جلاء تغنى اغنيات المطر للقاصة المصرية/جلاء الطيرى

[


للقاصة المصرية / جلاء الطيرى


(

صحوت على نقرات حادة على زجاج باب الشرفة ، فركت عينى المغمضمتين نفضت عن ملامحى بقايا حلم مزعج ، رأيت حبات المطر المتساقطة من سمائى تنقر باب الحجرة وتدعونى إلى الاستيقاظ .

مازال المنبه يئن معلناً الثالثة صباحاً .. أزحت عنى غطائى الثقيل كثقل أيامى .. غصت فى الظلام .. ارتدانى صقيع الشتاء فتحت باب الشرفة ولم أخش البرد .. خشيت فقط غضب سعاد الساكنة معى فى غرفة بيت الطالبات .

استنشقت هواء طمى مندى وأشجار مورقة .. انتفضت أنفاسى ربما هذه هى أولىاغنيات المطر

.. أمد يدى وأرتشف من صلاتى الأبدية ماء المحاياة ، على جدران الصدر يتراكم ثلج كثير يحبس بداخله الهواء.. أشتاق لبعض هواء ..

أنادى على سعاد فيهرب صوتى بعيداً عنى .. أتدثر بالبرد يتحالف مع ثلج صدرى ويخطف منى الضياء ويلقى على برد الظلام .. المطر يهطل على جسدى .. صدرى يستول الهواء .. ضوء أصفر شاحب يتسلل إلى .. تتبعه سعاد فى حنو .. تصرخ فى وجهى أنت مجنونة تحملنى على السرير وتغلق باب الشرفة المبتلة نزعتها عنى .. أعد عظام جسدى الناحل محاولة اكتشاف تفاصيل جسدى من جديد .

سعاد تلبسنى ثوبها الصوفى الأخضر المزدان بورود صفراء جسدى تخضب بأصفر وردها .. حول صدر

ى تلف شالها الأبيض فيهرب البرد وتذوب قليلاً جدران الثلج .. تدثرنى بغطائى وتنادى على المشرفة .. عيون المشرفة تحولت إلى عيون طيبة تفيض رقة .. تربت على كتفى وتدعو لى بالشفاء ..من البعيد يأتينى صوت مديرة البيت وهى تطلب عربة الإسعاف .. بعض الهواء هو كل ما أطلب

- أتستطيعين السير ؟

- أحاول

تخور قدماى فلا أقوى على النهوض.. من خلال عينى نصف المفتوحة أرى الحارس بيديه المشعرتين كغابتين سوداوين .. يرفعنى وعن عمد يصطدم بصدرى المرهق يهبط بى درجات السلم .. فى عربة الإسعاف يلقى بى ولا ينسى أن يصطدم بصدرى مرة أخرى عن عمد أيضاً ..

فى الزحام أتأملهم .. كل العيون تمطر سؤالاً واحدا


هل سأعود أم .... ؟ إلا عين سعاد كانت تمطر حزنا وسعاد ترجو المشرفة أن تتركها لتذهب معى فتصطدم بكلمة ممنوع .. يقفل باب العربة وتختفى العيون الممطرة بالأسئلة فتورق العتمة ويذبل الضياء .. أستمع لتكسر الماء تحت عجلات عربة تجأر بالصراخ .. إلى أعلى يصعدون بى فى حجرة بيضاء وعلى سرير أبيض يضعوننى .. يتفحصنى الطبيب .. يضع سماعته الباردة على صدرى فيزداد الثلج ، من البعيد يأتينى صوته وهو يتحدث مع المشرفة بكلمات الغضب .. فى قلبى ترسب الكلام أستمع لنقرات المطر على الزجاج .. أتعكز على ألمى أفتح باب الشرفة أغتسل بماء المطر .. تتداعى إلى عربة تجأر بالصراخ .. فرح يتكسر .. غابة سوداء وعيون تمطر أسئلة وعيون تمطر حزنا . استحالت الحجرة إلى نهر عميق غصت فيه

ومعى وجه سعاد !!


maryammarow@yahoo.com

فتاة مصرية تدرس اللغة العربية وادابها
حصلت على المركز الاول فى القصة على مستوى جمهورية مصر العربيةفى مسابقة وزارة الثقافة[/size]

تستحق جلاء الطيري المركز الأةل و زيادة
فهي قلم بالفعل يستحق الريادة في عالم القصية القصيرة
قلم يمتلك كل مقومات النجاح .. فهنيئا لكم بها أخي عزت
و هنيئا لنا قراءة مثل هذا افبداع
تحياتي لك و للأخت جلاء الكاتبة المبدعة
د. جمال