الحياة السياسية في العهد العثماني
-أ-
الحملة الفرنسية
على مصر وسورية
1798-1801 م
أصبحت مصر إحدى ولايات الدولة العثمانية بعد مقتل سلطان المماليك طومان باي. واحتلال السلطان العثماني سليم الأول لها عام 1517 م .وفي منتصف القرن الثامن عشر تمكن المماليك من استعادة سلطتهم الفعلية في مصر وبقيت للوالي العثماني السلطة الاسمية في البلاد .
أولاً : أسباب الحملة الفرنسية على مصر :
1-رغبة فرنسا في إجبار انكلترا على إنهاء حالة الحرب وعقد الصلح معها بعد حصول حروب طويلة بينهما , وقد قررت فرنسا تهديد مصالح انكلترا على طريق الهند عن طريق احتلال مصر .
2-رغبة فرنسا في إعادة بناء إمبراطوريتها الاستعمارية التي خسرت قسما ً كبيرا ً منها نتيجة لحرب السبع سنوات مع انكلترا .
3-ادعاء فرنسا بان المماليك لم يحسنوا معاملة التجار الفرنسيين الموجودين في مصر
4-رفض المماليك عقد معاهدة مع فرنسا يتم من خلالها منحها امتيازات تجارية في مصر .

ثانياً-الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت
أ- إعداد الحملة :
كلفت الحكومة الفرنسية نابليون بونابرت بقيادة الحملة الفرنسية على مصر ,فقام بإعدادها سرا ً خوفا ً من الأسطول الانكليزي الذي كان متواجدا ً في البحر المتوسط بقيادة نلسون , كما أن نابليون أراد أن يفاجئ المماليك عند قدومه لغزو مصر .
وقد اختار نابليون لحملته خيرة الضباط والجنود , كما أنه اصطحب معه مطبعة عربية وعددا ً كبيرا ً من العلماء , وتألفت الحملة من حوالي أربعين ألف جندي , وانطلقت من ميناء طولون الفرنسي .
2-احتلال نابليون لمصر – معركة إمبابة :
وصلت الحملة إلى مدينة الإسكندرية في تموز عام 1789 م , وقد هاجم الجنود الفرنسيون مدينة الإسكندرية , وتمكنوا من السيطرة عليها بعد مقاومة شديدة أبداها الجنود المصريون المدافعون عن المدينة .
بعد ذلك توجه نابليون إلى مدينة القاهرة , وعندما وصل إلى منطقة الأهرام القريبة منها دارت معركة حامية بين الغزاة الفرنسيين من جهة , وأبناء مصر وجنودها الذين قاوموا الغزاة بقيادة المماليك بكل شجاعة وبسالة ولكن الفرنسيين تمكنوا من إحراز النصر بسبب كثرة عددهم من جهة وامتلاكهم الأسلحة الحديثة والمتطورة من جهة أخرى , وهذه المعركة التي جرت بين المصرين والفرنسيين في تموز 1798 م تسمى( معركة الأهرام ) أو معركة (إمبابة ) .
3-موقعة أبي قير البحرية :
بعد ذلك دخل نابليون مدينة القاهرة , ووزع منشورا ً على الأهالي باللغة العربية حاول من خلاله أن يخدع المصريين ,مدعيا ً بأنه جاء لينقذهم من ظلم المماليك وأنه ليس معاديا ً للدين الإسلامي .
عندما علمت انكلترا بخبر الحملة الفرنسية كلفت أسطولها بالبحث عنها في مياه البحر , وقد حصلت معركة بحرية بين الأسطول الانكليزي بقيادة نلسون والأسطول الفرنسي الذي كان راسيا ً في خليج أبي قير قرب مدينة الإسكندرية . وكانت نتيجة المعركة هزيمة الفرنسيين وتحطم الأسطول الفرنسي وغرقه مما أدى إلى انقطاع الصلة بين الحملة وفرنسا .
4- ثورة القاهرة الأولى – تشرين الأول عام 1798 م :
أ-أسبابها :
1- سوء الأحوال الاقتصادية في مصر بسبب محاصرة الانكليز للسواحل المصرية .
2- تحريض المصريين على مقاومة الفرنسيين من قبل المماليك والعثمانيين .
3- مخالفة الفرنسيين لبعض التقاليد الدينية والوطنية في مصر .
ب-وقائعها :
تألفت في القاهرة لجان ثورية تمركزت في جامع الأزهر والأحياء الشعبية المجاورة , وبعد مقتل أحد الضباط الفرنسيين مع عدد كبير من جنوده أمر نابليون بضرب مدينة القاهرة بالمدافع , واحتل الجامع الأزهر واتبع سياسة القسوة والبطش فتوقفت الثورة .
5- حملة نابليون على سوريا عام 1799:
أ-أسبابها :
1- إرسال حملتين برية وبحرية من قبل العثمانيين لإخراج الفرنسيين من مصر .
2- رغبة نابليون في حرمان الانكليز من الاستفادة من الموانئ السورية .
3- رغبة نابليون في توسيع ممتلكاته .
ب-وقائعها :
غادر نابليون مصر عام 1799 م , واستولى على عدد من المدن الساحلية في فلسطين , ولكنه لم يتمكن من احتلال مدينة عكا .
وقد فشلت الحملة الفرنسية على سورية , وعاد نابليون مع جيشه إلى مصر , ثم غادرها سرا ً إلى فرنسا .
ثالثاً-الحملة الفرنسية بقيادة كليبر
أ-أوضاع الحملة في عهد كليبر :
قرر نابليون العودة إلى فرنسا سرا ً , وعهد بقيادة الحملة إلى الجنرال كليبر الذي ازدادت أوضاع الحملة سوءا ً في عهده .
حاول العثمانيون والانكليز الضغط على الفرنسيين وإخراجهم من مصر فاضطر كليبر إلى توقيع اتفاقية العريش عام 1800 م , التي تتضمن جلاء القوات الفرنسية عن مصر , ولكن لم تنفذ الاتفاقية بسبب إصرار الانكليز على اعتبار الفرنسيين أسرى حرب .
