فن الترسل الأندلسي
أولاً-مقدمة :
-تطور فن الترسل الأندلسي :
1-ارتفع شأن الرسائل التي ساعد على ظهورها بكثرة وانتشارها، كما ساعد على قيامها، وتعزيزها اهتمام الوزراء والأمراء بها، فاستقل فن الرسائل عن الكتابة الديوانية، وعالج موضوعات من الحياة، واعتمد الخيال في ابتكار الصور، وكان هذا الفن في عهده الأول مطبوعا لا يلتزم السجع إلا ما تقتضيه البلاغة، كما هي الحال في رسائل ابن زيدون، وابن شهيد، وبعض رسائل ابن حزم.
2-ثم صار شأن هذه الرسائل إلى تكلف السجع، والتزيين، وتقلب الجمل على المعنى الواحد، والاكثار من الأدعية والأمثال، والشواهد الشعرية كما في رسائل ابن برد الأصغر، وقويت موجة التنميق في المرحلة الأولى فغلبت الصنعة، وكثر التكلف، وغدا النثر في فن الرسائل عبارات مرصوفة، ومعاني جافة وصورا مسجوعة كما في رسائل " لسان الدين بن الخطيب ".
3-والرسائل من حيث غايتها في الحضارة الأندلسية قسمان:
أ- قسم فكري يعالج القضايا الاجتماعية والعقلية والنفسية من دون الاهتمام الزائد بوجوه البيان كرسائل "ابن باجة" الفلسفية‘
ب-وقسم بياني يهدف إلى إظهار البراعة الأسلوبية كرسالة "ابن برد الأصغر" في السيف والقلم ورسائل "ابن حسداي" في الزهريات.
4-وقد اهتم كتاب الرسائل الأندلسيون بوصف الرحلات إلى المدن والبلاطات كما هو الحال عند "أبي عبد الله محمد بن مسلم" الذي ترك رسالة «طي المراحل» وفيها يطرق أبواب المدن ويصور كيف حملته الأسفار المرهقة إلى ارتياد المناطق الطوال خلال سنوات عديدة خاض فيها أهوالا جمة، وصعوبات كثيرة ومسالك وعرة، فكانت تلك الرحلات المدونة في الورق من أصعب ما مر به "ابن مسلم " في مراحل عمره ـ
5-ولقد كانت الرسالة في القرن الأول من الفتح ذات أغراض محددة أملتها ظروف العصر، وكان لا يلتزم فيها سجع ولا توشية. ثم حظيت كتابة الرسائل بكتاب معظمهم من فرسان الشعر استطاعوا بما أوتوا من موهبة شعرية وذوق أدبي أن يرتقوا بأساليب التعبير وأن يعالجوا شتى الموضوعات، فظهرت الرسائل المتنوعة ومنها الديوانية والإخوانية.
6-وقد شاع استعمال لفظ «كتاب» عوضاً عن الرسالة، كما ورد في رسالة جوابية كتبها ابن عبد البر (ت458هـ) إلى أحد إخوانه يعبر فيها عن مدى إعجابه بأدبه.
7-كما ترسم الأندلسيون خطا المشارقة في الخطابة، حذوا حذوهم في فن الترسل فكتبوا رسائلهم تبعاً للأحوال السياسية والاجتماعية والأدبية، كانت الرسالة في القرن الأول من الفتح ذات أغراض محددة أملتها ظروف العصر، وكان لا يلتزم فيها سجع ولا توشية. ثم حظيت كتابة الرسائل بكتاب معظمهم من فرسان الشعر استطاعوا بما أوتوا من موهبة شعرية وذوق أدبي أن يرتقوا بأساليب التعبير وأن يعالجوا شتى الموضوعات، فظهرت الرسائل المتنوعة ومنها الديوانية والإخوانية.
8-فمن الرسائل الديوانية رسالة أبي حفص أحمد بن برد (ت428هـ) (المعروف بالأصغر تمييزاً له من جده الأكبر) من كتاب ديوان الإنشاء في دولة العامريين، وقد وجهها لقوم طلبوا الأمان من مولاه. واستخدم فيها الأسلوب الذي يخيف بالكلمة المشبعة بالوعيد.
9-ومن الرسائل الإخوانية رسالتا ابن زيدون الهزلية والجدية، ورسالة لسان الدين بن الخطيب إلى صديقه ابن خلدون في الشوق إليه.
