الحياة الاجتماعية في البيئة العباسية
أولا –العصر العباسي مجتمع طبقات :
نظراً لامتداد العباسيين في فترة القوة واقتدارهم وسيطرتهم على مقاليد الخلافة، توسعت الحياة وتدفقت الأموال وتوافدت إلى العاصمة عناصر أعجمية طبعت الحياة الاجتماعية بمنهاج تفكير جديد حيث اختلطت العادات و الأعراف الأعجمية مع الأعراف العربية، وقويت شوكة الحركة الشعوبية واهتمت الدولة بالزراعة وشق الأقنية للري وعززت الصناعة، ومال الناس إلى اللهو وشاع الفراغ فتفننوا في المأكل والملبس والمشرب وراحت أسواق الغناء والرقص وشاع التسري، وانتشرت تجارة الرقيق ومال الناس إلى ممارسة هويات مختلفة كالصيد والشطرنج وسباق الخيل، وزاد الاهتمام بالعلماء والأدباء والشعراء والمغنين والموسيقيين فأصبحت مجالس هؤلاء تعج بها بلاطات الخلفاء والأمراء.
ونظراً لاتساع الدولة العباسية ، وكثرة الفتوح وتدفق أموال الخراج والفتح، نشأت مجموعة من الطبقات في العصر العباسي تتمثل في طبقة السادة، وطبقة التجار، وطبقة الموالي، وطبقة العامة ، وطبقة الرقيق والجواري.
وتنوعت مذاهب العيش في هذا العصر بسبب اتساع رقعة الدولة ، وانتشار العلم والأخذ عن الشعوب الأخرى علومها وعاداتها ، فكان مذهب الزهد بزعامة أبي العتاهية ، ومذهب الزندقة بزعامة ابن المقفع والمجون بزعامة أبي نواس ، والتصوف بزعامة السهر وردي.
ثانياً- النزعات المتضاربة :

1-النزعة القومية والشعوبية: واحتدام الصراع بين العرب والفرس فقومية العرب يمثلها الأصمعي والجاحظ وابن قتيبة والمتنبي وأبو فراس .... وغيرهم أما قومية الشعوبية يمثلها بشار بن برد ومسلم بن الوليد وأبو نواس .... وغيرهم .
2-النزعةالإقليمية والإنسانية: وذلك من خلال تصوير البخلاء من أهل مرو، ومن خلال تأملات أبي العلاء المعري لإنسانية الإنسان وكتابات الجاحظ .
3-الصناعة اللفظية والعمل الذهني :وقد تمثل ذلك بالاهتمام بالشكل تأثراً بالثقافة الفارسية واعتماد الصنعة الزخرفية في الكلام ، ومثل ذلك مسلم بن الوليد ، والاهتمام بالمعنى تأثراً بالثقافة اليونانية كما عند أبي تمام ، والمعادلة بين الشكل والمعنى كما هو عند ابن المقفع والمتنبي .
الاتباع والابتداع في الشكل والوزن بين قديم وحديث وظهور أوزان جديدة وأشكال جديدة للشعر.
ثالثاً-الحركات الاجتماعية في العصر العباسي
أ-حركة إخوان الصفا.