ب-ثورة القاهرة الثانية – آذار عام 1800 م :
أشعل نار الثورة علماء الأزهر وفي مقدمتهم الشيخ عمر مكرم , واستبسل السكان في المقاومة , وقدموا كثيرا ً من التضحيات لكي تنجح الثورة .
عندما عاد كليبر إلى القاهرة بعد انتصاره على العثمانيين في معركة عين شمس عام 1800 م , أمر بضرب مدينة القاهرة بالمدافع واخمد الثورة بقسوة .
وقد انتهت حياة كليبر على يد الشاب السوري سليمان الحلبي , الذي تمكن من قتله في حزيران عم 1800 م .
رابعاً-الحملة الفرنسية بقيادة مينو :
بعد اغتيال كليبر تولى الجنرال مينو الحملة الفرنسية على مصر , ونتيجة لتقدم الجيوش الانكليزية والعثمانية نحو مصر لإجلاء الفرنسيين عنها , وبسبب تفجر الثورات الشعبية داخل مصر , اضطر الجنرال مينو إلى طلب الصلح بما ينسجم مع شروط اتفاقية العريش وقد حملت السفن الانكليزية الجنود الفرنسيين إلى بلادهم , وبذلك تم جلاء الحملة الفرنسية عن مصر عام 1801 م ,وعادت مصر إلى حكم العثمانيين .
خامساً-نتائج الحملة الفرنسية على مصر
أ-النتائج السياسية :
1- فشلت الحملة سياسيا ً , ولم تحقق أي هدف من أهدافها .
2- نبهت هذه الحملة انكلترا إلى أهمية موقع مصر على طريق الهند .
3- أضعفت نفوذ المماليك مما سهل وصول محمد علي إلى الحكم .
ب-النتائج الاجتماعية :
1- كانت هذه أول اتصال مباشر بين المجتمع الأوروبي والمجتمع العربي في مصر
2- تعرف العرب على حضارة جديدة تختلف عما عرفوه وألفوه .

ج-النتائج العلمية :
1- دراسة أحوال مصر وجمعها في كتاب اسمه ( وصف مصر ) .
2-إدخال أول مطبعة عربية إلى مصر .
3- وضع أول مصور دقيق لمصر .
4- اكتشاف حجر رشيد , وفيما بعد تمكن العالم الفرنسي ( شامبليون ) من فك رموز هذا الحجر المتعلقة بالكتابة المصرية القديمة عام 1822 م.
سادساً-عصر محمد علي
أ-تعيين محمد علي واليا ً على مصر 1805 م :
عندما خرج الفرنسيون من مصر عام 1801 م بدأت القوى التي تعاونت على إخراجهم تتصارع للوصول إلى السلطة , وفي تلك الفترة ظهر محمد علي الذي وصل إليها مع الفرقة الألبانية التي أرسلتها الدولة العثمانية من أجل إخراج الفرنسيين من مصر .
ولقد استفاد محمد علي من صراع القوى المختلفة من أجل الوصول إلى الحكم معتمدا ً في ذلك بشكل رئيسي على ممثلي الشعب من العلماء والمشايخ مثل : عمر مكرم , وعبد الله الشرقاوي , الذين نجحوا بتعيينه واليا ً على مصر عام 1805 م / مرسوما ً يعترف بمحمد علي واليا ً على مصر .
ب-تثبيت حكم محمد علي :
استطاع محمد علي الانفراد بحكم مصر من خلال المراحل التالية :
1-التخلص من الزعامة الشعبية :
2-استمالة بعض الزعماء بالوظائف أو بالمال ,
3- ومن لم تجد معه هذه الوسائل , عمد محمد علي إلى نفيه مثلما فعل بالشيخ عمر مكرم .
سابعاً-حملة فريزر عام 1807 م :
في عام 1807 م أرسلت انكلترا حملة فريزر لاحتلال مصر , وقد احتلت الحملة مدينة الإسكندرية , ولكنها أصيبت بهزيمة كبيرة في مدينة رشيد , وبسبب سحب الحملة ظهر محمد علي بمظهر البطل المدافع عن بلاده , فأحبه الشعب وتعلق به وازدادت شعبيته .
ثامناً-القضاء على المماليك :
بقي المماليك يشكلون خطرا ً على محمد علي حتى تخلص منهم عن طريق مذبحة القلعة , حيث دعا زعمائهم للمشاركة في الاحتفال بوداع ابنه طوسون الذي سوف يذهب إلى نجد لمحاربة السعوديين عام 1811 م , وكلما خرج أحد المماليك من باب القلعة كان جنود محمد علي يقتلونه , ونتيجة لذلك لقى معظم زعماء المماليك مصرعهم وتخلص محمد علي منهم .
تاسعا ً : إصلاحات محمد علي :
كانت أعمال محمد علي تهدف إلى تحويل مصر إلى دولة قوية وحديثة وقد شملت إصلاحاته المجالات التالية :
1- مجال التعليم :
اهتم محمد علي بالتعليم من أجل بناء مصر الحديثة , فأرسل البعثات العليمة إلى أوروبا وبخاصة فرنسا , وأنشأ المدارس بمختلف أنواعها ومراحلها .
2- الجيش والأسطول :
اعتمد محمد علي على الخبراء الفرنسيين في تأسيس جيشه , وأنشأ عددا ً من المدارس الحربية , كما أنه أوفد البعثات العسكرية إلى أوروبا , واهتم ببناء أسطول قوي , وأنشأ دارا ً لبناء السفن في مدينة الإسكندرية .
3- المجال الاقتصادي :
بالنسبة للزراعة اهتم محمد علي كثيرا ً بتحسين الأمور التي لها علاقة بالزراعة , وانطلاقا ً من ذلك فتح ترعة المحمودية التي تصل مدينة الإسكندرية بفرع رشيد من نهر النيل , كما أنه بنى القناطر الخيرية , وشجع على إدخال زراعات جديدة إلى مصر .
بالنسبة للصناعة أنشأ محمد علي المصانع التي تدار بالآلات , مثل مصانع الغزل والنسيج , إضافة إلى المصانع الحربية .
