الاتجاه العقدي الديني في الشعر في العهد العثماني
اتسع نطاق الاتجاه الديني في الشعر بعد نزول القرآن الكريم وتنامى هذا الاتجاه في العصور المتلاحقة، ولكنه تألق في عصر الانحدار والعصور المتتابعة والعصر العثماني وتعمق هذا الاتجاه في هذا العصر بسبب تشجيع الدولة العثمانية له حيث حركة التصوف وإباحة الحرية الدينية وشجعت النشاط الديني وصار الزهد والتصوف والمدح النبوي ومدح آل البيت والتشوق للمقدسات من موضوعات الشعر الديني وأغراضه إضافة إلى الوعظ والجدل المذهبي والدعاء والمناجاة
أ-التصوف: سجل الصوفيون مشاعرهم وعواطفهم ومواقفهم الدينية من خلال الشعر، واستخدم المتصوفة الادب لنشر عقائدهم وقد جاء ادبهم معبراً عن:
1- الرياضة الروحية
2- مكابدة المواجد للوصول للكشف
3- الوصول للحضرة الإلهية على حد قولهم
4- الاطلال على عالم القداسة الغيبي
ويعد الادب الصوفي ادباً رمزياً يعنى بالبحث عن الحقيقة والوصول جوهر الاشباء وكشف ما وراء الطبيعة. والتجربة الصوفية تجربة باطنية تمثل التجربة الشعرية ولذلك بدا الادب الصوفي يتميز:
1-الغموض الشفاف
2-العمق
3-الإيحاء
4-ترك الانطباع
5-عدم تقديم مقالات واضحة محددة
6-مخاطبة الوجدان
7-ترك مخاطبة العقل
وللشعراء الصوفيين طرائق في التعبير عن مواقفهم ومعانيهم:
1-التعبير المباشر الذي يعرض العقائد من غير رمز او إشارة بصورة واضحة
2-التعبير الرمزي الذي يأخذ شكل الحديث الغزلي المرمز
وبين هذا وهذا لجأ بعض الشعراء المتصوفين إلى عرض آرائهم وإيضاحها خوفا من التفسير الخاطئ لها وخوفا من الطعن بعقيدته ومهاجمتهم، بينما لجأ آخرون إلى استعارة حديث (الخمر والغزل) الذي يفيض بالوجد والتعلق بالمحبوب للتعبير عن تعلقهم بالذات الإلهية جاعلين من الخمرة الشعرية طريقا للشعور بالنشوى وغياب الوعي والاستغراق الروحي.
وقد بلغ شعر التصوف في هذا العصر من النضج درجة مرتقيه بحيث استطاع الشعراء إدراك
1. معاني التصوف
2. رموز التصوف
3. صور لتصوف
4. إشارات التصوف
وهكذا بنى بعض شعراء الصوفية نصوصا شعرية مثقلة بالرموز والغموض والمعاني الدقيقة والصور المعبرة
ب-المدح النبوي: الذي تحول إلى فن شعري متميز له معانيه ومقوماته وأصوله وآدابه وقد تنوعت معاني المدح النبوي في هذا العصر واختلطت فيها قيم الدين بالقيم التقليدية مع ذكر طرف من السيرة النبوية العطرة ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم مع طلب الشفاعة منه والصلاة عليه والاشادة بصحبه الكرام ولقد أكثر شعراء هذا العصر من النبويات التي تنوعت مكوناتها ومعانيها وصورها وطرائق أدائها حتى أصبح المدح النبوي متنفسا للنزعة العربية باعتبار الرسول صلى الله عليه وسلم عربياً.
