حال الشعر العربي في العهد العثماني
في بلاد الشام
في العهد العثماني


-1-
في الأردن وفلسطين
تعد الأردن وفلسطين الواقعتان جنوب بلاد الشام امتدادا لسوريا ولبنان التي تشكل جميعها ذاتية ثقافية متقاربة ورؤى متمازجة أسهم شعراؤها في دفع حركة الشعر نحو الأمام وقد ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر شعراء أسهموا في حركة الشعر الحديث في نهاية العصر العثماني وتثقفوا ثقافة تراثية ونالوا تعليما دينيا أزهريا كيوسف النبهاني 1849 -1932 م وعلي الريحاوي 1860 -1919 م ومحي الدين الملاح وأبو إقبال اليعقوبي 1880 -1941 م وإبراهيم الدباغ 1880 -1946 م وإسعاف النشاسيبي 1885 – 1947 م وقد غلب على شعرهم المنهج التقليدي في الشعر حيث يغلب مدح الرسول عليه الصلاة والسلام على شعرهم يقول النبهاني
هواي طيبة لايضاء عطور ومنيتي عينها الزرقاء لا النيل
وقصائد الشعراء في هذه الفترة هي صنوف قصائد شوقي والبوصيري متأثرة في معجمها الفظي والصوري والموسيقي مع ولع شديد بالمحسنات البديعية
يقول الشيخ علي الريحاوي في تكريم جورجي زيدان
خطرت فقلت قضيب بان وبدت فقلت البدر بان
وقد اعتمد الشعراء في هذه الفترة على صياغة تقليدية وتعبيرات جاهزة مألوفة في السبك ولغة مطروقة ومراوحة بين لغة التراث ولغة العصر ومفردات جديدة تسربت إلى معاجم الشعرية في محافظة على الصياغة التقليدية معجما وتراكيب ومعاني وتصويرا مع استخدام لغة العامة المعاصرة مترسمين خطا الأقدمين مع تجديد نسبي للغة الشعرية في سياق الاستعمار التراثي للغة مع ميل للتحرر من الشكل التقليدي بشكل سطحي لا يمس سوى الوزن والقافية والشكل الخليجي للشعر باتجاه الموشحات و المشطرات والمربعات والمخمسات والدوبيت والمواليا والأدوار كقول اسكندر الخوري البيتجالي :
خرجت من كناسها تتخطر بعصاها
غادة سبح الإله وكبر من رآها















-2-
في سوريا ولبنان





















-3-
في الجزيرة العربية
أ-السعودية :
عاشت الجزيرة العربية عزلة سياسية وفكرية بسبب بعد أقاليمها عن الاحتكاك المباشر بالغرب أو البعثات العلمية ، وبقيت حالة الشعر في ضعف وركاكة وعجمة وسجع ومحسنات بديعية وموضوعات مكررة من إخوانيات ومدائح ومراث وتهاني واجترار للأخيلة والصور والمعاني التي لاكها الشعراء منذ القديم وكان من الأصوات الشعرية في تلك الفترة عبد الجليل برادة ابن المدينة المنورة المتميز بالقوة والجزالة والفحولة والذي مدح السلاطين العثمانيين دون أن تبدأ قصائده بالمقدمات الطللية وكذلك الشاعر إبراهيم الأسكوبي الذي قال في العثمانيين :
يا آل عثمان فالمضرور من غزا بأهل أوروبة أو عهد طرا
تمالؤوا فخذوا حذرا فإنهم يرون إبقاءكم بين الورى ضرا
فهذه دولة الطليان حيث رأت أسطولكم ليس يغني فاجأت غدرا
وقد أشارت القصيدة إلى هزيمة العثمانيين أمام الطليان وضعف الخلافة بسبب ابتعادها عن الدين وقد ثارت ضجة كبيرة حول القصيدة باعتبار أنها فريدة العصر على الرغم من كونها لا ترقى إلى مستوى يجعلها تنال هذا الاهتمام ثم كانت تجربة الشاعر محمد العمري الجزائري المنشأ التي ساندت العثمانيين ضد فرنسا وبريطانيا وهو شاعر طويل النفس سيال الطبع مفتق للمعاني في نزعة عروبية كثيرة الشكوى أما عبد الواحد الجوهري الأشرم المكي ، فقد كان شاعرا غزليا شاع شعره على ألسنة المغنيين في عصره لألفاظه السهلة ومعانيه القريبة وأما عبد المحسن الصمان فقد ناصر الشريف