فن القصص في العصر العباسي
أولاً-رؤى وأبعاد :
القصة فن من الفنون المهمة في الخطاب الأدبي على مورِّ العصور ، وقد برزت ثلاثة أنواعا من القصص في هذا العصر:
أ- القصص الديني : وقد اعتمد القصاص في محاولاتهم الوعظية على ركائز أسهمت في ايصال قصصهم إلى المتلقين ، وذلك باستخدام أشياء متعددة تحمل في طياتها العبرة للمتعظين
ب-القصص الواقعي : المستمد ممن تجارب المعاصرين لكتاب ذلك العصر ، أو تجارب العصور السابقة لهم ،
ج-القصص المترجم : عن الهندية أو الفارسية ،كقصص الفيلسوف بيدبا التي ترجمت عن الهندية إلى الفارسية ، ثم ترجمها ابن المقفع إلى العربية
وقد كثر هؤلاء القصاص ، وعقد لهم الجاحظ فصلا في كتابه :"البيان والتبين".
ومن هؤلاء القصاص :
1-موسى بن سيار الإسواري ، وكان يقص باللغتين العربية والفارسية ،
2-وصالح المريّ الذي يقول في إحدى مواعظه معزيا عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة في موت ابنه(".....إن كانت مصيبتك في ابنك أحدثت لك عظة في نفسك ، فنعم المصيبة مصيبتك ،وإن لم تكن أحدثت لك عظة في نفسك ، فمصيبتك في نفسك أعظم من مصيبتك في ابنك"). وقد ارتقى هؤلاء الوعاظ بصناعة النثر وطوروها من حيث المعاني وأضافوا لها معاني جديدة معتمدين لتحسين أساليبهم على :
1-الدقة في اختيار اللفظ.
2-الإحساس المرهف بجمال السبك و الصياغة.
ثانياً-القصص المترجم :
فقالت يمين الله أفعل إنني ... رأيتك مشؤومًا يمينك فاجره
أبَى لي قبر لا يزال مقابلي ... وضربة فأس فوق رأسي فاقره
والقصة شعرًا ونثرًا من قصص المواعظ، التي رويت على ألسن الحيوان، وهي جاهلية كما يبدو في صورتها وفي بيئتها أيضًا، ومثل القصة السابقة قصة الثعلب والعنقود، التي وضعت لتفسير المثل: أعجز من ثعالة عن العنقود، أو أعجز عن الشيء من الثعلب عن العنقود، فأصل ذلك المثل كما يقول الميداني: أن العرب تزعم أن الثعلب نظر إلى العنقود فرماه فلم ينله، فقال: هذا حامض وحكى أحد الشعراء ذلك شعرًا، فالمثل جاهلي وقصته جاهلية، أما صياغة القصة شعرًا فيبدو أنها صيغت في العصر الإسلامي، وهذه القصة قد وردت في خرافات لافونتين.
1-كليلة ودمنة : يقسم المؤرخون كتاب كليلة ودمنة إلى قسمين :
أ-أحدهما : يذهب إلى ابن المقفع هو الذي وضع هذا الكتاب وأداره على ألسنة الحيوانات ليدفع عن نفسه تهمة تأديب الملوك وعلى رأس القائلين بهذا الرأي ابن خلكان ,
ب-والقسم الثاني : يرى أن ابن المقفع لا يعدو أن يكون مترجما ً لما في هذا الكتاب من قصص عن اللغة الفارسية التي ترجمت بدورها عن اللغة الهندية وحجة هؤلاء تعتمد على عناصر مستنبطة من الكتاب نفسه , فهو يتحدث عن عادات هندية ويذهب بعض الدارسين إلى أن الكثير من قصصه موجود في السفرين الكبيرين للحضارة الهندية : " المهابهارتا " و " وبنج تترا " أي خمس مقالات كما يؤيد هذا الفريق رأيه بأن البيروتي وهو عالم ومؤرخ موثوق به يشهد بهندية هذا الكتاب كما أن الفردوسي في الشاهنامة " , يؤكد رحلة الفيلسوف الفارسي " بروزيه " إلى الهند لجلب هذا الكتاب . وقصة تأليف الهنود لهذا الكتاب قصة طويلة , تتفاوت المصادر في ذكر تفاصيلها , خلاصتها : ( أن ملكا ً من ملوك الهند