أساليب النثر العباسي وخصائصه
أ-أساليب النثر في العصر العباسي:
نظراً لتطور فن النثر في هذا العصر انطلاقاً من الحاجة لبعض فنونه ( الرسائل الديوانية ) أو ( إظهار القدرة والتفنن في ذلك من خلال الرسائل الديوانية والإخوانية ) ، فإن الكتاب اهتموا بهذا الفن وصنعوا له طرقاً مختلفة ولكنها تلتقي في نقطتين أساسيتين تظهران أسلوب النثر في ذلك العصر :
1-إيصال المعنى الدقيق والطريف إلى القارئ .
2-إثارة الجمال في نفس القارئ والسامع .
وبذلك يكون أسلوب النثر قد انتهج طريقاً واضحاً لإيصال المعنى ، وقد أوضح الجاحظ في مقدمة كتابه " البيان والتبين " هذا الطريق من خلال اعتماد النقاط التالية:
1- فصاحة الألفاظ.
2-عدم تنافر الحروف.
3-أداء الألفاظ للمعاني الدقيقة .
4-اعتماد أسلوب البلاغة العربية في توصيل المعاني.
ومن هنا كانت الفنون الأدبية ( أشكال الخطب الأدبي –والرسمي-والديواني-)، والتي سنبحث فيها في هذا القسم
ب- خصائص النثر :
بما أن كتاب النثر في العصر العباسي اطلعوا على ما كتب في النثر في المصادر العربية، كالقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والمصادر الهندية واليونانية من خلال ما ترجم من كتب فلسفية ، فإنهم اعتمدوا في كتابة منثوراتهم على خلط الطريقتين العربية والأعجمية مما جعل النثر يتميز بخصائص مختلفة بين الكتاب ويمكن حصرها بـ:
1-استعمال الألفاظ المتوسطة التي تنفي الألفاظ المتوعرة والألفاظ السوقية الساقطة.
2-إيجاد ضرب من التلاؤم الموسيقي الذي يكسو الكلام كسوة الازدواج والترادف الصوتي وكلام البديع.
3-اعتماد مذهب السجع.
4-التركيز على تصنيع العبارة وترصيعها وزخرفتها .
5-اللجوء إلى المبالغات والتهويلات والاعتذار بكثرة العبارات المنمقة.
ملاحظة:
وقد وصل النثر في هذا العصر إلى درجة الاهتمام بالشكل أكثر من المضمون بحيث تبدو القطعة النثرية المكتوبة مقصودة لذاتها ، يريد الكاتب أن يعبر عن مقدرته وموهبته فيها أكثر مما يريد أن يعبر عن معنى من المعاني التي يحتاجها الإنسان .
ج- أهم كتاب النثر في العصر العباسي:
برز من كتاب النثر في هذا العصر الجاحظ وابن المقفع وسهل بن هارون وأبو بكر الخوارزمي وبديع الزمان الهمذاني و الحريري ؛ وقد اهتم ابن المقفع وسهل بن هارون بمذهب الصنعة في العصر العباسي ، وترجع أهمية بن المقفع في النثر العربي إلى أنه يعد أفضل من نقل الثقافة الفارسية إلى العربية ، وما نقل إلى الفارسية من ثقافات يونانية أو هندية ، وقد ترجم كتاب "كليلة ودمنة " إلى أكثر من ثلاثين لغة كبرى لما لهذا الكتاب من أهمية كبيرة وقد كان (جوته) يذكر أن طفولته عامرة بما ترجم عن العربية ( كليلة ودمنة – ألف ليلة وليلة)
يقول ابن المقفع ناصحاً كتاب النثر :
"إياك والتتبع لحوشي الكلام طمعاً في البلاغة ، فإن ذلك دليل على العي".
ويقول أيضاً
" عليك بما سهل من الألفاظ ، مع التجنب لألفاظ السفلة (العامة)".
وقد سئل ابن المقفع عن البلاغة ؟ فقال: " التي إذا سمعها الجاهل ظنّ أنه يحسن مثلها".وتأتي أهمية الجاحظ من كونه رئيساً من رؤوساء المعتزلة وظاهرة فريدة من ظواهر العصر العباسي وقد قال ابن العميد فيه:"الناس عيال عليه في البلاغة والفصاحة".ويقول ابن العميد:" كتب الجاحظ تعلّم العقل أولاً والأدب ثانياً".
ويظهر تمييز الجاحظ من خلال اهتمامه بألفاظه ومعانيه ودقة آرائه ، والأدلة والبراهين التي يسوقها لإثبات القضية التي يتحدث عنها، إضافة إلى مقدماته ونتائجه المتأثرة بالمنطق والفلسفة والجدل والحوار.
يقول الجاحظ في مقدمة كتاب الحيوان :
"جنبك الله الشبهة ، وعصمك من الحية وجعل بينك وبين المعرفة نسباً، وبين الصدق سبباً، وحبّب عليك التثبيت وزيّن في عينيك الإنصاف، وأذاقك حلاوة التقوى". فالألفاظ هاهنا منتخبة كقوله (جنّبك – الإنصاف- الحلاوة) ، والعبارات مقطعة تقطيعاً صوتياً ؛ أما أبو بكر الخوارزمي فقد تحول النثر معه ومع نظيريه بديع الزمان والحريري إلى تصنيع معتمدين على السجع والترصيع والبديع. يقول أبو بكر الخوارزمي في كتابٍ أرسله إلى أبي محمد العلوي "قرأت الفضل المسجّع فشغلني الاقتباس منه عن الجواب عنه". ؛ أما بديع الزمان فقد تميز بإنشائه لفن جديد في الأدب العربي وهو فن المقامات وأهم خصائص هذه المقامات:
1-القصص القصيرة
2– الحركة التمثيلية
3– الاعتماد على شخصيتين وهميتين هما أبو الفتح الاسكندري وعيسى بن هشام




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)