حسين في ثورته ، وقصائده خطب سياسية جاءت على شكل النظم وبرز في نجد الشاعر سليمان بن سحمان الذي تعد قصائده خطبا دينية تبدأ بالحمد لله تعالى وذكر الشهادتين ثم شرح المسائل الدينية بينما كان شعر أحمد بن علي بن مشرف أقرب إلى النثر والمباشرة ، ونظم علوم النحو والفقه وباقي شعر نجد شعر عامي وكذلك كان شعر عبد الله بن علي آل عبد القادر وعبد العزيز بن عبد اللطيف من آل مبارك يهتم بالرسائل الإخوانية والعتاب والاعتزاز والتهنئة كوسيلة من وسائل التفكه في المجالس في الأحساء وكان الشاعر حسن علي البدر وعلي الجشي بأسلوبهم القديم في الأسلوب والأغراض (مدح رثاء مناسبات دينية) في منطقة القطيف وقد انقسم الشعراء الحجازيون إلى قسم يناصر الجامعة الإسلامية ومن ضمنها العثمانيين وأغلبهم من المدينة وقسم انظمّ للثورة مع الشريف حسين في مكة ضد العثمانيين
ب-في الكويت :
عاش الشعر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حالة رديئة فقد كانت هذه الفترة فقيرة بالشعراء وقدم الشاعر عبد الجليل الطباطبائي بالوفود للكويت 1843 م وظهر الشعر الفصيح في الكويت وعبد الله الفرج وخالد عبد الله العدساني وقد كان عبد الله الفرج 1836-1901 م يكتب الشعر الفصيح والنبطي ويمارس الغناء .
ج- في قطر- 1800-1919 م:
تميز الشعر العربي في قطر في هذه المرحلة بالجمود والركود وغلبة الروح التقليدية من الناحية الفنية ومن ناحية الموضوعات وقد كان أغلب الشعراء في هذه الفترة في تنقل دائم كالشاعر عبد الجليل الطبطبائي والشاعر محمد بن تيمية يقول الطبطبائي في تصوير شوقه وحنينه للعودة إلى الزيارة وهو في العراق
هواي دياري ولست بكاتم هواي ولا مصغ للام وعائب
أتوق إذا هب الجنوبي لأنني أشم الغوالي من مهب الجنائب
وقد كان ابن تيمية صاحب الريادة في إيقاظ الروح الأدبية والشعر التقليدي بلغته العظمى حيث كثر الشعر باللغة النبطية ويعد مجادين صالح الخليفي أول من كتب بالفصحى في هذه الفترة حيث ظهرت جزالة الأسلوب وقوة التراكيب واستقامة المعنى والدقة في اختيار الألفاظ الفصيحة التي مثلها أكبر شاعر قطري في هذه الفترة محمد عثمين وكانت أول قصيدة نظمها في مدح الشيح عبد الله بن قاسم 1907م
نعم هذه أطلال سلمى فسلم وأرض بها سيل الشؤون وأسجم
وقف في مغانيها وعفر بتربها صحيفة حر الوجه قبل التندم
وقد أثر ابن عثيمين بمن عاصروه من أمثال محمد حسن المرزوقي وابن درهم عبد الرحمن بن صالح الخليفي ، وأحمد بن يوسف الجابر ولم يبلغوا مبلغه ومعظم شعرهم في الرثاء والإخوانيات والمدح والحكم والأمثال والشعر الديني وبالمجمل فقد كان شعرهم تقليدي ينهل من الشعر القديم والثقافة الدينية
د- في عُمان
- 1622- 1916م -
نشط الشعر العماني في نهاية القرن التاسع عشر 1875 م حيث برزت أشكال متعددة من الإبداع الأدبي وقد كتب عن هذه الفترة نور الدين السالمي في كتابه (تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ) حيث قدم لنا نماذج من الشعر العماني مع سيرة حياتهم والأحداث التاريخية التي رافقتهم كقصائد عبد العزى بن معولة أحد أفراد الأسرة الثانية التي حكمت عمان كما ويشير إلى شاعر النباهنة سليمان بن سليمان الظفر والفترات اللاحقة 1868 -1871 م وقد رصدت الحركة الشعرية بكل أبعادها من خلال كتب عدة تاريخية وأدبية صرف ركزت على الشعر العماني وقد رصدت هذه الكتب قصائد الشعراء التي قيلت في المناسبات الرسمية وفتوحات