قامت هذه الحركة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي، وقد كانت عبارة عن جمعية سرية اتخذت من البصرة مقراً لها، وجاءت تسمية هذه الجمعية من العشرة الصاغية، والصداقة النقية منهم الأصدقاء الأوفياء توادوا وتحابوا وأقبلوا على العلم وتعاونوا فيه. وهي جماعة سرية باطنية مزجت الفلسفة اليونانية والعقيدة الباطنية بالعقيدة الإسلامية في خليط متضارب وبالتالي فهي أول ثمار الحركة الباطنية التي استغلت والتصوف الفلسفي ستاراً لنشر رسائلهم وأفكارهم وكان أول ظهورها في البصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري. وقد ألفوا ما يقارب الخمسين رسالة في جميع أجزاء الفلسفة عملياً وعلمياً ، وأفردوا لها فهرساً وسموهما رسائل إخوان الصفا التي تعتبر برنامج العمل السري الذي يستهدف القضاء على الإسلام ودولته لتأسيس دولتهم التي تضم شتى العقائد الوثنية والمجوسية والإباحية وكان للمذهب الأفلاطوني الجديد تأثيره البالغ في هذه الرسائل
1-بوحدة الوجود على قول أفلاطون
2-وقالوا إن الإمام إلهي الذات وإنه معصوم بينما لا يرى الإسلام معصوماً سوى الرسول عليه السلام بما عصمه الله تعالى فيه،
3-وأيضاً دعوا إلى وحدة الأديان وإلغاء التعصب الديني
4-على أنه لا حاجة للشرائع للخاصةمن الناس
5-ودعوا إلى التملص من الفرائض إلا في حق العامة
6-وقالوا إن العلم له باطن وغير ذلك مما يدل على انحرافهم ، وخروجهم على مفهوم الإسلام الأصيل هدماً للمفاهيم الأساسية للإسلام ، وهدماً للنبوة وحرباً للإسلام ، وطعناً في الصحابة.
ب-ومن أهم أعلام هذه الحركة:
1-محمد بن شيرا البستي
2-وأبو الحسن علي بن هارون الزنجاني،
3-ومحمد بن أحمد النهر جودي
4-والعوضي
5-وزبير بن رفاعة .
ج-رسائل إخوان الصفا :
وصلنا من أخوان الصفا اثنين وخمسين رسالة من أهم مؤلفيها زيد بن رفاعة ومحمد بن نصر المقدسي وقد جمعت هذه الرسائل شتات العلم وتقسم هذه المسائل من الناحية العلمية إلى أربعة أقسام:
1-الرسائل التعليمية الرياضية وتبحث في العدد والهندسة والنجوم والموسيقا
2-الرسائل النفسانية العقلية وتبحث في مبادئ الموجودات العقلية والعقل والمعقول والبعث والقيامة
3– الرسائل الجسمانية الطبيعية وتبحث في الحركة والزمان والمكان والعالم والسماء والكون
4– الرسائل الشرعية والدينية وتبحث في الآراء والديانات والطريق إلى الله عز وجل وقد استوعبت فلسفتهم المذاهب جميعاً ، فللإنسان العاقل حسب رأيهم حرية اختيار المذهب والرأي الذي يراه ولكنهم لا يسيرون في هذا الرأي بلا حدود بل يذكرون رأي الدهرية التي تقول بقدم العالم وبأنه لا صانع له ، وقد دعوا إلى تفهم جديد للدين أي تفسيره بالفلسفة والعلوم الطبيعية، ورسائل أخوان الصفا لا تنتهج في كتابها منهجاعلمياحيث خلطوا العلم بالسحر والفلك بالتنجيم، ولكنهم كانوا أول من وضع كتاباً بالعربية يحوي بين دفتيه آراء فلسفية في الفيزياء وما وراء الطبيعة وبقية فروع الفلسفة،وهم يعدون من الأوائل الذين فتحوا باب عبثية الفكر على مصرعيه في الإسلام
2 ـ الشعوبية:
أثرها في إقصاء العنصر العربي عن قيادة الدولة العباسية.