10-وقد شاع استعمال لفظ «كتاب» عوضاً عن الرسالة، كما ورد في رسالة جوابية كتبها ابن عبد البر(ت458هـ) إلى أحد إخوانه يعبر فيها عن مدى إعجابه بأدبه.
ثانياً-أنواع الرسائل : برز لدى الأندلسيين من الرسائل:
1- الرسائل الديوانية:
وتختص بمكاتبات الملوك والأمراء وما يتعلق بشؤون الخلافة من عزل أو تعيين حاكم أو إصدار مرسوم ، وتسمى السلطانية أو الإنشائية ، وهي رسائل تصدر عن دار الحكم وتوجه إلى مسؤولي الدولة من وزراء والعملين عليها ومن الأمثلة عليها هذه المقتطفات مما كتبه أبو حفص بن برد وكان وزيراً ( توفي عام 414 هـ ) إلى هذيل بن رزين ( الذي حاول أن ينفرد بحكم بعض الجهات ) محاولاً إعادته إلى نطاق الطاعة وفيها يقول : (أما بعد : آتاك الله رشدك ، وأجزل من توفيقه قسطك ، فإن الله تعالى خلق الخلق غنيا عنهم ، وأنسأهم بمَهَل غير مُهْملٍ ، بل ليحصي آثارهم وليبلوا أخبارهم وجعلهم أصنافاً متباينين ، وأطواراً مختلفين ، فمنهم المختص بالطاعة ومنهم المبتلى بالمعصية وبين الفريقين أقوام خلطوا عملاً صالحاً بآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ولو شاء الله لكان الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ، ولذلك خلقهم ، والسعيد من خاف ربه ، وعرف ذنبه ، وبادر بالتوبة قبل فوتها ، واستعطى الرحمة قبل منعها ) ويقول في نهايتها مرغباً مهدداً :(وأنت بين طاعة سالفة ، واستقامة موروثة وبين إنابة منتظرة ، وتوبة مستقبلة ، فبإحدى الحالتين تحط الذنوب الكبيرة ، ويغطى على العيوب الكثيرة فالآن عصمك الله : واللبب رَخِيٌّ ، والمركب وَطِيٌّ ، وبابك إلى رضا أمير المؤمنين مفتوح وسبيلك إلى حسن رأيه سهل ولا يذهب بك اللجاج إلى عار الدنيا ونار الآخرة ، إياك ومصارع الناكئين وحذار موارط الغادرين ) . وتجدر الإشارة إلى أن الرسائل الديوانية لم تتطور مع مرور الوقت كمثيلتها في الشرق فقد استمرت على حالها موغلة في الجناس والسجع كأسلوب ظل متَّبعاً في الكتابة . ومن الرسائل الديوانية المشهورة رسالة" لسان الدين بن الخطيب "إلى السلطان المنصور بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون والتي شرح فيها حال بلاد الأندلس وما يعتريها من أخطار في الفترة التي كانت أعمدة الدولة الإسلامية تنهار فيها عموداً إثر آخر وتسقط حصنا بعد حصن وقد ورد فيها كثير من الإسراف في السجع وإيغال في الصنعة وتقليد لأسلوب المشارقة .
2- الرسائل الأدبية: وهي رسائل غير موجهة إلى أحد بعينه ، ولعها أشبه شيء بالمقالات الحديثة . وقد ظهر في الأندلس فن من فنون الكتابة وهو ما يمكن تسميته بالكتابة العلمية ذات الصبغة الأدبية حيث حرص صفوة علماء وكتاب الأندلس على تسجيل مفاخر وطنهم نثراً كما سجله الشعراء شعراً وأشهر كاتبين في هذا المضمار :
-" ابن حزم الأندلسي "المتوفي عام 456هـ " حيث ترك الأول ما يقرب من 400 مؤلف أشهرها الفصل في الملل والأهواء والنحل / الإحكام لأصول الأحكام / جمهرة الأنساب / الناسخ والمنسوخ / والمحلى في الفقه / طوق الحمامة وغيرها
-وإسماعيل بن محمد الشقندي".. وقد برع فيها الأندلسيون واحتوت على المناظرات والمناقشات والقصص الخيالية ، ورسائل الاستعطاف والهجاء الساخر كابن زيدون في رسالته (الجدية والهزلية) ، ورسالة (التوابع والزوابع) لابن شهيد. وأهم ما كتب في الفلسفة (حي ابن يقظان) لابن طفيل.