بالنسبة للتجارة وطد محمد علي الأمن , ونظم المواصلات , وأسس أسطولا ً تجاريا ً حديثا ً .
وبشكل عام فقد ازدهرت الزراعة والصناعة والتجارة في عهد محمد علي وقد اعتبر نفسه المالك الوحيد للأراضي الزراعية في مصر ووزعها على الفلاحين لكي يعملوا فيها مقابل دفع ضرائب للدولة , كما انه احتكر شراء المحاصيل الزراعية , واحتكر التجارة في مصر لنفسه .
عاشرا - حروب محمد علي :
أ-في شبه جزيرة العرب عام 1811 – 1818 م :
حصلت هذه الحروب بتكليف من السلطان العثماني , وكانت الغاية منها القضاء على الدولة السعودية , بدأت هذه الحروب بقيادة طوسون بن محمد علي عام1811 م . وانتهت على يد ابنه إبراهيم باشا الذي حارب السعوديين وتمكن من القضاء على دولتهم عام 1818 م .
ب-احتلال السودان عام 1820 :
أرسل محمد علي جيشا ً لاحتلال السودان بقيادة ابنه إسماعيل عام 1820 م ,وفي عام 1823 م , بنيت مدينة الخرطوم بأمر من محمد علي .
ومن أسباب فتح السودان :
1-الرغبة في استخراج الذهب من أراضي السودان .
2- السيطرة على وادي النيل الممتد من السودان إلى مصر .
3- القضاء على المماليك الهاربين من مصر والمقيمين في شمال السودان .
ج-حروب محمد علي في اليونان عام 1824 – 1827 م :
أعلن اليونانيون استقلالهم وثاروا على الحكم العثماني عام 1821 م , ولما عجز السلطان عن إخماد الثورة استنجد بمحمد علي الذي لبى رغبته آملاً بمكافأة السلطان له عن طريق منحه ولاية الشام .
أرسل محمد علي ابنه إبراهيم باشا على رأس حملة بحرية قضت على الثورة اليونانية , ولكن الدول الأوروبية تدخلت في الحرب لصالح اليونان , وأرسلت أسطولا ً تمكن من تحطيم الأسطولين العثماني والمصري على سواحل اليونان عام 1827 م في معركة نافارين , وكانت نتيجة تلك الحرب هزيمة كبيرة لمحمد علي .
د-حروب محمد علي في بلاد الشام ما بين عامي 1831 – 1841 م :
1- كان محمد علي يأمل في أن يمنحه السلطان العثماني ولاية سورية مقابل مشاركته في حرب اليونان , ولما رفض السلطان العثماني محمود الثاني ذلك أرسل محمد علي قواته إلى بلاد الشام بقيادة ابنه إبراهيم باشا عام 1831 م , فقام باحتلال المدن الهامة مثل دمشق وحلب , وهزم القوات العثمانية عند ممر بيلان في لواء الاسكندرون .
2- ولما وصل إبراهيم باشا إلى حدود الأناضول طلب محمد علي من السلطان العثماني منحه ولاية سورية , إضافة إلى مصر , ولما رفض السلطان العثماني ذلك احتل إبراهيم باشا أضنة , وانتصر على العثمانيين في معركة قونيه عام 1832 م , وأصبح الطريق إلى مدينة استانبول عاصمة العثمانيين مفتوحا ً أمامه
ه-صلح كوتاهية عام 1833 م :
قلقت الدول الأوروبية على مصالحها فسارعت إلى التدخل وضغطت انكلترا وفرنسا على السلطان العثماني ومحمد علي لإيقاف القتال وعقدت بينهما ( صلح كوتاهية ) عام 1833 م الذي وافق من خلاله السلطان العثماني على منح ولاية سورية لمحمد علي .
و-معاهدة لندن عام 1840 م :
حرك السلطان العثماني جيشا ً باتجاه سورية , ثم جرت عام 1839 م ( معركة نزيب ) التي انتصر فيها المصريون على العثمانيين .
استاءت الدول الأوروبية من انتصارات جيوش محمد علي واتفقت بموجب معاهدة لندن عام 1840 م أن يعرض السلطان العثماني على محمد علي أن يحكم مصر حكما ً وراثيا ً , مقابل إنهاء حالة الحرب مع الدولة العثمانية .
رفض محمد علي معاهدة لندن , فأنزلت إنكلترا قواتها على السواحل السورية واضطر محمد علي إلى سحب جيوشه من بلاد الشام , ثم ظهرت تسوية عام 1841 م .
ز-تسوية عام 1841 م بين محمد علي والسلطان العثماني :
1- يحكم محمد علي مصر حكما ً وراثيا ً , ويتولى الحكم أكبر الأفراد سنا ً .
2- تسري قوانين الدولة العثمانية على مصر باعتبارها ولاية عثمانية .
3- يدفع محمد علي للسلطان مبلغا ً من المال سنويا ً .
4- يتألف الجيش المصري من (18) ألف جندي فقط .
5- يتم بناء الأسطول المصري بموافقة السلطان .
حادي عشر-الاحتلال الانكليزي لمصر
أ-مشروع قناة السويس :
تنازل محمد علي عن الحكم في أواخر حياته لابنه إبراهيم باشا الذي توفى في حياة أبيه فخلفه في الحكم عباس بن طوسون 1848 م وعندما تولى محمد سعيد بن محمد علي الحكم ( 1854 – 1863 ) حصل صديقه المهندس الفرنسي ( فرديناند دولسبس) على امتياز حفر قناة السويس بشروط مجحفة بحق المصريين من أهمها :
1-تقديم العمال المصريين سخرة لشق القناة .
2-منح الشركة أرض دون مقابل على طرفي القناة .
3-منح الشركة حق بحفر ترعة من النيل لتامين المياه العذبة .
4-أخذ الحكومة المصرية 15% من أرباح الشركة .
وقد أدى افتتاح قناة السويس عام 1869 إلى نتائج هامة , منها :
اختصار المسافات بين الغرب والشرق الأقصى .
إنشاء مدن جديدة مثل بورسعيد والإسماعيلية .
