خواطر .. في زمن الألم ..

هجرني قلمي ..
وعضّني الفراق ..
وألقت الراحة بأستارها على مسرح الحياة ..
ثلاث فصول نسَجَ القدر نهايتها من قريب ..
وتبقى الذكرى ..
ويبقى " أنين " ..
ويحلم العناق .. بيوم التلاق ..
فاتهُ أنني ..
مذ خرجتُ ..
رميت على محبتهم ..
يمين الطلاق !

أسيرة الأقصى ..

اليوم أعلنت الحِداد ..

وقدّمت الروح قرباناً للشك ..

وأتقبل التعازي فيما تبقّى من سنين ..

موشّحةٌ بالسواد كعشرات قبلها ..

أستودع الله حفنة من حب .. وحنين ..

والبقاء لله ..

أجدَبَ القلب المُعنّى ..

فتحركّت الشهامة .. والعنفوان ..

في فارسٍ أَغَر ..

امتطى صهوةَ الكرم ..

ليزرع نبتة الأمل ..

في شقٍّ من شرايينه الحُسنى ..

التي تنازعها الأسى .. فتورّم ..

شقوق تستجير ..

تريد النَفَس !

وكان الموعد قد حان !

مع سعادةٍ وارتواء ..

وعطفٍ وحنان ..

ورجاء !

أعلَنَها .. سيكون للقحطِ انتهاء ..

وبعد طول انتظار ..

وتعب وعناء ..

ترجّل !

ولكن ..

في أرضٍ غير الأرض ..

ليسقي حرثاً آخر ..

وكل ما كان منه .. اعتذار !

ووعدٌ أبتَر ..

أن لا يستولي على الهواء ..

أو الغذاء ..

أو الدواء ..

أو الحَزَن !

شكراً لك سيدي ..

لم يعُد يهُم !

مُذ أصبحَ الألم الوطن ..

واختصر الوهم المدُن ..

عتبي عليك واحدٌ !

لم تملك نفسك يوما ..

فلِم زرعت الفسيلة ..

وأحَلْتَ اليابسَ فَنَن ..

في صفحة المنى ..

وتركتها دون سقاء ..

أَوْلَى لكَ فأَوْلَى ..

ثمّ أَوْلَى لكَ فأَوْلَى ..

أن تستمطِر الانصهار ..

في محراب التجاهل والانشغال ..

ولترفع للتضحية راية ..

على مذبح الافتخار ..

ولتكُن لرضاهم عنوان ..

هنيئاً لك القرار ..

وهنيئاً للقلب المعنّى ..

الانكسار ..

والضجر !

مطعونةٌ أنا ..

لا أقوى على الحراك ..

ما عاد ينبض فيّ إلا بضع زفرات !

أجترّ الماضي ..

وأتلقّف الذكريات ..

ألفِظ منها السعادة ..

لا ترتعد !!

ما كان لي فيها .. سوى لحظات !

وأتسكّع على رصيف الأمل ..

علّي ألتقيه ..

ولو هنيهات !

ثم لا يلبثُ أن يمضي قطار العُمُر ..

فلا أنا ألحق به ..

ولا أجدُ ضالّتي حيثُ أنا ..

وأبقى هنا !

سنين عجاف قضيتها على هذه الحال !

حتى بتّ لا يُرى مني إلا ..

عظامٌ نخِرات !!

يا للهنا !

لا أدري لِم كلما همست .. رأيت القمر يتبسّم ..

وقدري يصبح لنبضي .. بلسم !

لِم تبخل وأنت تعلم !

اسقِني من بحر الهوى ..

واروِني من عيونك زمزم ..

وارأف ..

فبعمري بتّ تتحكّم ..

هَب لي مسك الوصال ..

لعلّني على الألم ..

أترحّم !

رأيت في المنام .. جدار ..

تخيلت ماذا وراءه ..

وأردتُ الصعود الى المجهول ..

أو الانحدار !

القلب في خفقان ..

والنفس في انبهار ..

والروح تتوق للتغيير ..

وللذكرى صرير ..

وللهروب اصرار ..

تيه .. وخفقان .. وانهيار ..

وآمال .. وأماني .. واصطبار . .

كل هذا في منام ..

وحلم ..

و ..

جدار !

لم تعد اللوحة تناسب الصالة ..

فانتزعها ..

ولم يعد يغريني القلم الذي طالما خطّ اسمه ..

فكسرته ..

ولم تعد ألفاظ العشق تدغدغ قلبه ..

فطلّقها ..

ولم يعد حنين الشوق يصفع روحي ..

فهجرته ..

أصبحت " أختاً كريمة " ..

وأصبح ..

" ..... من الماضي " ..

هو سطّر نهاية المسرحية ..

وأنا عزفت لحن الوداع بأغنية ..

فليَجِد الراحة الأبديّة ..

كنتُ أصيغ الألم عبارة شاميّة ..

واليوم لا أدري ..

هل سأقوى على ترجمة مشاعرٍ خمدَت ..

بمياهٍ حجازية ؟!

اتهمني بأنني سقيتُ تربته .. من الغربة .. حتى ثملت !

وقد كنتُ قد سكرتُ قبله ..

فلم يرعَني بمسكّنٍ .. ورغيفٍ .. ووردةٍ جوريّة ..

إلى متى أسابق الريح إليه ..

وهو في سماء البعدِ يرمقني بنظرةٍ قدسية ..

تجاهله فرعونٌ لقلبي ..

ومحبتي لجنّته كآسية ..

أراد الفراق .. فإنه له ..

ولي من بعده .. أمنية ..

أن يعرف يوماً أن المرأة ..

مهما كان حبها ..

حين تُعاف ..

تخلع روحها ..

وتجعلها على مذبح الكرامة .. أضحية !

أسيرة الأقصى ..

يااااااااااا ألله
يا لروعتك أختي الكريمة أم جهاد
و الله لقد احترت أيها أختار .. فكل خاطرة أجمل من سابقتها
و كأنك تسطرين أحزانك و أفراحك و تنشرين قلبك بصفائه و دقاته العالية المتسارعة أمامنا .
بالفعل و بدون مجاملة أختي أسيرة الأقصى انها مجموعة رائعة من الخواطر
لا استطيع حيالها إلا الإنبهار

و التثبيت

تقبلي الود

أخوك د. جمال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الرحمن أخي الدكتور جمال .. والله أخجلتني أخي ..

جزاك الله خيراً على التشجيع وبارك بأنفاسك ..

أسأل الله تعالى أن يرحمنا ويجعل قلوبنا تنبض بالحب له ولذكره ..

أختكم
أسيرة الأقصى ..

هو ذا الإبداع بعينه ...,
تحياتي لهذا الرقي أختي الكريمة