شكوا ... ولا الرّكب إن أمسوا مخفّين جوّعا
قال: وبلغني أن عبد الملك أمر غاسله إذا فرغ من جهازه أن يؤذنه، ففعل، فكشف عن وجهه ثم قال: الحمد لله الذي يقتل أولادنا ونحبه.
25-قال أبو الحسن: لما حضرت أيوب بن سليمان بن عبد الملك الوفاة وكان ولي عهد أبيه دخل عليه وهو يجود بنفسه، ومعه عمر بن عبد العزيز وسعيد ابن عقبة ورجاء بن حيوة قال: فجعل ينظر في وجهه وهو يفوق بنفسه فخنقته العبرة فردها ثم نظر إلينا فقال: إنه، والله، ما يملك العبد أن يسبق إلى قلبه الوجد عند المصيبة والناس عند ذلك أخياف، فمنهم من يغلب صبره جزعه، فذلك الجلد الحازم المحتسب، ومنهم من يغلب جزعه صبره، فذلك المغلوب الضعيف العقدة، وليست منكم حشمة، وإني أجد في قلبي لوعةً إن لم أبردها بعبرة خشيت أن تنصدع كبدي كمداً وأسفاً. فقال له عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين، الصبر أولى بك فلا تحبطن أجرك. قال سعيد بن عقبة: فنظر إلي وإلى رجاء بن حيوة نظر مستغيث يرجو أن نساعده على ما أراد من البكاء. فأما أنا فكرهت أن آمره أو أنهاه، وأما رجاء فقال: يا أمير المؤمنين، افعل، فإني لا أرى بأساً ما لم تأت الأمر المفرط. فقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هلك إبراهيم اشتد وجده عليه فدمعت عيناه فقال: تدمع العين ويوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك لمحزونون يا إبراهيم. قال: وأرسل عينيه فبكى حتى ظننا أن نياط قلبه قد انصدع، فقال عمر: يا رجاء، هذا ما صنعت بأمير المؤمنين! فقال: دعه، يا أبا حفص، يقض من بكائه وطراً، فإنه لو لم يخرج من صدره ما ترى لخفت أن يأتي عليه، ثم رقأت عبرته فدعا بماء فغسل وجهه فأقبل علينا وقد قضى الفتى، فأمر بجهازه وخرج يمشي أمام جنازته، فلما دفن وحثي عليه التراب وقف قليلاً ينظر إلى قبره ثم قال: الطويل
وقفت على قبرٍ مقيمٍ بقفرةٍ ... متاعٌ قليلٌ من حبيبٍ مفارق
ثم قال: السلام عليك يا أيوب السريع
كنت لنا أنساً فأوحشتنا ... فالعيش من بعدك مرّ المذاق
ثم قال: أدن، يا غلام، دابتي، فركب ثم عطف برأس دابته إلى القبر ثم قال: البسيط
فإن صبرت فلم ألفظك من شبعٍ ... وإن جزعت فعلقٌ منفسٌ ذهبا
فقال عمر: يا أمير المؤمنين، بل الصبر، فإنه أقرب إلى الله وسيلة وليس الجزع يحيي من مات، وبالله العصمة والتوفيق.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)