ج-مدح آل البيت ورثائهم: الذي أصبح غرضا من أغراض هذا الشعر حيث ظل قسماً من شعراء هذا العصر يمدح عليا وابناءه رضي الله عنهم جميعا حيث يشيدون بالحياء منهم ويبكون من مات منهم على انهم اضحو رموزا دينية عربية افتقد فيه العرب تأثيرهم في الحياة
د-التشوق للمقدسات: حيث أصبح هذا الغرض فناً شعرياً يتنفس فيه الشعراء اجادةً وعرضاً لصدق المشاعر حيث مزجوا بين المرابع الحجازية ومواطنهم وبدت ابيات التشوق للمقدسات في مطالع المدائح النبوية وقصائد التصوف وقصائد الحنين وقصائد المدائح التقليدية قد نجد في ابيات الشوق للمقدسات ذكراً لنساء ليس لهن ملامح من عصر الشعراء جاء ذكرهن لبث الشاعر شوقه ووجده تعبيراً عن غزل رمزي كان عند المتصوفين موجها للذات الإلهية وعند غيرهم تعبيراً عن عواطف نبيلة ومشاعر روحية
ه-الدعاء والمناجاة: الدعاء تعبير للعبد عن مشاعر شوق ومحبة وحاجة لله تعالى في لحظة صفاء، وانتظامه في الشعر يقربه من الناس ويضمن انتشاره، وهو عبارة خالصة يلجا اليها الناس في العسر واليسر تمثل الحديث الداخلي مع الخالق يتسم بالصدق والحرارة والإخلاص.
وقد أصبح هذا الغرض فناً ادبياً خالصاً على مر العصور وتأكد كثيرا في العصر العثماني تنافس الشعراء في اتقانه وابداع اساليبه حتى غدت نصوص الادعية من ارق فنون الادب وقد نظم الشعراء القصائد الطوال في ذلك خالصة في الدعاء لا يخالطها موضوع آخر.
و-الزهد: اهتم شعراء العصر العثماني بشعر الزهد بسبب اتساع الشقة بين الغنى والفقر في عصرهم وعدم قدرة الكثير من الناس على تحقيق حاجاتهم الدنيوية مما جعلهم يتأسون بسير ة بعض الصحابة في التقليل من شان الدنيا والاقبال على الآخرة ضمن سلوك اسلامي صحيح وقد حملت دعوة الشعراء إلى الزهد في هذا العصر خطر الانزلاق الى (التواكل)الذي يسيطر على نفوس الكثير من اهل هذا العصر فقبلوا الظلم ولم يتصدوا له بل ركنوا اليه وتعايشوا معه
ز-المواعظ: ازدادت ظواهر الخروج عن الدين ومخالفته في عصر كثر فيه الخطأ والغلط، فاضطر الشعراء إلى سلوك سبل النصح والوعظ شعرا معتبرين أن معاناة الناس في ظلمهم وفقرهم وبلائهم هي عقوبات عاجلة لمجتمع كثرت فيه الفواحش وجهر فيه بمخالفة الشريعة. وقد كثر شعر الوعظ ولاقى قبولا كثيرا عند الناس وعند خطباء المساجد وائمتهم في نصح الناس، وقد نظمت في الوعظ والنصائح الكثير من القصائد الخالصة تحث العامة من الناس على التزام أوامر الدين ونواهيه وضرورة التحلي بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن وإصلاح ذات البين والتنبيه على العفة.
ح-الجدل الديني: وهو الحجج والباهين التي ساقها أصحاب كل مذهب لترويج مذهبهم وابطال ما سواه مما حدا بالناس أن يلتزموا بمذاهبهم في جو اقرت فيه الدولة العثمانية أصحاب كل عقيدة على عقيدتهم ولو بعدت عن روح الإسلام وجوهره، ولم يقف الحكام العثمانيون في وجه الانحراف العقيدي كما انهم لم يحاربوا ظهور فرق دينية جديدة وقد ظهر هذا الخلاف المذهبي على ألسنة الشعراء فخاض فيه شعراء ونهى عنه شعراء آخرون وبينوا خطره على الرغم من أن هذا الخلاف المذهبي العقائدي قد شق صف الناس وأضعفهم والهاهم عن التصدي لأعدائهم.


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)