3-الرسائل الإخوانية : ويمكن اعتبارها بمثابة " رسائل خاصة " ، وهي لا تختلف عن الرسائل الديوانية في طبيعتها وأسلوبها ومن الأمثلة عليها رسالتي ابن زيدون الهزلية والجدية وقد كتب :
الأولى : على لسان محبوبته ولادة إلى غريمه في حبها الوزير أحمد بن عبدوس والثانية : كتبها أثناء وجوده في السجن يستعطف فيها أبا الحزم جهور صاحب قرطبة ويسأله العفو ويرجو منه أن يطلق سراحه . وكلا الرسالتين كتبت بأسلوب مسجوع وعبارات منمقة وكانت غنية بالأعلام والأمثال والوقائع التاريخية والأشعار المقتبسة وقد شرح الكاتب جمال الدين بن نباتة المصري رسالة ابن زيدون الهزلية في كتابه ( سرح العيون في شرح رسالة بن زيدون )
ثالثاً-شروط كتابة الرسالة الأندلسية : إذا كان المراد بالمراسلات " التعبير عن العواطف والميول وسائر الأحوال، فقد أكثر الأندلسيون من ذلك وقد نبغ جماعة من أصحاب القرائح تعاونوا على ذلك حتى صار للإنشاء طريقة اتخذها أهل العصور نموذجا نسجوا على منواله، وهي الطريقة المدرسية في اصطلاح وقد نضجت هذه الطريقة المدرسية للترسل العربي في هذا العصر
وللطريقة المدرسية في الإنشاء العربي شروط أهمها :
1- السجع: بحيث أصبح التسجيع شرطا من شروط الترسل، وهو ثمرة من ثمار التأنق لما يقتضيه من العناية في إتقانه، فالرسالة المسجعة يظهر فيها التأنق أكثر من غير المسجعة والسجع إذا أتقنت صياغته أكسب المعنى قوة.
2- الجناس والبديع: وقد أكثر المترسلون الأندلسيون من الجناس، وهو من قبيل الترصيع للأواني أو الوشي للثياب، والجناس والبديع لا يزيد العبارة معنى لكنه يكسبها رونقا، لا سيما مع السجع.
3- الإكثار من الخيال الشعري حتى أصبح سجعهم كالشعر المنثور لكنه مقفى فلا يعوزه غير الوزن ليصير شعرا يتغنى به، وينشر في الأعياد والأفراح، والمناسبات الأخرى.
4- كثرة تضمين مراسلاتهم الأمثال والنكت الأدبية، أو العبارات التاريخية أو العلمية التي تحتاج إلى شرح لغرابة لفظها، أو لتعقيد حبكها، وعمق مرادها.
5- أكثروا فيه من الاستشهاد بالأشعار في أثناء مراسلاتهم، وهو ترصيع جميل يزيد المعنى طلاوة، ووضوحا، ويكسبه قوة على إبداء ما في خاطر الكاتب.
6-صار للرسائل نمط خاص: فالرسالة تبدأ غالبا
أ-بمخاطبة المرسل إليه بلقبه أو نعته
ب-بعد الإشارة إلى كتابه،
ج-وقد يأتي اللقب مشفوعا بالدعاء بصيغة الغائب،
د- وقد يجعلون الخطاب بصيغة الغائب
ه-وقد يجعلون الخطاب بصيغة المخاطب في بعض الأحوال.
7- تفرع الترسل إلى أبواب عملا بسنة النشوء، كما تفرع الشعر، فصارت الرسائل تقسم إلى رسائل للتهنئة والتعزية والمديح والرثاء، وإلى الاخويات والسلطانيات ونحو ذلك.
7-امتازت مقدماتهم بتقديم
أ-الحمدلة : (الحمد لله رب العالمين )
ب-والصلاة على النبي( صلى الله عليه وسلم)،
ج-وتختم بآية يحسن الختام بها
أو بالحسبلة : (حسبنا الله ونعم الوكيل )
أو السلام :( والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
ونحو ذلك من الخواتيم الحسنة...................................... ............