إعطاء مصر أهمية كبيرة مما شجع انكلترا على احتلالها عام 1882 م .
ب-الخديوي إسماعيل والتدخل الأجنبي :
كان الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر ما بين عامي ( 1863-1879 ) معجبا ً بالحضارة الأوروبية , وأراد أن يجعل من مصر دولة كبرى حديثة , فقام بأعمال عديدة وإصلاحات واسعة أدت إلى قيام الأزمة المالية .
الأزمة المالية :
لم تستطع ميزانية مصر تحمل الأموال الكثيرة التي أنفقها الخديوي إسماعيل في المجالات المختلفة , فبدأ بالاستدانة من المصارف الأوروبية .
وعندما عجز عن سداد الدين اضطر إلى بيع حصة مصر في أسهم شركة قناة السويس إلى انكلترا , كما اضطر إلى قبول لجنة مالية ( انكليزية فرنسية ) لمراقبة ميزانية الدولة لسداد الدين , كما تم تشكيل وزارة مختلطة ضمت وزيرين أجنبيين أحدهما فرنسي والآخر انكليزي .
وعندما حاول الخديوي إسماعيل الاستعانة بالعناصر الوطنية وعزل الوزارة المختلطة , سارعت فرنسا وانكلترا إلى إقناع السلطان العثماني بعزله وتولية ابنه فاروق بدلا ً منه بحجة إسرافه وتبذيره .
ج-الخديوي توفيق وثورة أحمد عرابي :
ازداد التدخل الأجنبي في عهد الخديوي توفيق (1879-1892) وتوضحت الأطماع الانكليزية لاحتلال مصر , وتهيأت الأسباب لقيام ثورة عرابي .
د-أسباب ثورة عرابي :
-الأسباب البعيدة لثورة عرابي عام 1882 م :
1-ازدياد التدخل الأجنبي في شؤون مصر .
2-الوعي الشعبي نتيجة لتأثير الصحافة وآراء المفكرين .
3-الرغبة في إقامة نظام دستوري .
4-إهمال شؤون الجيش .
-السبب القريب :
تسريح عدد من الضباط المصريين بحجة توفير النفقات .
ه-أحداث ثورة عرابي :
قاد أحمد عرابي مظاهرة من العسكريين انضم إليها عدد من أبناء الشعب توجهت إلى قصر عابدين وقدم للخديوي توفيق عددا ً من المطالب الوطنية التي لها علاقة بإقالة الوزارة المختلطة , وإعادة الحياة الدستورية وزيادة عدد أفراد الجيش .
وعندما بدأ الخديوي توفيق بالاستجابة لمطالب عرابي تدخلت فرنسا وانكلترا وتوترت الأوضاع , وتشكلت وزارة ثورية جدية برئاسة محمود سامي البارودي , وأصبح أحمد عرابي وزيرا ً للحربية فيها .
ثاني عشر-معركة التل الكبير عام 1882 م :
أشعلت انكلترا فتنة الإسكندرية التي بدأت باعتداء أحد الأجانب الذي يحمل الجنسية الانكليزية على أحد المواطنين المصريين , وطلبت من أحمد عرابي تسليمها حصون الإسكندرية .
وعندما رفض أحمد عرابي الإنذار بدأ الأسطول الانكليزي بقصف مدينة الإسكندرية وانسحب منها أحمد عرابي وتحصن في كفر لدوار .
وعندما فشل الانكليز في اقتحام دفاعات الجيش المصري في كفر الدوار أنزلوا قواتهم في مدينة الإسماعيلية , واتجهوا برا ً نحو القاهرة حيث حصلت معركة التل الكبير , التي انتصر فيها الانكليز على المصريين عام 1882 م , بعد ما قدم المصريون كثيرا ً من التضحيات , وأظهروا شجاعة وبسالة فائقة للدفاع عن وطنهم وعروبتهم .
أما أحمد عرابي فقد تم القبض عليه , ونفي إلى جزيرة سيلان وبدأت بذلك صفحة الاحتلال الانكليزي لمصر .
ثالث عشر-المقاومة الوطنية في مصر :
بالرغم من جميع وسائل الشدة والقمع التي استخدمها الانكليز لإخماد الحركة الوطنية في مصر وتنفيذ سياسة استعمارية فيها من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية , فقد ظهر عدد من المفكرين والمصلحين الذين لعبوا دورا ً هاما ً في ظهور الحركة الوطنية , ومن أشهرهم جمال الدين الأفغاني , ومحمد عبده ومصطفى كامل .
رابع عشر- حادثة دنشواي عام 1906:
وهي من الحوادث الهامة التي أثارت الرأي العام المصري ضد انكلترا , وخلاصتها أن بعض الجنود الانكليز كانوا يصطادون الحمام في قرية دنشواي فأصابوا امرأة مصرية وقتلوها , ثم توفي أحدهم نتيجة ضربة شمس , فأتهم الانكليز سكان القرية بقتل الجندي الانكليزي , وحكموا على بعض المواطنين بالإعدام وعلى بعضهم الأخر بالسجن أو الجلد , وبطشوا بسكان القرية , فاستاء المصريون من تصرف الانكليز , وتعاطفوا مع سكان القرية , وبدأت المؤشرات الأولى للثورة ضد الانكليز تلوح في الأفق .
-ب-
تطور السودان
أولا ً - السودان في عهد محمد علي :
بعد أن وطد محمد علي حكمه في مصر فكر باحتلال السودان وأرسل عدة حملات عسكرة تمكنت من جعل النفوذ المصري يمتد إلى السودان , ولقد حققت هذه الحملات امتداد الوجود العربي في وسط إفريقيا , وتم بناء مدينة الخرطوم عام 1823 م لكي تصبح عاصمة لبلاد .
ثانيا ً -قيام الثورة المهدية عام 1881 م :
في عهد الخديوي إسماعيل تم التوسع الكبير في مناطق السودان , وفي عهد الخديوي توفيق حصلت الثور المهدية التي قادها عام 1881 م محمد أحمد الذي لقب نفسه بالمهدي , وأطلق على أتباعه اسم الأنصار , وادعى أنه جاء لتخليص الناس من الظلم ونشر العدل ومقاومة الفساد .