السلاطين وغيرها ولقد لعب الجانب الديني دورا مهمة في ترسيخ التجربة العمانية الأدبية النظم الفقهي عند نور الدين السالمي وخلفان بن جميل السيابي وسالم بن حمود السيابي وقد مر الشعر العماني في هذه الفترة بمراحل مثّل الروح القومية بعد انتصارات العمانيين على البرتغاليين وطردهم من عمان كما فعل عبد الله بن خلفان الذي سجل سيرة الإمام ناصر بن مرشد شعرا وعند الشاعر الصارمي الذي سجل فتوحات اليعاربة 1622 -1741 م وعهد دولة البوسعيد1741 م حيث صار الشعر فنا مزدهرا يسير في حلقات متصلة من خلال مجالس الشعر وإغراق الأموال على الشعراء
ه-في البحرين:
برز في البحرين في العهد العثماني شاعران مهمان من الأسرة العيونية القرن السادس عشر والسابع عشر ثم تبعهم الشاعر السيد عبد الجليل الطباطبائي 1776 -1853 م والذي مهد في حكم القرامطة هما سليمان النبهاني وجعفر الخطي في القرن السادس عشر والسابع عشر ثم تبعهم الشاعر السيد عبد الجليل الطباطبائي 1776 -1853 م والذي مهد في تنقلاته الكثيرة لمرحلة الإحياء حيث أعاد العثمانيون السيطرة عليها بقيادة والي مصر سنان باشا واحتل صنعاء987-1570م وعاد الزيدييون إلى الثورة بقيادة الإمام القاسم بن محمد 1006-1030ه //// 1597-1620 م وسيطروا على منطقة اعترف لهم العثمانيون بها ، ثم عاد الزيدييون إلى الثورة في عهد الإمام محمد المؤيد بن قاسم 1030-1057ه// 1620-1646 م فاستعادوا صنعاء وتعز 1038-1628 م فاضطر الأتراك إلى الخروج من اليمن 1044-1635 م فكان اليمن أول بلد عربي استقل عن العثمانيين وبقي الزيدييون أقوياء بقيادة الإمام إسماعيل 1057-ه//1087 1646 -1676 م فضعف الإمام إسماعيل فزادت الصراعات الداخلية وظهرت دويلات مستقلة منها الدولة العبدلية في لحج وعاد العثمانيون إلى السيطرة على اليمن ففشلوا 1266ه-1849م- .








-4-
في اليمن
قدم الجيش المملوكي في الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية ( بلاد اليمن ) آيات الولاء للعثمانيين بعد فتح العثمانيين لمصر في عهد السلطان سليم الأول 923 هـ / 1517 / م وثبت السلطان سليمان القانوني السلطة العثمانية فيها عام / 945 هـ / 1538 / م وعين عليها حاكما ً عام 947 هـ / 1540 – 1541 / م وبقيت المرتفعات الجبلية في اليمن بيد الأئمة الزيديين لكن القائد المملوكي ازدمر باشا المعين من العثمانيين استولى عليها بعد دعمه بإمدادات عسكرية قوية وسقطت صنعاء بيد العثمانيين / 935 هـ / 1546 م / فثار الزيديون 975 هـ / 1567 م / واستخلصوا صنعاء وعدن ومعظم البلاد. ولم تكن حالة الشعر في هذه الفترة بأحسن حالا مما هي عليه في أطراف الجزيرة العربية .











-5-
في العراق
عانى المجتمع العراقي في القرن التاسع عشر من انحطاط فكري وروحي بحيث تحول الشعر إلى لون من ألوان احتراف الصنعة وتحولت القصيدة إلى مهارة عروضية وإلمام بتصريف اللغةذلك أن الشعر العراقي لم يشهد أحداثا ً كبيرة وبقي خاملا لا يتحدث عن هموم الناس بل عن مزاج الحكام والولاة لافتقار الشاعر العراقي إلى الثقافة والوعي بحقائق السياسة وافتقار الشعر لقوة الحياة ودفء المكان والبناء الشعري المحكم وغياب ملامح التمييز في الشخصية الشعرية كما في شعر ( محمد سعيد الحيوبي – وعبد الغني جميل وعبد الغفار الأخرس وحيدر لطفي ) وكانت قصائد الشعراء تجمع مظاهر الاستجداء والتبذل باستثناء الشاعر عبد الغني جميل الذي تجرأ على الأنظمة الحاكمة .