ثالثاً-نماذج من الرسائل الأندلسية :
1- من رسالة في وصف رياض غب المطر لابن خفاجة الأندلسي:
( ولما أكب الغمام إكبابًا، لم أجد منه إغبابًا، واتصل المطر اتصالًا، لم ألفَ منه انفصالًا، أذن الله تعالى للصحو أن يطلع صفحته، وينشر صحيفته، فقشعت الريح السحاب، كما طوى السجل الكتاب، وطفقت السماء تخلع جلبابها، والشمس تميط نقابها، وطلعت الدنيا تبتهج كأنها عروس تجلت، وقد تحلت، فذهبت في لمة الإخوان نستبق إلى الراحة ركضًا، ونطوي للتفرج أرضًا، فلا أندفع إلى غدير نمير، قد استدارت منه في كل قرارة ماء سحابة غماء، وانساب في تلعته حباب، فترددنا بتلك الأباطح نتهادى تهادي أغصانها، ونتضاحك تضاحك أقحوانها، وللنسيم أثناء ذلك المنظر الوسيم ترسل مشى على بساط وشي، فإذا مر بغدير نسجه درعًا، وأحكمه صنعًا، وإن عثر بجدول شطب منه نصلًا، وأخلصه صقلًا، فلا ترى إلا بطاحًا، مملوءة سلاحًا، كأنما انهزمت هنالك كتائب، فألقت بما لبسته من درع مصقول، وسيف مسلول.
تحليل الرسالة :
أ-صاحب النص هو ابن خفاجة الشاعر الذي اشتهر في شعره بوصف الطبيعة، والحديث عنها، وصفًا يجعلها تنطق بما تكنه، وتفصح عما تضمره، وتعلن عما تحتويه من حس صارخ، وجمال شائع، وفتنة رائعة، وسحر خلاب،
ب- وهو في نثره لا يقل في تصويره وتعبره، وبيانه الفصيح، وبلاغته النادرة، عن ذلك الشعر الذي عودنا أن يملك به زمام قلوبنا وقيادة أفئدتنا، وفي هذا التمثيل الذي يسوقه، والتشبيه الذي يعرضه، والأسلوب الذي يستعين به، يجيء برسم لا يمكن أن يرسمه هذا الذي قد أمسك بيده دهانه وزيته، وريشته وألوانه، ليعبر لك عن خلجات نفسه، وهواتف حسه، وما من إنسان أضناه العمل، وأتعبه التفكير، وأناخت بساحته الهموم، فأراد أن يفزع إلى روض نضير، وماء نمير، وبستان تتغنى أطياره، وتتعانق أشجاره، إلا وهو واجد في حديقة ابن خفاجة -هذه- ما يشبع نهمه، ويروي ظمأه، وريح خياله ويمتع خاطره، ويطيب له وجدانه، وليس بعد هذا الغمام الذي أكب إكبابًا كان بعده المطر الذي جعل الصحو يطلع صفحته وينشر صحيفته، فصارت الدنيا تبتهج كأنها عروس تجلت وقد تحلت، وللنسيم أثناء ذلك ترسل مشى على بساط وشي، فلا ترى إلا بطاحًا مملوءة سلاحًا، كأنما انهزمت هنالك كتائب فألقت بما لبسته من درع مصقول وسيف مسلول.
2- وكتب الوزير أبو عمرو الباجي يصف -كذلك- مطرا نزل بعد قحط:
( إن لله تعالى قضايا واقعة بالعدل، وعطايا جامعة للفضل، ومنحا يبسطها إذا شاء ترفيهًا وإنعامًا، ويقبضها إذا أراد تنبيهًا وإلهامًا، ويجعلها صلاحًا وخيرًا، وعلى آخرين فسادًا وضيرًا "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد"، وإنه بعد ما كان من امتساك الحيا، توقف السقيا، الذي ريع به الآمن، واستطير له الساكن، ورجعت الأكباد فزعًا، وذهلت الألباب جزعًا، وأذكت ذكاء حرها، ومنعت السماء درها، واكتست الأرض غبرة بعد خضرة، ولبست شحوبًا بعد نضرة، وكادت برود الأرض تطوي، ومدود نعم الله تزوى، نشر الله رحمته، وبسط نعمته، وأتاح منته، وأزال محنته، فبعث الرياح لواقح، وأرسل الغمام سوافح بماء دفق، ورواء غدق من سماء طبق، استهل جفنها فدمع، وسح دمعها فهمع، وصاب وبلها فنقع، فاستوفت الأرض ريًّا، واستكملت من نباتها أثاثًا ورئيًّا، فزينة الأرض مشهورة، وحلة الروض منشورة، ومنة الرب موفورة، والقلوب ناعمة بعد بوسها، والوجوه ضاحكة بعد عبوسها، وآثار الجزع ممحوة، وسور الحمد متلوة ونحن نستزيد الواهب نعمة التوفيق، ونستهديه في قضاء الحقوق إلى سواء الطريق، ونستعيذ به من المنة أن تصير فتنة، ومن المنحة أن تعود محنة، وهو حسبنا ونعم الوكيل ).