أحداث الثورة المهدية :
اشتعلت الثورة في السودان عام 1881 م , وفشلت مصر في القضاء عليها , وبعد احتلال الانكليز لمصر عام 1882 م شاركت انكلترا في القضاء على الثورة ولكنها فشلت في ذلك لأن أنصار المهدي تمكنوا من هزيمة الانكليز , ودخلوا مدينة الخرطوم , كما أنهم قاموا بقتل الحاكم العام الانكليزي ( غوردون ) , مما أدى إلى انسحاب القوات المصرية والانكليزية من السودان عام 1885 م . وبعد وفاة المهدي تمكن الانكليز من القضاء على الثورة وإعادة احتلال السودان , حيث تم إرسال حملة عسكرية مصرية بقيادة ضباط انكليز تمكنت من القضاء على الثورة المهدية .

ثالثا ً- الحكم الثنائي في السودان عام 1899 م :
بعد فشل الثورة المهدية وإعادة احتلال السودان , تم تنظيم الأمور الخاصة بإدارة السودان من خلال اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وانكلترا , التي نصت على ما يلي :
1-إلغاء السيادة العثمانية على السودان .
2-إلغاء الامتيازات الأجنبية في السودان .
3-يكون الحكم في السودان مشتركا ً بين مصر وانكلترا على أن يكون الحاكم العام للسودان انكليزيا ً .
4-رفع العلمين المصري والانكليزي على الدوائر الرسمية في السودان


















-ج-
تطور دول الخليج العربي
أولا : التنافس البرتغالي الانكليزي :
بعد اكتشاف البرتغاليين رأس الرجاء الصالح , وتمكنهم من الدوران حول قارة إفريقيا للوصول إلى الهند , قاموا بالسيطرة على بعض السواحل العربية وبخاصة في عمان , وأنشؤوا بعض المراكز والقلاع الحصينة في جنوب شبه الجزيرة العربية والمناطق القريبة منها , وضربوا حصارا ً اقتصاديا ً على البلاد العربية وأغلقوا منافذ البحر الأحمر والخليج العربي في وجه أساطيلها .
وفي نهاية القرن السادس عشر بدأت انكلترا تبحث عن نقاط ارتكاز لها على طريق الهند , فاستغلت ضعف البرتغال في تلك الفترة وأخذت تعمل على السيطرة على سواحل شبه الجزيرة العربية وطرد البرتغاليين من تلك المنطقة .
ثانيا ً: الاستعمار الانكليزي في جنوب شبه الجزيرة العربية :
لقد تمكنت انكلترا تدريجيا ً من القضاء على النفوذ البرتغالي في منطقة الجنوب كما أنها أبعدت النفوذ الفرنسي عن تلك المنطقة حيث كانت فرنسا تسعى للحصول على امتيازات في عمان , ولكن انكلترا منعتها من ذلك , وعقدت مع سلطان عمان معاهدة تعهد فيها بإبعاد الفرنسيين نهائيا ً عن المناطق التابعة له .
إن اهتمام انكلترا بحماية طريق الهند وبخاصة بعد حملة نابليون على مصر وظهور محمد علي جعلها تحاول السيطرة على مناطق الجنوب العربي متبعة من أجل ذلك أساليب متعددة , فقد احتلت جزيرة بريم ثم احتلت عدن بالقوة عام 1939 م وبدأت تتوسع بالمناطق القريبة منها .
كما وقعت انكلترا معاهدات مع شيوخ الإمارات الداخلية , ثم ما لبثت هذه الاتفاقيات أن تحولت إلى معاهدات حماية .
ثالثاً-المملكة العربية السعودية
تعد المملكة العربية السعودية واحدة من دول الخليج العربي الست التي تشمل إضافة إلى المملكة كلا ً من عمان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين .
أ- تأسيس الدولة السعودية :
يعود الفضل في تأسيس الدولة السعودية الأولى في منطقة نجد إلى الأمير محمد بن سعود .وقد حصل خلاف بين السعوديين والدولة العثمانية التي لم تتمكن من إيقاف توسعهم إلا بعد الاستعانة بواليها في مصر محمد علي باشا الذي أرسل ابنه إبراهيم باشا على رأس جيش كبير تمكن من القضاء على دولتهم وهدم عاصمتهم الدرعية عام 1818 م .
استطاع السعوديون بعد فترة من الوقت استعادة حكمهم في نجد , لكن بسبب النزاع الذي حصل بين الأمراء السعوديين , تمكن خصومهم آل الرشيد أمراء حائل من التغلب عليهم وبسط نفوذهم على نجد , وغادر الأمير السعودي عبد الرحمن بن فيصل الرياض وقصد الكويت ونزل ضيفا ً على أميرها عام 1892 م .
ب-استطاع الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1902 م : إعادة سيطرة السعوديين على مدينة الرياض , وطرد آل الرشيد منها , وبدأ يتوسع في منطقة نجد
وفي عام 1913 م تمكن من ضم منطقة الإحساء إلى دولته ونودي به سلطانا ً على نجد . وبعد قضاء السعوديين على إمارة آل الرشيد في حائل ساءت العلاقات بينهم وبين الشريف حسين , وتدخلت انكلترا لحل الخلاف ولكنها لم تتمكن من ذلك , وفي عام 1924 م تقدمت قوات السلطان عبد العزيز نحو منطقة الحجاز وتمكنت من هزيمة قوات الشريف حسين , واحتل السعوديون مدينة الطائف ثم احتلوا مكة المكرمة وسائر مدن الحجاز . وفي عام 1932 احتل السعوديون منطقة عسير التي كان يحكمها الأدارسة وتم الإعلان عن تشكيل دولة جديدة موحدة اسمها ( المملكة العربية السعودية ) وبعد قيام الحرب بين السعودية واليمن بسبب الخلاف على منطقة عسير , تم عقد معاهدة الطائف بينهما عام 1934 م , واعترفت اليمن من خلاله بحدود المملكة العربية السعودية بما فيها منطقة عسير الواقعة شمال اليمن .














