رسالتي إليك
ما كنت أتوقع أن أسمع همسي وأنا أخاطب واقعي .
همس هب من حيث تجري هواجس توقعي .
أميل حينا إلى مآخذة نفسي فأقسوا وأتحامل .
وأنحو باللائمة أحيانا على غيري .
أبحث عمن أحمله وزر أخطائي .
لا أجد تفسيرا لإخفاقاتي المتوالية .
لقد ابتليت بمن حولي .
الذين اتخذوا من الهوان مذهبا وديدنا ،
وحبيت بعدو ماكر تعود الكيد أبا عن جد .
فغدوت أجوب حقولا قاحلة .
وأسلك مسالك شائكة .
تمر وسط أدغال موحشة .
تتموج أحداث أيامها بفعل الهبوب القوي العاصف .
هبوب تلون بلون مصدره وتزيى بلباس بواعثه
صاحبته ومضات السراب الخادع .
وتلته عواصف أمطرت جحيما .
تطايرت شظاياه في كل اتجاه .
طفقت على مدى أيامي أتفقد أطرافي ،
أحضن ما بقي من أشلائي التي ترشح باستمرار ،
لم تنقشع بعد سحابة غبار المعارك ،
غطت منارة الفوز وتاهت في سباتها العميق .
وعم الظلام الدامس .
كثيرا ما تستفزني تفاهة من يتوهم أننا أقوياء بوحدتنا .
كما قهقهت ــ أيضا ــ عاليا ساخرا من سذاجة من يجمع أمره ويرصد كل امكاناته ليحول دون تسرب أشعة الشمس إلى جنبات أكواخنا الآيلة .
ما بقي لي إلا أن أطمح إلى تمرير بعض نور الضياء .
وأبعثه عبرنسيم الهواء
وخيوط الحياة إلى الأجيال المتلاحقة ،
لتكون جديرة بتسلم الأمانة وانتشال الرفات من الرموس الدارسة .
محمد الطيب