-6-
في مصر والسودان وليبيا
أ-حالة الشعر في مصر
الهبت الحملة الفرنسية على مصر الشعور الوطني لدى الأهالي الذين رؤوا فيها غزوا ً لبلادهم وعدوانا ً على حياتهم فقاوموا المستعمر الفرنسي مقاومة حادة وعنيفة ومثيرة تمثلت في ثورة القاهرة الأولى ثم ثورة القاهرة الثانية والثورات الأخرى في بقية المناطق المصرية بعد أن ترك المماليك الميدان هاربين وقد جلبت الحملة معها مطبعة أسهمت في التواصل المصرفي وكان محمد علي حين تولى الحكم قد أدرك قيمة البعثات العلمية في نهضة البلاد وقد كان للناس في هذه الفترة محاولة للنهوض بمناحي الحياة العامة ومنها الأدب والشعر فقد درس بعض الأدباء في باريس ونشأ في الأستانة وكان منهم من نشأ في الأزهر الشريف ولقد ظل الشعراء في هذه الفترة منخرطين في أفق ضيق من النشاط الشعري المتمثل في تزجية وقت الفراغ من خلال صنعة شعرية قائمة على المحسنات البديعية وعلى رأسهم الشاعر إسماعيل الخشاب ثم جاء بعده رفاعة رافع الطهطاوي 1801 – 1873 م على الرغم من كونه رجل إصلاح وتنوير فقد كان شاعرا ً وطغى شعره في مدح الأسرة الحاكمة وتهنئة علية القوم في المناسبات السعيدة ومدح رسول الله عليه الصلاة والسلام ومدح آل البيت من خلال تضمين القصائد وقد كان رفاعة قد اطلع على الحياة الفرنسية بحكم ابتعاثه لها 1826 – 1831 م واطلع على حياة وآداب الغرب وتكون لديه حس وطني تجاه وطنه :
(هيا نتحالف يا إخوان
بأكيد العهد والايمان
أن نبذل صدقا ً للأوطان )
وقد وصف الطهطاوي ( الوابور والمركب البخاري ) وقد كان الشعر العربي في عهد الطهطاوي يعبر عن رؤية للواقع واستشراف المستقبل مع بساطة مفرطة من خلال تقرير لمعاني عادية أكثر من كونه انفعالا ً بالأشياء مع ضعف في الأداء اللغوي وابتعاد عن المحسنات وظهر بعد الطهطاوي مجموعة شعراء ( عبد الله فكري وقد كان وزيرا ً – الشيخ علي الليثي – عبد الله النديم – محمد عثمان جلال ) وكلهم لم يخرج عن منهج التقليد وإن اختلفت بيئاتهم الثقافية الخاصة لهم ولم يحدثوا في حياة الشعر حدثا ً يضمن لشعرهم البقاء وشعرهم بقي بين المحسنات البديعية والبساطة والركاكة ولم يبرز في هذه الحقبة سوى الشاعر إسماعيل صبري ابن القاهرة المرفه الذي سافر إلى فرنسا فاطلع على آداب الغرب وقد كان شعره يجمع بين رقة المشاعر وترف الذوق صادقا ً في تعبيره ومن ذلك :
ابثك ما بي فإن ترحمي رحمت أخا لوعة ذاب حبا
وأشكو النوى ما أمر النوى على هائم إن دعا الشوق لبى
والشاعر محمود سامي البارودي الذي لم يقدم جديدا ً في عالم الشعر رغم أنه قدم شعره في طريقة القدماء ليشاكل المستويات العليا للشعر القديم وقد عاش البارودي بين مجموعة مؤثرات ( الحرب – الاغتراب ) واستعاد الشعر معه دوره الصحيح في حياة الفرد والجماعة وقد أخلص لدور الشعر في حياته وأعاد له قوة الأداء ونبضة الشعور مع وثوب بالعبارة الشعرية , من خط الركاكة إلى خط المتانة , وبقي الشاعر تقليديا ً . أكثر البارودي من الحديث عن نفسه والاعتزاز بها في صباه وشيخوخته في غزله ونسيبة ووصفه للطبيعة ومجالس اللهو يشبه شعره أشعار العذريين أحيانا وأشعار عمرو بن كلثوم أحيانا أخرى وقد ينهي أبياته بالحكمة :