يسمى- دبلشيم- طغى وبغى في رعيته , فانتخب جماعة من البراهمة حكيما ً منهم وطلبوا أن يلتمس من الملك أن يعدل سيرته في رعيته , فلما تصدى له بالوعظ اغتاظ منه وسجنه وفي ليلة سهاد تذكر وعظه فأمر بإخراجه من السجن وتقريبه لبلاطه ومنادمته , فأعجب بنصائحه وأكبر عقله ، فطلب منه أن يؤلف كتابا ً له دله على مخططه إذ قال : أحببت أن تصنع لي كتابا ً تستفرغ فيه عقلك يكون ظاهره سياسة العامة وتأديبها على طاعة الملك . وباطنه أخلاق الملوك وسياستها للرعية . قال : قد أجبت الملك , قال : وكم الأجل ؟ , قال : سنة . قال : قد أجلتك . وأمر له بجائزة سنية , ثم وضعه مع تلميذ له على لسان بهيمتين , ورتب فيه خمسة عشر بابا ً , وسماه كليلة ودمنة , وأداره على ألسنة الحيوانات ليكون ظاهره لهواً للخواص والعوام , وباطنه رياضة لعقول الخاصة , وضمنه ما يحتاج إليه الإنسان من سياسة لنفسه وأهله وخاصته , وما يحتاج إليه من أمر دينه ودنياه فأقر الملك هذا الكتاب وأمر بالمحافظة عليه ) . ويقال أن كسرى أنوشروان بن قباذ كان أكبر ملوك الفرس وأحبهم للعلوم والآداب قد علم بهذا الكتاب , وعلم قيمته فنشط لاقتنائه , وأرسل أحد أطبائه الفيلسوف " بروزيه بن أزهر ) فاحتال للكتاب حتى حصل عليه , وسلمه لكسرى , فأمر كسرى وزيره – بزر جمهر " أن يقرظه وأن يثبت هذا التقريظ في أول الكتاب منوها ً فيه ببروزيته , فألحق هذا التقريظ بالكتاب فكان مقدمة الكتاب له , ثم عندما وقع بين يدي ابن المقفع وضع بابا ً بين فيه غرض الكتاب قال فيه : هذا الكتاب كليلة ودمنة , وهو ما وضعته علماء الهند من الأمثال والأحاديث التي ألهموا فيها أبلغ ما وجدوا من القول في النحو والذي أرادوا , ولم تزل العلماء من كل أمة ولسان يلتمسون أن يعقل عنهم , ويحتالون لذلك بصنوف الحيل ويبتغون إخراج ما عندهم من العلل , في إظهار ما لديهم من العلوم والحكم , حتى كان من تلك العلل وضع هذا الكتاب على أفواه البهائم , ثم تحدث ابن المقفع عن خطة هذا الكتاب ومضمونه فقال : وأما الكتاب فجمع حكمة ولهوا ً , فاختاره الحكماء لحكمته , والأغرار للهوه والمتعلم من الأحداث ناشطاً في حفظ ما صار إليه من أمر يربط في صدره , فأول ما ينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له , والرموز التي رمزت فيه , وإلى أية غاية جرى مؤلفه فيه عندما نسبه إلى البهائم وأضلعه إلى غير مفصح , وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالها , فإن قارئه متى لم يعقل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني ولا أي ثمرة يجتني منها , ولا أي نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه هذا الكتاب ( كليلة ودمنة ) وواضح من بعض ما تقدم أن الكتاب موضوع في أصله باللغة الهندية وأن الباب الثاني من قد وضعه الوزير بزر جمهر تقريظا ً لجهود الفيلسوف الطبيب بروزيه , الذي حصل عليه وترجمه للفارسية وأن الباب الثالث من صنع ابن المقفع الذي اتخذ من كلامه في هذا الباب توطئة للدخول في ترجمته ومن هنا ندرك أن أصل الكتاب هندي , وقد ألحقت به عقول الأمم الأخرى إضافات لم تكن في الأصل الهندي نفسه . صحيح أن اسم الكتاب اقترن باسم مترجمه ابن المقفع , ولكن يبدو أن محاولات أخرى غير ابن المقفع قد ترجمته إلى العربية , فقد ذكر ابن النديم في فهرسته أن غير ابن المقفع نقله إلى لسان العرب , وكذلك ذكر " حاجي خليفة " أن من اسمه ( عبد الله بن هلال الهوازي ) نقله إلى العربية أيضا . ومنذ أن نقل الكتاب إلى العربية أخذ الكتاب يتسرب إلى لغات الأمم الأخرى فقد نقل إلى السريانية في القرن العاشر الميلادي , وإلى اليونانية سنة 1080 م ومنه إلى الإيطالية والسلافية , ثم رجع إلى الفارسية القرن السادس , ومنها إلى التركية القرن العاشر والفرنسية في 1734 كما نقل إلى اللاتينية في القرن الثالث عشر والإسبانية 1251 ثم ترجم إلى العربية 1270 ومنها تفرع إلى ثلاث لغات أساسية الأولى الألمانية وهذه بدورها أعطته إلى الدانمركية والهولندية والثانية الإسبانية التي أعطته للإيطالية 1548 والثالثة الإيطالية 1552 التي أعطته للانكليزية سنة 1570 , من هذه الرحلة لكتاب كليلة ودمنة ندرك قيمة الترجمة العربية التي فتحت أمام الكتاب نوافذ كثيرة لم يكن ليبلغها لو ظل نزيلا ً في شبه القارة الهندية . وقد نال الكتاب عناية أخرى غير العناية للترجمة به , من قبل النظام والشعراء , فقد قيل : إن الفرس نظموه شعرا ً ؛ أما العرب , وهم أهل النظم فقد تنافسوا في نظمه , فنظمه إبان اللاحقي , وعلي بن داوود كاتب زبيدة وسهل بن نوبخت , وبشر بن المعتمر , وابن الهبارية في كتابه " الصادح والباغم " وغيرهم كثيرون مثل عبد الرحمن الصاغاني , وابن مماتي المصري ، وجلال الدين النقاش . أما الذين فتنوا بهذا الكتاب وعبروا عن فتنتهم بانتزاعات بعض حكمه أو بمعارضته فكثيرون أيضا , منهم سهل بن هارون , عارضه بكتاب " ثعلة وعقرة " وسلم صاحب بيت الحكمة والمريد الأسود , الذي استدعاه المتوكل في أيامه من فارس , ويقال أن أبا العلاء المعري عارضه بكتابه المسمى " القائف " والذي شرحه بكتاب آخر سماه " منار القائف " كما يعزى إلى ابن ظفر بأنه عارضه أيضا ً في كتابه " سلوان المطلع في عدوان الأتباع " وخاتمة المطاف معارضة أحمد بن عربشاه في كتابه ( فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء ) . وأما أبوابه فهي كما أشرت تتراوح بين اثني عشر بابا وإحدى وعشرين بابا ً, على اختلاف في طبعاته ولعل هذا التفاوت في عدد الأبواب له تفسير آخر. وهو أن بعض النسخ تقسم الباب الواحد إلى بابين وتعطي لكل باب اسما ً مستقلا ً لذا يزداد عدد الأبواب وينقص .
فقالت يمين الله أفعل إنني ... رأيتك مشئومًا يمينك فاجره
أبَى لي قبر لا يزال مقابلي ... وضربة فأس فوق رأسي فاقره
والقصة شعرًا ونثرًا من قصص المواعظ، التي رويت على ألسن الحيوان، وهي جاهلية كما يبدو في صورتها وفي بيئتها أيضًا، ومثل القصة السابقة قصة الثعلب والعنقود، التي وضعت لتفسير المثل: أعجز من ثعالة عن العنقود، أو أعجز عن الشيء من الثعلب عن العنقود، فأصل ذلك المثل كما يقول الميداني: أن العرب تزعم أن الثعلب نظر إلى العنقود فرماه فلم ينله، فقال: هذا حامض وحكى أحد الشعراء ذلك شعرًا، فالمثل جاهلي وقصته جاهلية، أما صياغة القصة شعرًا فيبدو أنها صيغت في العصر الإسلامي، وهذه القصة قد وردت في خرافات لافونتين.