تحليل الرسالة :
أ-هذا نص آخر لأحد كتاب الأندلس البلغاء، الذين كانت لهم شهرة ذائعة، ومكانة رفيعة؛ لأنه خدم في كثير من ملوك الطوائف، ووزر لهم، وحظي عندهم،
ب- في نفس هذا الكاتب إيمان بالله، واعتراف بقدرته وإعجاب بسلطانه المصرف، وإرادته المدبرة ونفوذه البالغ، وعلمه المحيط، وسياسته الحكيمة،
ج-أجاد الوصف، وأبدع التصوير،
د- المحسنات البديعية أخذت من جهدها، ولوت عنانه وشاعت في أسلوبه وبدت واضحة في بيانه.
3- رسالة " لابن "حسداي" الذي كان وزيرًا للمؤتمن والمستعين من ملوك الطوائف بعث بها إلى بعض أصدقائه يدعوه إلى أن يحضر مجلس أنسه :
"(محلك -أعزك الله- في طي الجوانح ثابت وإن نزحت الدار، وعيانك في أحناء الضلوع بادٍ وإن شحط المزار، فالنفس فائزة منك بتمثيل الخواطر بأوفر الحظ، والعين نازعة إلى أن تتمتع من لقائك بظفر اللحظ، فلا عائدة أسبغ بردًا، ولا موهبة أسوغ وردًا، من تفضلك باللحوق إلى مأنس يتم بمشاهدتك التئامه، ويتصل بمحاضرتك انتظامه، ولك فضل الإجمال، بالإمتاع من ذلك بأعظم الآمال، وأنا -أعزك الله- على شرف سؤددك حاكم وعلى مشرع سنائك حائم، وحسبي ما تتحققه من نزاعي وتشوقي، وتتيقنه من تطلعي وتتوقي، وقد تمكن الارتياح باستحكام الثقة، واعترض الاقتراح بارتقاب الصلة، وأنت وصل الله سعدك بسماحة شيمك، وبارع كرمك، تنشئ للمؤانسة عهدًا، وتوري بالمكارمة زندًا، وتقتضي بالمشاركة شكرًا حافلًا وحمدًا لا زلت مهنئًا بالسعود المقبلة، مسوغًا اجتلاء غرر الأماني المتهللة بمنه ) .
تحليل الرسالة :
أ-الكتابة الإخوانية لون من الكتابة الإنشائية -أو كتابة الرسائل- ومجال الإجادة فيها غير فسيح
ب-المعاني التي تدور حولها والأغراض التي تتضمنها، ليست ذات أهمية، ولا مما يثير الأحاسيس والعواطف، اللهم إلا أن تكون شوقًا إلى لقاء، أو فرحة بأوبة، أو دعوة إلى زيارة، أو عتابًا على هفوة، أو ما شاكل ذلك مما من شأنه أن يحرك الوجدان، ويوقظ الوعي والانتباه.
ج-وفي هذه الرسالة -الإخوانية- التي يصور فيها الكاتب لصديقه أنه في طي الجوانح ثابت، مع نزوح الدار، وبعد المزار، وأن الصلة المتمكنة له في قلبه هي التي تشفع له أن يدعوه دعوة أخ واثق من الود، طامع في العطف، راج للصلة، ولا موهبة أسوغ وردًا من تفضلك باللحوق إلى مأنس يتم بمشاهدتك التئامه، ولك فضل الإجمال بالإمتاع من ذلك بأعظم الآمال.
د-وفي هذه الجمل التي نقلناها عنوان على بعض التكلف الذي لا نستسيغه نحن الآن في أدبنا الحديث، ولكنه ربما كان -في حينه- مثالا طيبا، ونموذجًا كريمًا، وهكذا لكل وقت ذوق أهله، ومعايير حسنه وقبحه.
