النثر الفني الديواني في العصر العثماني
المستقريء لنصوص النثر الديواني ، والباحث في هذا الفن يكتشف أن اتخاذ الدولة العثمانية للغة التركية لغة رسمية للدولة ، قلل من عدد نصوص النثر الديواني لأن مخاطبات الدولة كانت باللغة التركية ،و ضعفت النثر العربي وقلت نصوصه حتى كاد أن يتلاشى ، لولا ان الدولة العثمانية كانت حاضرتها تصدر بعض الرسائل الموجهة لحكام الأقاليم العربية بلغة العرب ، لولا أن بعض الولاة العرب كانوا يصدرون رسائلهم باللغة العربية وقد سعى كتاب النثر الديواني في مرحلة الحكم العثماني الى تحقيق خصائص الكتابة الأدبية المعهودة في هذا الفن على اعتبار أن خصائص الكتابة النثرية في عهد المماليك و الدول المتتابعة كانوا يؤكدون على خصوصية هذا النثر و بالأخص النثر الديواني ،ولكن الأمر في العهود المتأخرة أخرج النصوص الديوانية عن مفهومها الفني الأدبي ،لأنه لم تضع ضمن عناصرها شيئاً من الطريقة الأدبية لكتابة الدواوين تنكب كاتبو النثر الديواني طرائق النثر العلمي المتسم بالدقة في أداء المعاني و الوضوح في معانيه ؛ وقد أدى تعريب الدواوين في تلك الفترة إلى اتساع المجال أمام الكتابة لتطور نفسها بعض الشيء، فالكتابة الديوانية "كتابة رسمية"، ومن هنا لا تتحمل -كثيرًا- هذه الألاعيب اللغوية والمحسنات اللفظية، التي من شأنها أن تغلف الركاكة وتستر التفاهة، أو على الأقل تحدث جوًا من التسلية والتفكة بين أصداء يتناولون أمورًا شخصية، وفردية تخصهم وحدهم، لذلك نجد في الكتابة الديوانية -عموماً- ميلا إلى الموضوعية، واتجاهًا إلى الترسل، وبعدًا عن أبرز عيوب الكتابة الإخوانية، وليس الأمر أمر كاتب وكاتب فحسب، بحيث يكون واحد يسير فقط على الطريقة التقليدية، ويسير آخر على الطريقة المترسلة، بل الأمر -أيضًا- أمر ميدانين للكتابة، أو فنيين من فنونها، هذا يميل إلى طريقة في الأداء، وذاك يؤثر أخرى في التعبير، وقد وجدنا أديبًا كعبد الله فكري ، يكتب كتابات إخوانية بطريقة، ويكتب كتابات ديوانية بأخرى، فهو حين يكتب في المسائل الإخوانية، يجنس ويسجع ويتكلف ما يتكلفه هؤلاء التقليديون، ثم هو حين يكتب في المسائل الرسمية يبسط ويترسل، ويجنح إلى ما يجنح إليه المجددون.. وهكذا كانت الكتابة الديوانية ميدانًا من الميادين التي ساعدت على تطور النثر وترسل الكتابة، والتخلص من عيوب التقليدية المتخلفة1، وهذا نموذج من كتابات عبد الله فكري الديوانية، كتب به إلى الوزير رياض باشا، يسجل له ما حدث في مؤتمر المستشرقين الذي كان عبد الله فكري قد شارك فيه مندوبًا عن الحكومة في جوتمبرج.. يقول عبد الله فكري ... "ثم أشير إلي فقمت، وأنشدت قصيدة كنت أعددتها لذلك بعد ارتحالنا من باريس، فأتممتها في الطريق، وبيضتها في استكهولم، فابتدأت أقول:
اليوم أسفر للعلوم نهار ... وبدت لشمس نهارها أنوار
ومضيت فيها إلى آخرها، وصفق الناس لكل من خطب، وبالجملة لي لما أتممت الإنشاد، وخاطبني أناس منهم باستحسانها.. وحضر كاتب المؤتمر على أثر الفراغ منها، وسارني بطلب نسختها، فأخذها في الحفلة، وخطب بعد ذلك أناس، منهم المسيو "شفر" وافد فرنسا، وكانت هذه الحفلة خاصة بذلك، ليس فيها تقديم موضوعات علمية, ثم قام الملك وودع الحاضرين، وصافح البعض، وصافحنا، وقال: "حسنًا" وانصرفنا، وانقضت الحفلة، وارفضت الجميعة"2. فإذا عرفنا أن عبد الله فكري هو القائل في تقريظ الوقائع المصرية: "لار يب أن كل من عرف التمدن، وشم عرف التفنن، وأخذ بنصيب من الفهم والتفطن، كان أحب شيء إليه، وأوجب أمر لديه، أن يكون مطلعًا على وقائع مصره، وعارفًا بما تجدد بين بني عصره، من حوادث الزمان، وعجائب عالم الإمكان ... " أقول: إذا عرفنا أن عبد الله فكري هو قائل هذا الكلام، عرفنا كيف كانت تخالف الكتابة الديوانية الكتابة الإخوانية مخالفة توشك أن تكون تامة، وعرفنا أن المسألة لم تكن فقط اختلاف كاتب وكاتب فا الشأن، وإنما كانت كذلك اختلاف ميدان وميدان، أو نوع من الكتابة ونوع آخر.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)