أ-ماهية الشعوبية:
الشعوبية إحدى حلقات مسلسل المؤامرة والكيد للإسلام وأهله متسترة أحياناً بحب آل البيت والتشيع لهم، وأحياناً بستار الأدب والفنون، وقد انتظمت في طياتها عدة دعوات هدّامة من بينها الباطنية والقرامطة والزندقة والجهنية . وتهدف في مجموعها إلى إذاعة موجة الإلحاد التي ترمي إلى إنكار الأديان كلها ومن بينها الإسلام،
ب-منهاجها :
وكان منهاج عملها يقوم على أساس
1-الزندقة الفكرية
2- والانحلال الاجتماعي
3-ومهاجمة القيم الأخلاقية
4-والسخرية بأصول الدين والنظم الاجتماعية ،
5-وإثارة الجدل والشك في تحريم الخمر وغيرها من المحرمات ،
6-الهجوم على الثقافة العربية واللغة والأدب والتاريخ
7-الانتقاص من شأن العرب
8-التشكيك في السواعد التي حملت الإسلام ، ومحاولة إسقاطها ،
9-إسقاط قواعد الفكر الإسلامي
10-إعلاء الشخصيات غير العربية في التاريخ الإسلامي سواء من الصحابة أو من غيرهم،
11-واتخاذ حركة الترجمة والنشر وسيلة لإحياء المجوسية ، ونشر كتب المانوية ، والمزدكية ، والزنادقة
12-وكذلك إعلاء شأن الفلسفة اليونانية والعقل الإنساني على الروح الرباني مما أوجد في المجتمع الإسلامي طبقة من المترفين والدعاة لإحياء المجوسية ،
ج-رد أئمة السلف الصالح عليها:
ودعا ذلك أئمة السلف الصالح مثل الحسن البصري وتلميذه محمد بن سيرين إلى مواجهة هؤلاء بقوة، وظهر خالد وبرنامجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح ، وأيضاً سهل بن سلاقة الأنصاري كما قامت فرق من الحنابلة للأمرنفسه؛ وكان للمعتزلة كذلك دور كبير في التصدي لفتنة الشعوبية فألفوا في ذلك الكتب وأقاموا المناظرات معهم، وكانت هذه الفتنة أحد العوامل الرئيسية لنشأت علم الكلام لاستخدام هذا العلم في مواجهة الزنادقة.
د-ومن أبرز دعاة الشعوبية :لقد حمل لواء هذه الدعوة كثيرون في مختلف الميادين ومن أبرزهم:
1-أبو النواس حيث دعا الناس إلى الخمر وحث الناس عليها مستتراً بالظرف
2-وبشار بن برد حامل لواء نشر الفساد الخلقي وإشاعة الفسوق بالنساء ،
3- وحماد عجرد،
4-وأخوان الصفا، حيث عارضوا الشعوبية الإسلامية بنظام جديد نظموه من خليط من الأفكار القديمة ، مما حدا بهم إلى إنكار البعث وفسروا الآخرة وأحوالها تفسيراً باطنياً ،
5-وابن الراوندي
6-ومحمد بن زكريا الرازي حيث أثاروا الشكوك حول مفهوم الإسلام ، وإنكار الوحي 7-وعبيد الله بن ميمون القداح حيث استخدم الباطن كوسيلة لضرب الدين وإنكار المفاهيم الأساسية للإسلام ، وذلك من خلال تفسير القرآن الكريم تفسيراً باطنياً فلسفياً
ه-ومن أبرز سمات الأدب الشعوبي :
1-الإباحية ونشر الانحلال في مجال الشعر
2-انحراف الشعراء في أشعارهم إلى التغزل الفاحش والمنادمة والإغراء بالخمر والحسان ، وكلها عوامل دخيلة على الأدب الإسلامي ، بل هي من مخلفات المجوسية الفارسية بمذاهبها ، والمزدكية ، والمنانوية ، وما زال للشعوبية امتداد في الساحة العربية بين مدعي الثقافة من أدباء ومفكرين يعلون من شأنها ومن شأن دعائمها بالإضافة إلى إحياء تراثها.

3-الاتجاه الفلسفي:
الفلسفة والتفكير الفلسفي طريقة اجتماعية سلكها الكثير من المفكرين والأدباء والشعراء ، وقد بدأ الشعراء العباسيون التأثر بأفكار الفلسفية من خلال الترجمات البيزنطية للفكر،ومن خلال صراع الأفكار والمذاهب الدينية التي تبنَّت بعض الأفكار الفلسفية ،كما هوعند المعتزلة ،ومن خلال اطلاع أبي تمام على فلسفات البيزنطيين، ومزاوجتة بين الشعر، والفلسفة ، وإدخاله قضية الديالكتيك "الجدلية" في شعره ، كذلك ما بثّه المتنبي من حكم يونانية في شعره ، وما صنعَه المعري في تأملاته في الكون والقدر ، والنجوم، والحديث عن العقل والروح ،والبعث والنشور ، وما صنعه ابن سينا في حديثه عن النفس واتصالها بالبعث .
