الآثار الأدبية العربيةالأولى في الأندلس
وأشهر الأدباء والشعراء

أولاً-أوائل الشعراء الأندلسيين : ما إن تم للعرب فتح الأندلس حتى أخذت القبائل العربية تتقاطر عليها من أنحاء المشرق ، و لاسيما ديار الشام ، مستوطنة وكان بين هؤلاء النازحين من عرف بالشعر وارتاض بنظمه ، إلا أن من الطبيعي ألا نعتبر ما أثر عن هؤلاء الطارئين شعرا أندلسيا يحمل طابع الأندلس الخاص و ملامح الشخصية الأندلسية المتميزة ، إذ لا يعدو هؤلاء إن يكونوا جيلا مشرقيا تظهر في آثارهم مسحة المشرق ولا بد من تصرم حقبة من الزمن غير قصيرة لينشأ جيل أندلسي طبعه الجو الجديد بطابعه وظهرت في تكوينه أثار طبيعية الأندلس ومناخها على نحو مستقل . على إن هذه الأجذام العربية النازحة ، وما انحدر منها من سلالة أندلسية كانوا ، في واقع الأمر ، وأول تاريخ الأدب في الأندلس ، وقلما تجد في الأندلسيين شاعرا مفلقا أو كاتبا بليغا أو عالما ضليعا إلا ونسبه في قبيلة من تلك القبائل العربية هذا ، وقد حفظت لنا كتب الأدب طائفة مما أثر من شعر هؤلاء النازحين وفي طليعة هؤلاء
1-عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) : الذي وطد الملك لبنى مروان في الأندلس فالمقري يذكر له خطبا ورسائل تشبه في أسلوبها خطب الأمويين ورسائلهم في آخر أيامك دولتهم بالمشرق ، ويذكر له فوق ذلك شعرا يتمتع برقة الشعر الأموي وجزالته . زمنه ما بعث به إلى أخت له بالشام يصف فيه شوقه إليها وحنينه إلى بلده ووطنه الذي فارقه موجع القلب فارا من سيوف العباسيين ، قال :
أيها الراكب الميمم أرضي أقر من بعضي السلام لبعض
إنّ جسمي كما تراه بأرض وفؤادي ومالكيه بأرض
قدر البـين بيننـا فـافترقنا وطوى البين عن جفوني غمضي
قـد قـضى الله بالـفراق علينا فعسى باجتماعنا سوف يقضي
ومنه أيضا هذه الأبيات التي نفيض بالحنين والشوق والتي قالها في نخلة فريدة في حديقة قصره بالرصافة الذي بناه على نسق رصافة الشام ، فهاجت شجنه وأثارت كوامن عاطفته :
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت : شبيهي في التغرب والنوى وطول التنائي عن بنيّ وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن في المنتأى الذي يصح ويستمري المساكين بالويل
2-وابن عمه الأمير عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي من الذين فروا من الشام خوفا من المسودة ، وقد مضى إلى الأندلس فولاه عبد الرحمن على إشبيلية وكان يقول الشعر ، وقد رووا له أيضا أبياتا قالها في نخلة فريدة رآها بحديقة بإشبيلية فتذكر وطنه وحن إلى أهله ، قال :
يا نخل أنت فريدة مثلي في الأرض نائية عن الأهل
تبكي ، وهل تبكي مكممة عجماء لم تجبل على جبلي
ولو أنها عقلت إذا لبكت ماء الفرات ومنبت النخل
لكنها حرمت وأخرجني بغضي بنى العباس عن أهلي
وهذه الأبيات تنسب أيضا لعبد الرحمن ، وهى كما ترى تنم عن قوة ورقة كانت طابع الأندلسي في جميع أطواره .

ثانياً-قرطبة مسكن الشعراء الأندلسيين : وقد أصبحت قرطبة في زمن عبد الرحمن ومن عقبه من الأمراء مركز الحركة العلمية والأدبية في الأندلس ، فتواعد إليها الكثيرون من المشرق يعرضون إنتاجهم وشعرهم وحدث اتصال أدبى ، شرقي غربي ، ولكن قرطبة كانت تترسم خطى بغداد في نهضتها وكان المشرق قبلة الأندلس ، وقد رأينا كيف كان الأندلسيون يعيشون على الثقافة الشرقية فلا يكاد يعرف كتاب في المشرق حتى يطلب إلى المغرب ورأينا كيف كان الأندلسيون يرتحلون إلى المشرق في طلب العلم والأدب والرواية ثم يعودون فينشرون هذا العلم والأدب في الأندلس ، وهكذا كان الأدب حتى أواخر الدور الأموي وسقوط الخلافة أدبا وافدا على الأندلس يتذوقه الأندلسيون ويقلدونه ، وكانت خطبهم ورسائلهم لا تختلف كثيرا عن خطب المشرق ورسائله أواخر العصر الأموي وصدر العصر العباسي . ولم يكن هناك جدة في أشعارهم إلا ما تقتضيه طبيعة إقليمهم من وصف للرياض والبساتين والمنشآت التي استحدثها ملوكهم ، وبقيت أكثر الأغراض الشعرية التقليدية تحتذي نماذج مشرقية ، وكثرت فيما بعد الألقاب التي تشير إلى أن هم شعراء الأندلس إن يجاروا الفحول من شعراء المشرق



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)