-د-
تطور أقطار
المغرب العربي وليبيا
( الجزائر – تونس – المغرب – ليبيا – موريتانيا )
أ-تطور الجزائر:
كانت الجزائر منذ القرن السادس عشر تابعة اسميا ً للدولة العثمانية , وكان حاكمها الذي يسمى ( الداي يتمتع بالاستقلال الكامل في الأمور الداخلية وفي القرن التاسع عشر بدأت المطامع الفرنسية تتركز حول الجزائر بقصد احتلالها والسيطرة على مواردها وتصريف البضائع الفرنسية فيها .
أولا ً أسباب احتلال فرنسا للجزائر :
أ-الأسباب البعيدة :
1- رغبة فرنسا في تكوين إمبراطورية استعمارية مثلما هو الحال بالنسبة لانكلترا
2- رغبة التجار الفرنسيين بجعل الجزائر مجالا ً لتصريف بضائعهم .
3- رغبة ملك فرنسا شارل العاشر بصرف أنظار المعارضين لحكمه عن طريق تحقيق نصر خارجي .
ب- السبب القريب أو المباشر :
اشترت فرنسا كمية من القمح من حكومة الجزائر , وعندما طالبت الجزائر بثمن القمح ماطلت الحكومة الفرنسية بالرد فاستدعى الداي حسين القنصل الفرنسي واستوضح منه عما تم بأمر الدين فأجابه جوابا ً استفزازيا ً يخلو من اللباقة , مما دفع الداي إلى لطمه بمروحة كانت بيده .
وقد ادعت فرنسا بأن هذا الحادث يعد إهانة للشرف الفرنسي , وقررت احتلال الجزائر لمعاقبة الداي .
ثانيا ً- احتلال الجزائر :
أرسلت فرنسا عام 1827 م أسطولا ً فرنسيا ً حاصر مدينة الجزائر ثم انسحب من المنطقة بسبب مشاركة فرنسا في حرب اليونان ضد الدولة العثمانية .
وفي عام 1830 م أرسلت فرنسا أسطولها الحربي إلى الجزائر , وقد حاصر هذا الأسطول العاصمة الجزائرية التي أبدى سكانها والجيش المدافع عنها مقاومة شديدة للغزاة الفرنسيين ولكن تفوق هؤلاء في العدد والأسلحة جعلهم يحتلون مدينة الجزائر وبعد ذلك بدأ الجيش الفرنسي يتوغل في أنحاء الجزائر المختلفة ويرتكب الجرائم والمجازر وأعمال البطش والقتل ضد السكان الوطنيين , ولقد كان غزو فرنسا للجزائر وارتكابها المجازر فيها صدمة للوطنيين العرب كما كان بداية لتحقيق مطامع فرنسا الاستعمارية في منطقة المغرب العربي .
ثالثا ً- سياسة فرنسا الاستعمارية في الجزائر :
أعلنت فرنسا أن الجزائر أرض فرنسية وعينت عليها حاكما ً فرنسيا ً .
شجعت هجرة الفرنسيين إلى الجزائر ووزعت عليهم الأراضي الخصبة .
احتكرت موارد البلاد وأغرقتها بالمصانع الفرنسية .
بدأت بإثارة الفتن بين سكان الجزائر بقصد تفريق صفوفهم .
حاربت اللغة العربية والدين الإسلامي.
بدأت بنشر اللغة والثقافة الفرنسية في الجزائر .
رابعا ً- مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري للاحتلال الفرنسي :
بعد دخول الفرنسيين إلى الجزائر لم يتمكن الداي من مقاومتهم فغادر البلاد وبدأ الشعب العربي بالجزائر بمقاومة الفرنسيين وحصلت عدة ثورات من أهمها ثورة الأمير عبد القادر الجزائري التي تعد مفخرة للجزائر وللأمة العربية .
1- مرحلة النصر ما بين عام 1832 – 1839 م :
أعلن الأمير عبد القادر الجزائري الجهاد ضد فرنسا واتخذ من مدينة ( معسكر ) مركزا ً له فالتف حوله الشعب الجزائري لكي يكون قائدا ً للثورة , تمكن الأمير عبد القادر من تحرير مدينة تلمسان وأحرز انتصارات كبيرة على الفرنسيين فاضطرت فرنسا على عقد معاهدة ( التافنا ) عام 1837 م التي تخلت بموجبها عم حكم مدينة وهران .
عمل الأمير عبد القادر على إعمار عاصمته وتنظيم حكومته وأنشأ جيشا ً قويا ً منظما ً ومدربا ً كما أنه أنشا ً مصانع الأسلحة .
2- مرحلة التراجع ما بين عامي 1839 – 1847 م :
عينت فرنسا الجنرال بوجو حاكما ً عاما ً على الجزائر وزودته بجيش كبير وطلبت منها إنهاء ثورة الأمير عبد القادر الجزائري اتبع بوجو سياسة الأرض المحروقة حيث دمرت فرق الجيش الفرنسي المدن والقرى والمزارع وطردت الأهالي من مساكنهم وأبادت قسما ً كبيرا منهم عن طريق ارتكاب المذابح الجماعية .
ولما هوجمت مدينة معسكر لجأ الأمير عبد القادر إلى المغرب ثم عاد إلى الجزائر وتابع القتال ضد الفرنسيين ثم اضطر إلى الاستسلام عام 1847 م واختار مدينة دمشق مقرا ً لإقامته وبقي فيها حتى وفاته عام 1883 م .
وقد أصدرت فرنسا مرسوما ً عام 1847 م أعلنت فيه الجزائر جزء من فرنسا وأصبحوا يطلقون عليها اسم ( فرنسا ما وراء البحار ) .
خامسا ً : ثورة المقراني عام 1871 م وثورة أولاد سيدي الشيخ عام 1881 م :
قامت ثورة جديدة في الجزائر عام 1871 م قادها محمد المقراني في منطقة جبال القبائل , ثم امتدت الثورة إلى العاصمة والجنوب ولكن سقوط المقراني شهيدا ً في إحدى المعارك أدى إلى نهاية الثورة .
