الحكم الإلهية في عصر الانحدار
أ-إضاءة :
الحكم الإلهية مجموعة من الأقوال المأثورة والفقرات القصار يتجه بها صاحبها إلى -المريد- سالكا طريق الوصول إلى رب العزة مبتغيا رضاه وهي مختلفة الأغراض والمعاني ، وتزدان أحيانا بالسجع المتواتر أما المعاني فيميل صاحبها إلى التجريد أحيانا. وتارة يميل في أسلوبه من التجريد إلى التجسيد والتصوير بالتشبيه كقوله : ( ادفن وجودك في أرض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه)
وتارة يقف عند المعنى فيديره في صور متشابهة من اللفظ لا تختلف إلا فيما تقره القافية . كقول السكندري:
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي أظهر كل شيء
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء
ب-حكم السكندري :
المتصفح في حكم ابن عطاء الله يجدها أقوالا مأثورة لا يربط بينهما رباط معنوي متسلسل يحكم فقراتها فقد نظمت على فقرات في أوقات مختلفة ثم ضم بعضها إلى بعض وجاء في أقوال من ترجموا لحياته أن أنصاره ومريديه جمعوا له كلاما كثيرا وكانت هذه الحكم من بين ما جمع ونلاحظ في الحكم الطبوعة تكرر المعنى الواحد في صور مختلفة من التعبير
والمعنى العام لعبارات السكندري جميعها هو أن المريد ينبغي أن يقف حيث أقامه الله دونما ضجر من نقص أو طمع في زيادة فهو في هذه المجموعة من الحكم يدعو ــ على اختلاف التعبير ـــ إلى احترام واقع الإنسان ذلك أنه لا يرى عملا أفضل من عمل ما دامت كل الأعمال بإرادة الله ومشيئته .
ففي رأيه أن الاهتمام بالعمران والمعاش لا يتعارض مع أدب المريد وإنما ينبغي أن يقف المريد حيث أراده الله وأن يتجرد من الأعمال الدنيوية حتى لا يخرب العالم .
ولكن الرضا عن الحال والعمل غير الرضا عن النفس فلك أن ترضى عن حالك التي أقامك عليها في الحياة أما النفس فإن الرضا عنها أصل كل معصية وغفلة وشهوة ، ويعرض ابن عطاء الله بين ما يعرض له في حكمه لأدب الصداقة والصحبة بين الصوفية وينصح المريدين بعدم السعي للشهرة لأن الشهرة تميت القلب وتقطع أسبابه بالله ، ونعثر بين حكمه على عبارات توحي بمذهب الصوفية
ونلاحظ في أسلوبه كما في معانيه خلط بين عبارات الصوفية وطريقتهم في التعبير وميلهم للرمز والغموض واستخدامه مصطلحهم وبين أساليب الأدباء من ميل إلى الجزالة والإيجاز واستخدام بعض حلي الفظ والمعنى .
ومن حكمه مجموعة استغاثات هي أقرب إلى أسلوب الابتهالات التي نظمها أبو حيان التوحيدي في الإشارات الإلهية في مجموعة من السجع القصير الفقرات وتأثر فيها بطريقة شيخه أبي الحسن الشاذلي في حزب البر ونحن فيها أمام رجل بليغ لا يكتفي بزخرف اللفظ وإنما يفتن أفتانا شائقا في زخرف المعاني مع تكلف أو افتعال ، فهو يستدل بالله على الموجودات لأنه أصل كل شيء وعبر عن هذا المعنى أكثر من مرة في الحكم ويكاد أن يكون من عقائده الرئيسة ومع ذلك فهو لا ينكر تماما أن تكون الآثار شواهد على الله تعالى
وكتب لحكم ابن عطاء الله أن تسير وتشهر بين الناس فجرت عباراتها على السنهم وتواترت في دعواتهم وابتهالاتهم
ب- نماذج من الحكم الإلهية :
من حكمه ابن عطاء الله السكندري قوله :
1-من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل
2-تنوعت الأعمال لتنوع واردات الأحوال .
3-كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي أظهر كل شيء
4-كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء
5-كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء
6-كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء
7-كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء
8-كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء
9-إن إرادتك في التجرد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية
10-ما ترك من الجهل شيئا من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه .
11-لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لا ستعملك من غير إخراج
12-أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عندك لا تقم به لنفسك
13-ادفن وجودك في أرض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه
14-إنما يستوحش العباد الزهاد من كل شيء لغيبهم عن الله في كل شيء ولو شهدوه في كل شيء لم يستوحشوا من كل شيء
15-علم منك أنك لا تصبر عنه فأشهدك ما برز منه
16-الأكوان ثابتة بثباته وممحوة بأحدية ذاته
17-إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري .
18- إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي
19-إلهي أن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي وان ظهرت المساوئ فبعدلك ولك الحجة علي
20-ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك أم كيف أشكو إليك حالي وهي لا تخفي عليك وأم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك ، أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك أم كيف لا تحسن أحوالي بك قامت واليك
21-كيف يستدل عليك بما هو في وجود مفتقر إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى نحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك
22-إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فارجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى ارجع إليك منها مصون السر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتقاد عليها أنك على كل شيء قدير
23-إلهي منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك .
24-إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفى عليك
25-بك استنصر فانصرني واليك أتوكل فلا تكلني وإياك اسأل فلا تخيبني وفي فضلك أرغب فلا تحرمني ولجانبك أنتسب فلا تبعدني وببابك أقف فلا تطردني






المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)