2-كتاب (كليلة ودمنة) وأثره في الأدب العربي والآداب العالمية:
كتاب (كليلة ودمنة)، وهو في الواقع أثر أدبي ترك بصماته على كثير من الأعمال الأدبية العالمية، وقد اختلف الدارسون حوله، وكانت النسخة العربية التي ترجمها ابن المقفع، وهو من أهل القرن الثاني الهجري مثار دراسات وأخذ ورد، وترجم النص العربي للكتاب إلى السريانية والحديثة والإنجليزية والفارسية الأولى، ثم الثانية والفارسية الهندية والتركية واليونانية والإيطالية والعبرية واللاتينية الوسطى، ثم اللاتينية القديمة والإسبانية القديمة، أما الترجمات الأوربية الأخرى فأكثرها ترجم عن لغات وسيطة أخذت على النص العربي مباشرةً، وبالنسبة لأصل ذلك الكتاب يقال: إن العالم الفارسي برذويه كان مولعًا بالحكمة والعلم، وكان مقربًا من كسرى أنوشروان، فقرأ في كتاب الهنود أن ديهم نباتًا ينثر على الميت، فيتكلم في الحال، فارتحل برذويه إلى لهند بتوجيه من كسرى، حيث واجهته مصاعب كثيرة إلى أن عرف أن النبات المقصود هو رمز لكتاب (كليلة ودمنة)، الموجود لدى الراجا حاكم الهند. وقيل: إن هذا الكتاب كان متوارَثًا عند الحاكم لا يسمح لأحد باستنساخه، إلا أن برذويه بعلمه وحكمته وحسن خلقه استطاع الاطلاع على النسخة الهندية، وكان يرسل إلى كسرى أنوشروان ما يحفظه منها تباعًا، وتولى بوزرج مهر كتابة ما يصل من برذويه، وصدر الكتاب بعد ذلك، وهو يدور حول قصص يرويها الفيلسوف بيدبا للملك دبشليم، واطلع ابن المقفع على النسخة الفارسية للكتاب، وكان لها أثر بالغ في نفسه وتفكيره وثقافته، وكانت الظروف الاجتماعية والسياسية التي تحيط بالفيلسوف الهندي بيدبا في علاقته بالملك دبشليم، تشابه ما كان فيه ابن المقفع مع الخليفة المنصور، الذي كان بحاجة إلى النصح غير المباشر؛ لِمَا عرف عنه من قوة البأس والبطش بكل من لا يمالئه، أو يخرج عن طاعته؛ لذا اتسمت ترجمة ابن المقفع للكتاب بخصوصية ظرفها الزماني والمكاني، فأضاف ابن المقفع بعض القصص من نسج تأليفه، وعدل في بعضها، وأكسب المترجم منها روحًا جديدة من خلال أسلوبه المشوق وعرضه الرائع. هذا، وتناول الكتاب قصصًا ترجي على لسان الحيوان في ظاهرها؛ لتصل لأهداف أخرى أخلاقية وإصلاحية لشئون المجتمع والسياسة، فالحيوان في (كليلة ودمنة) أداة توظيف لغاية قصدها الكاتب، وقد يتحقق هذا الهدف بعرض الحكمة مباشرة، أو من خلال الفكاهة، التي تظهر في قيام الحيوان بالدور الإنساني تصرفاتٍ أو كلامًا، وقد صرح ابن المقفع أكثر من مرة أن للكتاب غرضًا ظاهريًّا، وآخرَ باطنيًّا . وقد تناول الدكتور عمر فروخ في المجلد الثاني من كتابه (تاريخ الأدب العربي) النظريات، التي تتعلق بكيفية تأليف ذلك الكتاب، فقال: هناك ثلاث نظريات:
النظرية الأولى: أن الكتاب منقول عن الفهلوية.
