ليلة القدر ( فضلها وحساب قدرها )
************************************************** ************************************************** ********
.................................................. .................................................. ......................................
قبل ظهور الإسلام كانت مختلف أطياف البشرية يغطون فى جهل وجاهلية ..
...
بلغ دين الله أجله المعلوم عند الله وبلغت رسالة الإسلام موعدها المحتوم فى علم الله ..
بعث الله نبيه ومصطفاه لأداء أمانته وبلاغ رسالته . واجتباه الله لينزل عليه كتابه وقرآنه ليكون هو آيته .
فبالإسلام قد اكتملت شرائع الله ووصل أمر العباد إلى منتهاه .
أنزل الله القرآن .. وحفظه إلى يوم الدين وجعله خالداً إلى أن يقوم الناس لرب العالمين .
...
كان نزول القرآن فى شهرٍ مبارك هو شهر رمضان .. { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
وفى ليلةٍ مباركة هى " ليلة القدر " .. { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
...
ليلة القدرهى الليلة التى نزل فيها كتاب الله على هذه الأرض التى جعلها الله مستقراً لنا فى هذه الحياة .
ليلة القدر نزل فيها الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام . ونزلت فيها جميع ملائكة الرحمن عليهم السلام ليشهدوا
نزول القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين .
ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم وتتنزل فيها من الله البركة والرحمة والعفو والمغفرة ..
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين .. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } ..
...
هذه الليلة هى خير من ألف شهر .. { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
واليوم عند الله مما نعده ونحسبه هو مايعادل أو يساوى ألف عام ..
{ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }
فيكون الشهر 30000 ألف ثلاثون ألف سنة .. والألف شهر 30000000 ثلاثون مليون سنة ..
هذا العدد فى فضل ليلة القدر وخيرها ليس قاصراً عليه فحسب بل هى أفضل وخير عند الله من تعداد البشرية وحسابها للألف شهر .
...
فضل ليلة القدر وقدرها هو فى نزول القرآن بها ..
فهذا القرآن قد نزل ليكون نذيراً لكافة عباد الله من الإنس والجان وفى أى زمان وأى مكان ..
هذا القرآن قصّ الله فيه ما كان من نبأ الأولين والآخرين . وبين الله فيه ما كان من قَصص الأنبياء والمرسلين .. وما كان فى غابر العصور والأزمان ..
لقد أنزله الله مصدقاً لما نزل من قبل على جميع الرسل والأنبياء وجعله سبحانه مهيمناً على كل ما سبقه من رسالات وأديان ..
ولقد أنزله الله بلسان عربى مبين أدهش العقول والألباب وقف أمامه أهل الفصاحة واللغة حيارى مبهوتين
{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }
.. الإعجاز والتحدى به كان قائماً .. وما زال وسيظل قائماً بهذا اللسان ..
عجز المشككون والمبطلون عن الإتيان بمثله أوالإتيان بما يضاهيه أو يماثله . عجزوا عن الإتيان بعشر سور من مثله .
وعجزوا أن يأتوا بسورة واحدة . وعجزوا عن أن يأتوا بمجرد حديث يشبهه عجزوا ومن تلاهم من سائر الأعصار أعجز ..
إنه كتابٌ مسطور سيظل إلى يوم النشور لايجحده ولاينكره إلا كل موتور ومبتور ..
لو اجتمع كافة الإنس والجان منذ بدء الخليقة وحتى يوم الدين فلن يحيطوا بعلمه ولا بما فيه من بيان وتبيان .
ولن يأتوا بفصاحته أو طلاوته وليس لأىٍ منهم أن يحيط بوجوه لفظه أو بلاغته ولابمتانة أسلوبه أو لطائف إشارته .
...
سبحانه قد اختص فى أرضه بقاعاً بعينها اختصها الله بالتشريف والتقديس وبارك فيها وجعلها طاهرة ومقدسة تلك البقاع هى
مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف .
وكذلك فى بيوت الله ومساجده فما من مسجد أفضل من المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى .
.
ولقد اختص الله أياماً وليال مباركة من أفضل هذه الليالى فى القدر هى " ليلة القدر " .
يقول عليه الصلاة والسلام : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) رواه الإمام البخارى فى صحيحه
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتحرى خيرها وأن نقوم شهر رمضان إيماناً واحتساباً لعلنا
نلتمسها ونقتبس نورها فنغترف من فيضها وننهل من فضلها .
.................................................. .................................................. .................
************************************************** ************************************************** ********
سعيد شويل