-10-
عبد الكريم النهشلي
(( الممتع في صنعة الشعر ))
قدم النهشلي ( النصف الأول من القرن الخامس هـ ) مجموعة من الملاحظات المتناثرة ومنها :
أولا ً : وظيفة الشعر :
كم من عسير كان الشعر فرج يسره ونار حرب أطفاها وغضب برده وحقد سله وغناء اجتلبه :
1-قتل النضر بن حارث على الشرك , فرأت قتيلة بنت النضر , الرسول (صلى الله عليه وسلم) يطوف بالبيت فاستوقفته وجذبت رداءه حتى انكشف وأنشدته شعرها بعد مقتل أبيها , وبعد أن سمع الرسول (صلى الله عليه وسلم) القصيدة , قال : (( لو كنت سمعت شعرها هذا ما قتلته )) .
2-وفي قصة أخرى أن عبد الله بن الزبير قد كسا من كان بمكة من الشعراء , ولم يكس الشاعر أبا العباس بن الأعمى لقربه من بني أمية واتصاله بهم .
ثانيا ً : ماهية الشعر :
1-لما رأت العرب المنثور يند عليهم ويتفلت من أيديهم ولم يكن لهم كتاب يتضمن أفعالهم تدبروا الأوزان والأعاريض , فأخرجوا الكلام أحسن مخرج بأساليب الغناء فجاءهم مستويا ً , ورأوه باقيا على مر الأيام , فألفوا ذلك وسموه شعرا ً.
2-والشعر عندهم فطنة .
3-وقالوا : اللسان البليغ والشعر الجيد لا يجتمعان إلا قليلا
4- وأعسر من ذلك أن تجتمع بلاغة القلم وبلاغة الشعر .
ثالثا ً : التكسب :
1-الشاعر عند العرب أفضل من الخطيب , وكانت تهنأ بالشاعر إذا نبغ ,
2-إلا أن المحدثين أخرجوه عن جده , وجعلوه مكتسبا ً
3-حتى قالوا : الشعر أدنى مروة السرى وأسرى مروة المنى .
4- وكانت العرب تأنف عن الطلب بالشعر .
رابعا ً : أهمية الشعر :
1-لا ينبغي لعاقل أن يتعرض الشاعر , فربما كلمة جرت على لسانه فصارت مثلا آخر الأبد
2-وكانت العرب إذا أسروا الشاعر أخذوا عليه المواثيق لا يهجوهم , لأن أكرم العرب في أنفسها يشتد تخوفا ً من الهجاء . ولو لم تضمن ( هذه الفعالة في الشعر ) لذهبت مع ما ذهب من سائر المنثور .
3-ونجد أن ابن رشيق في ( العمدة ) يتبنى تعريف النهشلي للشعر كما يقول إحسان عباس ,
وفيما يلي بعض الآراء لابن رشيق :
أولا ً : اجتمع الناس على قبح الكذب ولكنهم وجودا الكذب في الشعر حسنا ً .
ثانيا: ليس من أتى بلفظ محصور يعرفه طائفة من الناس دون طائفة لا يخرج من بلده ولا يتصرف من مكانه , كالذي لفظه سائر في كل الأرض معروف بكل مكان
ثالثا ً : البيت من الشعر كالبيت من الأبنية , قراره الطبع وسمكه الرواية ودعائمه العلم وبابه الدراية وسانده المعنى , ولا خير في بيت غير مسكون .
رابعا ً : إذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه : أو استظراف لفظ وابتداعه , أو زيادة فيما أجحف فيه غيره من المعاني أو نص مما أطاله سواه من الألفاظ أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر كان اسم الشاعر عليه مجازا لا حقيقة . فاللفظ – كما يقول ابن طباطبا – (( جسم وروحه المعنى )) .
خامسا ً : خفاء الصنعة : إن صنعة ابن المعتز الشعرية خفية لطيفة , لا تكاد تظهر في بعض المواضع .
سادسا ً : الفقر آفة الشعر .
سابعا ً : من العرب من يختم القصيدة يقطعها والنفس بها متعلقة وفيها راغبة مشتهية . ويبقى الكلام مبتورا كأنه لم يتعمد جعله خاتمة .
ثامنا ً : المطيل من الشعراء أهيب في النفوس من الموجز .
تاسعا ً : التجربة : وصفة الإنسان ما رأى يكون لا شك أصوب من صفته ما لم ير وتشبيهه ما عاين بما عاين أفضل من تشبيهه ما أبصر بما لم يبصر .
عاشرا ً : السرقات : آخر مظهر من مظاهر السرقات هو ما سماه ( التلفيق ) كما يقول إحسان عباس : وهو أن يأخذ الشاعر المعاني المتقاربة ويستخرج منها معنى مؤكدا ً يكون له كالاختراع , وينظر به جميعها فيكون وحده مقام جماعة من الشعراء وهو مما يدل على حذق الشاعر وفطنته (( ولم أر ذلك أكثر منه في شعر أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري فإنهما بلغا فيه كل غاية )) .






المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)