قال أبو النواس في وصف الخمرة مستعملاً كلمات فلسفية :
رقّت عن الماء حتى ما يلائمها لطافة وجفا عن شكلها الماء
ويقول أبو تمام :
شرست بل لنت بل قانيت ذاك بذا فأنت لا شك فيك السهل والجيل
ويقول المتنبي :
لأتركن وجوه الخيل ساحمةً والحرب أقوم من ساق على قدم
بكل منصلت مازال منتظري حتى أدلت له من دولة الخـدم
شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة ويستهل دم الحجاج في الحرم
ويقول المعري :
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادِ
ويقول ابن سينا في وصف النفس :
هبطت إليك من المحلِّ الأرفع ورقاءَ ذاتُ تعزز وتمنّع
وصلت على كرهٍ إليك وربّما كرهت فراقك وهي ذات توجّع

4-اتجاه اللهو والمجون:
وهو اتجاه فشا بين الكثير من الناس نظراً لكثرة تدفق الأموال وانتشار القيان والجواري اللواتي أسهمن في نشر اللهو والمجون ؛ فقد أكب قسمٌ من الشعراء على وصف أماكن الخمرة ومجالسها كمنطقة -الكرخ -في بغداد، ومنطقة -قطر بّل- ، ومن الشعراء الذين وصفوا الخمرة وأكثروا من الخمر والمجون في شعرهم : أبو نواس ومطيع بن إياس و بن عجرد، والشاعر بشار بن برد ، ومسلم بن الوليد وغيرهم ....
ويقول بشار بعد أن أصدر الخليفة أمراً بمنعه من وصف الخمر والغزل المخجل :
نهاني الخليفة عن ذكرها وكنت بما سرَّه أكدحُ
فأعرضتُ عن حاجتي عندها وللموتُ من تركها أروحُ
ويقول أبو نواس بعد أن سجنه الأمين لشربه الخمر :
ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ولا تسقني سراً إذا أمكن الجهرُ
ويقول أبو نواس
تفتير عينيكَ دليلٌ على أنك تشكو سهر البارحة
عليكَ وجهٌ سيئ حاله من ليلةٍ بتَّ بها صالحه
5-ظاهرة الزهد:
وقد جاءت هذه الظاهرة رداً على اللهو والمجون ووصف الخمرة وفي الوقت الذي كانت فيه حانات بغداد مملوءة بأصحاب الخمرة ، كانت مساجد بغداد مملوءة بالعباد والنساك والعابدين، وقد عرف العباسيون لونين من الزهد .
أً- زهد إسلامي مستقى من القرآن الكريم والسنة الشريفة معتمدة على قوله تعالى ((وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ، ولاتنسى نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك)). وكذلك من قوله عليه السلام : ((من بات آمناً في سريه، معافاً في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما ملك الدنيا كذا فيرها)).
ب - زهدٌ مانوي نسبة إلى زعيم فارسي اسمه ((ماني)).
وهذا الزهد مرتبط بالديانة الزردتشية والبوذية والنصرانية وقد كان من زعماء هذا اللون : صالح بن عبد القدوس ؛ أما الديانة الزردتشية فتؤمن بعقيدتي النور والظلمة ، وإباحة زواج الأباء من بناتهم وأخواتهم ؛ أما البوذية فتؤمن بقضية تناسخ الأرواح ، وتحريم ذبح الحيوان والطيور ، وأما النصرانية فتؤمن بالنسك والزهد، وليست الرهبانية إلا جزءاً من ذلك . ويعد المعريمن الدين دعوا لاعتزال الدنيا:وعدأغنى الأنام تقيُّ في ذرا جبلٍ يرضى بالقليل ويأبى الوشي والتاجا ، ويعتبر أفقر الناس في دنياهم ملكٌ يضحى إلى اللجب الجرار محتاجا ؛ ويعتبر عبد الله بن المبارك الذي جمع بين الزهد والجهاد في رسالةٍ إلى الفضيل بن عياض الناسك الذي كان مجاوراً مكة ما معناه:إن العبادة تتجاوز اللبث بالبيت الحرام إلى الجهد وترك الدنيا