أما الثانية: فهي تتخلص في أن الكتاب غير معروف بالآداب القديمة بهذا الشكل، وما دبشليم الملك ولا بيدبا الفيلسوف ولا فور ملك الهند، إلا أعلام منسوبة إلى زمن لم تكن فيه وأمكنة لا تعرفها، ثم إن ما في الكتاب من احتقار للثورة، ومن آيات قرآنية كريمة ومن أحاديث شريفة، ومن آراء لا شك في أنها من صلب الفقه الإسلامي، يدل على أن الكتاب نشأ في بيئة إسلامية عربية محضة. وهناك نظرية أخرى تقول: إن القصص الواردة في كتاب (كليلة ودمنة) معروفة بأعيانها أو بأشباهها عند اليونان، وعند الفرس وعند الهنود وعند اليابانيين، وعلى هذا يكون عبد الله بن المقفع قد استقى القصص من الأدب الفارسي والهندي، ثم ساقها بسياقه هو واستخلص منها العبر التي يريدها هو، وأضاف إليها وحذف منها. وهذا مثال من كتاب (كليلة ودمنة)، وهو حكاية المسماة القرد والغيلم، وتجري على النحو التالي: قال دبشليم للملك الفيلسوف: اضرب لي مثلًا الرجل الذي يطلب الحاجة، فإذا ظفر بها أضاعها قال الفيلسوف: إن طلب الحاجة أهون من الاحتفاظ بها، ومن ظفر بحاجة ثم لم يحسن القيام بها أصابه ما أصاب الغيلم، قال الملك: وكيف ذلك؟ قال بيدبا: زعموا أن قردًا يقال له: ماهر، كان ملك القردة، وكان قد كبر وهرم، فوثب عليه قرد شاب من بيت المملكة، فتغلب عليه، وأخذ مكانه فخرج هاربًا على وجهه؛ حتى انتهى إلى الساحل فوجد شجرة من شجر التين فارتقى إليها، وجعلها مقامه. فبينما هو ذات يوم يأكل من ذلك التين، إذ سقطت من يده تينة في الماء، فسمع لها صوتًا وإيقاعًا، فجعل يأكل ويرمي في الماء فأطربه ذلك، فأكثر من طرح التين في الماء، وثم غيلم كلما وقعت تينة أكلها، فلما كثر ذلك ظن أن القرد إنما يفعل ذلك لأجله، فرغب في مصادقته وأنس إليه وكلمه، وألف كل واحد منهما صاحبه، وطالت غيبة الغيلم عن زوجته فجزعت عليه، وشكت ذلك إلى جارة لها، وقالت: قد خفت أن يكون قد عرض له عارض سوء فاغتاله، فقالت لها: إن زوجك بالساحل قد ألف قردًا وألفه القرد، فهو مؤاكله ومشاربه، وهو الذي قطعه عنك، ولا يقدر أن يقيم عندك؛ حتى تحتالي لهلاك القرد، قالت: وكيف أصنع؟ قالت لها جارتها: إذا وصل إليك فتمارضي، فإذا سألك عن حالك، فقولي: إن الحكماء وصفوا لي قلب قرد . ثم إن الغيلم انطلق بعد مدة إلى منزله، فوجد زوجته سيئة الحال مهمومة، فقال لها الغيلم: ما لي أراك هكذا؟ فأجابته جارتها وقالت: إن زوجتك مريضة مسكينة، وقد وصف لها الأطباء قلب قرد، وليس لها دواء سواه، قال الغيلم: هذا أمر عسير، من أين لنا قلب القرد ونحن في الماء؟ لكن سأحتال لصديقي، ثم انطلق إلى ساحل البحر، فقال له القرد: يا أخي، ما حبَسَك عني؟ قال الغيلم: ما حبسني إلا حيائي، فلم أعرف كيف أجازيك على إحسانك لي، وأريد أن تتم إحسانك إليَّ بزيارتك إياي في منزلي، فإني ساكن في جزيرة طيبة الفاكهة، فركب ظهر الغيلم فسبح به؛ حتى إذا سبح به عرض له قُبح ما أضمر في نفسه من الغدر، فنكس رأسه، فقال له القرد: ما لي أراك مهتمًّا؟ قال الغيلم: إنما همي؛ لأني ذكرت أن زوجتي شديدة المرض؛ ولذلك يمنعني من كثير ما أريد أن أبلغه من حرصي على كرامتك وملاطفتك، قال القرد: إن الذي أعرف من حرصك على كرامتك يكفيك مؤونة التكليف، قال الغيلم: أجل . ومضى بالقرد ساعة، ثم توقف به ثانية فساء ظن القرد، وقال في نفسه: ما احتباس الغيلم وإبطاؤه إلا لأمر، ولست آمنًا أن يكون قلبه قد تغير لي، وحال عن مودتي فأراد بي سوءًا، فإنه لا شيء أخف وأسرع تقلبًا من القلب، وقد يقال: ينبغي للعاقل ألا يغفل عن التماس ما في نفس أهله وولده وإخوانه وصديقه عند كل أمر وفي كل لحظة وكلمة، وعند القيام والقعود، وعلى كل حال فإن ذلك كله يشهد على ما في القلوب. قالت العلماء: إذا دخل قلب الصديق من صديقه ريبة، فليأخذ بالحزم من الحفظ منه، وليتفقد ذلك في لحظاته وحالاته، فإن كان ما يظن حقًّا ظفر بالسلامة وإن كان باطلًا ظفر بالحزم، ولم يضره ذلك . ثم قال للغيلم: ما الذي يحبسك؟ أي: ما الذي يوقفك، وما لي أراك مهتمًّا كأنك تحدث نفسك مرة أخرى؟ قال: يهمني أنك تأتي منزلي فلا تجد أمري كما أحب؛ لأن زوجتي مريضة، قال القرد: لا تهتم، فإن الهم لا يغني عنك شيئًا، ولكن التمس ما يصلح زوجتك من الأدوية والأغذية، فإنه يقال: ليبذل ذو المال ماله في أربعة مواضع: في الصدقة وفي الحاجة وعلى البنين وعلى الأزواج. قال الغيلم: صدقت وقد قال الأطباء: إنه لا دواء لها إلا قلب قرد، فقال القرد: وا أسفاه، لقد أدركني الحرص والشر على كِبر نفسي؛ حتى وقعت في شر ورطة، ولقد صدق الذي قال: يعيش القانع الراضي مستريحًا مطمئنًّا، وذو الحرص والشره يعيش معاش ذي تعب ونصب، وإني قد احتجت الآن إلى عقلي في التماس المخرج مما وقعت فيه . ثم قال للغيلم: وما منعك أن تعلمني عند منزلي حتى كنت أحمل قلبي معي؟ فهذه سنة فينا معاشر القردة إذا خرج أحد لزيارة صديق خلف قلبه عند أهله، أو في موضعه؛ للنظر إذا نظرنا إلى حرم المزور، وليس قلوبنا معنا، قال الغيلم: وأين قلبك الآن؟ قال: خلفته في الشجرة فإن شئت فارجع بي إلى الشجرة؛ حتى آتيك به، ففرح الغيلم بذلك، وقال: لقد وافقني صاحبي بدون أن أغدر به، ثم رجع بالقرد إلى مكانه، فلما أبطأ على الغيلم ناداه: يا خليلي، احمل قلبك وانزل، فقد حبستني، فقال القرد: هيهات، أتظن أني كالحمار، الذي زعم ابن آوى أنه لم يكن له قلب ولا أذنان، قال الغيلم: وكيف ذلك؟ قال القرد: زعموا أنه أسد في أجمة وكان معه ابن آوى يأكل من فواضل طعامه، فأصاب الأسد جرب وضعف شديد، فلم يستطع الصيد، فقال له ابن آوى: ما بالك يا سيد السباع قد تغيرت أحوالك؟ قال: هذا الجرب الذي أجهدني وليس له دواء إلا قلب حمار وأذناه، قال ابن آوى: ما أيسر هذا، وقد عرفت بمكان كذا حمار مع قصار يحمل عليه ثيابه، وأنا آتيك به، ثم دلف إلى الحمار فأتاه وسلم عليه، فقال له: ما لي أراك مهزولًا؟ قال: ما يطعمني صاحبي شيئًا، فقال له: وكيف ترضى المُقام معه على هذا؟ قال: فما لي حيلة في الهرب منه لست أتوجه إلى جهة، إلا أضر بي إنسان فكدني وأجاعني، قال ابن آوى: فأنا أدلك على مكان معزول عن الناس لا يمر به إنسان، خصيب المرعى فيه، قطيع من الحمر لم ترَ عين مثلها حسنًا وسمنًا، قال الحمار: وما يحبسنا عنها؟ فانطلق بنا إليها. فانطلق به ابن آوى نحو الأسد، وتقدم ابن أوى ودخل الغابة على الأسد، فأخبره بمكان الحمار فخرج إليه، وأراد أن يثب عليه فلم يستطع لضعفه، وتخلص الحمار منه، فأفلت هلعًا على وجهه، فلما رأى ابن آوى أن الأسد لم يقدر على الحمار، قال له: أعجزت يا سيد السباع إلى هذه الغاية؟ فقال له: إن جئتني به مرة أخرى فلن ينجو مني أبدًا. فمضى ابن آوى إلى الحمار، فقال له: ما الذي جرى عليك، إن أحد الحمر رآك غريبًا، فخرج يتلقاك مُرحبًا بك، ولو ثبت له لآنسك، ومضى بك إلى أصحابه، فلما سمع الحمار كلام ابن آوى، ولم يكن رأى أسدًا قط، صدقه وأخذ طريقه إلى الأسد، وأعلمه بمكانه، وقال له: استعد له، فقد خدعته لك، فلا يدركنك الضعف في هذه النوبة، إن أفلت فلن يعود معي أبدًا، فجأش جأش الأسد لتحريض ابن آوى له، وخرج إلى موضع الحمار، فلما بصر به عاجله بوثبة افترسه بها، ثم قال: قد ذكرت الأطباء إنه لا يؤكل إلا بعد الغسل والطهور، فاحتفظ به حتى أعود، فآكل قلبه وأذنيه، وأترك ما سوى ذلك قوتًا لك. فلما ذهب الأسد؛ ليغتسل عمد ابن آوى إلى الحمار فأكل قلبه وأذنيه، رجاء أن يتطير الأسد منه فلا يأكل منه شيئًا، فقال لابن آوى: أين قلب الحمار وأذناه؟ قال ابن آوى: ألم تعلم أنه لو كان له قلب يفقه به وأذنان يسمع بهما لم يرجع إليك بعدما أفلت ونجى من الهلكة؟ وإنما ضربت لك هذا المثل؛ لتعلم أني لست كذلك الحمار، الذي زعم ابن آوى أنه لم يكن له قلب وأذنان، ولكنك احتلت عليَّ، وخدعتني فخدعتك بمثل خديعتك، واستدركت فارط أمري، وقد قيل: إن الذي يفسده الحلم لا يصلحه إلا العلم. قال الغيلم: صدقتَ، إلا أن الرجل الصالح يعترف بزلته، وإذ أذنب ذنبًا لم يستحِ أن يؤدب لصدقه في قوله وفعله، وإن وقع في ورطة أمكنه التخلص منها بحيلته وعقله، كالرجل الذي يعثر على الأرض ثم ينهض عليها معتمدًا، فهذا مثل الرجل الذي يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها.
وقد نقل أبان بن عبد الحميد الشاعر العباسي المعروف كتاب (كليلة ودمنة)، وجعله شعرًا؛ ليسهل حفظه على الناس وهو معروف أوله:
هذا كتاب أدب ومحنة ... وهو الذي يدعى كليلة ودمنة
فيه احتيالات وفيه رشد ... وهو كتاب وضعته الهند
ويقع في أربعة عشر ألف بيت، وانتهى منه في ثلاثة أشهر، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل خمسة آلاف ولم يعطِه جعفر شيئًا، وقال: ألا يكفيك أن أحفظه فأكون راويتك؟ ويقول ابن المعتز في كتابه (طبقات الشعراء): إنه نظمه في أكثر من خمسة آلاف بيت، وإنه أنجزه في أربعة أشهر، وهذه عبارته نصًّا: هو صاحب البرامكة وشاعرهم، وصاحب جوائزهم للشعراء وهو يستخرجها لهم، ويفرقها عليهم، وهو الذي نقل (كليلة ودمنة) شعرًا بتلك الألفاظ الحسنة العجيبة، وهي هذه المزدوجة التي في أيدي الناس، وكان الذي استدعى ذلك وأراده يحيى بن خالد بن برمك، وكان قد اختار أبا نواس وصار إليه أبان اللاحقي، فقال كالمنتصح: أنت رجل مغرم بهذا الشراب لا تصبر عنه وعن الإشباع بإخوانك عليه، وهو لذتك من الدنيا ومتعتك، وهذا الكتاب مشهور ولم ينتقل لهذا الوقت من المنثور إلى الشعر، وإذا فعل ذلك تداوله الناس وطلبوه ونظروا فيه، فإن أنت تداولته مع تشاغلك بلهوك ولذتك لم يتوفر عليك فكرك وخاطرك، ولم يخرج بالغًا في الجودة والحسن، وإن توفرتَ عليه واهتممت به قطعك ذلك عن لهوك ولذتك ومتعتك، فلا تقدم عليه إلا بعد إنعام النظر في أمرك. فظن أبو نواس أنه قد نصح له، واستقال الأمر فيه فاستعفى عنه وتخلى به اللاحقي، ولزم بيته لا يخرج حتى فرغ منه في أربعة أشهر، وهي قريبة من خمسة آلاف بيت، لم يقدر أحد من الناس أن يتعلق عليه بخطأ في نقله، ولا أن يقول: ترك من لفظ الكتاب أو معناه، ثم حمله إلى يحيى بن خالد فسُر به سرورًا عظيمًا، وأعطاه على ذلك مائة ألف درهم،
ولابن الهبارية (تاريخ الفطنة في نظم كليلة ودمنة) أي: أنه نظمه أهو أيضًا شعرًا.