يرجو الفتى في الدهر طول حياته ونعيمه والمرء غير مخلد
وهو في مجاراته للأقدمين رد للشعر قدرته على صنع النماذج المميزة وقد يصفو شعره حين يتحدث عن الغربة وخاصة في منفاه في جزيرة سرنديب .:
يا نديمي في سرنديب كفا عن ملامي وخلياني لما بي
كيف لا أندب الشباب وقد أصبحت كهلا ً في محنة واغتراب
ثم كان شوقي الذي ابتعثه الخديوي توفيق إلى فرنسا فاطلع على ثقافتها ومسرحها ووقف شعره على صنعة شعرية أتقنهاحيث كان يفكر في الشعر قاعدا ً وقائما ً استفاد من تجربة البارودي وتجاوزها وتعلق بالنماذج القديمة يطاولها ويعارضها وبخبرة التراث ومواكبة العصر تحددت معالم تجربة شوقي الشعرية التي تحدثت عن هموم العصر واصطنع الإطار المسرحي للشعر لتحقيق أهدافه ويغطي هموم الواقع المصري والعربي والإسلامي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وقد ألقى في مؤتمر المشرقية في جنيف 1894 م همزيمته ذات النفس المحلي 290 بيت والتي مطلعها
همت الفلك واحتواها الماء وحداها بمن تقل الرجاء
وشملت هموم شوقي الأطفال فكتب لهم حكايات وقد اهتم شوقي بالدائرة الإسلامية فكتب قصائد تتعلق بالمشاعر الدينية كذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم
سلوا قلبي عداه سلا وتابا لعل على أجمال له عتابا
وأخرى تتعلق بالمشاعر السياسية تجاه الخلافة الإسلامية ودعمها بوضعها رمز للإسلام كما في قصيدته التي قالها حين ألقيت قذيفة على السلطان عبد الحميد 1905 م ونجا منها:
هنيئا أمير المؤمنين فإنما نجاتك للدين الحنيف نجاة
كذلك عندما سقط السلطان عبد الحميد قال قصيدة مطلعها :
سل يلدز ذات القصور هل جاءها نبأ البدور
شيخ الملوك وإن تضعضعفي الفؤاد وفي الضمير
وإذا تركنا شوقي في أيامه في العهد العثماني وانتقلنا إلى الشاعر حافظ إبراهيم الذي اقترن اسمه بشوقي وعاش حياة اليتم والفقر وواجه قسوة الحياة حيث كفله خاله وأدخله مدرسة خيرية ثم استقل يسعى لكسب لقمة العيش وقد وصف هذه الحياة قائلا
قضيت عهد حداثتي مابين ذل واغتراب
وأنا ابن عشرين في طوقي مكافحة الصعاب
وقد تلقى ثقافته في مصر ولم يتسن له الاطلاع على أدب الغرب كغيره فاتجه إلى الصياغة الشعرية والحرص على موسيقى الشعر ومن قصائده في هذا العصر تحية للعالم الهجري 1327 ه-1909 م
أطل على الأكوان والخلق تنظر ..........هلا رآه المسلمون فكبروا
وكذلك قصيدته في العالم الهجري التالي 1328 ه-1910 م
لي فيك حين بداسناك وأشراقا أمل سالت الله أن يتحققا
وتحدث كذلك عن سعد زغلول حيث رثاه بقصيدة :
قدر شاء أن يزلزل مصر فتعالى فزلزل الألبابا
وتحدث عن حادثة دانشواي مخاطبا رموز الاحتلال
ألم تخبر بني التايمز عنا وقد بعثوك مندوبا أمينا
وقد ألقى حافظ قصيدة في عام 1908م مبرز فيها عاطفته القومية تجاه أبناء الشام قائلا:
لمصر أم الربوع الشام تنتسب هنا العلا وهناك المجد والحسب
وتحدث حافظ عن هموم الخلافة الإسلامية وخاصة خلع السلطان عبد الحميد وتوليه محمد الخامس سلطانا :
لا رعى الله عهدها من جدود كيف أمسيت يا بن عبد الحميد
كنت أبكي الأسى منك فمالي بت أبكي عليك عبد الحميد
وقد كان شعر حافظ رسالة حياة تشرق النهضة الحديثة قبل وجودها.