4- رسالة الوزير الكاتب أبو المطرف بن الدباغ إلى أبي الفضل بن حسداي -صاحب الرسالة المتقدمة- يداعبه ويعاتبه، وكان ابن حسداي -هذا- يهوديًا ثم أسلم:
( كنت عهدتك لا تمتنع عن مداعبة من يداعبك، ولا تنقبض عن مراجعة من يخاطبك، فمن أين حدث هذا التعالي، وما سبب هذا التغالي، عرفني -جعلت فداك- ما الذي عراك، ولعلك رأيت الحضرة خلت من قاض فطمعت في القضاء، وجعلت تأخذ نفسك بأهبته؟ وتترشح لرتبته وأنت الآن لاشك تتفقه في الأحكام، وتتطلع شريعة الإسلام، وهبك تحليت بهذا السمت، وتهيأت لذلك الدست، ما تصنع في قصة السبت؟ دع هذا التخلق، وارجع إلى أخلافك، وعد في إطراقك، وتجاهل ما قبلك جاهل، وتحامق مع الحمقى وأنت عاقل، فلا تمنع لذة الاسترسال، ولا تتبع الدنيا بجد منك في سائر الأحوال، فما أشبه إدبارها بالإقبال، وكثرتها بالإقلال ) .
تحليل الرسالة:
أ-هذا نوع من مداعبة الأقران وفكاهات الإخوان، حين ترتفع الكلفة، وتصفو النفوس، ولا يجد أحد غضاضة في أن يقسو على صاحبه، أو يغمزه في جانبه، أو يشتد عليه في المعاملة، أو يتطاول في العتاب، ويتجاوز حدود الصواب،
ب- هذا الأسلوب هو عدم الإسراف في الحسن، ولا المبالغة في البديع، ولا الإفراط كل الإفراط في العناية باللفظ،
ج-ساعد على هذا الانطلاق على السجية الموضوع نفسه،
د-انفعال القلب بهذا العتب الساخر، واللوم العنيف، غطى على الاهتمام باللفظ، والعناية بالتنسيق
ه-قامت تلك السخرية مقام المحسنات البديعية، فأكسبت الموضوع أناقة وجمالًا استغنى بهما عن العوامل التي يحاولها الناس، ويتكلفها الكاتبون.
5- وكتب عبد الرحمن محمد بن طاهر -من كتاب ملوك الطوائف- إلى المأمون ذي النون يشكره على مراسلته:
"الآن -أيدك الله- عاد الشباب خير معاده، وابيض الرجاء بعد سواده، وترك الزمان فضل عنانه، فلله الشكر المردد بإحسانه، وافاني أعزك الله -كتاب كريم كما طرز البدر النهر، أو كما بلل الغيث الزهر- طوقتني به طوق الحمامة وألبستني به ظل الغمامة، وأثبت لي فوق النجوم منزلة، وأريتني الخطوب عني نائبة ومعتزلة، فوضعته على رأسي إجلالًا، ولئمت سطوره احتفاء واحتفالًا، وناولنيه الوزير الكاتب أبو الحسن عبدك ونصيحك -أعزه الله- وبشر بدنو الدار، وأشار إلى ما لديك كما يشار إلى النهار، ويعلم الله أني ما أعدني إلا شيعة، ولا أرى ودك إلا دينًا وشريعة، فإنك الموثوق بوفائه وشرفه، والمسكون إلى برد أمنه وطرفه، الذي لا تجد الأيام الفضل متممًا إلا لديه، ولا تعقد الأحرار الأصفاق إلا عليه، ولن أزال العالم بحقك ومقدارك، الناظم في سلكك واختيارك إن شاء الله تعالى.
تحليل الرسالة:
أ-هذه الرسالة لون جديد من كتابة الرسائل
ب-أسلوبه قائم على روعة التشبيه، وحسن الكناية، التي دارت عليهما رحى الحديث، في مثل طوق الحمامة، وظل الغمامة، وأريتني الخطوب عن نائية،
ج-هذا الأسلوب المصنوع لا يخلو صاحبه من هنات يكون الباعث عليها، أو المؤدي إليها هو تلك الصناعة التي تبدو من
-التزام سجع
- طلب جناس، كقوله ما أعدني إلا شبعة، وما أرى ودك إلا دينا وشريعة، فإنك تحس منها تكلف المعنى الذي جر إليه تكلف اللفظ.
