~ تُهنا عن الولي ! ~
ِ
أمتنا اليوم بأمس الحاجة إلى إحياء مفهوم (الوليّ) (المرشد). {ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}.
هذا المفهوم الذي تم اغتياله - هو وغيره - في العصور الإسلامية الحديثة من خلال نسخة الدين التي ترون وتعرفون ، وللأسف.
يوجد لدى عامة الناس فجوة دينية كبيرة ونقص واضح حول مفهوم من أهم مفاهيم الدين.
مفهوم (الولي) .. من هو ، صفاته، أحواله، أطواره، حكمته، كيف يعيش .. إلخ
ِ

أم هل تظنون أن الحكمة الإسلامية في حقيقتها هي فعلا معلومة ومنتشرة بين الناس!
كلا ! لو كانت كذلك لما وصلنا إلى عشر معشار ما نحن فيه.
ِ
اليوم أصبحت لا تستطيع أن تلوم العامي بجدية على ابتعاده عن الدين.
سيقول لك: وأين الدين؟ وأين هؤلاء الذين سأتعلم منهم الدين وأقتدي بهم؟
أين هؤلاء الذي يمكن في هذا الزمان أن تقول عنهم (متصلين) بالله؟
كل الذين نراهم نماذج تعيسة وفاشلة.
ِ
سيقول لك العامي هذا، أو سيقوله في نفسه.
سيقول لك: يا عم هو أنا أريد أن أتعلق بحبل في الهواء!
أنا أريد صلة حقيقية بالله .. أريد أن أتعلق بحبل موصول بالله
أريد قدوة يطمئن له قلبي
أريد شيخ أحوال ... أريد إماما يأتمّ به قلبي
لا أريد شيخ معلومات .. فالمعلومات موجودة وفي متناول اليد ، طفحنا معلومات!
ِ
بالنسبة للشيعة فلديهم مفهوم آل البيت والإئمة ولديهم مراجعهم.
ِ
ونحن أهل السنة (كان) لدينا مفهوم اسمه أولياء الله الصالحين الذين يُرجع إليهم في الملمات والخطوب، ويُهتدى بسلوكهم وأساليبهم في الحياة.
نحن أهل السنة صار الأمر عندنا مقتصرا على (الاستفتاء)
وكأن الهداية بمفرداتها هي فقط عبارة عن فتاوى!
كلا ... هذه مصائر بشر وحيوات أناس باتوا ضائعين تائهين فاقدين للشعور بوجود السند الروحي الحقيقي المتصل. وأتكلم هنا عن المتصل حقا لا عن الإيحاءات النفسية والخيالات التطمينية.

ِ
طبعا أنا لا أقصد بـ (الولي) الشخص العادي الصالح المتقي... فهذا ولي بالمعنى الواسع للولاية.
ولكن الكلام هو عن الولي الكامل الوارث المحمدي الذي ورث أحوال وأنوار وحكمة النبوة فترجمها في حياته فكان أسوة يقتدى بها، وكان حصنا للخائفين، وطمأنينة للمتشككين، وسندا حقيقيا لمن يريد لروحه أن تشبك مع أرواح الأولياء والأنبياء.
(لا أتحدث عن خرافات هنا ، ولا عن أوهام بوذية تأملية) ...
وإنما أتحدث عن عالم الملكوت الموجود حقا في الخارج ... والذي هو غيب يقابل عالم الملك (الشهادة).


__________________________

بقلم الأستاذ : يسار إبراهيم الحباشنة - حفظه الله تعالى -
يوم : 27/07/2016