أما الشاعر خليل مطران اللبناني الموطن فقد هجر بلده إلى مصر وبقي فيها حتى وفاته ونضجت تجربته الشعرية هناك وعاصر البارودي وشوقي وحافظ وصبري مثل النموذج الشعري القديم (رصانة اللغة قوة العبارة متانة السبك قرب المآخذ للتشبيه والاستعارة ) وقد فتح باب الشعر المحتفي بالتجارب الذاتية والوجدانية .
ب-حالة الشعر في السودان:
على مدار الستين عاما التي عاشها الحكم التركي في السودان ابتداء من 1821م لم يفلح الأتراك في إقناع السودانيين بقبولهم ومع أن سياسة محمد علي في السودان قامت على توثيق الصلات الدينية من خلال تشجيع الصوفية حيث بعث مع أبا إسماعيل نخبة من علماء مصر ( القاضي محمد الأسيوطي والسيد أحمد البقلي والسيد السلاوي الغربي ) وطلب منهم إقناع الناس بأن إطاعة أمير المؤمنين واجب ديني ....رغم كل ذلك فقد ظل الحكم معزولا عن الشعب السوداني وأدى التمايز بين الحاكم والمحكوم مع فساد الحالة السياسية والبطش والإرهاب إلى تمكن شديد للطرق الصوفية في نفوس العامة . وفي مجال الأدب فقد كانت القصيدة الفصحى في صراع مع القصيدة العامية التي كانت تعبر عن ضمير الناس بصدق وأمانة تحمل في طياتها محتوى سياسي طبقي تستخدم كل الأغراض الشعرية التقليدية وقد فشلت الثقافة التركية في الالتحام بالسودانيين وإن نجحت في جمع العلماء والمتعلمين حولها وقد كان هناك مستويات للشعر في هذه الفترة
المستوى الأول : شعر المدائح النبوية الذي ذهب فيه الشعراء والعلماء والفقهاء مذهب الأقدمين (تشطير تخميس معارضة ) من خلال نظرة صوفية تهتم بالإرشاد والوعظ عبر اجتماعية (عبر دينية) يبتهلون فيه المديح للنبي صلى الله عليه وسلم مع أن الابتهال لايجوز إلا لله ويعبر عن عشقه لشخصية النبي ثم يذكر الشاعر ذنوبه باكيا مستغفرا متوددا وقد عبر عن ذلك عثمان المريغي والشيخ إسماعيل الولي والشيخ أبو القاسم أحمد هاشم وشعرهم شعر وجداني تغلب عليه المحسنات البديعية التكرار قال المريخي
يا رب بهم ومالهم عجل بالنصر وبالفرج
اشتد هواي على المهج يارب فعجل بالفرج
وهذا الضرب من المديح لايعد وإن كان توددا شخصيا وصلة بالعشق الصوفي بين الشاعر والرسول صلى الله عليه وسلم وتبدأ القصائد بالغزل بامرأة متخيلة ثم الحديث عن الغيبيات والمعجزات والشكوى من لواعج الحب بعاطفة صادقة
بسمت عن در ثغر مستبين منع البدر ضياه أن يبين
وبدت للورد من خد نضير فراح الورد مصفر الجبين
المستوى الثاني : مستوى شعر العلماء الذين جمعتهم السلطة التركية حولها ممن اشتغلوا في القضاء الشرعي والتدريس الديني وغيره ولم يكن للشعر أثر كبير في حياة الناس على الرغم من كون قصائدهم عربية فصيحة تقترب من القصيدة التقليدية مع ميل إلى أسلوب المحسنات والتلاعب اللفظي وقد مدح الشيخ الأمين محمد الضرير الخديوي توفيق قائلا:
الود مأدبة والصدق خوان والصادقون لدى الآداب إخوان
وكذلك ظهر شعر سوداني يدافع عن المهدي الذي ظهر على سوء من الحالة الاقتصادية والاجتماعية كما في قول الشاعر حسين الزهراء
يروح الخفا والحق فيه خفاء وتوالت الآيات والأنباء
ونجحت الثورة المهدية وسقطت الخرطوم بيده 1881 م وتولى الخليفة التعيشي الحكم بعد المهدي وقد نظم الشيخ أحمد الشامي عشية فتح الخرطوم قصيدة عبر فيها عن فرحه بانتصار المهدية وهروب الخليفة بعد ثلاثة عشر عاما .