6- وقال ابن شهيد في صدر رسالته المسماة "التوابع والزوابع":
كنت أحن إلى الآداب، وأصبو إلى تأليف الكلام، فاتبعت الدواوين، وجلست إلى الأساتيذ، فنبض في عرق الفهم، ودر لي شريان العلم، وقليل الالتماح من النظر يؤيدني، ويسير المطالعة من الكتب يفيدني، إذ صادف شن العلم مني طبقة، ولم أكن كالثلج تقتبس منه نارًا، ولا كالحمار يحمل أسفارًا فطعنت ثغرة العلم دراكًا، وأعلقت أرجل طيره أشراكًا، فانثالت لي العجائب، وانهالت علي الرغائب، وكان لي أوائل صبوتي هوى اشتد له كلفي، ثم لحقني بعض ملل في أثناء ذلك الميل، فاتفق أن مات من كنت أهواه مدة ذلك الملال، فجزعت وأخذت في رثائه فقلت:
تولى الحمام بظبي الخدور وفاز الردى بالغزال الغرير
إلى أن انتهيت إلى الاعتذار من الملل الذي كان فقلت:
وكنت مللتك لا عن قلى ولا عن فساد ثوى في الضمير
فأرتج على القول، فإذا أنا بفارس بباب المجلس، على فرس أدهم كأنما بقل وجهه، وقد اتكأ على رمحه، وصاح بي أعجزًا يا فتى الإنس، فقلت لا وأبيك للكلام أحيان، وهذا شأن الإنسان، فقال قل بعده:
كمثل ملال الفتى للنعيم إذا دام فيه وحال السرور
فأثبت إجازته، وقلت: بأبي أنت وأمي من أنت؟ قال زهير بن نمير: من أشجع الجن تصورت لك رغبة في اصطفائك، قلت: أهلا بك أيها الوجه الوضاح، صادفت قلبًا إليك مقلوبًا، وهوى نحوك محبوًّا، وتحادثنا وتذاكرت معه أخبار الخطباء والشعراء، ومن كان يألفهم من التوابع والزوابع، وقلت له: هل حيلة في لقاء من اتفق منهم؟ قال: حتى أستأذن شيخنا، وطار عني، ثم انصرف وقد أذن له، فقال جل على متن الأدهم، فسرنا عليه، وسار بنا كالطير يحتاب الجو فالجو، ويقطع الدو فالدو، حتى لمحت أرضًا لا كأرضنا، وشارفت جوًا لا كجونا، متفرع الشجر، عطر الزهر، فقال: حللت أرض الجن أبا عامر، فبمن تريد أن تبدأ؟ قلت الخطباء أولى بالتقديم، لكني إلى الشعراء أشوق، قال: فمن تريد منهم؟ قلت: صاحب امرئ القيس، فأما العنان إلي، وإذا واد ذي دوح تتكسر أشجاره، وتترنم أطياره، فصاح يا عيينة بن نوفل، بسقط اللوى وبحومل ويوم دارة جلجل، إلا ما عرضت لنا، وسمعت من الإنس وعرفتنا كيف إجازتك له، فظهر لنا فارس على فرس شقراء كأنها تلتهب، فقال: حياك الله يا زهير وحيا صاحبك، أهذا هو؟ قال: هو هذا وأبي جمرة يا عيينة، قال: أنشد قلت السيد أولى بالإنشاد، فتطامح طرفه، واهتز عطفه، وقبض عنان الشقراء وضربها بالسوط... وجعل ينشد:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا
حتى أكملها، قال: أنشد فهممت بالحيصة، ثم اشتدت قوى نفسي وأنشدت:
شجته مغان من سليمى وأدؤر
حتى انتهيت إلى قولي:
ومن قنة لا يدرك الطرف رأسها نزل بها ريح الصبا فتحدر
تكنفتها والليل قد جاش بحره وقد جعلت أمواجه تتكسر
ومن تحت حصن أبيض ذو شقائق وفي الكف من عسالة الحظ أسمر
هما صاحباي من لدن كنت يافعا مقيلان من جد الفتى حين يعثر
