أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ساعي البريد

  1. #1
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي ساعي البريد

    ساعي البريد


    بقلم د. جمال مرسي


    وقفت تستنشق نسمات الصباح من شرفة منزلها المطلة على حارة السبعيني ، حيث الحياة لها طعم مختلف في هذه الحارة الشعبية الضيقة التي تفوح منها رائحة التاريخ حتى لتكاد تشمها في كل نسمة هواء تتنسمها ، فها هي البيوت القديمة ذات المشربيات التي أخذت طابعا إسلامياً ، و ها هي أصوات الباعة المتجولين تتردد في مسامعها ، و ها هم مرتادي مقهى المعلم حنفي تتعالى أصواتهم في المكان مع أغنية لأم كلثوم تنطلق من مذياع المقهى لتصل إلى أسماعها فتدندن على أنغامها
    " يا صباح الخير يللي معانا ، الكروان غنى و صحانا " .
    اعتادت سحر على ممارسة تلك الطقوس الصباحية اليومية قبل أن تذهب لجامعتها حيث دراستها التي أوشكت على الانتهاء لكي تتخرج من الكلية بنفس التقدير " الممتاز" الذي عودت نفسها و عاهدتها عليه منذ أول يوم التحقت فيه بكلية الحقوق .
    كان ذكاؤها الفطري و طباع ابنة البلد التي تجري في دمائها لتضفي لمحة جمال خاصة على وجهها البشوش ، بالإضافة إلى تفوقها الدراسي كلها مدعاة لاهتمام الدكتور محمود أستاذ القانون الدولي بها .
    كان يوليها اهتماماً أكثر من الآخرين و كان على سطوته و قوة شخصيته مع زملائها رقيق الحس معها ، مرتبكاً متلجلجاً حين يشرع في التحدث إليها .
    و لطالما راودته نفسه أن يبوح لها بحبه لكنه كان يتمالك نفسه في آخر لحظة و يقول لنفسه :
    مستحيل يا محمود ، فارق السن بينك و بينها كبير.
    لو كانت زوجتك على قيد الحياة لكان لك ابنة منها في مثل عمر سحر .
    أما سحر .. فقد كانت تشعر بحبه لها ، تراه في عينيه ، في رقته في التعامل معها دون غيرها، في شدة اهتمامه بها حتى أنه كان يدعوها إلى مكتبه ليسألها إن كانت تريده أن يشرح لها شيئا لم تفهمه كي يعيده عليها من جديد .
    أغمضت سحر عينيها و هي تملأ صدرها بعبير حارتها المتسلل إلى منخريها عبر هواء شرفة منزلها .
    تذكرت سامح جارها و حبيبها ليلة سفره و كم حاولت أن تقنعه ألا يسافر و أن يبذل كل ما في وسعه لينقذ مل يمكن إنقاذه .
    ولطالما ناشدته أن يبدأ حياته هنا في بلده . كادت أن تقبل يده لتثنيه عن السفر ، لكنه ركب رأسه و ركب البحر و سافر . لقد بدأت تشعر بالخوف و الوحدة و الفراغ بعيدا عنه رغم محاولتها الانشغال بدراستها .
    فكم جمعتهما هذه اللقاءات الصباحية و هما يتبادلان النظرات و الحديث الهامس من نوافذ منزليهما المتقابلة ، و طالما جمعتهما أماكن أخرى.
    راحت تحدق ناظريها في شباك منزل سامح لعله يخرج فجأة مطلاً برأسه فيرسل لها تحية الصباح أو قبلة الهواء التي اعتادت عليها، لكنها كانت في كل مرة تصطدم بالفراغ فترجع أدراجها لتلقي بنظرة أخرى على المارة في الشارع الضيق علها تجده بينهم .إلا أن بصرها كان يرتد إليها خاسئاً حسيراً .
    استمرت سحر في شرودها و الأحلام تأخذها تارة لتتخيل أنها قد أصبحت محامية كبيرة تتقاضى أعلى الأجور لتنقذ أسرتها الفقيرة المكونة من سبعة أخوة و أم مسكينة تكدح ليل نهار عليهم و على زوج أقعده المرض فلازم الفراش منذ أكثر من عامين ، و تارة أخرى و قد تزوجها سامح الذي عاهدها و عاهدته على الحب و الإخلاص مهما كانت الظروف .
    كانت تسبح في بحر من الخيال و الصمت لم يقطعه إلا صوت ساعي البريد الذي أقبل من بعيد و في يده حقيبة منتفخة بالعديد من الرسائل ينادي على أصحابها لاستلامها بصوته الجهوري
    .. سعد ابراهيم المواردي
    كرر الاسم بصوت مرتفع و هو يقف أمام منزل سامح القديم متطلعاً بنظره إلى الأعلى ، إلى أن أطلت أخته برأسها من شرفتها .
    .. نعم نعم ، هنا بيت سعد المواردي
    .. لكم رسالة
    .. انتظر ، سأنزل حالا لاستلامها
    نزلت هناء مسرعة و استلمت الرسالة و لم تستطع الانتظار حتى تصعد لشقتها لتقرأ على أبيها الأمي ما جاء في الرسالة ، فلقد كان غياب سامح طويلاً و مخيفاً مما اضطرها أن تشق مظروف الرسالة بسرعة
    و عيناها تتجولان بين سطور الرسالة بسرعة ثم ما لبثت أن أطلقت صرخة عالية اهتزت لها الحارة كلها :
    .. يا حبيبي يا خويا
    كانت سحر تراقب الحدث من بعيد فلما رأت تصرف أخته فهمت أن هناك أمراً خطيراً قد حدث لسامح ، هرولت مسرعة إلى بيت هناء لتجد الحزن و الصراخ قد دب في أرجائه ، فلقد مات سامح في حادث أليم في البلد الذي كان يعمل فيه .
    شهقت سحر شهقة عالية و وضعت يداً على فمها محاولة أن تمسك صرختها كي لا يفتضح أمرها و الأخرى على بطنها و قد بدأ شيء ما يتحرك في أحشائها ، ثم قفزت درجات السلم نحو الشارع مسرعة و هي تجري كالمجنونة لا تدري إلى أين تمضي .