بشرى لجيش بالفتوح لقد ظفر بالصبر في زمن فبشر من ظفرا
وقد بقي الشعر على حالة من حيث المضمون والشكل حتى سقوط السودان في يد المستعمر البريطاني
ج-حالة الشعر الليبي
- 1553 -1916 م-
دخلت ليبيا تحت سيطرة الحكم العثماني منذ سنة 1553 بعد أن قام الأتراك بطرد فرسان القديس يوحنا القادمة من بيت المقدس إلى ليبيا ومع وجود الاحتلال العثماني لليبيا ، فقد تمتعت بشي من الاستقلالوظلت تابعة للباب العالي حتى 1911 م وقد مدح أكثر الشعراء الليبيين السلطان عبد الحميد لكونه خليفة المسلمين . يقول الشاعر مصطفى بن زكريا 1853 -1918 م :
قمر تجلى في سماء كماله ولدى الخلافة تم بدر جلاله
سلطاننا عبد الحميد وناصر الدين الذي حمدت جميع خلاله
ورث الخلافة والمفاخر بعدما حرز المكارم والعلا بنباله
وكذلك أشاد الشاعر سليمان الباروني 1870 -1940 م بفتح مدرسة في عهد السلطان عبد الحميد
ظهرت محاسن ذا الزمان فقابلت بالبشر والإقبال والخير المزيد
إذ عاد تشييد المدارس قربة في ظل سلطان الورى عبد الحميد
وقد كتب الشعراء الليبيون قصائدهم في هذه الفترة على الطريقة التقليدية الموروثة من خلال معارضاتهم لقصائد شعراء العصر العباسي كرائية أبي فراس الحمداني :
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما الهوى نهي عليك ولا أمر
وقصيدة أبي تمام :
السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
وكتبوا كذلك الثنائيات والثلاثيات والرباعيات مع قصائد الشعر الخليلي وكتبوا على طريقة الموشحات وقد مر الشعر الليبي في العهد العثماني بالمحنة نفسها التي مر بها شعراء الوطن العربي تحت السيطرة العثمانية حيث كان شعرا راكدا خاليا من الإبداع ومن انطلاق الفكر وجنوح الوجدان وبقيت الأغراض الشعرية نفسها التي عاشها الشعر العربي في هذه الفترة من مدح للحكام والوصف المبتذل مع إسفاف وركاكة بالأساليب وتصنع في المحسنات البديعية .






































-7-
في المغرب العربي
في نهاية القرن التاسع عشر

أ-حالة الشعر في (مراكش ) المغرب :
يعتر الشعر المغربي في هذه الفترة أداة للعلوم الفقهية واللغوية ووسيلة لحفظ الشواهد في سياق علوم البلاغة والنحو والأمثال السائرة وهو ليس إلا طريقة للوصول إلى المناصب الإدارية والفقهية ولقد عرف في هذه الفترة شعراء كثر ودواوين شعرية تناولت مختلف الأغراض التقليدية ولم يخرج مفهوم الشعر عن كونه جانبا ثقافيا متمما لشخصية الكاتب والفقيه والقاضي ، وقد كان شعر المناسبات هو السائد في هذه الفترة سواء أكانت مناسبات دينية (شعر المدح النبوي أو مدحا للملوك والأمراء والأحرار؟) ولم تتعد أشعار الشعراء النظم والأقفال ، وقد وصف الشاعر علي مصباح الشعر بكونه يمثل جزا بسيطا من الحياة كما يمثل الملح بالطعام :
وما الشعر إلا مثل ملح قليل صلاح وإن يكثر أثار الدواهيا
وحسب الشعر مكانة أن يكون خادما لأفضل العلوم الفقه .