وعن أثر (كليلة ودمنة) في الأدب العربي والآداب العالمية، تقول الدكتورة نفوسه زكريا في كتابها (خرافات لافونتين في الأدب العربي): لم تقتصر شهرة كتاب (كليلة ودمنة) لابن المقفع بين العرب وحدهم، بل امتد إلى الشرق والغرب وصار الكتاب بعد ضياع الأصل الهندي والترجمة الفارسية الأصل الذي ترجمت عنه لغات العالم، حتى إن الفرس أنفسهم قد ترجموه عدة مرات وفي عصور مختلفة إلى لغتهم، وكان من هذه الترجمات ترجمة حسين واعظ كاشني المعروفة بأنوار سيري، ترجمها في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وأهداها إلى الأمير أحمد السهيلي، أحد الأمراء في عهده ونسبها إليه. وهذه الترجمة الفارسية التي كان الأصل العربي أساسًا مباشرًا لها، هي التي ترجمها إلى الفرنسية داود ساهل الأصبهاني بعنوان: كتاب الأنوار أو أخلاق الملوك، تأليف الحكيم الهندي بلباي بيدبا، وقد ظهرت هذه الترجمة عام ألف وستمائة وأربعة وأربعين في عهد لافونتين، ولعل لافونتين اطلع عليها وعرف عن طريقها بيدبا الذي يعترف لافونتين نفسه بأنه كان من مصادره، حيث يقول في مقدمة المجموعة الثانية من خرافاته: ليس من الضروري فيما أرى أن أقول هنا: من أين استقيت هذه الموضوعات الأخيرة؟ غير أني أقول فقط اعترافًا بالفضل: إني مدين في أكثرها بالباي بيدبا الحكيم الهندي الذي تُرجم كتابه إلى كل لغات. ولقد أحدث كتاب (كليلة ودمنة) لابن المقفع ازدهارًا في فن القصة المروية على ألسن الحيوان الخرافة في الأدب العربي، لا في عصر ابن المقفع فحسب، بل فيما تلاه من عصور، فمنذ أن عرفت العربية هذا الكتاب اتجهت أنظار أدبائها شعراءًا وكتابًا إلى هذا النوع من القصص، منهم من نظم كتاب (كليلة ودمنة)، ومنهم مَن قلده. ففي القرن الثاني الهجري نظمه أبان بن عبد الحميد بن لاحق البرامكة في نحو أربعة عشر ألف بيت، ونظمه كذلك علي بن داود وبشر بن المعتمر وأبو المكارم أسعد بن خاطر، وقد ضاعت هذه المنظومات ولم يصلنا منها إلا نحو سبعين بيتًا من نظم أبان بن عبد الحميد، نقلها الصوفي في كتابه (الأوراق)، وفي القرن السادس الهجري نظم ابن الهبارية في كتابه سماه (نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة)، وفي القرن السابع الهجري نظمه ابن مماتي المصري القاضي الأسعد لصلاح الدين الأيوبي، وضاع نظمه، ونظمه عبد المؤمن بن الحسن الصاغاني في كتابه سماه (درر الحكم في أمثال الهنود والعجم)، ومنه نسخ خطية في فيينا وميونخ، وقد نُسب هذا الكتاب لابن الهبارية. وفي القرن التاسع الهجري نظمه جلال الدين النقاش، وتوجد نسخة من نظمه في مكتبة الآباء اليسوعيين في بيروت، وأخرى في المتحف البريطاني.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)