ثم قال لي زهير: من تريد بعده؟ قلت: صاحب أبي نواس، قال: هو بدير حنة، قد غلب عليه الخمر، فركضنا ساعة وجزنا في ممرنا بقصر قد أمه، فقلت: لمن هذا القصر يا زهير؟ قال لطوق بن مالك بن أبي الطبع صاحب البحتري: فهل لك في أن تراه؟ قلت: أجل إنه من أساتيذي وقد كنت أنسيته، فصاح: يا أبا الطبع، فخرج إلينا فتى على فرس أشعل، بيده قناة، فقال له زهير: إنك موفق، قال: لا صاحبك أشمخ مارنا من ذلك لولا تنقصه، قلت: يا أبا الطبع إن الرجال لا تكال بالقفزان، أنشدنا من شعرك فأنشد:
ما على الركب من وقوف الركاب
حتى أكملها، ثم قال: هات إن كنت شيئًا فأنشدته:
هذه دار زينب والرياب
حتى انتهيت فيها إلى قولي:
فكأن النجوم بالليل جيش دخلت للكمون في جوف غاب
وكأن الصباح قانص طير قبضت كفه برجل غراب
فكأنما غشى وجه أبي الطبع قطعة من الليل، وكر راجعًا إلى ما وراءه دون أن يسلم، فصاح به زهير: أأجزته؟ قال: أجزته لا بورك فيك من زائر... وسرنا حتى انتهينا إلى أصل دير حنة، فضرب زهير الأدهم فسار بنا في قنتة، ففتق سمعي قرع النواقيس، فقلت: فصحت من منزل أبي نواس: ورب الكعبة... وسرنا نجتاب أديارًا وكنائس وحانات إلى دير عظيم تعبق روائحه، وتصوك نوافحه، فوقف زهير ببابه، وصاح: سلام على أهل دير حنة، فقلت أو سرنا بذات الأكيراح؟ قال: نعم، وأرقلت نحونا الرهابين، مشدودة الزنانير، قد قبضت على العكاكيز، مبيضة الحواجب واللحى، مكثرين التسبيح، عليهم هدي المسيح، فقالوا: أهلا بك يا زهير من زائر، وصاحب أبي عامر، ما بغيتك؟ قال حسن الدنان، قالوا: إنه لفي شرك الخمرة، منذ أيام عشرة، وما نراكما منتفعين به، فقال وعلى ذلك، ونزلنا وقاد إلى بيت، قد اصطفت دنانه، وعكفت غزلانه، وفي دير حنة شيخ طويل الوجه والسبلة، قد افترش أضغاث زهر، واتكأ على زق خمر، وبيده طهر جارة، وحواليه صبية كالظباء تعطو إلى عرارة، فصاح به زهير: حياك الله يا أبا الإحسان، فجاوب جوابًا لا يعقل لغلبة الخمر عليه، فقال لي زهير أقرع أذنيه بإحدى خمرياتك، فإنه ربما تنبه لبعض ذلك، فصحت أنشد من كلامك أبي طويلة:
ولرب حان قد أدرت بديره خمر الصبا مزجت بصفو خموره
في فتية جعلوا الزقاق تكاءهم متصاغرين تخشعًا لكبيره
والى علي بطرفه وبكفه فأمال من رأسي لقلب كبيره
وترنم الناقوس عند صلاتهم ففتحت عيني لرجع هديره
فصاح من حبائل نشوته: أأشجعي؟ قلت: أنا ذاك، فاستدعى ماء قراحًا فشرب منه وغسل وجهه، فأفاق واعتذر إلي من حاله، فأدركتني مهابته، وأخذت في إجلاله لمكانه من العلم والشعر، فقال: أنشد حتى أنشدك، فقلت: إن ذلك أشد، لتأنيسي على أنه ما بعدك لمحسن إحسان فأنشد:
يا دير حنة من ذات الأكيراح من يصح عنك فإني لست بالصاح
يعتاده كل محفو مفارقه من الدهان عليها سحق أمساح
لا يدلفون إلى ماء بساقية إلا اغترافًا من الغدران بالراح
ثم قال لي أنشد، فقلت وهل تركت للإنشاد موضعًا؟ قال: لابد لك، فأنشدت:
أصباح شيم أم برق بدا أم سنا المحبوب أورى زندا
هب من رقدته منكسرًا مسبلًا للكم مرخ للردا
يمسح النعسة من عيني رشا صائد في كل يوم أسدا
قلت هب لي يا حبيبي قبلة تشفني من غم تبريح الصدا




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)