ب-في تونس : يعد الشعر في هذه المرحلة ممثلا للتيار التقليدي على يد الشاعر محمد قبادو 1871 م وقد أثر في شعر قبادو ثقافته التقليدية التي أخذها من شيوخ مشهود لهم في تونس وطرابلس وجريدة الرائد التونسي التي أنشئت للمراسيم العسكرية وخصصت حيزا خاصا للأدباء وكتب قبادو في هذه الصحيفة بعد أن درس العربية في مدرسة باردو العسكرية 1840 م وهكذا فقد سعى قبادو إلى أن يكون شاعر إحيائيا يسعى إلى الفخامة والجزالة في تهنئة الملوك ومدحهم وذلك في مراثيه ومراسلاته وشكواه واستعطافه ومدحه للأدباء ورجال الطرق الصوفية وكذلك كانت معانيه المدحية تقليدية وفي ذلك يقول :
إن المديح مناهج مسلوكة لكن علاك طريقة عذراء
وقد أصبح شعر قبادو في أغراضه وأساليبه نموذجا محتذى لمن بعده في نهاية القرن التاسع عشر وأسهم في تطور الشعر ظهور المدرسة الصادقية في تكونت 1875م والمدرسة الخلدونية 1896 م كمشروع ثقافي إضافة إلى وجود عدد من الصحف التي أسهمت في طابعة عدد من الكتب والمؤلفات ونشر شعر ما لايقل عن خمسين شاعر في مجلة الرائد التونسي وحمل الشعراء لواء التمدن والرقي والأخذ بأسباب النهوض وقد اعتبر الأدباء أن كل من لم يقرض الشعر ليس بأديب إضافة إلى أن الشعر يفتح أمام الأدباء أبواب السلاطين والملوك وبرز في هذه المرحلة مطولات من المدح وقد كان شعراء هذه الفترة من الموالين للسلطة العثمانية العاملين في دواوين الدولة . وقد كان الشعر في أغراضه وأسلوبه وروحه يمثل أسلوب شعراء العصر العثماني من مدح ورثاء وغزل ووصف ومساجلة والغاز وتاريخ وتشطير وتخميس ضمن أسلوب بديعي مصطنع مهلهل النسج وظهرت جماعة جديدة الحاضرة التي كانت أول صوت دعا إلى نبذ التقليد ومنهج القدماء في المدح والثاء والتهاني ورفض شعراؤها نشر القصائد الموالية للسلطة .
ج-في الجزائر













-8-
حال الشعر الموريتاني
عاش المجتمع الموريتاني في هذه الفترة انكفاء على نفسه وفتورا في صلاته العربية الشمالية ولم تخضع البلاد لسلطة مركزية بعد سقوط دولة المرابطين وقد ظل الشعر في بلاد شنقيط شعرا بدويا أصيلا يعكس بيئته المحيطة به ( الخيمة والجمل وملاحظة مساقط الغيث ) ، وقد ضمنت هذه الحالة للإنسان الموريتاني صناعة ذوقه والتصاقه الحميم بالقصيدة الجاهلية لأن بيئته المعاصرة تشبه بيئة الجاهليين في الجزيرة العربية وقد أسقط الشعراء الموريتانيون من قصائدهم الأغراض غير المنسجمة مع القصيدة الإسلامية كالغزل الفاحش ملتزمين بالأوزان والقوافي التقليدية والرتابة على الرغم من تنوع أغراضه وقليل منهم من استمالته الموشحات والأوزان التي تخرج عن أعاريض الشعر.
يقول الشاعر سيدي محمد ولد الشيخ سيدي المتوفي 1286 ه :
حووا أدبا على حسب فداسوا أديم الفرقدين بأخمصين
ويقول الشاعر الشيخ محمد ولد حنبل :
لاتملي يا عين رعي النجوم وانهلالات دمعك المسجوم
قد جنيت الهوى شهيا جناه فاستحالت ثماره كالسموم
وقد كان لنمط الحياة الموريتانية والروح الدينية لدى الموريتانيين وركود الحياة الاقتصادية والاجتماعية أثر كبير في بقاء القصيدة الموريتانية في تلك الفترة على شكلها الجاهلي وإن كان مضمونها دينيا .




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)