وفي عام 1881 م حصلت في الجزائر ثورة جديدة قرب مدينة وهران سميت بثورة أولاد سيدي الشيخ , ولكن الفرنسيون قمعوها بشدة وقسوة .
سادسا ً: الجزائر بعد الحرب العالمية الثانية :
1- بعد فشل الثورات التي قامت بالجزائر في القرن التاسع عشر تحول النضال العسكري النضال سياسي وبدأ الجزائريون يحاولون استخلاص حقوقهم من فرنسا عن طريق المفاوضات واستمر ذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية حيث قاتل الجزائريون إلى جانب فرنسا بعد أن وعدتهم بمنحهم الحرية والاستقلال بعد انتهاء الحرب .
2- ولكن النتيجة كانت على عكس ما توقعه الجزائريون , لأن فرنسا عادت إلى اتباع سياسة البطش والقتل والإرهاب , كما أنها ارتكبت مذبحة قسطنطينية عام 1945 م التي ذهب ضحيتها 454 ألف جزائري , ورافق ذلك اعتقال الآلاف من أبناء الجزائر وإعدام الكثير منهم .
ب-تطور تونس :
كانت في أواخر القرن التاسع عشر تابعة اسميا ً للدولة العثمانية . ويحكمها فعليا ً حكام محليون يحملون لقب (الباي ) مثلما حمل حكام مصر في تلك الفترة لقب الخديوي .
أولا ً : أسباب الاحتلال الفرنسي لتونس :
1- حكم تونس في القرن التاسع عشر عدد من البايات حصلوا على قروض مالية كبيرة من بعض الدول الأجنبية بقصد القيام ببعض الإصلاحات وقد عمد الباي إلى جمع الضرائب الباهظة من السكان وكذلك الاستدانة من الدول الأجنبية مما أتاح لهذه الدول الاستعمارية التدخل في شؤون تونس ولا سيما فرنسا .
2- وعندما عجزت ميزانية تونس عن سداد الديون بادر الباي إلى منح الدول الأجنبية بعض الامتيازات , ثم أصدر عام 1869 م مرسوما ً يقضي بتأليف لجنة أوروبية مؤلفة من انكلترا وفرنسا وايطاليا مهمتها إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الديون الخاصة بتونس .
3- وقد استغلت فرنسا هذه الظروف المواتية للاحتلال , وبدأت تزيد من تدخلها في شؤون تونس بحجة وفاء الديون , ثم حصلت على موافقة انكلترا على تدخلها في شؤون تونس مقابل السماح لانكلترا باحتلال جزيرة قبرص .
4-وقد عارضت الدولة العثمانية الاحتلال الفرنسي لتونس , كما عارضت هذا الاحتلال ايطاليا لأنها كانت ترغب باحتلال تونس وجعلها مستعمرة لها .
ثانيا ً : احتلال فرنسا لتونس عام 1881 م
- السبب المباشر :
في عام 1881 م ادعت فرنسا قيام قبائل تونسية بمهاجمة الحدود الجزائرية لكي تبرر تدخلها في تونس . متذرعة بتأديب تلك القبائل فأرسلت فرنسا حملة عسكرية كبيرة دخلت إلى تونس ووصلت إلى العاصمة , وفرضت على الباي معاهدة باردو التي جعلت الاستعمار الفرنسي يمتد من الجزائر إلى تونس .
ثالثا ً : معاهدة باردو عام 1881 م :
نصت هذه المعاهدة على ما يلي :
1- تحتل فرنسا في تونس المراكز التي تراها صالحة لتوطيد الأمن والنظام إلى أن تصبح تونس قادرة على القيام بهذه المهمة .
2- تكليف ممثلي فرنسا الدبلوماسيين بحماية رعايا تونس ومصالحهم في الخارج
3- الاتفاق بين فرنسا وتونس على وضع نظام مالي يساعد على وفاء الديون .
4- يتعهد الباي بمنع إدخال الأسلحة والذخائر من تونس إلى الجزائر .
رابعا ً : اتفاقية المرسى عام 1883 م:
ولقد نتج عن فرض معاهدة باردو على تونس ثورة عنيفة بدأت في القيروان ثم امتدت إلى بقية البلاد , وقد أخمدت فرنسا هذه الثورة بشدة وقسوة وأجبرت الباي على توقيع معاهدة المرسى عام 1883 م التي تقرر من خلالها فرض الحماية الفرنسية على تونس , حيث وجدت فرنسا أن نظام الحماية أفضل من الاحتلال المباشر , وهكذا تمكنت فرنسا من فرض سيطرتها على تونس من خلال معاهدة باردو واتفاقية المرسى .
خامسا ً : سياسة فرنسا الاستعمارية في تونس :
1- عينت فرنسا مقيما ً عاما ً فرنسيا ً إلى جانب الباي جمع بيده جميع السلطات
2- جعلت الشؤون المالية تحت الإدارة الفرنسية .
3- صادرت الأراضي الخصبة ووزعتها على المهاجرين الفرنسيين .
4- أصبح اقتصاد تونس بمجالاته المختلفة تحت سيطرة فرنسا .
5- حاربت فرنسا اللغة العربية والدين الإسلامي .
6- بدأت بنشر اللغة والثقافة الفرنسية في تونس .
ج-تطور المغرب:
أولا ً : أوضاع المغرب قبل الاحتلال الفرنسي :
1- لم يخضع المغرب للعثمانيين كما حصل بالنسبة لبقية أقطار المغرب العربي , بل حافظ على استقلاله حتى أوائل القرن العشرين , وتعاقب على حكمه أسرتان أولاهما أسرة الأشراف السعديين التي انتهى دورها في حكم المغرب عام 1660 م ومن أشهر حكامها السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ والسلطان أحمد المنصور .
أما الأسرة الثانية فهي أسرة الأشراف العلويين التي لا تزال تحكم المغرب حتى الوقت الحاضر , ونظرا ً لأهمية موقع المغرب فقد تعرض لغزو الاسبان الذين احتلوا مدنها ومليلة والجزر الجعفرية منذ أواخر القرن الخامس عشر بهدف إقامة قواعد عسكرية فيها . والسيطرة على ثرواتها السمكية كما قامت انكلترا باحتلال طنجة .