ويخاطب أحد أصحابه وهو اسماعيل بن عليَّه وكان قدولي الصدقات بالبصرةأن يتزهد في الدنياولايجعل الدين له بازياً يصطاد أموال المساكين ولايحتال للدنيا ولذّاتها بحيلةٍ تذهبُ بالدين ، ومن عجب إن الذين أقبلوا على الزهد وسعوا إليه وقالوا فيه شعرهم هم أنفسهم الذين أسرفوا على أنفسهم وعلى مجتمعهم إثما ومعصية وانحرافا ، أو على وجه أدق هم بعض أولئك الذين انغمسوا في طلب اللذة المحرمة حتى جرفهم تيارها وغمرهم عبابها وإن منهم أبا نواس ، ومسلم بن الوليد ، وصالح بن عبد القدوس ، وأبا العتاهية الذي قيل أنه تاب فيما بعد ، كما كان هناك أيضا محمود بن الحسن الوراق الذي لم يكن من فريق العصاة ، ولذلك فإن شعره في الزهد والحكمة أنقى منهم روحا وأصفى محتوى وأقرب إلى النفس تقبلا وأسرع إلى الخاطر تلقيا
أما أبو نواس فلم يقل ما قال من شعر الزهد إلا بعد إن قعدت به الصحة عن أن يستمر فيما ظل يخوض فيه من وحل وما يرتكبه من إثم ورجس طوال حياته ، ومن ثم فإن مرارة الندم قد ألحت عليه فعدل إلى جانب النسك
و يؤوب أخيرا من رحلة العصيان الطويلة إلى رحاب الله فيؤدي فريضة الحج ويكبر مع المكبرين ويلبي مع الملبين وهو يطوف بالبيت العتيق : ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك البيك ، أن الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك ) . وتنساب إلى قلب الشاعر ومضات الإيمان لتصب في وجدانه فيتذوق روحانيتها فيقول :
إلهنا مـا أعدلك مليك كـل من ملـك
لبيك قد لبيت لك
ويتفكر أبو نواس في مصير كل حي ولكن بعد أن انقضت شهرتهفيرعوي ويستجيب إلى نداء عقله
ويلجأ إلى المحسن الرحيم بكل رجائه وبتوسل المعترف بخطئه وضراعة النادم غير اليائس من رحمة الله معبراً عن صدق إسلامه ، ومن شعراء الزهد ال1ين دعوا للاستقامةصالح بن عبد القدوس، وأشهر شعراء الزهد في تلك الفترة العباسية أبو العتاهية فهو يدعو إلى ترك الدنيا وتحقيرها حينا ويدعو إلى التقى وصالح الأعمال حينا آخر ويذكر الموت وملاحقته للخلق ويلح في ذلك إلى الحد الذي يصد الناس فيه عن ترك أية متعة ولو كانت حلالا ويقف على القبور ويناجيها حينا ويسائل ساكنيها آونة أخرى ويقرن بين الدنيا والآخرة أو بالأخرى بين الحياة والموت ثم النشور والحساب والثواب والعقاب ويرجو الثواب ويخشى العقاب
6-ظاهرة التصوف:
وهي ظاهرة قامت على فلسفة خاصة شهد العباسيون نوعاًنتها ، ذلك أن التصوف ظاهرة -على حد قول أصحابها -قائمة على إرضاء الخالق وذم التعلق بالدنيا: (( الأموال – الأبناء – النساء)) ولكن هذا التصوف خرج في معظمه عن تعاليم الإسلام بفعل الترجمات اليونانية والهندية واعتمد هذا التصوف على مجموعة من ركائز :
أولها: فكرة المحبة الإلهية ،
وثانيها فكرة إنكار الذات
وثالثها الاعتماد على القلب والكشف ونظرية التوحد وحدة الوجود ، ووحدة الخالق والمخلوق حيث يمزج الصوفي روحه في روحخالقه كما يقول الحلاجكما تمزج الخمرة بالماء الزلال ،فإذا مسّ الخالقَ شيءٌ مسًالعبد فإذا كلاهما في كل حالِ واحدة وهذا شذوذ في التفكير لأنه كلام خطير يخرج عن حدود الشرع الإسلامي



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)