    البنفسج يرفض الذبول

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 17
    المواضيع : 5
    الردود : 17
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    في لحظة الخيال
    يسرح الانسان في مستقبله
    ويغوص في احلامه
    وحينما تحين لحظة الواقع يقف عاجزا عن المضي قدما او العودة

    اخي واستاذي الدكتور جمال مرسي
    شهادتي قد تكون مجروحة بجانب عبق رحيقكم
    وكلماتي لن توفي ابداعكم القصصي واسلوبكم المتميز في السرد
    واختيار عنوان ساعي البريد ماهو الا المكمل لتميز الخاطرة
    فهو الفاصل بين الحقيقة والخيال

    بانتظار المزيد من قلمكم
    تحياتي لكم

  3. #3
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيصر
    في لحظة الخيال
    يسرح الانسان في مستقبله
    ويغوص في احلامه
    وحينما تحين لحظة الواقع يقف عاجزا عن المضي قدما او العودة

    اخي واستاذي الدكتور جمال مرسي
    شهادتي قد تكون مجروحة بجانب عبق رحيقكم
    وكلماتي لن توفي ابداعكم القصصي واسلوبكم المتميز في السرد
    واختيار عنوان ساعي البريد ماهو الا المكمل لتميز الخاطرة
    فهو الفاصل بين الحقيقة والخيال

    بانتظار المزيد من قلمكم
    تحياتي لكم
    أخي الكريم القيصر
    أسعدني مرورك الجميل و رأيك الذي لا غنى لي عنه
    دمت بخير و سعادة
    و تقبل ودي
    د. جمال

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد الدسوقي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    الدولة : doha
    المشاركات : 1,420
    المواضيع : 83
    الردود : 1420
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    " د . أبو رامي ...

    ما أجملك ...

    وبعد أن أندمجت فى القصة وكأني أعيش الحدث ..

    فجأة أرطتم بالنهاية ...

    وتركتني فى حيرة من أمري

    أكانت سحر قد أرتكبت الخطيأت مع سامح

    أم أنها لوعة الحب وفراق الحبيب ..

    والموت الذي أختطفه منها ..!

    عايشت القصة بكل جوارحي
    فشكرا لك

    تقبل التحايا

  5. #5
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    أخي الحبيب محمد الدسوقي
    النهاية كانت واضحة و لقد تمنيت أنا شخصيا ألا تحون هكذا
    و لكن مرات يحدث الخطأ بسبب نزوة
    دمت بخير و سعادة يا غالي
    د. جمال

  6. #6
    الصورة الرمزية بن عمر غاني في ذمة الله
    أديب

    تاريخ التسجيل : Mar 2003
    الدولة : في ارض الله الواسعة
    العمر : 64
    المشاركات : 512
    المواضيع : 100
    الردود : 512
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي




    مرة أخرى اطل على الجمال أيها الجميل
    قصة فيها كثير من العبر
    كما عدناك أخي دائما أعمالك تأتي هادفة
    دمت اخا وفيا تحب اطلالتنا عليك
    بن عمر غاني






    خير الكلام ما قل ودل



  7. #7
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن عمر غاني



    مرة أخرى اطل على الجمال أيها الجميل
    قصة فيها كثير من العبر
    كما عدناك أخي دائما أعمالك تأتي هادفة
    دمت اخا وفيا تحب اطلالتنا عليك
    بن عمر غاني




    استاذي الكريم بن عمر غاني
    و إطلالتك تسعدني دوما فأهلا بك في كل وقت
    دمت بخير و سعادة أيها النقي
    أخوكم د. جمال

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 25
    المواضيع : 14
    الردود : 25
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    سلام الله عليك يا دكتور الجمال
    كم لساعي البريد من مهابة يخلط في حقيبته كل المشاعر والحكايات ثم يوزعها على أصحابها إنه قدر محتوم لمستلم الرسالة , لأنسان غافل تائه في أحلامه يوقظه صاحب البريد وفي هذه الحكاية حقا مات البعيد والذي كان قبل لحظات قريب قرب الوريد لقد عشت هذه اللحظة فما أقساها وما أشد وطأتها .
    شكر الله لك يا دكتور جمال ولا حرمنا من إبداعاتك

  9. #9
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    نص قصي جميل وواقعي ـ فكرة موفقة وحكائية شائقة
    قصة فنية ناضجة تحمل سمات الإبداع وهوية التميز
    وفلسفة واضحة للحياة وأقدارها.
    مهارة أدبية تعبيرية، وروعة في التصوير
    ونهاية صادمة
    شكرا على هذا الألق والجمال.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. كيد النساء .... من صيد البريد
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27-06-2021, 06:48 PM
  2. تعلمت . . ((من صندوق البريد))
    بواسطة قلب الليل في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 26-08-2006, 08:13 PM
  3. احذر من تمرير البريد الإلكتروني دون تدبر!
    بواسطة د. محمد صنديد في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-11-2005, 05:59 AM
  4. -كيف تزيد سعة البريد الالكتروني على الهوتميل
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-06-2005, 09:52 AM