2- يتميز المغرب بوجود واجهتين بحريتين له على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وهذا الموقع أكسبه أهمية جعلت الدول الأوروبية وخاصة فرنسا تتنافس من أجل تحقيق مطامعها فيه والسيطرة على مقدراته .
ثانيا ً : التفاهم الاستعماري :
عمدت فرنسا تمهيدا ً لاحتلال المغرب إلى إبعاد الدول المنافسة وإرضائها فعقدت مع ايطاليا معاهدة 1902 م التي أطلقت يدها في ليبيا مقابل موافقة ايطاليا على احتلال فرنسا للمغرب , وعقدت مع انكلترا الاتفاق الودي عام 1904 م الذي يطلق يدها في مصر . واتفقت فرنسا مع اسبانيا على منحها منطقة نفوذ في منطقة الريف وهي الساحل الشمالي للمغرب ومنطقة افني في الجنوب . وفي عام 1911 م تنازلت فرنسا لألمانية عن جزء من الكونغو الفرنسية مقابل اعتراف ألمانيا بالحماية على المغرب
ثالثا ً- فرض الحماية الفرنسية على المغرب عام 1912 م :
1- في عام 1912 م انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي تآمرت من خلاله الدول الاستعمارية على استقلال المغرب . وبعد أن تفاهمت فرنسا مع بقية الدول الاستعمارية بدأت باحتلال بعض المدن المغربية تدريجيا ً مثل الرباط وفارس والدار البيضاء . وقد تم عزل السلطان عبد العزيز بسبب قبوله بمقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء , واستلم الحكم من بعده أخوه السلطان عبد الحفيظ .
2- وفي آذار عام 1912 م وقعت فرنسا مع سلطان المغرب معاهدة الحماية الفرنسية التي تضمنت عدة بنود من أهمها :
1- التزام فرنسا بحماية السلطان ومساعدته ضد أي خطر يتهدده .
2- السماح لفرنسا باحتلال المناطق التي ترغب بها في المغرب .
3- تقوم فرنسا بتمثيل المغرب بالخارج .
4- يلتزم السلطان بالامتناع عن عقد أي اتفاق دون موافقة فرنسا .
3- ثار الشعب المغربي وقاوم المعاهدة ولم يستطع السلطان التعاون مع فرنسا بضغط من القوى الوطنية فتنازل عن العرش , وجاء بعده مولاي يوسف بن الحسن ( والده السلطان محمد الخامس )
رابعا ً- تقسيم المغرب :
اتفقت الدول الاستعمارية عام 1912 م على تقسيم المغرب إلى ثلاثة أقسام وهي
1- منطقة النفوذ الاسباني وتشمل الريف وعاصمة هذه المنطقة هي مدينة تطوان إضافة لمنطقة افني في الجنوب .
2- منطقة النفوذ الفرنسي وتشمل بقية مناطق المغرب .
3- منطقة طنجة وقد أصبحت دولية بسبب أهمية موقعها عند مضيق جبل طارق
خامسا ً : سياسة فرنسا في المغرب :
اتبعت فرنسا في المغرب سياسة استعمارية تشبه مثيلتها في تونس والجزائر ومن أهم معالم هذه السياسة .
1- السيطرة على اقتصاد المغرب وتوجيهيه بما ينسجم مع مصالح الاستعمار الفرنسي .
2- مصادرة الأراضي الزراعية الخصبة وتوزيعها على الفرنسيين.
3- إهمال التعليم والصحة .
4- إثارة التفرقة العنصرية بين السكان .
5- نشر اللغة والثقافة الفرنسية في البلاد .
جزر القمر
تتألف هذه الدولة من عدة جزر تؤلف أرخبيلا ً في المحيط الهندي يمتد ما بين قارة إفريقيا غربا ً وجزيرة مدغشقر شرقا ً .
وهناك أربع جزر رئيسية وهي
جزيرة القمر الكبرى وفيها العاصمة موروني .
2 – جزيرة انجوان -
3 – جزيرة موهيلي –
4 – جزيرة مايوت .
أولاً- جزر القمر قبل القرن التاسع عشر :
انتشر الإسلام كما انتشرت اللغة العربية في هذه المنطقة عن طريق التجار والدعاة والمهاجرين , حيث وصلت إليها هجرات عربية من عمان واليمن وغيرها من مناطق شبه الجزيرة العربية . وهذه الهجرات أعطت البلاد طابعا ً عربيا ً إسلاميا ً , علما ً بأن العلاقات التجارية بين العرب ومناطق شرقي إفريقيا قديمة وهي تعود إلى الفترة التي سبقت ظهور الإسلام .
احتل البرتغاليون جزر القمر عام 1502 م وعاملوا أهلها بقسوة ووحشية , ثار سكان هذه الجزر على البرتغاليين وتمكنوا من طردهم من البلاد , وتولى الحكم فيها جماعة من الحكام الوطنيين .
ثانياً-فرض الحماية الفرنسية على جزر القمر :
لقد خضعت جزر القمر للحماية الفرنسية عام 1892م , حيث وقع حاكم البلاد معاهدة مع فرنسا اعترف من خلالها بالحماية الفرنسية على بلاده وفي عام 1913 قررت فرنسا وضع جزر القمر تحت السيطرة الفرنسية التامة وأصبحت هذه الجزر مستعمرة فرنسية تم إلحاقها بجزيرة مدغشقر عام 1915 م , واستمر ذلك إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث تشكلت جمعية مؤلفة من ثلاثين عضوا ً تحكم جزر القمر . اتبعت فرنسا سياسة استعمارية في جزر القمر حيث سيطرت على اقتصاد البلاد , وأبقت السكان في حالة الفقر والجهل والمرض وحرمتهم من المدارس , وفرضت الثقافة الفرنسية واتبعت سياسة البطش والقسوة أثناء تعاملها مع أهل البلاد










المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)